السبت، مارس 28، 2009

تركيا...المشروع الإسلامي الكبير

حسام الدجني

تتمتع تركيا بموقع جغرافي دولي, تربط قلب آسيا بطرف أوروبا الشرقي, ويتمتع موقعها الجغرافي ببعض الميزات الجغرافية التي لعبت ولا تزال تلعب كبيرا في العلاقات الدولية كمضائق البوسفور والدردنيل التي تربط مياه البحر الأسود بمياه البحر المتوسط عبر بحر مرمرة.

تبلغ مساحة تركيا 780.576 كلم مربع, بينما يبلغ عدد سكان تركيا ما يقارب 73 مليون نسمة تقريبا.

تعتبر تركيا دولة بحرية, (وهذا ما دفع القيادة التركية إلى بناء أسطول بحري يتناسب مع موقع تركيا البحري في الشرق الأوسط), حيث تشرف على أربع جبهات بحرية وهي البحر المتوسط, وبحر ايجة, بحر مرمرة, البحر الأسود, وتتحكم بضيقين هما البوسفور والدردنيل, وتبلغ مساحة حدودها البحرية 7200 كم, بينما تبلغ مساحة حدودها البرية 2648 كم.

تتميز تركيا بعامل قوة آخر يتمثل في دول الجوار, حيث تجاور تركيا ثمانية دول هي (سوريا-العراق-إيران-أذربيجان-أرمينيا-جورجيا-اليونان-بلغاريا), ويرى علماء الجغرافيا السياسية أن أهمية موقع الجوار للدولة لا يتحدد بعدد دول الجوار لها فقط, بل إلى معرفة حجم سكان الدولة إلى مجموع سكان الدول المجاورة لها, وبما أن عدد سكان تركيا يبلغ 73 مليون نسمة ومجموع عدد سكان الدول المجاورة يبلغ 151.4 مليون نسمة بنسبة 1 :2.1 , هذا يعتبر عامل قوة لتركيا.

تتمتع تركيا بإرث تاريخي وثقافي وأيدلوجي في المنطقة العربية, حيث سيطرت مئات السنين ضمن الخلافة العثمانية, لهذا تستطيع تركيا أن تكون لاعبا رئيسيا في الإقليم.

أرسلت تركيا وعبر رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان إشارات للعرب والمسلمين إبان حرب غزة الأخيرة 2009, معناها أن تركيا تدعم الفلسطينيين والعرب, وأنها تتجه إلى الشرق, بعد أن كانت طموحاتها تتجه إلى الغرب, والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي, والفرصة لا تأتي مرتين, فيجب تبني إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع هذا التحول التركي في المنطقة.

تعددت الأطماع الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط, لما يمثله من موقع جغرافي مميز, وضمن نظرية ماكندر الذي صاغ نظريته عن "قلب الأرض"، والتي تقول فحواها: إن من يسيطر على شرق أوروبا يسيطر على قلب العالم. ومن يسيطر على قلب العالم يسيطر على الجزيرة العالمية. ومن يسيطر على الجزيرة العالمية يسيطر على العالم.

وبعد ظهور النفط زادت الأطماع الاستعمارية في إقليم الشرق الأوسط, وأخذت المشاريع الصهيو أمريكية تتوالى على المنطقة, فمشروع الشرق الأوسط الكبير وهو مصطلح أطلقته إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في مارس 2004 على منطقة واسعة تضم كامل العالم العربي إضافة إلى تركيا، إسرائيل، إيران، أفغانستان وباكستان.
ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طرحه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس, وخارطة الدم والعديد من المشاريع التي صدرت والتي ستصدر, ونحن العرب والمسلمين غارقين في سبات عميق.

جدير بنا كعرب ومسلمين ونحن على أعتاب قمة الدوحة أن نطرح مشروعنا الخاص بنا وبتراثنا وبديننا ولنسميه المشروع الإسلامي الكبير, نعيد أمجاد الدولة العثمانية وزمن الخلافة الإسلامية, لينتشر العدل بن الناس, ولنتمتع بقوة اقتصادية وسياسية واجتماعية, وتزول الحدود بين الأخوة الأشقاء, مستفيدين بتجربة الولايات المتحدة الأمريكية, والاتحاد الأوروبي, والتي نتمتع نحن العرب والمسلمون بعناصر قوة تتيح لنا تحقيق هذا الحلم بشكل كبير, حيث الايدولوجيا واحدة, والثقافات متشابهه, ونتمتع بلغة حضارية, وهي لغة القرآن, اللغة العربية.
وما ينقصنا سوى الإرادة والعمل مع جمهورية تركيا والتي تتمتع بعناصر القوة والقيادة, فتركيا تستطيع من خلال تسخير إمكاناتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية, وبدعم من منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية, العمل على بناء الاتحاد الفيدرالي الإسلامي الكبير, والذي يعيش في كنفه المسلمون والمسيحيون واليهود جنبا إلى جنب في حرية وسلام, وبموجبه سيعمل هذا الاتحاد تدريجيا على إذابة مشروع دولة إسرائيل وسيسرع من إزالته عن الأرض العربية.

حســام الدجنــي
كاتب وباحث فلسطيني
HOSSAM555@HOTMAIL.COM


ليست هناك تعليقات: