الثلاثاء، سبتمبر 04، 2007

لا سلاح إلا سلاح الدولة اللبنانية!

سعيد علم الدين
وانتصر وطنٌ أرادوا له الاندثار:
- أو على الأقل وضعه على لائحة الانتظار في غرفة العناية القصوى تحت الأقدار إلى أن تعود الأندلس إلى الديار ويولي الشيطان الأصغر الأدبار عبر البحار وينهزم الشيطان الأكبر مع حلفائه الصغار على أيدي المقاومين اللبنانيين وينهار،
- أو بقاؤه مشلولا تحت رحمتهم العبثية دون قرار، وبلا دولة قوية تحميه لتنموا على حسابه وتترعرع ثم تبلعه رويدا رويداً دويلة الفقيه، المنهمكة بتمديداتها السرية الهاتفية من الجنوب إلى الشمال دون إذن وتصريح عابرة الحدود الى الحليف بشار وصولا إلى إيران الأم أو ملالي قُم،
- أو بقاؤه منهوكا بأمنه، منهمكا بسلمه، مخترقا من حدوده، منقسما على نفسه، ضعيف الإرادة وساحةً مستباحة لكل إرهابي عابر سبيل غدار كشاكر العبسي المجرم القتيل الذي أقنعوه أن الطريق إلى تحرير الأندلس لتعود إلى حظيرة الخلافة الإسلامية الرشيدة من جديد تمر في مخيم نهر البارد.
وهكذا كان الهدف، من إرساله وسهولة احتلاله للمخيم المحصن جدا جدا كما عرفنا فيما بعد، واستلامه دون أدنى مقاومة تذكر لمواقع وسلاح وذخيرة وملاجئ الفصائل الموالية لسورية الإرهابية كالقيادة العامة وفتح الانتفاضة، هو إسقاط الحكومة اللبنانية بعد أن عجزت كل محاولاتهم على النيل منها ومن صمود رئيسها، وإرباك الدولة الفتية وجيشها الخارج من عهد الوصاية البائد، بخلق تنظيم إرهابي جديد على طريقة الإرباك الحاصلة للدولة العراقية الفتية. أي عرقنة لبنان!
وتمهيدا لكل ذلك أصبحت الحكومة في نظر المحور الإلهي الإيراني السوري المتآمر من خامنئي إلى بشار إلى نصر الله حكومة السفير الأمريكي أي جزء من المشروع الأمريكي وأوهموا بذلك العبسي الذي صدق أكاذيبهم وأعلن أكثر من مرة أنه، إنما يواجه المشروع الأمريكي. أي أن القرار اللبناني "غصوب" من الإدارة الأمريكية حسب شطط التفكير النصر إلهي، وذلك لكي يظل لبنان ساحة لألاعيبهم الحقيقية، وأيضا الالكترونية التي فضحت حقيقة تفكيرهم الإجرامية الشريرة بلعبة احتلال السراي وقتل أعضاء الحكومة وتصفية نواب 14 آذار.
وجاءهم الرد بالقرار السياسي الحر من رئيس الحكومة اليقظ مع وزرائه على مصلحة البلاد الأستاذ فؤاد السنيورة، الذي أعطى للجيش الضوء الأخضر بالرد الحاسم المناسب على الجرائم التي ارتكبت بحق الجيش في نهر البارد.
واستعمل الجيش بذكاء في حربه ضد العصابة الدموية الشرسة أسلوب القضم بدل الحسم. وبدأ بقضم المخيم المتمرد بعد إخلائه من المدنيين إلى أن أعاده صاغرا إلى السيادة اللبنانية منهيا آمال الحلف المتآمر.
وهكذا انقلب السحر على الساحر! وبدل أن يكون نهر البارد بؤرة أمنية متفجرة لعرقنة لبنان عاد بهمة جيشنا الباسل إلى كنف السلطة اللبنانية ولن يخرج عنها.
الثمن كان باهظا جدا جدا: للجيش 158 شهيدا، وللجوار اللبناني دمار وخراب وشهداء، وللإخوة من المدنيين الفلسطينيين شهداء ودمار وتهجير.
ولهذا لا سلاح في نهر البارد وكل لبنان إلا سلاح الدولة اللبنانية الشرعية! لا عودة للفصائل المسلحة نهائيا بعد أن حررت سواعد الجيش المخيم من عملاء المخابرات السورية وفي مقدمتهم جماعة القيادة العامة لأحمد جبريل. الشعب اللبناني كله وبالأخص أهل الجوار من دير عمار مرورا بالمنية وبحنين والمحمرة والعبدة وببنين إلى باقي قرى عكار سيرفضون رفضا قاطعا ولن يسمحوا أصلا بعد الذي حدث بوجود أي سلاح في مخيم نهر البارد غير السلاح الشرعي اللبناني من جيش وقوى أمن داخلي وأمن دولة.
لا ننسى هنا أن السنيورة هو رئيس وزراء أول حكومة لبنانية حرة شرعية دستورية منتخبة منذ احتلال النظام السوري الفئوي للبنان عام 76. حيث كان هذا النظام ينصِّبُ الحكام ويمدد لهم على الدوام ويمنح الكراسي للمنبطحين من "الأزلام".
وَيُفرقُ بين اللبنانيين وعائلاتهم وأحزابهم ويسود، من خلال زرعها بطوابير العملاء، وممارسته بمكر وخبث لشعار "فرق تسد" الاستعماري الشهير. وزاد في طغيانه أو غروره الصبياني اغتيال القادة والزعماء، وتشريع الفساد إلى أن طردته انتفاضة الاستقلال من البلاد.
وقوّى فريقاً على فريق، حتى أنه خلق دولة في قلب الدولة. ومن هنا فلا عجب أن تظهر قوى 8 آذار بمنطقها الأعوج سورياً، وتفكيرها المستورد إيرانياً، وتعارض قيام الدولة.
ولكن! انكشف هذا النظام على حقيقته لجميع اللبنانيين على مَرْ أو مُرْ هذه السنين بأنه نظامٌ مخابراتيٌّ بشع جشع مصاص دماء، فزادهم وحدةً رائعةً تجلت في تعلقهم بوطنهم وتلاحمهم مع جيشهم، الذي قدم على مذبح دولة "لبنان الكبير" وبمساحته المتواضعة من 10452 كلم2 خيرة الشهداء.
وهكذا لم تكن معارك نهر البارد سوى التعبير الحقيقي عن إرادة شعب حر، يرفض الخنوع والإذلال بعد أن قاسى الأمرين طيلة عقود من أشباهِ أشقاء وبضع عملاء جلبوا له الشقاءَ والخراب والمآسي المتواصلة والبلاء!
فرد عليهم السنيورة بطل الصمود في وجوههم المأزومة، والتصدي لمؤامراتهم المهزومة، وممانعة مشاريعهم الملغومة، في خطاب النصر التاريخي من السراي الكبير وكأنه يعلن قيام دولة لبنان الكبير، ولكن بدماء شهداء الجيش هذه المرة، وبالثلاث وبإصرار:
سيبقى لبنان! سيبقى لبنان! سيبقى لبنان!
ومما قاله بلسان كل اللبنانيين والعرب المخلصين: "ان هذا المخيم الذي عاد الى كنف الوطن سيكون تحت سلطة الدولة اللبنانية دون سواها".
ثم اردف بلسان كل اللبنانيين والعرب المخلصين: "ستحفظ الدولة الوطنية وسيحفظ الجيش الوطني امن لبنان واستقراره ولن تكون هناك سلطة على ارض لبنان ، ولا مونة على امنه من أي جهة ، ولا لأي جهة".
وانقلب السحرُ على الساحر ووقع في يد نظام آل أسد المخابراتي الحاقد في الأساس على قيام دولة "لبنان الكبير". فتخلخلت مفاصله، وانقسم ظهره مع جماعته بنهاية عصابة مخابراته في نهر البارد، وستنكسر شوكته نهائيا في كل لبنان السيد الحر.
هؤلاء هم جماعة سايكس بيكو الجدد من عرب وفرس أو أصحاب ما يسمى ضرب المشروع الأمريكي بالسيف والترسف. وبالحقيقة هم يدمرون الحلم العربي في الوحدة وقيام دول عربية ديمقراطية عصرية قوية وأيضا حل مقبول وعادل للقضية الفلسطينية.ما نقوله لهذا البطل المقاوم الأستاذ السنيورة سدد الله خطاك في إعادة لبنان المخطوف إلى اللبنانيين وحفظك الله من كل مكروه لتعيد البسمة والفرحة إلى أطفال لبنان وفلسطين.

ليست هناك تعليقات: