الأربعاء، مارس 18، 2009

هل في لبنان ديمقراطية؟ -1

سعيد علم الدين

أو بالأحرى هل النظام السياسي اللبناني: نظام ديمقراطي حقيقي أم عشائري طائفي اقطاعي وراثي متخلف متعصب كما يحلو لبعض الكتبة وصفه متهكما أو مستهزئاً ؟
هذا وقد تعرضت في مقالاتي التي ألقي فيها أحيانا الضوء على الديمقراطية اللبنانية الى السخرية والتهكم من بعض تعليقات القراء. ولهذا كنت قد وعدت بكتابة مقالة حول هذا الموضوع المهم.
والان أفي بوعدي. خاصة وانني عندما اتحدث عن الديمقراطية في لبنان، انما اتحدث عن شيء حضاري عزيز على نفسي عايشته منذ صغري وتفتحت عيناني عليه عن كثب من خلال المناقشات والمنافسات الانتخابية الحادة في منطقتي والتي لها ذكرياتها الحلوة والمرة عندي ومنذ انتخابات عام 1964. بالتأكيد لم أفهم في صغري الجانب الحضاري المميز والمغزى العميق من تلك العملية الديمقراطية وماذا تعني، وكم كنت أتشاجر مع ابن خالتي الذي كانت عائلته في منافسة مع عائلتي ويعلوا صراخنا أحيانا في حمى وطيس المعارك الانتخابية. الا اننا كنا في الصغر ديمقراطيين وحضاريين دون ان ندري، حيث لم يصل شجارنا الى حد التعارك بالأيدي. كما يحصل اليوم في الجنوب عندما تتعرض سيارات نشطاء حركة "الانتماء اللبناني" للأستاذ احمد الاسعد الى الحرق والتفجير على يد الشموليين الإرهابيين رافضي الفكر الاخر والمنافسة الشريفة والانتخابيات النزيه من اذناب الدكتاتورين.
وعندما كانت تخبو أوار المعركة الانتخابية كان الود والوئام والصداقة والمحبة يعود بيني وبين ابن خالتي الى سابق عهده.
هذا الكلام في الستينيات أيام كانت الدولة اللبنانية عزيزة الجانب مهابة سيدة قرارها وصاحبة دارها حرة مستقلة تمارس فيها الحياة الديمقراطية بنزاهة والسياسية بنباهة وبلاغة، وليس كما يفعل اليوم ميشال عون الذي اوصل الحياة السياسة في البلد الى تحت الزنار والى مستوى اولاد الأزقة والزعران والبناديق وحتى القطط والبسينات الى آخر ما يخترعه عقله الشمولي من وسوسات منحطة وقذرة وسخيفة وشريرة. فهو من هدد بحق قناة "المستقبل" وحرض على هذه الفعلة النكراء، وتم حرقها باشرافه من قبل ارهابيي 8 اذار في غزوتهم البربرية على بيروت في 7 ايار.
لا بد هنا من التأكيد على شوائب نظام التوزيع الطائفي المناقض للمساواة بين المواطنين والذي عالجه اللبنانيون في اتفاق "الطائف" دستوريا. حيث تقرر الغاء الطائفية السياسية. والمطلوب اليوم هو تطبيق دستور الطائف بحذافيره وبنوده كاملا ومنها سحب السلاح الغير شرعي من ايدي الجماعات والتنظيمات والاحزاب الشمولية المسلحة. كما ينص ايضا، والتي تعتبر اليوم العائق الوحيد أمام قيام الدولة السيدة الدستورية المستقلة وبناء لبنان الديمقراطي القوي المزدهر الجديد، ليعود جوهرة في محيطه، وعلى أفضل ما يكون لدولة عربية شرقية تقع في محيط الاستبداد والحسد والاستعباد والخنوع والدكتاتوريات والشموليات والقومجيات العربية التي صرعتنا في الستينيات بشعاراتها البراقة الجوفاء في التحرير والحرية والاشتراكية والوحدة والعروبة، واليوم في المقاومة والممانعة والمحي والإزالة، وحولتنا الى ادوات هدامة لواحة نظامنا الديمقراطي اللبناني الوحيد في صحراء المنطقة العربية ولدولتنا المدنية المتطورة الدستورية القانونية.
لقد انكشفت هذه الشعارات القومجية البراقة وخوت، وظهرت أطماع أصحابها بقضم لبنان، وسقطت عوراتهم بممارسات مخابراتهم، وانفضحت مؤامراتهم أمام أعين الملايين من اللبنانيين، الذين تعلموا الدرس بعد أن دفعوا الثمن غاليا جدا في ضياع استقلالهم، وفقدان سيادتهم وخراب وطنهم وتشويه ديمقراطيتهم. وللأسف ان البعض من خريجي اقبية مخابرات النظام السوري ومرتزقة النظام الإيراني ما زالوا يعيثون بلبنان فسادا وبديمقراطيته تشويها ببدعة الثلث المعطل ومهزلة المشاركة في الحكم ان ربحوا او خسروا. وما زالوا يطلقون على انفسهم لقب معارضة وهم يجلسون على كراسي الحكم. وكأنهم غير قادرين على فهم الديمقراطية واستيعاب فلسفتها في حكومة تحكم البلاد ليحاسبها الشعب، ومعارضة تعارض وتنتقد لينتخبها الشعب. والا تحول الحكم الى نظام شمولي كما هي الحال في سوريا وايران.
وهذا ما حل بلبنان تحت كابوس الاحتلال السوري، حيث تحولت العملية الانتخابية الى مهزلة مخابراتية. ينجح فيها ليس من يملك الأكثرية الشعبية وانما من يقدم صكوك الطاعة لنظام الطاغية السوري.
ليس هذا فحسب بل يجب ان يرضى عنه الباب العالي في دمشق، والا فلا يمكن ان يحلم بمقعد انتخابي او حتى بواب بناية.
ويا للعجب أن معظم الذين يسخرون من الديمقراطية اللبنانية هم أنفسهم غارقون مع دولهم في عفن الدكتاتورية ومستنقع الفكر الاستبدادي المظلم ويا ليتهم يستطيعون الخروج منه الى رحاب الحرية لتشرق عليهم شمس الديمقراطية.
عدا أن البعض وربما عن حسن نية لا يستطيعون رؤية الجواهر فيخلطون الحابل بالنابل، دون ادنى فهم للصيغة اللبنانية الديمقراطية الفريدة والمميزة والتي أثبتت فرادتها وصحتها وقدرتها على تجاوز التحديات والاستمرار بنجاح منقطع النظير حتى فرضت انطلاقتها وتألقها على العالم بتسمية لبنان الديمقراطي بسويسرا الشرق ولأكثر من ثلاثة عقود متتالية، أي منذ الاستقلال عام 43 وحتى عام 75.
لقد زعزعت دسائس ومؤامرات النظام السوري المتواصلة معطوفةً على الصراع العربي الإسرائيلي بعد عام 68 اثر حرق اسرائيل للطائرات المدنية في مطار بيروت ردا على عملية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مطار اثينا، اسس التركيبة اللبنانية السياسية المنسجمة.
وهكذا بدأت رياح الصراع العربي الإسرائيلي تهب بعنف وشراسة على النظام السياسي اللبناني مما أدى الى ازمة حكومية حادة كان بطلها المرحوم رشيد كرامي واستمرت سبعة شهور وانتهت بفرض اتفاق القاهرة عام 69 على لبنان، الذي انهى حالة الهدنة مع اسرائيل وفتح الباب مشرعا امام مؤامرات النظام البعثي السوري الشمولي تحت غطاء الثورة الفلسطينية ليعبث بلبنان فسادا وخرابا وتشويها خلال 30 سنة من فترة احتلاله.
لقد أصبح لبنان في هذه الفترة تابعا لنظام آل أسد في دمشق وخسر بالتالي رويدا رويدا سيادته واستقلاله وحرية قراره وديمقراطيته الحية التي تم نسفها وتشويهها وتفريغها من جواهرها متحولة الى شبه دكتاتورية على ايام النظام الأمني اللبناني السوري المخابراتي في عهد اميل لحود المشؤوم.
الا انها وكما نرى اليوم عاد لبنان الديمقراطي ليتألق من جديد على يد قوى 14 اذار الديمقراطية، وصبر الرئيس فؤاد السنيورة في تثبيتها وحركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الدؤوبة في تعزيزها بقوة، وكل ذلك بدعم من السياسيين الديمقراطيين المستقلين ورجال الدين الوطنيين الكبار وفي مقدمتهم البطريرك صفير والمفتي قباني وشيخ العقل نعيم حسن. أما الثورة الشمولية الميليشياوية المضادة وأدواتها المسلحة فحسابها سيكون على يد الناخب في الانتخابات النيابية المقبلة في 7 حزيران. يتبع!

هناك 9 تعليقات:

غير معرف يقول...

I'll have the honour of being the first to comment on this article:
I think you get more money when you write against Syria or Hezbollah, right mother's Fu**er??

غير معرف يقول...

لو كان الإنسان يحاسب على كلامه لما كان عندك الجرأة أن تنبس ببنت شفة.
لكن الكلام مجاني وأنت تريد أن تلبي عقدة النقص الذي عندك وتكره كل شيء إلا حقدك على المقاومة والمقاومين ، هل تدري لماذا لأنه من المستحيل أن تقاوم حتى لو اعتدي على عرضك والأرض أغلى من العرض فيا عيب الشؤم عليك يا جبان.

غير معرف يقول...

ايها الكاتب سابصم لك على كلامك هذا لو أجبتني على بعض الاسئلة:
من الذي قتل المرحوم رشيد كرامي ؟؟

أليس هو السفاح جعجع الذي ينتمي لجماعة 14 اذار الارهابية التي تدافع انت عنها مقابل مال الحريري والسنيورة وتتهم الطرف الأخر الشريف بالارهابي

هل الديمقراطية التي تتكلم عنها هي شتم بلد مجاور وشقيق في كل مقالاتك .وفلنفرض ان لسوريا افعال سيئة في لبنان كما تقول فقد سحبت سوريا قواتها من لبنان وتم فتح سفارتين والأمور تسير نحو الأفضل وتأتي انت كل يوم وتبث الفتنة بين شعبين شقيقين ... هل هذه هي الديمقراطية برأيك وما مصلحتك انت ببث هذه الفتنة هل هي لوجه الله تعالى ...أبدآ فأنت تنتمي الى جماعة 14 شباط الدموية وتقبض الأموال منهم فلذلك انت أصبحت عبدآ عند سيدك الصبي سعد الحريري الذي اشترى قلمك بماله

ثم أني لم أرك في أي من مقالاتك تتكلم عن ما تفعله جماعة 14 شباط من افعال شنيعة كفعلة جعجع عندما امر احد طلاب المدارس بكتابة بعض العبارات الطائفية على جدار المدرسة وتم القبض عليه واعترف بذلك ... أم أن ديمقراطيتك لا تسمح لك بالكلام عن 14 شباط . لماذا ياترى؟؟ هل لانهم منزهين عن الغلط ؟؟ ام لان تاريخهم النضيف الشريف لا يسمح لك بالتكلم عنهم ؟؟ كلا ليس أي من هذه الأسباب بل لأنك أصبحت ملكآ لهم ولا تتجرأ على المساس بأي منهم ولو حتى بقلمك الغير شريف ...

أيها الكاتب أنت بعت قلمك وأصبحت تحارب شرفاء لبنان فيه وحرب القلم أصعب من حرب السلاح ....

أها الكاتب عندما أقرأ مقالاتك احزن عليك لأنك ابتليت بخيانة وطنك وما أصعبها من خيانة عندما تبث الفتنة وتساند الباطل ضد الحق ....

أيها الكاتب أعرف ان كلامي هذالن يؤثر فيك فقد اشتكى لي قلمك من موت احاسيسك وعندما يموت الاحساس يموت الأنسان وما أصعبه من موت فهو موت مقابل مال وكل موت مقابل المال موت لا يستحق الورد بل يستحق الشفقة ...

أيها الكاتب اريد أن أقول لديمقراطيتك بأن الفتنة أشد من القتل وأظنك تعرف ذلك وهذه هي المصيبة بانك تعرف وتكتب ....

أيها الكاتب أنصحك بان تصحح مسار قلمك الذي سيجف حبره يومآ ما ولن يبقى لك الا ان تعطيه من دمك ليكتب وعندها حتمآ سيرفض الكتابة الا اذا كان قلمك صناعة يهودية فهذه مصيبة كبرى.

غير معرف يقول...

أنا صاحب التعليق الذي بالاعلى واسمي

(( سامر )) وانتظر ردك أيها الكاتب الديمقراطي

غير معرف يقول...

I like the comments above and totally agree with Samer I wish I have Arabic keyboard This fu**ing writer is like a crocodile always weeping but has no feelings about his country and his people
Whenever I read the comments on his shitty writing, they're all negative against him
He never answered anyone although he can and that means something
He is blind, deaf and disabled

غير معرف يقول...

أمعة

غير معرف يقول...

لاتعذب حالك يا سامر هاد من صبيان المملكة...وبالمملكة مساءبة بحبو الصبيان....من أيام المرحوم...

بس هاد مابيعني بالضرورة انن ما بحبوا النسوان لانو اذا لاحظت الشبه بين سوسو و بيو (عبيد الله) بتفهم كل شي

غير معرف يقول...

أعتقد أن أكبر خطأ في تاريخ سوريا هو الاعتراف بلبنان كدولة

غير معرف يقول...

انا بعرف انو مارح يرد ومارح ياثر في تعليقي لأانو بلا احساس وبياكل مليون مسبة باليوم يعني تمسح وتعود لكن بزعل على هيك اشخاص بيكتبو ومحدا بيأيدن بيكتبو من اجل المال فقط

بالنسبة للشبه مبين مية بالمية ومعروف الصبي من وين جاي

بالنسبة للأخ اللي كاتب انو غلط سورية تعترف بلبنان كدولة فانا لا اؤيدك فلبنان دولة شقيقة وفيها شعب شريف ومناضل ولكن مو كل اصابعك سوا وهذا الكاتب التابع للصبي سعدو وابو حنك اعوج السنيورة عميستفز الشعب السوري بكتاباتو حتى نطلع عن طورنا لكن برأيي خلو يموت بغيظه وصرماية السوري بتسوى كل عيلتو وعيلة اسيادو اللي عميعطو المال