الجمعة، سبتمبر 21، 2007

لماذا لا يقتل إلا خصوم جعجع المسيحيين ؟

عن شبكة الفهر الإخباريّة
**

الخبير بشؤون الشرق الأوسط ريشار لوكرس رجل ثقافة وعلم ، تقاعد من عمله الرسمي منذ سنوات ودخل سلك البحث الأكاديمي الذي أطل من خلاله على شؤون الشرق الأوسط كواحد من الخبراء الأقل إلتصاقا بالنظرة الغربية لأسباب الأرهاب ولدور الولايات المتحدة في تغذية المنابع للإرهاب التكفيري بدءا من حرب أفغانستان ضد السوفيات إلى دورها الحالي في العراق .
ريشار لو كراس
بصراحة ، مللت من جماعة الرابع عشر من آذار ومن عهرهم وفجورهم الإعلامي والسياسي الذي لا يحده حد ولا يقف بوجه مده مد بعد أن أصيبت المعارضة اللبنانية بلوثة مراعاة السعودية درءا للفتنة وكأن السرطان الخبيث يمكن الإنتصار عليه بمسايرته ومداراته ، فسألت صديقي جان بول عن رأيه بالذي يجري في لبنان من وجهة نظره كباحث ومتابع ورجل خبير بالشؤون العربية فقال :
قبل أحداث حرب الجيش والإرهابيين في شمال لبنان (مخيم البارد) كان يمكن للمرء أن يفكر في وجاهة الإتهامات اللبنانية (يقصد قوى الرابع عشر من آذار) لسوريا أو لحلفائها بخصوص الإغتيالات . وأول الأسباب هو ان من يقتلون هم أعضاء في جماعات لا تكن الود لسوريا لا بل وتعاديها . إذا ما إستثنينا رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري صنيعة سوريا السياسية والشعبية لبنانبا بعد أن صنعته السعودية ماليا وديبلوماسيا .
ولكن بعد كل تلك التفاصيل والمعلومات المؤكدة والعلاقات المشبوهة والتحركات والأنشطة الواضحة المعالم لحركة فتح الإسلام ودورها وعلاقتها بمقتل بيار الجميل من جهة وعلاقاتها وتمويلها بأجهزة عربية (سعودية أردنية ) ولبنانية (جهاز المعلومات التابع لسعد الحريري ) وإعترافات عناصرها التي لم تنشر ولن تنشر برايي لأنها ستتسبب بضياع جهود جبارة بذلتها الإدارة الأميركية للسيطرة على مقاليد الأمور في لبنان وكشف تفاصيل علاقات فتح الإسلام والإرهابيين السنة بسعد الحريري وبحكومة السنيورة سيتسبب بتقوية المعارضة الحليفة لسوريا وسيثبت براءة سوريا أولا من علاقتها بهذه المنظمة الإرهابية وثانيا من علاقتها بالإغتيالات التي جرت في لبنان بعد مقتل رفيق الحريري لأن هذه المنظمة تولت نيابة عن من يدعمها (بندر بن سلطان والملك عبد الأردني وسعد الحريري؟)تفجير الأوضاع في لبنان وفق روزنامة تحتاجها قوى دولية لتمرير مخططات لا تقتصر على الساحة اللبنانية فقط .
قلت للصديق جان بول :
عزيزي أنا تعودت إن كتبت الا أستعمل كلمات مبهمة مثل قوى دولية (..) ولا جهات خارجية ولا حتى مصادر مسؤولة (....) لنعمم الفائدة وليكون كلامك موجها إلى القراء العرب بأفضل صورة سمي لي الأسماء والدول كما هي ..
حسنا قال لي ثم تابع :
كمراقب يبحث عما خلف الصورة لا عما في ظاهرها أقول :
حينما أقر القرار الف وتسعمائة وتسع وخمسين الشهير وفيه طلب إنسحاب سوريا من لبنان ضمنا وحل الميليشيات ومعناه حل قوات حزب الله . من كان سينفذ هذا القرار لولا مقتل الحريري ؟ بكل الطرق الديماغوشية والمنطقية للبحث والتفكير ، مقتل رفيق الحريري جاء ليكمل عمل من صاغوا القرار الدولي بعيدا عن حقيقة من قتل الحريري فعليا إلا إن عمله جاء لمصلحة أصحاب القرار الرامي لفصل المسار اللبناني السوري إقليميا .
