الخميس، مارس 12، 2009

أكاديمية العصافير - الجاسوس الالكتروني ... الحلقة الثانية

حسام الدجني

العصافير مصطلح يطلق على المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي "العملاء والجواسيس, وسأعمل جاهدا على نشر قصص ومعلومات في سلسلة حلقات, حول أساليب الشاباك الإسرائيلي, والذي تطبقها مدارس المخابرات العالمية في كل البلدان, لأقدم للقارئ العربي عموما وعيا أمنيا قد يفيده هنا أو هناك, وأقدم للقارئ الفلسطيني خصوصا نماذج حية عن أساليب الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) في تعامله مع أبناء شعبنا الفلسطيني المحتل.

الجاسوس الالكتروني هو بمثابة جهاز يرافق الشخص كظله, هو الموبايل أو المحمول أو الجوال أو التليفون النقال, فمن منا يستطيع أن يخرج من بيته بدون الموبايل؟

على الرغم من أهمية هذا الجهاز في تواصلنا مع الآخرين وتمشينا مع نتائج العولمة الالكترونية, والذي من خلالها أصبح الموبايل جزءا لا يتجزأ من ثقافة شعوبنا العربية والإسلامية, إلا أن هذه النعمة قد تتحول إلى نقمة ولعنة ترتد على صاحبها.

الشاباك الإسرائيلي وجد من الموبايل وسيلة جيدة في اصطياد المقاومة الفلسطينية, سواء بالاغتيال أو الاعتقال أو التنصت, وهنا استغنى رجل المخابرات الإسرائيلي عن الطرق التقليدية في الوصول إلى المعلومة, كل ذلك يتم من خلال رصد بصمة الصوت الناتجة عن اهتزاز الأحبال الصوتية لدى الشخص, فيتم حفظها والتعامل معها عند كل اتصال يجريه هذا الشخص مع جهة أخرى. أو عن طريق رقم الجهاز أو رقم الاتصال وهو بمثابة الهوية الشخصية للجهاز والتي تميزه عن غيره من الأجهزة المحمولة والغير محمولة حيث يعبر هذا الرقم عن تردد الموجات التي تصدر عن هذا الجهاز وبواسطته يتم تحديد الجهاز المراد رصده والإيقاع به. وغير ذلك من الأساليب ما يعرف باسم الكود وهذا رقم خاص بالجهاز نفسه, ويبقى ثابتا مهما تغيرت أرقام الجهاز أي الشريحة الرقمية وينخدع البعض عند تغيير الشريحة ظنا منه أنه قد أفلت من الرصد الواقع عليه.

وهنا أعود بالذاكرة إلى ما يقارب الخمسة عشر عاما, عندما اختطفت مجموعة من المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان في 9/10/1994, حيث شكلت حينها الاتصالات ثغرة أمنية, فقد التقطت أجهزة التنصت الصهيونية-والتي من الطبيعي أن تقوم بمراقبة كل مكالمة تتم بين الضفة والقطاع في مثل تلك الأيام الحساسة – مكالمة هاتفية تمت بين جهاد يغمور "أحد المشرفين على عملية الاختطاف والذي يقضي الآن حكما بالسجن 30 عاما في السجون الصهيونية " وأبو خالد في غزة "محمد ضيف "، وقد تم تعقب يغمور إلى أن وصل إلى المنزل الذي يتواجد فيه الجندي المختطف من أجل إحضار الطعام له وللخاطفين, وما أن خرج من المنزل حتى قبض عليه.
ولولا يقظة الخاطفين لنجحت المخابرات الصهيونية في فك أسر نخشون فاكسمان من خاطفيه, فدارت اشتباكات عنيفة استشهد فيها الخاطفون الثلاثة, وقتل الجندي المختطف وقتل قائد وحدة الكوماندوز الإسرائيلية.

قصة أخرى حصلت مع مجموعة من المقاومة الفلسطينية, حيث استقبل أحد أبطال المقاومة مكالمة هاتفية من شخص مجهول, فما كان من هذا المقاوم بعد أن راوده الشك, أن ألقى الموبايل من نافذة السيارة التي يستقلها, وخلال أقل من 30 ثانية سمع ذوي انفجار ناتج عن صاروخ أطلق من طائرة استطلاع باتجاه الموبايل ونجا مقاومنا بأعجوبة, ولكن هناك العشرات بل المئات كانوا ضحية هذا الجهاز الالكتروني والذي سميته بالجاسوس الالكتروني, لأنه من خلال ذبذباته تستطيع تحديد مكان هذا الشخص, فالحذر الحذر من الموبايل.

نلقاكم بالحلقة القادمة.....

كاتب وباحث فلسطيني
HOSSAM555@HOTMAIL.COM



ليست هناك تعليقات: