سعيد علم الدين
إن هجمة المحور الإلهي الإيراني السوري الوقحة على دولة لبنان وحكومته وشعبه وأكثريته البرلمانية والتدخل العسكري المباشر من خلال تهديد ربيبهم نبيه بري "بالشر المستطير" في فرض رئيس للجمهورية، تَفرِضُ على الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم التدخل لمساعدتنا.
فنحن نريد رئيسا فعليا لا شكلياً يقود لبنان إلى بر الأمان ولا يرميه لقمة سائغة في فم إسرائيل وسوريا وإيران!
ولكي نستخلص العبر من دروس التاريخ في محاولة لاستقراء الوضع اللبناني الراهن لا بد من سرد هذه الوقائع.
بعد خسارة ألمانيا الحرب العالمية الثانية واحتلالها من قبل الحلفاء حيث سيطرت القوى الغربية أمريكا فرنسا وبريطانيا على غربها بينما سيطر الاتحاد السوفيتي على شرقها، دب الخلاف العقائدي الشيوعي الاشتراكي من ناحية والرأسمالي الليبرالي من ناحية أحرى بين المنتصرين، ووقعت ألمانيا فريسةً لا حول ولا قوة بين الفكَّين.
الروس المنتصرون مصرون على تصدير ثورتهم الحمراء عَبرها إلى كل أنحاء العالم للسيطرة على أوروبا والقضاء على الإمبريالية الغربية والرأسمالية الجشعة ونشر لواء الاشتراكية وتحقيق المجتمع الشيوعي السعيد. القوى الغربية الرأسمالية المنتصرة هي الأخرى وجدت في الانفلاش الروسي الأممي تهديدا مباشراً لأمنها الوطني ولمصالحها الاستراتيجية في العالم.
المهم هذا الخلاف العقائدي فرض الانقسام تلقائيا على الألمان بين غربية تحتلها قوى الحرية الديمقراطية، وشرقية تحتلها الدكتاتورية الستالينية.
تماما كالوضع في لبنان حاليا بين قوى 14 آذار الديمقراطية الحرة مدعومة من القوى العربية المعتدلة والديمقراطية في العالم وميليشيات 8 آذار المسلحة حتى الأسنان من قبل دكتاتورية بشار وصواريخ ملالي إيران.
وكان قبل أن يشتد الخلاف بين حلفاء الأمس ويتحول إلى حرب باردة بين المعسكرين، أن جرت انتخابات برلمانية حرة برعايتهم في كل المانيا لقيام نظام سياسي ديمقراطي جديد بعد انهيار النظام النازي الشمولي.
الزعيم السوفيتي ستالين انتهز فرصة انشغال الغربيين بمهرجانات النصر والرقص في شوارع لندن وواشنطن وباريس، وأراد دق إسفينا بين الحلفاء الغربيين والغربية يحقق أطماعه في السيطرة على أوروبا، فعرض على الزعيم الألماني كونراد أديناور عرضا مغريا جدا ألا وهو: أن يكون مستشارا لكل ألمانيا الموحدة شرقا وغربا شرط أن يتعاون مع الروس، أو بالأحرى ينصاع لوصايتهم ويحقق سياستهم، أو بالعربي"المشبرح" يكون دمية لهم.
الداهية أديناور فهم اللعبة وأبعاد ما يرمي إليه ستالين بعرضه المسيل للعاب، الهادف من خلاله إلى تعطيل قيامة ألمانيا وتحويلها من الطريق الديمقراطي السوي إلى طريق الديمقراطية المشوهة تحت مسميات لا حصر لها كديكتاتورية البروليتاريا مثلا.
كان رد أديناور تاريخيا، رافضا العرض، قائلا بما معناه:
" الأفضل أن أكون مستشارا فعليا لنصف ألمانيا على أن أكون مستشارا شكلياً لكل ألمانيا".
زبدةُ الحديثِ أننا نطالب في لبنان برئيس للجمهورية لبناني بالكامل وليس بربع لبناني وربعٍ سوري ونصفٍ إيراني.
المطلوب اليوم في لبنان هو رئيسٌ للجمهورية حرٌ فعليٌّ ديمقراطيٌ وليس شكلا عسكريا وشكلةً على الصدر على شاكلة لحود وعون وأشكالهما من دمى.
أي رضي أديناور بأن يقبض على عصفور باليد على أن يعدَهُ الروس بعشرات العصافير على الشجرة.
المطلوب اليوم في لبنان هو رئيسٌ للجمهورية يقبض على ناصية الحكم مع وزرائه كقبض العصفور باليد ويعمل لمصلحة لبنان اولا ويحقق طموحات الشعب المليوني الذي هدر في 14 آذار مطالبا بالحرية والسيادة والديمقراطية والحقيقة والمحكمة والاستقلال وقيامة الدولة وسلطتها الفعلية وليست الوهمية فوق كامل أراضيها.
لأن أديناور كمستشار فعلي لنصف ألمانيا سيحكم هذا النصف بالفعل، أما شكلي لكل ألمانيا فسيكون دمية روسية وأمريكية يتقاذفها الحلفاء حسب مصالحهم.
ولأن رئيس جمهورية لبناني توافقي حسب تهديدات حسن ومناورات بري وسخافات عون وتهديداتهم المستمرة سيكون رئيسا مكبلا بالتوافق لمصلحة إيران وسورية وعلى حساب مصلحة لبنان.
وصدق حدس أديناور في رفضه المساومة على صلاحيته كمستشار فعلي يَحْكُمُ وليس دميةً تُحْكَم.
وهكذا استطاع قيادة ألمانيا الغربية الديمقراطية بسياسته الحكيمة قيادة بارعةً وبنجاح أخاذ أدى خلال سنوات حكمه ليس فقط لانتشالها من مستنقعات الحرب ومآسيه بل والوصول بها سريعا إلى الأعجوبة الاقتصادية الرائدة، لتحتل فيما بعد مرتبة أقوى قوة اقتصادية في العالم، وتضاهي بذلك أمريكا واليابان. ليس هذا فحسب، بل واستطاعت ألمانيا الغربية بقوتها الاقتصادية وليس الحربية إعادة توحيد البلاد كما خطط أديناور، وذلك حسب دستور البلاد الذي شارك بصياغته عام 49 وقامت على أساسه ألمانيا الغربية. حيث ثار شعب ألمانيا الشرقية المحكوم من الروس عام 89 وأسقط نظام هونيكر العميل أو لحود ألمانيا الثقيل الدم بمظاهرة مليونية سلمية.
ماذا لو ساوم أديناور؟ وماذا لو قبل العرض المغري؟ وماذا لو كان لعبة بيد الروس؟ هل سيستطيع الانطلاق بألمانيا كما يريد؟ بالتاكيد لا!
وماذا لو تساوم قوى الأكثرية على رئيس ربع لبناني؟ وماذا لو قبلت عرض بري الملغوم بتعطيل الجلسة بحجة عدم اكتمال النصاب؟
هل سيستطيع الرئيس اللبناني القادم الانطلاق بلبنان بحرية وكما تطالب الأكثرية الشعبية؟ بالتأكيد لا!
لولا موقف أديناور الحازم ولما وصلت ألمانيا الموحدة إلى ما هي عليه اليوم من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي وتقدم ومرتبة محترمة بين الدول العظمى.
فالاتحاد السوفيتي الستاليني الذي كان أداة تعطيل أصلا بنظامه الخشبي الصنمي الدموي العقائدي المخابراتي الاستبدادي ما كان ليسمح البتة لألمانيا بالانطلاق وبناء نظامها السياسي بحرية، ولمنعها من السير على الطريق الديمقراطي الصحيح لتصبح دولة قوية، سيدة، ديمقراطية مستقلة. فهو اصلا لم يكتشف هذه الطريق الا بعد 70 سنة من التيه. انتهت به إلى الانهيار الكامل، عطل خلالها بوصايته وفكره الشمولي العقيم دول أوروبا الشرقية أكثر من أربعين سنة عن بناء دول سيدة مستقلة ديمقراطية.
تماما كالنظام السوري الخشبي الصنمي الدموي العقائدي المخابراتي الاستبدادي الذي شوه الديمقراطية اللبنانية العريقة ولم يسمح لها خلال 30 سنة من احتلاله السيئ للبنان من الانطلاق. وما نراه اليوم من انقلاب جماعات النظام السوري، على الديمقراطية وتعطيل البلاد والتلاعب بالنصوص الدستورية والمواثيق، لهو أكبر دليل على ذلك، وعلى أن هذا النظام ما زال من خلال ميليشياته المسلحة ومنها المجرمة يتابع التخريب في لبنان. وكما انهار النظام السوفيتي انهيارا مدويا وتحررت الدول وعادت إلى شعوبها سينهار النظام السوري انهيارا مدويا وتتحرر سورية قريبا جدا وتعود إلى أهلها الشرفاء. الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت السيئة للوريث.