ثم جاء مقتل صحافي وقيادي يساري ، بداية لا أهمية لهما ولا تأثير وأنا نفسي تساءلت ما فائدة مقتل هؤلاء على من قتلهم مهما كانت لجهة القاتلة ؟ فجأة رأينا قيادات الحكومة اللبنانية الموالية للغرب بقيادة السيد فؤاد السنيورة تطلب من الأف بي أي تقديم المساعدة للشرطة اللبنانية في التحقيق !! ثم رأينا خبراء المخابرات الأميركية يظهرون على شاشات التلفزة اللبنانية وهم يتفحصون سيارات الضحايا بشكل يؤكد أن من لبسوا ثياب خبراء المتفجرات في تحقيقات مقتل الصحافي سمير قصير والقيادي الشيوعي حاوي لم يكونوا من خبراء الأف بي أي أولا لطريقة عملهم الغير حرفية كما نقل إلي مصدر في الشرطة اللبنانية وثانيا لسرعة وصولهم إلى ساحة الجريمة ! فهل عرفت الأف بي أي أن السنيورة سيطلب مساعدتها فارسلت مسبقا خبراء مفرقعات إلى بيروت !؟ هؤلاء علمهم كان كسر الحاجز النفسي بين المعادين لاميركا في لبنان ومنهم حزب الله ومؤيدي رفيق الحريري على السواء ثم فحص ردات فعل شعبية وحزبية داخلية على تواجد علني للأميركيين وهو ما حصل حيث أن من لم يعترضوا على ظهور المحققين سهلوا بسكوتهم ظهور مدير الأف بي آي في بيروت ومساعديه من بعده ممن يلاحقون ويدعمون عمل أجهزة لبنانية لتصل إلى قوة تمكنها من مواجهة أعداء أميركا اللبنانيين (قاربت هذا الاهداف على التحقق) إن إغتيال حاوي وسمير قصير وكذلك التفجيرات في الأحياء المسيحية كان هدفه خلق مناخ يحصن حكومة السنيورة في وجه من يعارض خططها للإرتماء في أحضان الأميركيين وأجهزتهم .
هل تتصور بأن حزب الله المتهم بقتل الأميركيين وخطفهم في الثمانينات لم يحرك ساكنا ليعترض على تلك المشاهد والممارسات ؟ حزب معروف بعقيدته التي تعادي النفوذ الأميركي ويسكت عن زيارات مدراء الأجهزة الأميركية ومساعداتها التي تدفقت على مخازن أجهزة أمنية لبنانية !
نعم ، السبب في سكوت ذاك الحزب الجذري في عداءه للأميركيين هو عدم رغبته في الظهور بمظهر من يسهل قتل الشخصيات اللبنانية من جماعة الرابع عشر من آذار وسكوته جاء على خلفية الإغتيالات والتفجيرات وبسببها .
أما إغتيال الصحافي والنائب جبران تويني فهو واضح وضوح الشمس في مسبباته ونتائجه ، الأميركيين واللبنانيين الموالين لهم كان لديهم مشكلة معارضة حزب الله والمعارضة اللبنانية للمحكمة الدولية بصيغ قانونية مريحة للأميركيين فتم تجاوز تلك الإعتراضات بمقتل التويني وهنا ينبغي أن نضع إحتمالين ....إذا كان السوريين هم من قتلوا جبران تويني فماذا جنوا من ذلك غير تسهيل مهمة تشكيل المحكمة المطلوبة فقط لإدانتهم ! أو أن جهة أخرى كالإرهاب الأصولي السني المرعي من آل الحريري ومن السعوديين والأردنيين أو الإسرائيليين أو الأميركيين مباشرة أو عبر عملاء هم من قتلوا الرجل وقد جنوا الكثير من قتله حيث دفعوا بذلك قضية المحكمة إلى مقام التنفيذ والإقرار .
قلت لجان بول :
قرأت لكاتب لبناني هو حسام عيتاني مقالا يوم امس في صحيفة السفير مقالا يسخر من فكرة أن تساهم قوى الرابع عشر من آذار في إبادة نفسها فقال :
أنت تعرف أني استلم نشرة مترجمة يومية لأغلب الإفتتاحيات العربية الهامة وللاسف لم أحصل يوما رغم عشرين عاما من متابعاتي العربية على أي مقال للسيد عيتاني ولكن الفكرة لا يمكن حسمها بكلمات ، فكما لا يمكن أن نقول بمنطقية ظاهرية بأن قوى مناوئة لسوريا هي التي قتلت أعضائها (...) لا يمكننا أن ايضا أن نقول بأن سوريا تقتلهم في أحسن توقيت لأعدائها وفي أسواء توقيت لها وبشكل يصبح معها إتهام سوريا بقتل الضحايا المغتالين كأتهامها بالعمل كموظف إنعاش شعبية وكسر منافسين لسمير جعجع !
قد لا تكون القوى اللبنانية الموالية لأميركا هي من تقتل أعضائها ولكن ....هل قتل جعجع منافسيه من قبل أم لا ؟ هل قتل كتائبيين أم لا لا بل وقواتيين أيضا .. وماذا عن وليد جنبلاط ؟ هل هدد حلفائه بالإعدام السياسي (وربما الجسدي) إن تخلوا عن خطوط حمر وضعها الزعيم الدرزي بنفسه أما لا ؟؟ هل كان القتلة عاجزين عن الوصول لجعجع الزعيم المسيحي الأول في الرابع عشر من آذار فإستعاضوا عنه بقتل مناوئه وغريمه بيار الجميل ؟ هل مقتل غانم يوم أول من أمس يقدم أو يؤخر في الوضع اللبناني الداخلي كمقتل إفتراضي لجعجع مثلا؟؟
إن جماعة الرابع عشر من آذار عمادها آل الحريري و المؤسسة الدينية السنية الرسمية الموالية للسعودية بقيادة محمد رشيد قباني إلى أحضان سعد الحريري ، كما أن الطرف الثاني المؤثر في جماعة الرابع عشر من آذار هو البطريرك صفير الذي حفظ لجعجع موقعا في وجدان الراي العام المسيحي بدعمه المطلق له في مقابل ميشال عون والطرف الثالث وتأثيره اقل بكثير هو وليد جنبلاط ودوره أكبر من حجمه لدعم الحريري له ولحاجته لصوته التحريضي ضد حزب الله لأن ما يقوله جنبلاط لا يستطيع سعد قوله مراعاة لألاعيب السعودية - ايران في الحفاظ على وئام سني شيعي في لبنان .
الخلاصة أن سبعين عضو في الرابع عشر من آذار والمهمين والفاعلين ثلاثة لا غير ولو قتلت المخابرات الداعمة لهذه القوى كل الهامشيين من أعضائها وأبقت على ثلاثي جعجع جنبلاط حريري فلا شيء ستخسره وسيبقى التجمع المعادي لسوريا في نفس حجمه وقوته .
بيار الجميل قالوا أن سوريا قتلته ثم تبين بأنه قتل على يدي منظمة تمولها عائلة الحريري !!! ما معنى ذلك ؟ ومن خسر بقتل بيار الجميل وتوني غانم ؟؟ ومن المستفيد ؟ إن أول مستفيد من تحطيم حزب الكتائب وشخصياته هو سمير جعجع الذي يتزاحم وآل الجميل ورجالهم على نفس المناصرين وخسارة طرف وضعفه ستفيد طرفا آخر في نفس البيئة وليس أي طرف آخر فهل تسخر سوريا أجهزتها لتقوية سمير جعجع ؟؟
هذا في الفائدة الضيقة أما في البعد الأكبر فهناك التصريحات التي إنطلقت تطالب بقرار دولي يسبغ شرعية دولية على رئيس ينتخبه الموالون لأميركا ولو بعشر نواب ( ما يضحض مقولة إنقاص الأكثرية النيابية عبر الإغتيالات )
جان بول قال بأنه كمراقب يذهب عاطفيا وإعلاميا لإتهام سوريا غريزيا (لعداء غربي لكلمة سوريا بالوراثة من زمن صلاح الدين ) ولكني حين أراجع المعطيات لا أستطيع إلا تبرئتها والبحث عن غيرها لأتهمه بتلك العمليات الإجرامية لأن حصيلة كل عملية كانت ترتد فوائدا على أعداء سوريا ووبالا على حلفائها وعليها .
جان بول سأل : كيف أصبح القاضي المحقق في مقتل رفيق الحريري فجأة مشبوها بالمحاباة ؟ وما دقة القول بتزوير الشهود من قبل سعد الحريري والكلام عن إستعداد سيرج براميرتس للتحقيق معه ومع مروان حمادة الإعلامي الفرنسي اللبناني النشأة ؟ وهو موضوع ذكرته لو فيغارو بصراحة فهل جاءت عملية قتل أنطوان غانم بالصدفة في هذا التاريخ متزامنة مع كل هذه التفاصيل ؟ وهل تدويل الحدود اللبنانية السورية والإنتخابات الرئاسية ممكن بلا دماء وتفجيرات تمهد الطريق أمام الراغبين فيهما ومن جديد هل تقف سوريا على طلبات وتمنيات جماعة الرابع عشر من آذار ثم تنفذ ما يساعدهم على تحقيق أمانيهم وطلباتهم ؟؟

ليست هناك تعليقات: