السبت، مارس 14، 2009

ما هو هدف نصر الله الحقيقي؟

سعيد علم الدين
أطل علينا بطل العالم في الملاكمة والمقاومة من الوزن الثقيل حسن نصر الله بمناسبة ذكرى "المولد النبوي الشريف" الجمعة 13 آذار 2009، ليستعرض آخر المستجدات ويظهر العضلات ويكشف المستور ويوضح الأمور ويحدد الشروط ويعلن المواقف ويتشاطر في السياسة وينافق ويتحدى ويستجدي ويلاطف ويدجل ويضلل ويتحايل ويفضح نفسه ويتناقض معها ويتخاذل.
هو يتخاذل هاربا من المواجهة والرد على رئيس النظام السوري بشار الاسد الذي أعلن في مقابلة نشرتها صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية، 11 آذار 2009 :
"ان بلاده يمكن ان تجري محادثات سلام مباشرة مع اسرائيل في حال كانت الولايات المتحدة وسيطاً فيها". مؤكدا" انه سيعمل على اشراك "حزب الله" وحركة "حماس" في المفاوضات."
نصر الله الذي لا يترك صغيرة وكبيرة الا وينبشُ فيها ويتحدث عنها نراه هنا يتخاذل ساكتا من الرد او التعليق او الرفض او القبول بما قاله الاسد علنا.
وهل يستطيع نصر الله رفض كلام الاسد الممانع؟
بالتاكيد لا! لأن شريان نصر الله وحزبه يمرا عبر سوريا. ويستطيع بشار الاسد ان يقطع شريان نصر الله ويخنق حزبه وينهي مقاومته في اللحظة التي تناسب صفقته. وهذا الكلام أكده في اسرائيل حسب صحيفة "معاريف" المفاوض السوري ابراهيم سليمان، الذي فاجأ بني صهيون بالقول:
"من الممكن القضاء على حزب الله خلال 48 ساعة إذا كانت مباحثاتنا مثمرة".
وهل تستطيع حماس رفض كلام الاسد؟ بالتاكيد لا!
وعندما يطلب الأسد من حزب الله وحماس الجلوس الى طاولة المفاوضات فسيرضخا او ينتحرا!
كلام الاسد يدل على ان حزب الله وحماس ما هما سوى ادوات بين يديه لتحقيق المفاوضات المباشرة مع اسرائيل وبرعاية امريكا التي يستجديها منذ سنوات. وهو القائل لأولمرت: "جربونا"!
هنا نستطيع استشفاف الهدف الحقيقي لنصر الله الا وهو خدمة السلام بين سوريا واسرائيل على حساب لبنان وتدميره وعرقلة قيام دولته وربطه غصبا عنه بمشاريع سوريا وايران. وما يقال عن حزب الله يقال عن حماس أيضا التي دمرت غزة لهذا الهدف.
والدليل كيف انها تتبرأ اليوم من ضرب الصواريخ على اسرائيل من غزة كما يتبرأ ايضا حزب الله من ضربها على اسرائيل من لبنان.
لا بد من التذكير ان حزب الله هو الذي تحركش بإسرائيل في 12 تموز بخطف الجثتين واستدراجها لتدمير لبنان وقتل الآلاف من اللبنانيين، وحماس ايضا وبالاخص خالد مشعل من دمشق هو من رفض التهدئة مستفزا اسرائيل باطلاق الصواريخ واستدراجها لتدمير غزة وقتل الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني.
كلام بشار الأسد عطفا على تدمير لبنان وتدمير غزة يؤكد أن هؤلاء ما هم سوى أدوات بيد طاغية دمشق وأوراق يصرفها على طاولة المفاوضات.
نصر الله يتناقض مع نفسه طاعنا مسبقا بنتائج الانتخابات وبالنظام الانتخابي اللبناني وهو الذي وافق على تقسيمات دوائره في اتفاق الدوحة العام الماضي، عندما يقول:
" أن الاكثرية النيابية لا تعني أكثرية شعبية بسبب النظام الطائفي وتقسيم الدوائر الانتخابية".
هذا الكلام يعبر عن خوف نصر الله من نتائج الانتخابات ليحضِّرَ منذ الآن لنسفها عند خسارته بالقول انه يملك الاكثرية الشعبية.
من يقول هكذا كلام اذا كان صاحب مبدأ ويحترم نفسه يقاطع الانتخابات ولا يشارك فيها اصلا.
عدا ان من يشارك في الانتخابات يكون قد قبل مسبقا بنظامها ووافق عليه.
لا بد من التذكير ان كل الانتخابات الطلابية والنقابية والجامعية التي تمت في السنوات الأخيرة اكتسحت معظمها قوى 14 اذار في تدليل واضح على اكثريتها الشعبية. ايضا ذكرى 14 شباط من كل سنة هو يوم تجديد الاكثرية الجماهيرية بالملايين لقوى 14 اذار. ولا عجب بعد ذلك ان تعتدي زعران حزب الله وامل على المشاركين في هذه الذكرى في محاولة مكشوفة لإرهاب المواطنين ومناصري قوى 14 اذار.
نصر الله يدجل على اللبنانيين ويستخف بعقول الناس عندما يقول:
أن "أعداء هذه الأمة لا يريدون لنا أن نتقارب لا كمسلمين بشكل عام، ولا كلبنانيين بشكل خاص"، وقال:
"من البديهي ان أعداء الأمة يريدون السيطرة على مقدراتها، لكن علينا نحن أن نتصدى لذلك وأن ننتهي من بعض الحساسيات التي تثير الخلاف بين السنّة والشيعة".
هو وحده وليس غيره من يزرع الفتن ويثير الخلافات ويخلق الحساسيات التي لم تكن أصلا موجودة إلا بعد أن زرعته ايران الحاقدة في قلب لبنان ليعيث به فتنا وفسادا.
ومن اعتدى على بيروت السنية وعلى صيدا السنية وأشعل الفتنة في البقاع بين السنة والشيعة، وسلح العلويين في طرابلس لإشعال الفتنة وأشعلها؟ الشعب اللبناني والعالم أجمع يعرف الجواب ويعرف من يملك الإمكانيات الهائلة والصواريخ ويوزع السلاح على سرايا مقاومته واذنابه ! فعلى من يدجل نصر الله؟
من اعتدى على الجبل الدرزي في محاولة لاحتلاله؟
الشعب اللبناني والعالم أجمع يعرف الجواب!
ومن اعتدى مؤخرا في 14 شباط على المسالمين الآمنين سوى زعران نصر الله حيث قتلوا سني ودرزي وجرحوا العشرات؟
وهل اعتدى أحدٌ من اللبنانيين على ضاحية نصر الله الجنوبية؟
هو يعتدي على الطوائف الأخرى ويستعديها ويدعوا إلى التقارب.
حتى جُحا المشهور بذكائه تفوق عليه حسن نصر الله بغبائه!
ليس هناك مشكلة، ولم تكن هناك أصلا مشكلة في لبنان:
بأن يصبح السني شيعي، والشيعي سني، والدرزي علوي، والعلوي درزي، والمسيحي مسلم، والمسلم مسيحي. فلا إكراه في الدين!
إنما المشكلة المتفاقمة والفتنة الكبرى في اعتداءات زعران حزب الله وأمل الشيعيان المتكررة والمستمرة على السنة والدروز والمسيحيين وحتى على أحرار الشيعة من اللبنانيين.
وهنا يفضح نصر الله نَفْسَه بنَفسهِ عندما يقول بخبث:
"تتكرر حوادث حرق سيارات في الجنوب، ثم تبدأ الاتهامات، ألا يمكن أن يكون صاحبها هو من يقوم بذلك لكي يتهم جهات معينة بالحادثة؟
أقول لنصر الله: إن فاقد الضمير الذي يعتدي على المعارضين والمخالفين لسياسته وإرهابهم كما أسلفنا في وضح النهار، ما الذي يمنعه من حرق سياراتهم لإرهابهم في عتمة الليل؟
فعلى من يجلط نصر الله؟
وعلى هذا المنوال فسعد الحريري فجر والده لكي يرثه، وسمير قصير فجر نفسه ليشتهر، وجورج حاوي اغتاله ابنه رافي ماديان ليقبض على ظهره من المخابرات السورية، جبران تويني لم يدفع الفاتورة فاغتالوه، وامين الجميل ارسل القتلة لاغتيال ابنه بيار طمعا بمقعده النيابي.
تفسير كلام نصر الله هو: كاد المريب ان يقول خذوني!
لا بد هنا من الإشارة إلى أنه ومنذ أكثر من سنة ومسلسل حرق سيارات مناصري تيار "الانتماء اللبناني" برئاسة الأستاذ أحمد الاسعد مستمراً في الجنوب اللبناني. آخرها تفجير وحرق سيارة د. كاظم مصطفى يعقوب من بلدة حولا، وكانت متوقفة إلى جانب منزله على الطريق العام للبلدة.
لا بد من التذكير ان أحمد الأسعد هو ابن العائلة اللبنانية الشيعية السياسية العريقة، والتي كان لها دور بارز في التاريخ اللبناني، والذي يعمل مع اللبنانيين المخلصين جاهداً لقيام الدولة العادلة الديمقراطية العربية السيدة المستقلة. شكل الاسعد بتأسيسه لتيار "الانتماء اللبناني" مخرزا في عين نصر الله في الساحة الشيعية، وخطرا على دويلته المذهبية ذات الانتماء الإيراني.
نصر الله هو بطل العالم في الملاكمة والمقاومة من الوزن الثقيل كيف لا وهو لاكم الولايات المتحدة الأمريكية وهزمها حسب اعتقاده بالضربة القاضية باحتلاله لبيروت في السابع من أيار 2008.
وهو قاوم اسرائيل وهزمها حسب اعتقادة في حرب تموز 2006 بالنصر الإلهي.
ووجه نصر الله لكمة قوية للأوباما رمته ارضا، ولم ينهض منها اوباما بعد بقوله له: "الشروط الأميركية للحوار معنا مردودة، ويجب أن نسأل أولاً هل يقبل حزب الله بالتفاوض مع الولايات المتحدة؟
وما هي شروطه لذلك؟".
حقا بطل العالم في الملاكمة والمقاومة اين منه محمد على كلاي وهوشي منه!

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

أمعة

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

taiis alam
eres uno de los que odian a los chiitas
eres un durso ignorante

غير معرف يقول...

Son of b***h
That's it

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

عتبي ليس على الحثالات..ولكن على المثففين الذين يمنحونهم منابر...سامحك الله أستاذ شربل

غير معرف يقول...

منبر مجلة ليلى مفتوح للجميع، وكل من يريد أن يرد على أي مقال عليه الكتابة لنا، شرط أن يبتعد عن الشتائم والكلمات البذيئة.. ونحن سننشر كل مقال يصلنا، كي يتمكن قراء مجلة ليلى من الاطلاع على جميع الآراء واختيار الأنسب.إذ ما نفع منشورة إعلامية إذا لم تكن مفتوحة لجميع الآراء دون استثناء.. أهلاَ بالجميع.