إن هجمة المحور الإلهي الإيراني السوري الوقحة على دولة لبنان وحكومته وشعبه وأكثريته البرلمانية والتدخل العسكري المباشر من خلال تهديد ربيبهم نبيه بري "بالشر المستطير" في فرض رئيس للجمهورية، تَفرِضُ على الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم التدخل لمساعدتنا.
فنحن نريد رئيسا فعليا لا شكلياً يقود لبنان إلى بر الأمان ولا يرميه لقمة سائغة في فم إسرائيل وسوريا وإيران!
ولكي نستخلص العبر من دروس التاريخ في محاولة لاستقراء الوضع اللبناني الراهن لا بد من سرد هذه الوقائع.
بعد خسارة ألمانيا الحرب العالمية الثانية واحتلالها من قبل الحلفاء حيث سيطرت القوى الغربية أمريكا فرنسا وبريطانيا على غربها بينما سيطر الاتحاد السوفيتي على شرقها، دب الخلاف العقائدي الشيوعي الاشتراكي من ناحية والرأسمالي الليبرالي من ناحية أحرى بين المنتصرين، ووقعت ألمانيا فريسةً لا حول ولا قوة بين الفكَّين.
الروس المنتصرون مصرون على تصدير ثورتهم الحمراء عَبرها إلى كل أنحاء العالم للسيطرة على أوروبا والقضاء على الإمبريالية الغربية والرأسمالية الجشعة ونشر لواء الاشتراكية وتحقيق المجتمع الشيوعي السعيد. القوى الغربية الرأسمالية المنتصرة هي الأخرى وجدت في الانفلاش الروسي الأممي تهديدا مباشراً لأمنها الوطني ولمصالحها الاستراتيجية في العالم.
المهم هذا الخلاف العقائدي فرض الانقسام تلقائيا على الألمان بين غربية تحتلها قوى الحرية الديمقراطية، وشرقية تحتلها الدكتاتورية الستالينية.
تماما كالوضع في لبنان حاليا بين قوى 14 آذار الديمقراطية الحرة مدعومة من القوى العربية المعتدلة والديمقراطية في العالم وميليشيات 8 آذار المسلحة حتى الأسنان من قبل دكتاتورية بشار وصواريخ ملالي إيران.
وكان قبل أن يشتد الخلاف بين حلفاء الأمس ويتحول إلى حرب باردة بين المعسكرين، أن جرت انتخابات برلمانية حرة برعايتهم في كل المانيا لقيام نظام سياسي ديمقراطي جديد بعد انهيار النظام النازي الشمولي.
الزعيم السوفيتي ستالين انتهز فرصة انشغال الغربيين بمهرجانات النصر والرقص في شوارع لندن وواشنطن وباريس، وأراد دق إسفينا بين الحلفاء الغربيين والغربية يحقق أطماعه في السيطرة على أوروبا، فعرض على الزعيم الألماني كونراد أديناور عرضا مغريا جدا ألا وهو: أن يكون مستشارا لكل ألمانيا الموحدة شرقا وغربا شرط أن يتعاون مع الروس، أو بالأحرى ينصاع لوصايتهم ويحقق سياستهم، أو بالعربي"المشبرح" يكون دمية لهم.
الداهية أديناور فهم اللعبة وأبعاد ما يرمي إليه ستالين بعرضه المسيل للعاب، الهادف من خلاله إلى تعطيل قيامة ألمانيا وتحويلها من الطريق الديمقراطي السوي إلى طريق الديمقراطية المشوهة تحت مسميات لا حصر لها كديكتاتورية البروليتاريا مثلا.
كان رد أديناور تاريخيا، رافضا العرض، قائلا بما معناه:
" الأفضل أن أكون مستشارا فعليا لنصف ألمانيا على أن أكون مستشارا شكلياً لكل ألمانيا".
زبدةُ الحديثِ أننا نطالب في لبنان برئيس للجمهورية لبناني بالكامل وليس بربع لبناني وربعٍ سوري ونصفٍ إيراني.
المطلوب اليوم في لبنان هو رئيسٌ للجمهورية حرٌ فعليٌّ ديمقراطيٌ وليس شكلا عسكريا وشكلةً على الصدر على شاكلة لحود وعون وأشكالهما من دمى.
أي رضي أديناور بأن يقبض على عصفور باليد على أن يعدَهُ الروس بعشرات العصافير على الشجرة.
المطلوب اليوم في لبنان هو رئيسٌ للجمهورية يقبض على ناصية الحكم مع وزرائه كقبض العصفور باليد ويعمل لمصلحة لبنان اولا ويحقق طموحات الشعب المليوني الذي هدر في 14 آذار مطالبا بالحرية والسيادة والديمقراطية والحقيقة والمحكمة والاستقلال وقيامة الدولة وسلطتها الفعلية وليست الوهمية فوق كامل أراضيها.
لأن أديناور كمستشار فعلي لنصف ألمانيا سيحكم هذا النصف بالفعل، أما شكلي لكل ألمانيا فسيكون دمية روسية وأمريكية يتقاذفها الحلفاء حسب مصالحهم.
ولأن رئيس جمهورية لبناني توافقي حسب تهديدات حسن ومناورات بري وسخافات عون وتهديداتهم المستمرة سيكون رئيسا مكبلا بالتوافق لمصلحة إيران وسورية وعلى حساب مصلحة لبنان.
وصدق حدس أديناور في رفضه المساومة على صلاحيته كمستشار فعلي يَحْكُمُ وليس دميةً تُحْكَم.
وهكذا استطاع قيادة ألمانيا الغربية الديمقراطية بسياسته الحكيمة قيادة بارعةً وبنجاح أخاذ أدى خلال سنوات حكمه ليس فقط لانتشالها من مستنقعات الحرب ومآسيه بل والوصول بها سريعا إلى الأعجوبة الاقتصادية الرائدة، لتحتل فيما بعد مرتبة أقوى قوة اقتصادية في العالم، وتضاهي بذلك أمريكا واليابان. ليس هذا فحسب، بل واستطاعت ألمانيا الغربية بقوتها الاقتصادية وليس الحربية إعادة توحيد البلاد كما خطط أديناور، وذلك حسب دستور البلاد الذي شارك بصياغته عام 49 وقامت على أساسه ألمانيا الغربية. حيث ثار شعب ألمانيا الشرقية المحكوم من الروس عام 89 وأسقط نظام هونيكر العميل أو لحود ألمانيا الثقيل الدم بمظاهرة مليونية سلمية.
ماذا لو ساوم أديناور؟ وماذا لو قبل العرض المغري؟ وماذا لو كان لعبة بيد الروس؟ هل سيستطيع الانطلاق بألمانيا كما يريد؟ بالتاكيد لا!
وماذا لو تساوم قوى الأكثرية على رئيس ربع لبناني؟ وماذا لو قبلت عرض بري الملغوم بتعطيل الجلسة بحجة عدم اكتمال النصاب؟
هل سيستطيع الرئيس اللبناني القادم الانطلاق بلبنان بحرية وكما تطالب الأكثرية الشعبية؟ بالتأكيد لا!
لولا موقف أديناور الحازم ولما وصلت ألمانيا الموحدة إلى ما هي عليه اليوم من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي وتقدم ومرتبة محترمة بين الدول العظمى.
فالاتحاد السوفيتي الستاليني الذي كان أداة تعطيل أصلا بنظامه الخشبي الصنمي الدموي العقائدي المخابراتي الاستبدادي ما كان ليسمح البتة لألمانيا بالانطلاق وبناء نظامها السياسي بحرية، ولمنعها من السير على الطريق الديمقراطي الصحيح لتصبح دولة قوية، سيدة، ديمقراطية مستقلة. فهو اصلا لم يكتشف هذه الطريق الا بعد 70 سنة من التيه. انتهت به إلى الانهيار الكامل، عطل خلالها بوصايته وفكره الشمولي العقيم دول أوروبا الشرقية أكثر من أربعين سنة عن بناء دول سيدة مستقلة ديمقراطية.
تماما كالنظام السوري الخشبي الصنمي الدموي العقائدي المخابراتي الاستبدادي الذي شوه الديمقراطية اللبنانية العريقة ولم يسمح لها خلال 30 سنة من احتلاله السيئ للبنان من الانطلاق. وما نراه اليوم من انقلاب جماعات النظام السوري، على الديمقراطية وتعطيل البلاد والتلاعب بالنصوص الدستورية والمواثيق، لهو أكبر دليل على ذلك، وعلى أن هذا النظام ما زال من خلال ميليشياته المسلحة ومنها المجرمة يتابع التخريب في لبنان. وكما انهار النظام السوفيتي انهيارا مدويا وتحررت الدول وعادت إلى شعوبها سينهار النظام السوري انهيارا مدويا وتتحرر سورية قريبا جدا وتعود إلى أهلها الشرفاء. الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت السيئة للوريث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق