الخميس، سبتمبر 27، 2007

مصادر لبنانية تؤكد: النائب المغدور عاد لإتمام مصالحة وتحالف بين العونيين والكتائب ...ضد جعجع


خضر عواركة

عن شبكة الفهد

أكدت مصادر لبنانية مقربة من النائب المغدور أنطوان غانم بأن الأخير عمل بعد إنتخابات المتن الشمالي على صياغة ورقة تفاهم ومصالحة وتحالف بين والكتائب العونيين .تلك الإنتخابات التي
إنتهت بخسارة الرئيس السايق أمين الجميل وسقوطه المدوي بما يمثله من زعامة مسيحية تقليدية في المنطقة أمام مرشح التيار العوني الذي لم يدخل عالم السياسة والشهرة إلا في وقت الإنتخابات ، وإعتبر سقوط الجميل تطور نتج عنه أمر بالغ الوضوح وهو سقوط فرصه في الرئاسة والزعامة المسيحية التابعة لقوى الرابع عشر من شباط والرابح الوحيد كان سمير جعجع الذي أزاح الجميل من طريقه بعد أن أزاحت عملية الإغتيال إبنه بيار من قبل .

المصادر اللبنانية أكدت بأن مواقف الجميل بخصوص الصراع الداخلي تغيرت في العمق بعد إنكشاف تورط فتح الحريري الشهيرة بفتح الإسلام في مقتل إبنه وثبوت تمويل سعد الحريري لتلك المنظمة الإرهابية وعملها منذ نشأتها بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها سعد نفسه عبر أزلامه .
ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير تمثلت في إستغلال سمير جعجع للفراغ الذي أحدثه موت بيار كتائبيا ومسارعته للإتصال بالموالين لآل الجميل لإكتسابهم إلى صفه تمهيدا للإنتخابات المقبلة على زعامة حزب الكتائب التي كان قد خسرها جعجع نفسه في العام 1992 لصالح جورج سعادة وكريم يقرادوني .

وزاد الطين بلة مسارعة المستزعم جعجع في الشهر الماضي لعقد إجتماع في مقره العسكري في معراب شمال شرق بيروت دعى إليه مسيحيي الرابع عشر من شباط متخذا لنفسه صفة المسيحي الأول في هذه القوى المتحالفة مع آل الحريري وجنبلاط .

وقد أصر الرئيس السابق أمين الجميل على رد إعتباره مقابل جعجع بعقد إجتماع مسيحي ثاني برئاسته في دارته في بكفيا ولكن جعجع افشل ذاك الإجتماع بمعاونة الحريري وجنبلاط فكان أن سارع الجميل إلى زيارة الرئيس نبيه بري والإعلان من على بابه بأنه مع إنتخاب رئيس وفاقي بالثلثين وليس بالنصف زائد واحد كما يخطط جعجع وسعد الحريري ووليد جنبلاط . شقة الخلاف بين الحلفاء إتسعت فدخل النائب أنطوان غانم على خط الوساطة بين الجميل وميشال عون وتوصل إلى صيغة تعاون بين الطرفين تبدأ بترطيب الأجواء وربما تنتهي بوثيقة تفاهم كتلك التي وقعها عون مع حزب الله والهدف من ذلك هو قطع الطريق من قبل الطرفين على تمدد جعجع في وسط شعبية الكتائب المتهاوية والمبعثرة أصلا.

هذه المعطيات لفتت نظر المصادر اللبنانية السابقة الذكر التي أكدت ايضا بأن رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني أصر بعد جريمة إغتيال أنطوان غانم على القول بأنه واثق من عدم علاقة سوريا بقتله لأنه كان الأكثر إستعدادا للحفاظ على شعرة معاوية مع حلفائها وكان ممن قصدهم وليد جنبلاط بتهديده لحلفائه إن قبلوا بالتسوية .

إنطوان غانم كتائبي نعم ولكنه إنتخب في العام الفين نائبا في زمن التواجد السوري ممثلا لحزب الكتائب تحت زعامة بقرادوني الحليف القريب من رئيس الجمهورية إميل لحود وبالتالي لم يكن شخصا صداميا ولا متطرفا بل هو معروف بقربه رغم كل الأزمات من نواب وزعماء المعارضة وكان على تواصل مع الجميع وما يلفت أن الرجل عاد من الخارج متبعا تعليمات أمنية وضعها جهاز المعلومات وتتضمن إستعمال هاتف لا يمكن إلتقاطه وهو الهاتف الذي إستعمله بعد عودته إلى لبنان من ابو ظبي بأسم مستعار ولم يكن على موعد مسبق مع المحامي الذي قتل وهو يهم بالخروج من مكتبه في سن الفيل ، بل هو تواصل معه فجأة.

وقضى في زيارته ساعة فقط، كانت كافية ليعرف من يراقب هاتفه الخاص المحصن ضد المتابعة، أين يتواجد غانم في تلك اللحظات. فإستقدمت السيارة التي تحمل المتفجرات ووضعت في موقف مقابل لموقف المحامي سمير شبلي وتم تفجيرها لحظة صعود غانم في سيارة مستأجرة في نفس اليوم، وبإسم وهمي أيضا فهل هناك من شك أن هناك علاقة ما بين مقتل النائب المغدور وبين تحديد مكانه عبر الهاتف الخاص ؟ والسؤال، هل هناك من سيستجوب جهاز المعلومات الذي يملك وحده قدرات تقنية تستطيع إختراق شبكة الهواتف الخاصة تلك ؟ ومن المعروف أن جهاز المعلومات وحده بإعتراف الجميع من يملك في لبنان أجهزة تنصت ومتابعة متطورة لا مثيل لها في كل الشرق الأوسط إلا في عدة بلدان عربية غنية (وفي إسرائيل) حصل عليها من الأف بي أي بتمويل إماراتي العام الماضي ؟ وهل هناك من سأل جهاز المعلومات لماذا لم يستطع حماية ثمانية من الشخصيات التي لم تكن تركن لغيره لحمايتها؟؟ وهل هناك من يحاسبه على فشله أو يسأل عن الأسباب ؟ وهل هناك من علاقة بين تقوية نفوذ جعجع بنصف مليار دولار قبضها من سعد الحريري لصرفها على دحر شعبية الجنرال ميشال عون داخل الطوائف المسيحية وبين قتل منافسي جعجع ؟
قديما إرتكب بشير الجميل المجازر ضد حزب الأحرار المسيحي تحت شعار توحيد البندقية المسيحية ، فهل يقوم جهاز عالمي أو محلي ما بتوحيد بندقية مسيحيي الرابع عشر من شباط تحت قيادة سمير جعجع بالتفجيرات ؟؟

ليست هناك تعليقات: