الأحد، سبتمبر 16، 2007

وماذا عن مكافأة للقبض على العبسي؟

سعيد علم الدين
نهنئ القوى الأمنية عامة والجيش اللبناني خاصة على هذا الصيد الثمين الذي وقع بين أيديهم. لقد أثبتت هذه القوى مجتمعة أنها عندما تحصل على التفويض السياسي الحازم في القيام بواجباتها تصبح الحصن الحصين والسد المنيع القادر على حماية الوطن من أعداء الداخل والخارج. وأكدت بنجاحها هذا على أنها ساهرة حقا على أمن المواطن وسلامة وطن محروسٍ برموش عيون أبنائه الشرفاء ومحبيه من أشقاء وأصدقاء: ليكون إلى الأبد سيدا حرا عربيا أبيا ديمقراطيا مستقلا بقرار لبناني خالص دون تدخلات في أموره، ولكي يتم انتخاب رئيس جمهوريته بضمير حي من قبل نوابه الأحرار وليس من عملاء أنظمة الشعوبية والخوارج، ولكي يعود أيضا كما كان بلدا للأمان والازدهار، والسلام والاستقرار، والنجاح والاستثمار، والسياحة والاصطياف، وملتقى الأحبة بعد فراق طال، ولقاء عشاق البحر والجبل وضفاف الأنهار وجارة الوادي والكلمة الحرة والفن الرفيع ورحيق الأزهار.
فأهلا بالأشقاء العرب المخلصين ليتحلى لبنان بوجودهم وليتمتعوا في وطنهم الآمن. أهلا بكل مصطاف يريدُ أن يتنزه بعد عناء ويتنسم طيب الهواء. أهلا بكل محب لبلاد الأرز ذات القلب المضياف. لا للأشقياء الإرهابيين الحاقدين ومن أرسلهم من وراء الحدود لتعطيل موسم الاصطياف وفي تناغم مع حزب الآلهة الفارسي الأهداف، والذي حول الوسط التجاري إلى ساحة "للشبيحةِ" والأشباح والتنابل.
أهلا بالأصدقاء الأوفياء في سعيهم الدائب لكي نتجاوز العقبات ونَحُلَّ المشاكل. لا للحاشرين أنوفهم بقضايا الأمة العربية تجارة ورياءً وشراء ذمم وضمائر بدولار النفاق، وكل ذلك من وعلى حساب الدماء العربية الطاهرة.
حتى الآن لم نسمع أن إيرانيا واحدا سقط مفتاحه في سبيل الدفاع عن غزة أو تحرير فلسطين أو الجنوب اللبناني!
حتى الآن لم نسمع أن إيرانيا واحدا سقط مفتاحه في مواجهة الجيش الأمريكي في العراق!
سمعنا عن سقوط مفاتيح كثيرة في مستنقعات الحرب العراقية الإيرانية. سمعنا عن جواسيسهم المنتشرة اليوم في العراق المغلوب على أمره، توزع الموت والمتفجرات وتتاجر بالموبقات والمخدرات لتخريب دولته وتشويه شخصيته الفذة. وفي ضيق أفق العميان والتخبط في الظلام هم يرسلون السلاح الى طالبان والنظام السوري يرسل "فتح الاسلام" الى لبنان.
نهنئ القوى الأمنية اللبنانية على هذا النجاح الأمني الكبير الذي تحقق باعتقالهم المجرم طه وعقبال رأس الأفعى العبسي وباقي الإرهابيين الفارين أن يقعوا جميعا في قبضة العدالة ليلاقوا القصاص الحازم بما جنته أيديهم من قتل وإجرام ودمار وتدنيس لأرض لبنان.
وهكذا تمكنت فجر السبت 15 أيلول وحدات من الجيش اللبناني من إلقاء القبض على المسؤول الاعلامي لتنظيم "فتح آصف شوكت" المعروف بأبي سليم طه وهو محمد صالح دواوي فلسطيني سوري من مخيم اليرموك وثلاثة مسلحين آخرين وهم عمر محمد عثمان سوري الجنسية، والمغرر به فتحي بن نصر تونسي، والمغرر به عامر سلمان سعودي، في منطقة جبل تربل ، بينما كانوا يحاولون الدخول الى مخيم البداوي للإخوة الفلسطينيين.
رغم أننا نهنئ القوى الأمنية إلا أنه لا بد من القول أن حظ لبنان كان كبيرا جدا بإلقاء القبض على هذه المجموعة الشريرة في المكان واللحظة المناسبة وقبل وصولها إلى مخيم البداوي. لأنه لو استطاعت الوصول إلى المخيم لوجدت بالتأكيد الملاذ الآمن في أقبية وسراديب فتح الانتفاضة التي هي أصلا فتح الاسلام أو في جحور ومواخير القيادة العامة احمد جبريل التي هي أصلا المخابرات السورية أو تحت جبب وعباءات مشايخ بلحى درجة سفلى من الفهم والذكاء تعاطفت مع هؤلاء القتلة وجمعت لهم التبرعات في نهر البارد، ولاستطاعت في مربعها الأمني الخارج عن سلطة الدولة وبهدوء تشكيل خلايا من جديد وتجنيد شباب عرب تائهين عبر الانترنت والتغرير بهم ومتابعة أجرامها بطريقة سرية مخابراتية من الصعب كشفها في السطو والنهب والتفجير والاغتيالات لضرب الاستقرار والعبث بالأمن والسلم وخلق جو من البلبلة والرعب في طرابلس والشمال ولبنان عامة. نحن لا نتهم هنا أهل المخيم من الإخوة الفلسطينيين الشرفاء المحبين للبنان!
فلنفترض أن هذه المجموعة وصلت سالمة إلى المخيم ووجدت الملاذ الآمن.
ولنفترض أيضا ان المجرم الفار شاكر العبسي هو اليوم في المخيم وهي أرادت الالتحاق به. ما العمل إذن؟ كيف على الدولة أن تتصرف في وجه الخطوط الحمر؟ وكان أحد الداعمين لتنظيم "فتح الاسلام" من وراء ستار قد قال في محاولة يائسة لتعطيل قرار الحكومة ولكبح الجيش من القضاء عليها "أن المخيم خط أحمر".
أليس من المفيد جدا والصائب وهو معمول به في كل دول العالم لملاحقة المجرمين الفارين أن تقوم الدولة اللبنانية ووزارة الداخلية بتعميم صورة العبسي وبمكافأة مالية سخية لكل من يقدم معلومة تؤدي للقبض عليه. هذا يسري أيضا على بقية الفارين من المجرمين وبرسوم تقريبية لهم.
ويبقى التساؤل المطروح دون جواب وهو: أليس من المعيب والمخجل والمذل والمخزي على هذا الفلسطيني الأردني شاكر العبسي والفلسطيني السوري محمد دواوي وأمثالهما من "الصيع" أن يتركا المحتل الصهيوني ينكل بأهلهم في غزة والضفة ويحتل أرضهم المقدسة، وبدل أن يذهبا لمحاربته يأتيا بكل شراسة ووحشية لا مثيل لها لقتل العرب اللبنانيين وذبح جنودهم وتخريب أمنهم وسرقة مصارفهم وضرب استقرارهم وقصف قراهم ومدنييهم بالصواريخ دون سبب؟
هل هذا هو رد الجميل للأرض اللبنانية الطيبة التي احتضنت مئات الآلاف من الإخوة الفلسطينيين اللاجئين؟
عدا أن هذه العصابة المخابراتية الشريرة تسببت بنكبة أهل نهر البارد للمرة الثانية مسببة أشد الضرر الاقتصادي لمنطقة الشمال اللبناني.
لا بد من التنويه هنا إلى أن قلة قليلة من الفلسطينيين اللبنانيين انخرطوا في صفوف هذا التنظيم الإرهابي المستورد الذي يمثل السوريون فيه العامود الفقري.
ومن هنا يبقى أيضا التساؤل المطروح دون جواب وهو: أليس من المعيب والمخجل والمذل والمخزي على هذا السوري عمر محمد عثمان
وعلى السوري عبد العزيز المصري، وأمثالهما من السوريين الذين تم القبض عليهم وهم يقبعون اليوم بالعشرات في السجون اللبنانية أن يتركا المحتل الصهيوني يتغطرس على أرضهم السورية منذ أكثر من أربعين عاما، أي منذ حرب 67 ،وبدل أن يستشرسا في تحرير جولانهم من الحذاء الإسرائيلي وإعادة كرامتهم الوطنية الممتهنة بمقاومة تزلزل الأرض من تحت أقدام العدو، يأتيا إلى لبنان لمتابعة عمليات التفجير والاغتيال التي مارسها قائدهم البشار بحق اللبنانيين الذين لا يكنُّوا لإخوتهم السوريين إلا كل العطف والخير. أين شهامتكم يا نشامى البشار في غسل العار عن الجولان وتحرير أرضكم المحتلة والرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليكم في الليل والنهار، بدل الاعتداء على أرض لبنان التي كانت وما تزال أرض الخيرات لمئات الآلاف من العمال السوريين؟ وايضا أرض كل العرب الهاربين من أنظمة القهر والطغيان.
وبدل أن يهتم بشار بمشاكل سورية ويحرر أرضها يعمل بحماس منقطع النظير تخريبا في لبنان والعراق ويرسل الإرهابيين بأحدث أنواع الأسلحة للنيل من استقرار وسلامة وأمن الأشقاء.اسرائيل تسهر على أمنها وتخترق أمن أعدائها عندما تشاء. وقوى الأمن السورية تسهر على أمن النظام واختراق أمن لبنان والعراق واعتبارهما أعداء! ربما هي المحكمة الدولية التي عرت بشار وألبسته ثوب "فتح الاسلام" المليء الأقذار!

ليست هناك تعليقات: