الأحد، سبتمبر 16، 2007

عندما تصوم وتصلي الملاقط ! ! !


راسم عبيدات

....... بداية لا بد من التوضيح أن جماعة او زلم الملاقط ، هم الذين يضعون ملقط على أنوفهم، من أجل تعطيل حاسة الشم ، والقيام بأي عمل أو خدمة في الإطار غير المشروع، من أجل تحقيق مكاسب غير مشروعة، حتى لوكانت على حساب الوطن والمواطن، ولعله من المهم إعطاء نماذج على هذه النوعيات، لتسهيل الفهم والإستيعاب والمعرفة على القراء، فهناك من يبع الأرض للعدو، وهناك من يقوم بالإستيلاء على أملاك الغائبين وتسريبها لجهات مشبوهة، وهناك من يتاجر ويسوق أغذية وأدوية فاسدة، وهناك من يروج ويتاجر في السموم، وهناك من يرتكب الكبائر، من طراز سرقة مخصصات لأسرى أوشهداء أو أيتام، وهناك من يمتهن الرشاوي وكل أشكال الفساد والعهر السياسي والأخلاقي ، وهناك من يتاجر بدماء الشعب، وفجأة تسمع أنه/ا تعتكف في شهر رمضان من أجل العبادة وطلب الغفران، وكأنه مع نهاية الشهر الفضيل، مسموح إرتكاب " السبعة وذمتها " ، وكل هذه النوعيات من البشر ومن هم على شاكلتهم ، قد تستغرب إذا كنت من ساكني القدس، أو أكناف بيت المقدس، وتوجهت للصلاة في الشهر الفضيل إلى المسجد القصى ، تجد الكثير من هذه الأشكال والنوعيات في ساحات المسجد الأقصى، بل وقسم منها يحتل مواقع متقدمة خلف الأمام ، بل وربما جزء منها يعقد حلقات للذكر، عفواً للنميمة وعقد الصفقات، وهنا أنت تصاب بحالة من الغثيان والتقزز وتخشى على البيت لولا أنه له رب يحميه من السقوط على رأس من فيه ، وتقول لماذا الأمام لا يلقي خطبة الجمعة عن هذه النوعيات المتمسحة بالدين ، والتي لن تنال لا غفران الله ولا الناس ، على ما إقترفته من جرائم بحق الشعب والوطن، وأنت أحياناً تصلي، تراودك مئات الأسئلة من طراز، هل هذا الذي باع بيته للعدو، وسمح للمستوطنين أن يزرعوا بيوتهم في قلب أحياءنا العربية، حقاً نزل عليه الوحي وجاء للتوبة والغفران، أم جاء لغايات واهداف أخرى، ولماذا كل هذه الجموع تسمح لمثل هذه النوعيات والأشكال بالصلاة، وهي تدرك أن هدفها ليس لا توبة ولا غفران، أهو الخوف والجبن؟ أم التملق والنفاق الإجتماعي ؟، أم إستئناساً بقوله تعالى، إن الله غفار رحيم "، ولكن مهما يكن فهذا ليس بالمبرر ولا بالمقبول، فالكثيرين منهم، ما أن تنتهي الصلاة أو يضرب مدفع رمضان، حتى يعود إلى ممارساته ومسلكياته وأعماله القذرة والمشبوهة، وهناك منهم والحق يقال ينتظر حتى نهاية الشهر الفضيل، ويقول نلتقي بعد عام ورمضان آخر، فلنمارس كل الموبقات والرذائل والأعمال غير المشروعة، فصوم رمضان غفر لنا ذنوبنا السابقة، وأي غفران هذا ، فمن غير المقبول ولا حتى بالمعقول ، أن من باع أرضه أو بيته في البلدة القديمة من القدس، أو في أكناف بيت المقدس، أو أي جزء من أرض فلسطين ، ان يخرج علينا مفتي من مفتي السلاطين، ويقول لنا أن فلان حج، أو لا يقطع فرض أو يصوم الشهر الفضيل والستة أيام الأولى من شوال، فهذا وأجري إلى الله، لن تكتب له توبة لا في دنيا ولا في آخره، وحتى لا تجوز الشفاعة به أو الصلاة عليه ، وما ينطبق على هذا ينطبق على الذين يبعون ضمائرهم وأنفسهم للعدو، ويقدمون له المعلومات مقابل بدل مادي أو خدمة، وهنا أستحضر مثالاً ، فكثير من الحالات التي جرى كشف تعاونها مع مخابرات العدو وأجهزته الأمنية في السجون، ما أن يتم كشفها حتى تبدأ بالصلاة والصوم وطلب التوبة والغفران ، فهل مثل هذه الحالات التي فرطت وباعت أسرار شعبها وتنظيماتها ، تقبل لها توبة وغفران ؟، وهنا لا أتحدث عن هفوات وغلطات بسيطة ولا عن ناس بسطاء وسذج أو أطفال، بل من قاموا بهذا العمل عن وعي ومعرفة ودراية، تماماً كما هو حال مطربات العري وراقصات الكازينوهات والبارات، حينما تسمع أنها تعتكف في شهر رمضان من ؟أجل العبادة والتقرب إلى الله ، أي عبادة هذه وأي تقرب إلى الله ؟ وهي التي لم تترك معصية في حياتها إلا وارتكبتها، وما أن ينتهي الشهر الفضيل حتى تعود لمجونها وفسقها، والمأساة هنا يا أخوان هي، أن مجتمعنا المثخن بأمراض الدجل والنفاق الإجتماعي، لا يتصدى لمثل هذه الظواهر والمظاهر، وهذه الشخوص التي نتحدث عنها ، تجد في المجتمع من يقدرها ويحترمها، وتراها في المجالس في الصدارة، وتجد الكثيرين يتملقون لها ويشيدون بدورها " الوطني والإجتماعي والإنساني " ، بل أن العديد منهم يجدون لهم حاضنات في قوى وأحزاب وفصائل وطنية ترعاهم وتدافع عنهم، مقابل خدمات أو مبالغ يدفعونها لهذا الشخص النافذ في هذا الإطار أو ذاك ، وهذا تستطيع تلمسه بشكل واضح وبارز في القضايا العشائرية ، حيث تجدها تصول وتجول وتحت عباءة القوى الوطنية ، والتي بدلاً ، من أن تسمح لها بالصولان والجولان، عليها العمل على تحجمها وتقزيمها، ولكن وعلى رأي المأثور الشعبي" قله مين فرعنك يا فرعون ، قله ملقيتش حدى يردني"، وهذا كله يعكس نفسه سلباً عل الناس والمجتمع، ويزيد من نقمتها وسخطها على القوى الوطنية ، والتي يأمل منها، أن تكون رأس الحربة في التصدي ومحاربة ومحاصرة مثل هذه الشخوص والنوعيات، والعمل فضحها وتعريتها، بدلاً من ترك الساحة لها، حتى غدت كالإخطبوط، وفرخت هياكل ومؤسسات، وأصبحت حريصة على إثبات ذاتها ودورها في الكثير من القضايا والمشاكل المجتمعية، بل والأنكى من ذلك أصبحت تدعو إلى إقامة الإفطارات الجماعية في الشهر الفضيل، وتحرص في دعواتها أن تدعو عالية القوم من شخصيات دينية وسياسية وإجتماعية ، وكل ذلك من أجل شرعنة سلوكها وممارساتها، وخدمة لمصالحها وأهدافها، والحق يقال أن مثل هذه الشخوص،، أخذت تتبوأ مكانة ودوراً في المجتمع، بفعل غياب وترتجع دور القوى والمؤسسات الوطنية ، والتي ترفع راية التصدي لمثل هذه النوعيات من الناس، ووضعها في خانتها الصحيحة بدلاً، من إحتضانها وتسويقها في المجتمع ، لما لذلك من مخاطر مجتمعية، ليس فقط لأن ذلك يبهت من دور وصورة الحركة الوطنية في أذهان الناس ، بل كونه يسمح لشلل وجماعات ليس لها تاريخ ودور وطني في التحكم في رقاب الناس ومصدر رزقهم، والأخطر من ذلك أن ذلك يشوه ويهتك ويدمر النسيج المجتمعي، والذي هو أصلاً، وبفعل ما يعيشه المجتمع الفلسطيني من حالة إحتراب وإنقسام، تعرض لشرخ وثلم واسعيين وكبيرين .
ومن هنا فإن هذه الجماعات والشلل الملاقطية ، لا تصوم رمضان ولا تصلي طلباً لغفران أو التوبة إلى الله ، او طمعاً في الجنة، بقدر ما تمارس هذه الطقوس ، من أجل تسويق نفسها ودورها في المجتمع ، تحت ستار التمسح بالدين، وشرعنة هذا الدور وترسيمه من خلال إيجاد حواضن وطنية لها في هذا الإطار أو ذاك، وبالتالي تكون مسؤولة القوى والحركة الوطنية، ورجال الدين ومؤسسات الإفتاء ، محاربة والتصدي لمثل هذه المجموعات، وفضح وتعرية دورها وأهدافها، وإلا إذا ما إستمر الحال على ما هو علية ، فإن هذه الملاقط ستصبح هي الأمر الناهي في شؤون الناس والوطن .

القدس – فلسطين

ليست هناك تعليقات: