السبت، يونيو 30، 2007

سنحمي الجيش اللبناني بالروح والدم

سعيد علم الدين
لشهداء الجيش اللبناني الأبرار العطور المزكاة بأطايب الأزهار والرياحين، وهم يقدمون الأرواح حفاظاً على أمن وسلامة واستقرار لبنان من عبث العابثين.
ولجنود الجيش الأباة القرنفل الأبيض والياسمين، وليس السباب والشتائم والتعدي المشين، كما فعل البارحة في منطقة البداوي بعض أهالي مخيم نهر البارد ومن بينهم المندسين من عملاء المخابرات السورية، وأيضا المشايخ المحرضين دعماً للمعتدين من عصابة شاكر البعثي.
ولهذا ولكي لا يعود الزمن إلى الوراء لا بد وأن نحمي الجيش اللبناني بالروح والدم، هذا العنوان لم يعد شعاراً يرفع، بل حقيقة حيةً لبنانية أصيلة جامعةً تعبر أروع تعبير عن الوجدان الوطني الصافي السليم وما فيه من خلجات، وعن أعماق قلب كل عربي شقيق محب للبنان وما فيه من خفقات. وبالطبع بمشاركة كل الشرفاء من الإخوة الفلسطينيين وفي مقدمتهم ممثل الشرعية الفلسطينية في لبنان الأستاذ السفير عباس زكي.
تأكيداً لما نقول هلل الجنوب الأبي وجابت مساء البارحة في مدينة صور الخالدة مواكب سيّارة لبنانية وفلسطينية وذلك تأييداً للجيش اللبناني، وقد حمل المشاركون في هذه المواكب الأعلام اللبنانية وشعار الجيش اللبناني، وأطلقت أبواقها محيّية عناصره لدى مرورها بحواجزه وسط ترحيب وتصفيق المواطنين من على شرفات منازلهم. مرددين في ضمائرهم "سنحمي الجيش اللبناني بالروح والدم".
فالشعب اليوم يندد بكل من يتعرض للجيش بكلمة نابية ويردد بصوت واحد من الشمال إلى الجنوب: "سنحمي الجيش اللبناني بالروح والدم".
هذا الشعار عبر عنه أبناء طرابلس العروبة الحقيقة وليست البعثية الغادرة ومنذ بداية الأحداث تصفيقاً لجحافل الجيش الباسل وهو يسحق شراذم المجرمين ويرد كيد المعتدين من عملاء النظام السوري وجماعاته الإرهابية المتلطية تحت اسم "فتح الاسلام"، المختلق للتغرير بالشباب المسلم الساذج.
وعبر عنه أبناء المنية الأشاوس بتبرعهم السخي بالدماء للجرحي من الجيش في ظاهرة وطنية رائعة.
وعبر عنه أبناء عكار العامرة بخزان الجيش، بالرقص والهزج على أنغام انتصاراته على خطط المخابرات التي أرادت سلخ الشمال عن لبنان.
وعبر عنه شبان البدواي الشجعان بنزولهم إلى الشارع دعما للجيش ودفاعاً عنه في وجه المتظاهرين الذين تحركهم المنظمات الفلسطينية العميلة للنظام السوري.
وعبر عنه أبناء القلمون في اللافتات التي ارتفعت في شوارع البلدة الموقعة باسمهم والمؤكدة وقوفهم "روحاً وقلباً مع الجيش الأبي".
وعبر عنه الشعب اللبناني في مآتم شهداء الجيش التي تحولت إلى مناسبات حميمة وأعراس وطنية تقام من الجنوب إلى شمال ومن الساحل إلى أعالي الجبال.
للتذكير هذا الشعار رفعه أبناء المناطق المذكورة عام 69 ولكن معكوسا وهو "سنحمي العمل الفدائي بالروح والدم" ردا يومها على الرئيس الراحل سليمان فرنجية الذي رفع شعار "وطني دائما على حق".
للأسف الحفيد سليمان أضاع تراث الجد مبتعدا عن خطه الوطني. وتراه اليوم يرفع شعار سأحمي العمل التخريبي لبشار بالروح والدم.
وماذا يريد هؤلاء المتظاهرون سوى دعم العصابات التي تغدر بجنود الجيش؟ خاصة وأن منطقة البارد بالكامل هي منطقة عمليات عسكرية مقفلة. ولم تنته المعارك بعد، ولن تنتهي إلا باستسلام العصابة لتحاكم أمام العدالة وتسلم أسلحتها بالكامل للجيش اللبناني.
ما حدث هو خطة لتخريب العلاقة الجيدة مع الجيش قامت بتنفيذها عملاء المخابرات السورية مثل القيادة العامة احمد جبريل والصاعقة وغيرهما. الهدف الضغط على الجيش اللبناني وعلى القرار السياسي الحكيم الذي اتخذته الحكومة باجتثاث هذه العصابة. على أهل المخيم أن يعرفوا أن سبب مأساتهم هي تسليم "فتح الانتفاضة" قواعدها وسلاحها لفتح الإجرام وشاكر البعثي بكل سهولة وبمسرحية رخيصة مكشوفة.
التظاهر السلمي بعد طلب الترخيص من السلطات المعنية حق تحميه الديمقراطية اللبنانية، أما القيام بتظاهرة غير مرخص بها وتحريضية هجومية أيضا وموجهة ضد مصالح لبنان واللبنانيين بقطع الطريق الرئيسي العام وأيضا عدم الامتثال لأوامر الجيش فهو تمرد مردود على أصحابه وعصيان وقح وتآمر مشبوه لا بد أن يواجه باللغة التي يفهمها من يقوم بذلك ولا يحترم أصول الضيافة.
فحقيقة من اغتال الشهيد الرئيس رفيق الحريري وقام بكل الاغتيالات والتفجيرات هو نفسه من شق حركة فتح الأم. وأخرج من رحم "فتح الانتفاضة" عصابة "فتح الاسلام" ويحاول اليوم مساعدتها من خلال هذه التظاهرات الإرهابية وتخليصها بشتى الوسائل من قبضة الجيش الباسل. وهو نفسه من أخرج المجرم المطلوب للإعدام في الأردن شاكر العبسي من سجنه وأرسله إلى لبنان ومخيم نهر البارد لتنغيص حياة الفلسطينيين الآمنين.
ولماذا لم تذهب هذه العصابة إلى الجبال وتحارب الجيش؟
لقد اختاروا الاختباء بين المدنيين في نهر البارد وتعريضهم للأخطار المدمرة وتحويلهم إلى دروع بشرية، بهدف اشعال فتنة لبنانية فلسطينية.
سكوت وصمت وترحيب ودعم تنظيمات إرهابية كالقيادة العامة التي تتباكى اليوم على شعب نهر البارد، هو الذي تسبب بهذه المأساة التي يعيشها أهل مخيم البارد.
ولو أن العصابة اختارت الجبال لسحقها الجيش اللبناني كما سحق الذين اتخذوا من كهوف هضاب بلدتي دده والقلمون ملاذاً لهم بعيدا عن المدنيين، حيث تم سحقهم دون أن تصاب شعرة مدني بأذى.
على أهل نهر البارد أن لا يلوموا أحدا عندما يسمحون لهؤلاء المرتزقة المجرمين ذابحي الجنود أن يسكنوا بين ظهرانيهم ويعيثوا في لبنان فسادا وسرقة وخراباً خدمة للمجرمين قتلة أخيار لبنان.
نعم سنحمي الجيش اللبناني بالروح والدم الذي يحمي الوطن بدماء جنوده وأرواح شهدائه.
وعاد كل شيء بهمة الجيش الى طبيعته في بلدتي القلمون ودده. وسيعود كل شيء بهمة الجيش إلى طبيعته في مخيم نهر البارد بعد اجتثاث هذه العصابة نهائيا.
وكانت نشرة اخبار "الجزيرة" قد نقلت عن الشيخ خالد عبد القادر الذي وصفته انه سلفي قوله انهم بصدد تصعيد التحرك بمسيرات سيارة باتجاه مخيم نهر البارد و لو اضطروا دفع ثمن دموي من اجل الدخول الى المخيم. نطالب الدولة باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة والرادعة بحق هذا الشيخ الذي يحرض على الفوضى والعصيان والفتنة ويساهم في الدفاع عن المجرمين القتلة وفي ظروف دقيقة جدا تفرض على كل لبناني وفلسطيني ضبط النفس وإطاعة أوامر الجيش.
ولهذا من يريد العيش في لبنان بسلام فعليه احترام الدولة وجيشها وقواها الأمنية وقوانينها وسيادتها. ولا عجب لمن يريد أن يكون أداة تخريبية بيد الخارج أن يدفع الثمن لخيانته العظمى!

الأربعاء، يونيو 27، 2007

العرب الفلسطينيون مواطنو دولة إسرائيل- نحو استراتيجية مبدئية وواقعية


سالم جبران


لم يكن وضع الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل يوماً، صعباً ومعقداً ومحفوفاً بالأخطار كما هو اليوم. وحتى لا يظن أحد أننا نُطلق تقييمات عامة، فإننا ندخل إلى التفاصيل مباشرة.
العرب في إسرائيل ازدادوا، خلال الستين سنة الأخيرة من 150 ألفاً إلى مليون وربع المليون. ونحن نشكِّل 20 بالمائة من سكان دولة إسرائيل.
نحن اقتصادياً واجتماعياً، على هامش المجتمع الإسرائيلي، البطالة في الدولة عموماً 8 بالمائة الآن، وبين العرب أكثر من 25 بالمائة. وليست هناك احصائيات دقيقة.
الفقر الشرس يُمْسك بخناق المجتمع العربي، وحسب الإحصائيات الرسمية هناك 58 بالمائة من العرب تحت "خط الفقر".
منذ قيام إسرائيل إلى اليوم لم تقم قرية عربية جديدة أو مدينة عربية جديدة في الجليل والمثلث، وأقيمت بعض القرى "الغيتوات" في إطار خطة نهب الأراضي العربية في النقب وليس تجاوباً مع التزايد السكاني لعرب النقب.
الأوساط الحاكمة لم تعترف منذ قيام الدولة إلى الآن بالعرب "أقلية قومية" بالمعنى القانوني والعملي. السلطات تتحدث عن "الأقليات" وتارة عن "غير اليهود" وتارة عن "المسلمين والمسيحيين والدروز والبدو" (مع أن البدو كلهم مسلمون) وأحياناً "العرب والدروز" (وكأن الدروز ليسوا عرباً!).
خلال الأزمة العاصفة، عشية، يوم الأرض الخالد (30 آذار 1976)، قال اسحق رابين رئيس الحكومة آنذاك "إن أية حكومة ليست مخوَّلة أن تعترف بالأقليات في إسرائيل أقلية قومية".
نحن نعيش على أرضنا، أرض آبائنا وأجدادنا عبر القرون، ومع هذا هناك علامة سؤال شبه رسمية على بقائنا في وطننا.
وتتزايد الأصوات العنصرية الفاشية التي تدعو إلى "الترانسفير" للعرب، كما هناك مَن يقول إن "إعادة المستوطنين العنصريين من الضفة إلى إسرائيل ممكن أن يكون بترحيل العرب من إسرائيل إلى الضفة الغربية، بالمقابل!! ومع أن شعبنا حقق إنجازات هامة في مجال التعليم، وحطمنا المؤامرة لتحويلنا إلى "حطابين وسقاة ماء" ومع أن المنطقي هو أن يقود التعليم إلى العصرنة الاجتماعية الشاملة وإلى التطور السياسي وإلى التعددية الفكرية والثقافية والاجتماعية، وإلى انصهار شعبنا كله كياناً واحداً، مع رابطة قومية قوية وديمقراطية وعصرية، فإننا نلاحظ، بقلق شديد التشرذم الطائفي والتعصب العائلي (الذي يأخذ بعداً سياسياً حاداً خصوصاً في انتخابات السلطات المحلية العربية) كما أن الأصولية الدينية المسيَّسة تُمزِّق وحدتنا القومية العصرية تمزيقاً.
وللأسف الشديد فإن عندنا فيضاً من "الأحزاب" ولكنها كلها أحزاب "شخصية" (أحزاب الزعيم ) وتفتقد إلى رؤية سياسية وحلم سياسي وأيديولوجيا.
وقد قاد الانحسار الحاد للحزب الشيوعي (الجبهة الديمقراطية) إلى اتساع التمزق والتشرذم وصارت الأحزاب التي "على الورق" أكثر من دكاكين الخضار!! هناك أمر واحد مقلق، وهو أن نضال الحزب الشيوعي وقوى وطنية أخرى، (مثل الحزب الديمقراطي العربي برئاسة عبد الوهاب دراوشة) للتأثير على المجتمع اليهودي، لكسب أنصار وحلفاء ومؤيدين لنا في نضالنا العادل والديمقراطي، تراجع تراجعاً حاداً، وتصاعدت الانعزالية القومية بشكل حاد، مما أضعف النضال العربي وأيضاً أضعف معسكر السلام والقوى الديمقراطية اليهودية، وأضعف تجنيد واسع عربي يهودي لقضايانا العادلة.
وللأسف ،نلاحظ في السنوات الأخيرة، مع تعاظم الأصولية الدينية (الانعزالية بطبيعتها) تدهوراً نحو الانعزالية بين ما يُسمى الأحزاب "القومية". وصاروا يعتقدون أن مهمتنا ليست "اختراق" المجتمع اليهودي، بل "العنترية" في مواجهة المجتمع اليهودي.والهرولة إلى موائد الإفطار في الدول العربية! وصار بعض المنظرين المعزولين عن هموم الشعب ومتابعه ومشاكله يصدرون "الوثيقة" بعد "الوثيقة" للمطالبة بإلغاء "يهودية" دولة إسرائيل وطبعاً إلغاء صهيونية دولة إسرائيل ويطالبون "بدولة كل مواطنيها"، وهناك مَن يقول عندما نذكره بموقف منظمة التحرير "دولتان لشعبين-فلسطين وإسرائيل" إن الزمن تجاوز هذا الشعار!!
علام يعتمد أصحاب هذا الموقف؟ العالم العربي، في مؤتمر القمة الأخير قرر بالإجماع الاستعداد للسلام مع إسرائيل في حدود 4 حزيران 1967 وهناك دولتان عربيتان أساسيتان، مصر والأردن، تقيمان علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وهناك ثماني دول عربية تقيم علاقات اقتصادية (وغيرها) مع إسرائيل.
إن كل الاستطلاعات التي جرت بين العرب في إسرائيل تؤكد أن الأكثرية الساحقة (71 بالمائة) مستعدة لقبول وتأييد سلام بين إسرائيل وفلسطين وبقاء العرب في إسرائيل أقلية قومية مع مساواة، مع استمرار طابع الدولة اليهودي.
ما من يوم كانت هنالك هوة عميقة بين تفكير ما يسمى "القيادة" وتفكير الشعب، كما هي الآن،لا لأن الشعب "انهزامي" والقيادة "أبطال"، بل لأن القيادة تقول الشعارات التي ليس لها رصيد، غير قادرة على تحقيق أي إنجاز سياسي أو اقتصادي، وكلما زاد هزالها وإفلاسها زادت تصعيداً للشعارات "القومية"!.
إن أي حزب مسؤول وأي سياسي مسؤول يجب أن يضع تصوراً سياسياً عاماً، قابلاً للتنفيذ، وأن يكون قادراً أن يجند لمشروعه، وأن يسعى لمخاطبة المجتمع اليهودي لتجنيد بعضه على الأقل. نقول لهؤلاء الساسة: لم يلْغ الحكم العسكري بأصوات النواب العرب، فقط. بل بأصوات 68 نائباً أكثرهم من اليهود، ولم يُلْغ التمييز العنصري ضد الأطفال العرب في مخصصات "التأمين الوطني" إلاّ عبر ائتلاف عربي- يهودي شكَّل الأغلبية في الكنيست.
إذا كنا نريد جعجعة قومية وسباقاً في سوق الشعارات، بإمكاننا أن نستعيد الأندلس، وحدنا، بلا تحالف مع اليهود، ولكن إذا كنا نريد تغيير السياسة في إسرائيل، إذا كنا نريد تعميق مشاركتنا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتقليص الهوة باستمرار وبعناد، فلسنا قادرين أن نحقق ذلك إلاّ بشراكة عربية-يهودية.
ومَن يزعم أنه لا يوجد يهود ديمقراطيون وأنصار سلام ومساواة هو إمّا كاذب عن قصد وإمّا كاذب عن استخفاف بعقل شعبنا! النزاع القومي اليهودي-الفلسطيني-والإسرائيلي-العربي عموماً هو نزاع دامٍ وقاسٍ ومدمِّر ويحتاج إلى حل مقبول على الطرفين. الموقف العنصري اليهودي الذي يتجاهل الحق الفلسطيني في الاستقلال مرفوض. ولكن أيضاً الموقف القومجي العربي الذي ينكر حق الشعب اليهودي في الحياة وحق إسرائيل في البقاء، يُهَرِّج في قطيعة عن الواقع.
فلسطين التاريخية لم تعد بلاداً عربية فقط، أحادية القومية، ففي فلسطين التاريخية شعب عربي فلسطيني وشعب يهودي- إسرائيلي، وكل حل يجب أن يأخذ الجانبين بعين الاعتبار. كما أن المجتمع الدولي كله لا يقبل غير ذلك. إن بعض الساسة العرب عندنا، داخل إسرائيل، عندما يطرحون الشعارات المكسمالية، المتطرفة يعرفون أنهم لن يصابوا بأذى، ويظهرون أمام العالم العربي "قوميين راديكاليين" ويأخذون التبرعات لجمعياتهم من أوروبا، ويحققون ربحاً، وربما غنىً فاحشاً، من خلال التجارة الدنسة بأقدس قضايانا، قضايا مصير شعبنا الفلسطيني ومصيرنا كأقلية فلسطينية داخل دولة إسرائيل. إننا نلاحظ بقلق شديد أن القيادة التي تطلق الشعارات الطنانة الرنانة ليست قادرة أن تحرك الشعب في أية معركة أو مظاهرة أو اعتصام ، لا لأن الشعب "انهزامي"، بل بالأساس لأنه لا يثق بهكذا قيادة ليست قادرة على شن أية معركة سياسية نضالية حقيقية، وتكتفي بإطلاق الشعارات. رحم الله إميل حبيبي فقد قال مرة عن هكذا "زعماء" إنهم مثل الناس العاجزين جنسياً الذين يتحدثون باستمرار عن "مغامراتهم الجنسية" الكاذبة. الوهمية! أعرف أن كلامي هذا يزعج رؤساء "دكاكين" السياسة ومقاولي الشعارات. ولكني أعرف أيضاً أن شعبنا بقطاعاته الواسعة ملَّ رؤساء "دكاكين السياسة" وملَّ مقاولي الشعارات ويحتقر من يحاولون صنع الغنى باستغلال عذاب شعبنا. بإمكان سياسي محترف، إذا "ضاقت به الأمور"، أو إذا واجه خطر المحاكمة على فعلة فعلها، أن "يهاجر"!
أما شعبنا البسيط، الفقير، المعذب، والشهم والشجاع والصامد، فهو يبني كل تخطيطه على أنه باقٍ هنا، في أرضه، لا لكي تتحدث وكالات الأنباء عنه بل لأنه بالغريزة الوطنية ملتصق بأرضه الوطنية. وخيار البقاء في الوطن هو الأفضل دائماً.
وكل التاريخ القومي لكل الشعوب يؤكد أن القومي حقاً لا يجعجع ولا يكذب ولا يزايد ولا يقامر ولا يغامر، بل يناضل لتحقيق أهداف ممكنة ويدفع كل تضحية مطلوبة لتحقيق الأهداف الممكنة، ملتصق بالأرض وأحلامه إنسانية قابلة للتحقيق. لست متشائماً ولا غاضباً، ولكني أعترف بصوت عالٍ، أنني مفعم بالقلق وأخشى ما أخشاه أن تكون المزايدات القومية الفارغة وغير الواقعية ذريعة لجرائم ضد شعبنا، من القوى العنصرية.
هناك حاجة قومية وإنسانية وديمقراطية وبقائية لشعبنا، الذي لم يرحل في ليل نكبة 1948 أن يأخذ مصيره بيده وان يضرب على أيدي الدجالين والمقامرين والمزايدين، الذين يختفون عندما تقع الواقعة! نعم، لا أحد يحق له أن يزايد على منظمة التحرير الفلسطينية التي بعثت القضية الفلسطينية، من قلب الرماد، بدماء عشرات ألوف المقاتلين. لا أحد أكثر وطنية من ياسر عرفات ومحمود عباس، والاقتراح التاريخي بالمصالحة بين الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني على أساس "دولتان لشعبين" يبهجنا مرتين، مرة لأن دولة فلسطينية تقوم في مجتمع الأمم المستقلة، وثانياً لأن إنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يعطينا فرصة لتصعيد نوعي لنضالنا لإلغاء التمييز القومي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، ويعطينا الإمكانية للمشاركة، من خلال شراكة عربية-يهودية أوسع.
لا مجال في عصرنا لأي حل قومي ليس حلاً إنسانياً. والقومي والإنساني والديمقراطي والواقعي هو مَن يحقق لشعبه النصر، بينما الدجالون والمقامرون والمغتنون من عذاب الشعب يقودون قضيتنا العادلة إلى القبر.
نريد النصر لا القبر، نريد الحياة لشعبنا، وللشعب الآخر ولكل شعوب المنطقة والعالم، وفي مقدمتهم جميعاً شعبنا العربي الفلسطيني الذي يحترف العذاب والتشرد منذ ستة عقود.!
salim_jubran@yahoo.com

«السياحة الداخلية» بين المناطق «العونية» و«الحزباللاوية»


السفير
صورة: لينا مرهج
ليال حداد

ـ «شو عامل الليلة؟

«. ÷ «نازل عالضاحية»!

انتهى الحديث بين الرفيقين.

النزلة على الضاحية ليست للعمل ولا لرؤية الدمار الذي خلّفه العدوان الاسرائيلي وإنما للسهر. والساهرون هم من «الحلفاء» أي من شباب «التيار الوطني الحر» الذي وجد في الضاحية ملاذاً جديداً له بعيداً عن الأماكن المعتادة للسهر.

يلتهم أوليفر طعامه بلذة، ويتكلم بفم يملأه الطعام، فتأتي اللهجة غير مفهومة: «ما في أحلى من الضاحية، أكل رخيّص وكويس، أركيلة، وجو لذيذ».

هكذا يختصر سهرته هنا، أي في أحد مقاهي منطقة الليلكي. ينهي طعامه، يمسح فمه بمحرمة، ويخوض في حديثه المفضل: «حزب الله والجنرال عون خلوا يصير في تفاهم بين العالم».

ويستفيض بما يبدو أنه حفظه غيباً عن فوائد وحسنات ورقة التفاهم بين الطرفين. أوليفر هو عينة عن قسم من الشباب الذي شجّع «السياحة الداخلية» بين المناطق «العونية» والمناطق «الحزباللاوية» كما يقول طارق: «أنا من برمانا في المتن الشمالي، وأتعلم في الجامعة اللبنانية في الحدث، وكنت كل يوم آتي لأتغدى هنا في الضاحية. لكن، بعد التفاهم، أصبحت آتي إلى هنا في السهرات مع بعض أصدقائي».

يشرح طارق عن الطريقة التي تغيرت فيها نظرة العونيين الى الضاحية بعد تحالف الطرفين، وينتقد هذه الظاهرة، فرفاقه، بحسب قوله، كانوا يسخرون من الضاحية ومن أهلها قبلها، وبسبب «ضرورات السياسة» أصبح أهل الضاحية «أقرب عالم إليهم»، وينتهي بالقول: «اللبناني من يوم يومو هيك، ولو بمية سنة ما بيتغير».

يتحدث صاحب أحد المقاهي عن «المسيحيين» الذين يأتون إلى مقهاه، حتى أن بعضهم أصبح «زبون دوّيم» يقصد المقهى كل جمعة وسبت للسهر. نوع السهرة؟ لا احتمالات في الجواب، فنوع السهرة واحد: طعام ونراجيل وإن كان المقهى «مودرن» وغير متدين فيسمح ببعض الموسيقى. لكن لا مشروبات روحية: «في المرة الأولى التي أتينا فيها إلى هنا، تضايقنا قليلاً، فالسهرة لا تحلو بلا كأس، ولكن أصبح الأمر عادياً لاحقا».

ببساطة وجد جورج الحل: عندما يريد ان يشرب الكحول يسهر في الجميزة، وعندما يريد أن يتعشى يسهر في الضاحية.

أمر الاختلاط يبدو جميلاً لوهلة أولى، إلا أن كلام أصحاب المقاهي يترك باب القلق مفتوحاً. فيقول عباس المولى، صاحب أحد المقاهي: «في الماضي، كانوا شباب المستقبل والاشتراكي ما ينهزوا من عنا، هلق ليكي وين صرنا».

يتخوف المولى من أن تتغير التحالفات السياسية ويغادر العونيون طاولات مقهاه: «ما في ألذ من هيك زبونات، ما بعرف ليش هلقد بنبسط بس يجي حدا عوني لعنا».

ويتحدث بمرح عن بعض المواقف المضحكة التي صادفته مع «الزبائن الجدد»: «في إحدى المرات أتى إليّ 4 شباب من الأشرفية، وطلبوا بيرة. أخبرتهم أننا لا نقدم المشروبات الكحولية، فأعطاني أحدهم عشرين دولاراً ليبرطلني. عندما فهم الأمر، اعتذر بشدة وأخبرني أنه كان يسمع أن هذه المقاهي تقدم عصيراً ملغوماً عند الطلب». يضحك المولى على الحادثة ويضيف: «من يومها والشباب زبونات المحل، صاروا يسكروا على شراب التوت». أغلب الزبائن من الشباب، أما نوع الأحاديث فله طابع خاص هنا. كل طرف يصر على المزايدة في مدى حبه للطرف الأخر، وفي شتمه «للفريق الآخر»، أي الحكومة.

والذم بسمير جعجع ووليد جنبلاط يبدو من أكثر الأحاديث نجاحاً بين الشباب. ولا يخلو الحديث من بعض التهكمات على عادات الطائفة الأخرى. فيطرح دوري وطوني الأسئلة على حسين كمن يستكشف كائناً فضائياً. تعدد الزوجات، الحجاب، الوضوء قبل الصلاة، وطبعاً الخواتم التي يلبسها حسين بيده... كلها تبدو أموراً يصعب على العونييْن فهمها.

ومن ناحيته، يحاول حسين أن يفهم الخلاف بين الكنيستين الشرقية والغربية في العالم ويطرح أسئلة «يصعب على البطريرك أن يجاوب عليها»، بحسب تعليق دوري.

وينتهي الحديث بنشوة شعور عارم بالوطنية وبالتعايش بين الشباب الثلاثة. ماريو وزهراء «كوبل دويم» في أحد المقاهي: «نحن رحنا بورقة التفاهم على الآخر»، وتملأ زهراء المقهى بصوت ضحكتها.

يعترف ماريو بأنه لا يستطيع أن يتصرف على راحته في هذا المقهى، إلا أنه قريب من بيت زهراء ولذلك يأتون إليه يومياً: «هيداك النهار، كنت ماسكلها إيدها، قامت عملتلي مية قصة، قال شو، هول الحركات مش للضاحية».

يتلقى ضربة سريعة من زهراء على يده: «ولك هلق بفكرو إنو برات الضاحية آخد كتير راحتك». يهز ماريو رأسه بأسف ساخر: «هيدي آخرتي، حب شيعية!».

ويبدأ المزاح مجدداً على نسق: «صايرلك تحب شيعية»، و«ولولا المسيحية لكنتو نمتو على الطرقات بحرب تموز»، وغيرها من العبارات التي غالباً ما تكون متداولة في «غيتو» كل طائفة.

خط «الضاحية ـ الشرقية» هو، حتى الآن، باتجاه واحد. فشباب الضاحية لا يتعودون بسهولة على السهر خارجها: «إذا كان بدي اضهر برات «المنطقة»، بروح ع الروشة أو الحمرا، أما باقي المناطق فلا أرتاح فيها».

يتكلم حيدر بصراحة عن إحساسه، وورقة التفاهم؟ والعونيين الذين «ينشطون اقتصاد الضاحية»؟

يبتسم حيدر بتكلف ويجيب: «ما تشدي إيدك كتير، العونيون الذين يقصدون الضاحية هم من القسم الذي هو أساساً غير طائفي، إلا أن قسماً كبيراً منهم ما زال يرتاب حين يسمع الحرف الأول من كلمة ضاحية، بس إن شاء الله بيمشي الحال إذا ظل عون والسيد حسن متفقين».

أمن الناصرة يخرج شيء صالح؟ .... تعال و انظر


رشا أرنست

بدأ يوحنا البشير إنجيله بالإشارة إلى يسوع المسيح الكلمة المتجسدة، حيث بدأ الفصل الأول "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" وقبل أن ينهي إصحاحه الأول أشار إلى الناصرة، من حيث آتي يسوع المسيح المخلص. فكان هو الراعي الصالح الذي خرج من الناصرة منذ أكثر من ألفي عام. فهل لازالت الناصرة تخرج صالحين على مثال يسوع؟ الأخبار والإعلام بكل الوسائل والطرق لا يخبران إلا بالعكس. فماذا يعني هذا؟
منذ أيام قليلة قرأنا خبر صغير عن إحراق و نهب كنيسة اللاتين ودير راهبات الوردية بغزة من قبل مجموعة همجية. ولسبب غير معلوم كان هناك تعتيم على الخبر من وسائل الإعلام العربية، على الرغم أن وسائل إعلامنا تقوم مشكورة بنشر كل كبيرة وصغيرة وبشكل ضخم للغاية. ولكني أشكر الله على هذه الغفلة من وسائل الإعلام. فربما هذا للصالح أكثر.
سواء كانت غزة أو الناصرة أو الجليل فجميعهم وطن واحد، فالجزء الذي يتألم يكون السبب بألم الجسد كله. هناك أمور كثيرة تتعلق بالإيمان وهناك أمور كثيرة أيضاً تتعلق بالمحبة. وواقع الإيمان لكل الأديان السماوية يقول أن الله واحد للجميع. وواقع المحبة يقول أن كل أبناء الوطن الواحد هم إخوة على ارض واحدة. فإذا كانت فلسطين تضم بشر كثيرون يؤمنون بالله الواحد ويعيشون بأرض واحدة تحت وطأة ظروف واحدة فما الداعي أن تتهمني بالكفر أو تحرق بيتي أو تقتل ابني؟
الله الواحد لم يكن يوماً ملكاً لأحد، فهو اله الكل، يحب الكل، ويغفر للكل. فلماذا نُصرّ نحن البشر أن نجعل منه اله ظالماً، يفرق بين إنسان وآخر ويفضل بينهما؟ بسؤال نثنائيل"أمن الناصرة يخرج شيء صالح؟" وبإجابة فيلبس عليه وهو يقول "تعال وانظر" فلننظر معاً، من الناصرة خرج يسوع الناصري الذي آتى إلى البشر وجال يصنع خيراً.

وأعطى كثيرون من بعده هذا الكنز العظيم، فمن بعده جاء آلاف من البشر يصنعون خيراً بهذه البلاد. جاء كهنة ورهبان وراهبات على مدى أجيال وأجيال تحملوا كل ظروف هذه البلاد وكانوا ومازالوا قادرين على العطاء حتى لو تعرضوا لأي أذى أو اضطهاد. فهم يعيشون المحبة الحقيقية من أعماقهم مع جميع الناس من حولهم. يخدمونهم و يساعدوهم بغض النظر إن كانوا على نفس إيمانهم أو لا.

ومنهم كهنة وراهبات غزة الذين تعرضت أماكنهم للنهب و التدمير. ليسوا فقط المسيحيين هم الذين يعيشون المحبة بيومهم البسيط وإنما هناك مسلمون كثيرون أيضاً بغزة والمناطق الأخرى يعيشون بمحبة وبساطة مع الآخرين. وهؤلاء مسيحيون ومسلمون هم من يُنادون الآن بوقف القتال والتعصب الأعمى، هؤلاء هم مَن مازالوا يؤمنون بالله الواحد والمحبة الواحدة بالوطن الواحد. هؤلاء مَن يقولون لا للعنف...لا للتعصب...لا للبغض والقتل والدماء...لا للعدو الذي يتربص بنا مثل الأسد الذي يبحث عن فريسته ليل نهار.

هؤلاء الذين مازالوا صامدون بإيمانهم وثقتهم في الله الذي يرى كل شيء، الذي منحهم سلاماً مختلفاً، سلاماً غير سلام العالم"سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أعطيكم أنا يو14:27" سلاماً قائماً بفرح لا يستطيع أحد أن ينتزعه منهم.
"تجيء ساعة يظن فيها من يقتلكم أنه يؤدي فريضة لله يو16:2" نعم تكررت هذه الساعة كثيراً على مر الزمن وها هي تتكرر من جديد بفلسطين والعراق ولبنان. ويظن كثيرون أنهم يؤدون واجباً نحو الله ويقتلون المسيحيين بكل مكان باسم الله. والغريب أنهم كثيرون، والغريب أنهم منتشرون ويزيدون. ولكن إذا كان الله معنا فمن علينا؟ اله البشر، كل البشر، عادل ومُحب، يهب القوة للضعيف، والرجاء للمؤمن، والاحتمال للمُحب. لم و لن يكن أبداً اله تجارب أو تعصب أو حرب. كثيرون يحملون الأسلحة ويتجهون مباشرة لمن يظنون أنه يستحق الموت. هل فكر هؤلاء بمقياس هذا القرار؟ قرار الإعدام على شخص لم يفعل أي شيء غير انه مختلف عنهم؟ والسؤال المطروح على هؤلاء ألم يكن بمقدرة الله أن يجعلنا كلنا بنفس الإيمان؟ ألم يكن قادراً أن يخلقنا بفكر أو شكل واحد؟
منذ بدء الخليقة والإنسان بصراع مستمر، صراع البحث عن إجابة، من وراء هذا الكون العظيم؟ وبكل مرحلة من مراحل البحث يكتشف الإنسان أن من خلق الكون لابد أن يكون أعظم من الخلق نفسه، ليس جزء منه وإنما اكبر وأعلى. وبعد بحث طال كثيراً عرف الإنسان الله، عرفه قوياً عادلاً محباً منح الإنسان ليكون أعظم الخلق بهذا الكون، ميزه بالعقل والإرادة والعاطفة والأعظم من ذلك خلقه على صورته كمثاله ومنحه الحرية. ولكن التفكير الثابت في رحلة البحث عن الخالق هو: من هو الله؟ وبالعصور المختلفة ظلت هناك صوراً كثيرة عن الله هذا الخالق المبدع. وكل عقيدة ومذهب تكلمت عن الله بوجهة نظر، وجهات نظر اختلفت ووجهات نظر اتفقت والمرجع الأساسي في كل هذا هو الكتب السماوية. ولكن الإنسان وبعقله الذي ميزه الله به عن سائر المخلوقات لم يقف عن الكتب السماوية واخذ كثيرون يفسرون بما يرضي غرورهم أو يرضي مطالبهم واحتياجاتهم ونسوا أن الخالق الذي أرسل هذه الكلمات لجميع البشر يعلم ويرى ما يفعلون بكلماته.

الثابت بكل الكتب السماوية عن الله انه واحد لكل البشر، انه المُحب والغافر. والمعلوم لدى كل الخليقة أن الله هو الذي يُجازي بالنهاية. فلماذا يصرّ البشر أن يُنحوا الله جانباً ويأخذون على عاتقهم الحساب والعقاب للآخرين؟
نُصلي من اجل كل هؤلاء أن تستيقظ ضمائرهم و يرجعوا لكلمة الله عن المحبة والتسامح بين البشر. أما المسيحيون في كل مكان وخاصة فلسطين والعراق ولبنان لابد أن يقاوموا ويتمسكوا بإيمانهم وبوطنهم لأنهم باقون مهما حدث. وكل هذا سينتهي لأن الشرّ عمره قصير مهما طال. والله قادر أن يغير كل شيء، ما نحتاجه نحن البشر فقط الثقة به والصلاة إليه لكي يرحمنا. "وستظل قلوبنا حائرة إلى أن تستقر فيك يا الله " كما قالها القديس اغسطينوس. كونوا أقوياء بيسوع المخلص، فهو الوحيد القادر أن يخلصكم من الذي انتم فيه.
من الناصرة خرج الراعي الصالح وحافظ على رعيته وسيحافظ عليها إلى أخر الدهر. ومن الناصرة ستظل تخرج أعمال صالحة ونفوس صالحة تقول نعم للحبّ...نعم للوحدة...نعم للسلام الآتي من الله.

الثلاثاء، يونيو 26، 2007

قمة العقبة لم تزل حاجز العوجا وقمة شرم الشيخ لن تزل حاجز حواره


راسم عبيدات

..... قمة وراء قمة ، مبادرة وراء مبادرة، مفاوضات ماراثونية ليس لها بداية ولا نهاية، ودوران مستمر في الحلقة المفرغة، وجري وراء سراب، وهناك من تروق له هذه اللعبة وأدمن عليها، وكل قمة تحمل إشتراطات أمريكية إسرائيلية جديدة من الجانب الفلسطيني، إشتراطات يجري التعامل من خلالها مع الفلسطينين، كطلاب مرحلة إبتدائية، إذا نجحتم في الإمتحان، فلكم كذا وكذا من المحفزات والجوائ، وإذا رسبتم فسنعاقبكم أشد عقاب، وستحرمون من كل المحفزات والتسهيلات، وإشتراطاتنا أنتم تعرفونها أمن دولة إسرائيل أولاً وعاشراً، قبل أي حديث عن مفاوضات أو آفاق سياسية، وما نحمله لكم رزمة من التسهيلات الإنسانية، منوط تنفيذها بنجاحكم في الإمتحان، وتقدير أجهزتنا الإستخباراتيه، لهذا النجاح أو الإلتزام، وهي من يقرر ذلك، ولعل الجميع يذكر أنه عندما عقدت قمة العقبة، وتم الإتفاق من خلالها على إزالة حواجز، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وتقديم تسهيلات أخرى للفلسطينين في الجوانب الإنسانية والخدماتية ، وما أن إنفضت القمة، وجاء دور التنفيذ رأينا كيف أن الإسرائيليين، إختزلوا كل هذه النتائج في أمن إسرائيل، وأن إزالة حاجز العوجا من شأنه الإضرار به، وعند هذه النقطة تبخرت كل رزم وسلال التسهيلات التي نصت عليها القمة، وبقي حاجز العوجا ، وتوالت بعدها قمم أبو مازن – " أولمرت "، مع تكرار ممل وممجوج لنفس " السمفونية " ، وفي كل مرة يتمخض الجبل عن ولادة فأر، فالحالة الأمنية والوضع الداخلي في إسرائيل لا تسمحان بتقديم أية تنازلات للفلسطينيين، واللقاءات تبقى في إطار العلاقات العامة، وعلى رأي المأثور الشعبي " في الحركة بركة "، واليوم وفي ظل الحالة الفلسطينية المعاشة، والتي يحاول الطرف الإسرائيلي إستغلالها، من خلال التلويح بالجزرة للجانب الفلسطيني، إن هو أقدم على إجراءات من شأنها على الأقل، دفع الساحة الفلسطينية إلى المزيد من الشرذمة والإنقسام، وتوسيع دائرة الإحتراب والإقتتال الداخلي، مقابل بيعه أوهام وسراب، عن رزم جديدة من التسهيلات، بما فيها دق إسفين في قضية الأسرى، وتحويلها إلى قضية أحزاب وفصائل، بدل قضية شعب ووطن، وهذا مطب خطر وقاتل، ويجب عدم السماح بالعودة، إلى الإشتراطات الإسرائيلية، أسرى ملطخة أيديهم بالدماء وآخرين غير ملطخة، أسرى قدس، أسرى ثمانية وأربعون، أسرى حماس وأسرى فتح، أسرى الجهاد وأسرى الجبهة الشعبية وغير ذلك، وكل ما أتمناه ، أن لا يصل البعض منا إلى إعتبار جزء من أسرى شعبنا بأنهم " إرهابيين " وفق المنطق الإسرائيلي – الأمريكي في ظل إندفاع غير محسوب للتجاوب مع الإشتراطات الأمريكية – الإسرائيلية
، فهذه القمة جاءت بعد حالة من الإحتقان الشديد التي يعشها الواقع الفلسطيني، وفي ظل أجواء تنذر بإنفصال جغرافي وسياسي بين الضفة والقطاع ، وحملات تحريض وتحريض بين حماس وفتح، تنتهك فيها كل المحرمات والخطوط الحمراء، بحيث أصبحت الأمور وأيضاً على رأي المأثور الشعبي " طاسه وضايعه " والمواطن الفلسطيني يزداد يأساً وإحباطاً من كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، ودخل في حالة من التوهان والضياع، حاله حال القضية الفلسطينية، التي يصر أمراء المصالح والمنافع والإمتيازات، وأصحاب الأجندات والإرتباطات غير الفلسطينية إلى جر الشعب الفلسطيني إلى الإنتحار والتدمير الذاتي، ويبدو أن البعض منا لا ولن يدرك ، أن الجانبان الأمريكي والإسرائيلي بسبب عمق أزماتهما الداخلية، وفشل وتعثر سياساتهما الخارجية، فإن ما يعنيهما بالأساس، هو الإستمرار في إدارة الأزمات، وليس حلها وفكفتها ، والعمل بكل الوسائل من أجل تعميم سياسة الفوضى الخلاقة على كل ساحات الوطن العربي، سياسة تخصيص الدين والإنتماء، وتقطع الأوصال وتقسيم وتجزئة وتذرير الأوطان ، ووضع التصنيفات من ليس معنا فهو ضدنا، وطبعاً كل من يعارض أو يتصدى أو يقاوم السياسات الأمريكية – الإسرائيلية في المنطقة، فهو في خانة الضد، وهذا يشمل كل قوى الممانعة والمعارضة والمقاومة فلسطينية وعربية، أحزاب وحركات ودول، وفي الحالة الفلسطينية فالإستهداف شامل وعام، فهو لا يستهدف حزب أو حركة بذاتها، بل الإستهداف لشعب بأكمله، وهذا ما يجب أن يعيه الجميع ويدركه، وأنه لا مناص من العودة إلى طاولة الحوار، الحوار المبني على الصراحة والمكاشفة والوضوح ، والقائم على برنامج سياسي موحد، جوهره وثيقة الوفاق الوطني – وثيقة الأسرى وإتفاق القاهرة / آذار 2005، وبما يفضي إلى إقامة حكومة وحدة وطنية، ودون قفز عن كل تبعيات المرحلة السابقة، وعلى قاعدة المحاسبة والمساءلة، ليس لهذه الجهة أو تلك فقط، بل لكل من يثبت تورطه أو إدانته في المشاركة والمساهمة والتحريض والتمويل وتوفير الحماية والغطاء لهذه الجماعة أو تلك، أو التآمر على المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وأن أي إرتهان لأي طرف خارجي من شأنه فقط دفع الساحة الفلسطينية إلى المزيد من الشرذمة والإنقسام ، والإحتراب والإقتتال الداخلي، فالمهم العامل الذاتي الفلسطيني، فبالقدر الذي يتصلب ويتقوى هذا العامل، ويكون موحد، يكون قادراً على الصمود والمواجهة وتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني، التي قدم وما زال يقدم في سبيلها التضحيات الجسام، شهداء وأسرى وجرحى وتدمير .... إلخ، في الحرية والإستقلال .
ومن هنا فإن ما يمكن لنا قوله، أن هذه القمم لا يجوز الرهان عليها، لأن هذه القمم همها بالأساس الضغط على الجانب الفلسطيني وتطوعيه، ودفعه لتلبية إشتراطات وإملاءات من شأنها، السير بالحقوق المشروعة نحو التبدد والضياع والمجهول، ولعله من الهام جداً القول ، رغم وجود إتفاقية سلام بين الأردن وإسرائيل، إلا أن الإسرائيليين حتى اللحظة، يرفضون إطلاق سراح الأسرى الأردنيين، بل والمثال الأكثر سطوعاً، عندما طلب الملك عبدالله الثاني، السماح للسيد إسماعيل هنيه بالسفر من غزة إلى رام الله لمقابلته، تم رفض طلبه مما يدلل على العنجهية الإسرائيلية، وبما يعني الكثير الكثير، ولذا فإن مقررات هذه القمة، لن تكون إلا تكراراً ممجوجاً للسابق، والجميع يذكر حملة التحريض الواسعة التي شنها الإسرائيليون والأمريكان على الشهيد الراحل الرئيس أبو عمار، وأنه بتخلص الشعب الفلسطيني منه، فإن الشعب الفلسطيني سينعم باللبن والعسل، وستتحول الضفة والقطاع إلى جنة الله على أرضه، ولكن كل هذه الأوهام والأحلام بددها الواقع والصلف والعنجهية الإسرائيلية، وهذه القمة لن يكون حظها بأوفر من حظوظ القمم السابقة، وقمة العقبة لم تزل حاجز العوجا، وقمة شرم الشيخ لن تزل حاجز حوارة، فهل يتعظ الجميع قبل فوات الآوان .؟

القدس – فلسطين

لا لشعار.. البقاء للأقوى



رشا أرنست
يُذكر أن 26يونيه هو اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب بحسب ميثاق الأمم المتحدة. وقد جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة، سان فرانسيسكو في 26يونيه 1945م " نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وان نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية وان نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وان ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وان نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح". هذا ما جاء بنص الميثاق الخاص بضحايا التعذيب، بالطبع القصد هنا بالتعذيب هو كل تعذيب قائم على ضحايا الحروب من تعذيب جسدي ونفسي ومعنوي.
الحرب العالمية الأولى والثانية انتهت بكوارث فوق احتمال البشر، والنتائج كانت غير إنسانية على الإطلاق وفاقت كل التصورات، ولكن الحرب بدون أسمائها أولى أو ثانية لم تنتهي حتى الآن. ولا نحتاج لدليل بوجود سلسلة الحروب التي مرت بأجزاء متناثرة من العالم وخاصة بالشرق الأوسط مروراً من حرب 48 إلى حرب العراق والأحداث اليومية بحياة الإنسان العربي. نص ميثاق الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب ربما وضع يوم عالمي لنتذكر المعذبين من حولنا، كما وضع حد لتعداد الحروب أولى وثانية حتى الآن. ولكن....من الذي سيضع حد للحرب عامة والتعذيب خاصة بعد مرور 62 عاماً على هذا النص؟
مازالت متابعة أحداث خطف الصحفي البريطاني آلان جونستون من قبل جماعة جيش الإسلام مستمرة. وبآخر تطورات الحدث ظهر لنا آلان جونستون مرتدياً حزام على الموضة أي حزام ناسف مناشد حماس والحكومة البريطانية أن لا يلجئوا إلى القوة لإنهاء الأمر، كما طلب جونستون من الـ بي بي سي والبريطانيين الذين يدعمونه أن يساندوه في هذه المناشدة ويطالبوا معه بالعودة إلى المفاوضات التي كانت قائمة لإطلاق سراحه ومع التطورات التي تحدث بغزة أصبحت في خبر كان.
تسجيل جونستون يشبه مشاهد كثيرة لو لم نراها فالأكيد أننا سمعنا عنها، وهى موضة هذا العصر، ارتداء الأحزمة الناسفة وسواء المرتدي كان قد ارتداها بنفسه وإرادته مُسلماً كيانه وإرادته لغيره أو مثل هذا الصحفي كانت غصباً فهي تظل لغة من لغات عصرنا الحديث.
لا أدري كيف يكون شعور الإنسان وهو مرتدي هذا الحزام الناسف برضاه مقتنعاً انه بعمليته الفدائية كما يؤمن يجاهد في سبيل وطنه. وإنما أحاول أن أتخيل نفسي مرتدية هذا الحزام بظروف مثل جونستون، الذي لم يكن كل ذنبه غير أنه أحب غزة وقبل بها مقرا دائما له، وعمل بها ثلاث سنوات. شعوره وهو يطل على العالم، على كل من عرفوه، على زوجته وأولاده وهو مثبتاً على كرسي، مرتدياً حزام ناسف، عليه أن يقول كلمات محددة. كيف يكون هذا الشعور؟ كيف يكون وهو بهذا الضعف!؟ قاسياً على الإنسان الذي يملك الحرية يشعر بأن لحريته حدود0 وأن الزمان ينشب أظفار الفناء والتناهي 0
نحن كمشاهدين رأينا وسمعنا جونستون، وربما وقفتنا أمام منظره لم تكن أكثر من كونه مشهداً عابراً ضمن عشرات المشاهد الأصعب يومياً من ضرب وقتل ونسف وعذابات متعددة الأشكال. ولكن بالطبع كان هذا المشهد مختلفاً لمن يعرفه وخاصة أسرته المعذبة بفراقه بهذا الشكل. مُناشدة جونستون بعدم استعمال العنف والقوة لإطلاق سراحه كانت الأقوى من كل الأخبار والمؤتمرات والقمم المنعقدة هنا وهناك. كانت الأهم من كل تصريحات الزعماء والرؤساء. كانت تعبر لا عن ضعف وقلة حيلة، إنما عن إحساس وقوة ومعاناة. الكل هنا وهناك يجلس على طاولة المفاوضات وبقاعات المؤتمرات وأمامه عشرات الميكروفونات ومن خلفه الأكثر من الحرس ليقول وكأنه لم يقل شيء. وتنتهي مهمته عند حدّ التصريحات. إنما جونستون عندما تكلم نطق بما يحتاجه العالم الآن. إلى وقفة مع الذات، إلى نظرة لضعف قائم لا مهرب منه، إلى نتيجة غرور الإنسان وكبرياؤه القادر على كل فعل أي شيء. نعم فهو قادر على البحث عن كل ما يدمر ويهدم ويـُبعد. جونستون قال أنني هنا بمفردي وانتم بعيدون تتقاتلون بالكلام. الأهم عندكم إلا تنهزموا، الأهم أن تطلقوا صراحي حياً كنت أو ميتاً. كلمات الصحفي كانت جرس انتباه لمن يأخذ العنف مبدأ ونهجاً بالحياة. والخوف إن لم يكن هناك أحدا يسمعه، وتكون كلماته صرخة بوادي مظلم من العنف والعندّ. مئة وخمسة أيام مرت على جونستون وهو مُختطف مقيد، نجهل جميعاً وضعه الحالي كيف يكون، ليس فقط وحده بهذا الوضع إنما هناك الكثيرون داخل السجون والمعتقلات وكهوف المُختطِفين. وكما قال وليم شكسبير”الزمن، بطيء جداً لمن ينتظر...سريع جداً لمن يخشى...طويل جداً لمن يتألم". فإلى متى سيظل هؤلاء منتظرون فعل لا قول من أولي الأمر؟ إلى متى سينتظرون تصرفاً حكيماً بعيداً عن الغرور الإنساني وبعيداً عن العنف الوراثي؟ فلقد ورثنا العنف واحتقار الآخر والتعالي عليه منذ زمن وها أن مِنا مَن يَدفع الثمن.
باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب نحتاج إلى إعادة النظر لكل ما يحدث من حولنا، نحتاج أن نوثق ميثاقاً جديداً للأمان والسلام. نحتاج أن نصغي لصوت الذين يعانون معاناة حقيقية ويتألمون، فهم الأقدر على اتخاذ القرار لأنهم يشعروا بالألم ويدفعوا ثمناً غالياً من حياتهم وكرامتهم. العالم يحتاج أن يُصغي لكلمات جونستون...لا تطلقوا سراحي بالعنف، إنما بالتفاهم والإصغاء والقبول. ليقبل كل منكم رأي الآخر ويحترمه مهما اختلفا في الرأي حتى أعيش، حتى يعيش العالم بسلام. حتى يقف في وجه التعصب والكراهية والاختلاف. حتى لا نعود نُهين مَن همّ أضعـف مِنا، ونقبل إهانة من هم أقـوى مِنـا ، حتى لا نعود نقبل احتلال دولـة لأخـــــرى. ولا نعود نؤكــــــد أن البقـــــاء للأقـــــــوى. بل البقاء للاحترام و قبول الآخر...البقاء للحبّ...البقاء للسلام.

إنها الدعارة الثورية


سعيد علم الدين

لا بد من إدانة شديدة لهذا الانفجار البربري الخطير ضد قوات السلام الاسبانية. للتذكير هذه قوات صديقة لا مصلحة مادية تجنيها لما تقوم به من خدمات جليلة لا تقدر بثمن لدعم الجنوبيين. تكلفت المتاعب وعناء السفر وأتت خصيصاً لمساعدة لبنان وشعبه ضمن القرار الدولي 1701، حفاظا على أمن الجنوب من الاستباحة المستمرة، ورعاية للسلام ضد الانتهاكات الإسرائيلية المختلفة.
ولكن من له مصلحة في هذا الاعتداء؟
بالتأكيد كل من هدد وتوعد بزعزعة الاستقرار في لبنان والتبشير بالحرب الأهلية في حال تم إقرار المحكمة الدولية. لأنه وبكل بساطة هذا المهدِّدُ يريد إثبات وجوده بتنفيذ تهديده. وفي المقدمة يأتي بشار الأسد ومن ثم الحزب اللاهي فتهديدات نصر الله ونعيم قاسم ومحمد رعد ومن ثم أبواق العملاء الصغار من جماعة الثامن من آذار كوؤام وهاب مثلا، الذي ما زال تصريحه في 18/4/2007 اثر لقائه عمر كرامي من أن "القرار 1701 وقوات "اليونيفيل" سيكونان أولى ضحايا إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع"، ترن في آذاننا ومن وراء الجميع بالطبع ملالي إيران المهدِّدون وفي اليد البندقية الإفرنجية وعلى الكتف الصاروخ الموجة بالموجات الحرارية.
ولهذا ولا عجب أن يرسلوا جميعاً عصاباتهم المغسولة الدماغ إلى حد الطاعة العمياء، والمغرر بها اسلاميا في خلطة مخابراتية إيرانية سورية شيعية سنية بدايتها تثبيت ولاية الفقيه ونهايتها من تيه إلى تيه وتحت عناوين مموهة وأسماء مفبركة ك "فتح الاسلام" إلى الشمال وإلى الجنوب "جند الشام". فقط الحلف الايراني السوري واذنابه من تنظيمات واحزاب الهية وشيطانية لهم مصلحة في هذا الانفجار الارهابي الذي ياتي تزامنا مع ما يحدث في الشمال. وذلك للتاكيد، على انه لا استقرار في لبنان ما دام العالم يواجه إيران النووية ويعمل لتشكيل المحكمة الدولية. وكان الحلف المذكور من قم إلى دمشق ومن القاعدة التره بورية إلى الضاحية الجنوبية الثورية قد رفض رفضا قاطعا المحكمة، إلا أنه قبل على مضض القرار 1701 الذي انهى حرب تموز، ثم عاد وامتعض رافضا النقاط السبع وكل ما نتج عنها من خطوط وطنية عريضة اتفق على اللبنانيون بحرارة، ولم يعترض عليها في حينها أحد.
للتذكير هذا القرار استجداه من حكومة السنيورة استجداءً والى حد الانسحاق حسن نصر الله ومن ورائه إيران وسورية. وهم وأذنابهم ينقلبون عليه اليوم تفجيرا.
الهدف ابقاء لبنان ساحة حرب مفتوحة للتفجيرات والاغتيالات وشراء الضمائر بِفَتِّ الدولارات الطاهرات لبعض الجماعات.
وفي الماضي القريب كانوا يصمون آذاننا بأبواقهم العالية، عندما كانوا يقومون بعملياتهم البطولية لتحرير الوطن السليب ويعلنون مسؤولياتهم عنها ويتبجحون في الإعلان، إلى حد أنك تعتقد أنهم قد حرروا شبرين من أرض فلسطين وزرعوا مزارع شبعا بالباذنجان واسترجعوا كامل هضبة الجولان.
أما اليوم في عصر الدعارة الثورية والبهتان والنفي المستمر والتنديد اللفظي والتكاذب واللف والدوران فإنهم تحولوا من أبطال قنوات فضائية وإعلام إلى خفافيش ليل تعيث اغتيالا وتفجيراً وخراباً ودمارا تحت جنح الظلام: فهم يغتالون وينفون أي علاقة لهم بعملية اغتيال ويستنكرون أشد استنكار ويدعمون براءتهم بأعظم الأقسام. ويريدوننا بكل بساطة أن نصدق أقوالهم ونتهم إسرائيل مصدر كل تآمر واغتيال وعدوان. وإذا قلنا لهم مهلاً: علينا بمحكمة لمحاكمة المتهمين أو تبرئتهم!
تحولوا فوراً إلى أفاعي سامة وثعابين. قائلين: أتريدوننا أن نضع رؤوسنا تحت مقصلة الأمريكيين!
إنها والله، الدعارة الثورية لثوار آخر زمان!
ولهذا فهم يقترفون إرهابهم الثورجي المتذاكي الجديد، في ضرب الصواريخ على إسرائيل من جنوب لبنان لاستفزازها بالرد، وتفجير قوات اليونيفيل جنود السلام، وكل ذلك في السر والكتمان.
تماما كالذاهب الى بيت الدعارة أو بائعات الهوى يسير متلطياً بكوفيته أو قناعِهِ أو معطفهِ خلف الحيطان لكي لا يفضحه إنسان أمام الجيران وفي كل مكان.
وهل ممكن أن لا يعرف الحزب اللاهي من قام بهذا العمل الإجرامي؟
بالتاكيد هو أول العارفين وقد قال زعيمه حسن نصر الله يوما أنه: لا يمكن أن يرفرف عصفور أو يطلق صاروخ، ولا يمكن ان تطير برغشة أو تُفَجَّرَ سيارة، ولا يمكن أن تدب نملة أو يوضع لغم في ارض الجنوب دون ان يكون الحزب الأسطورة قد علم بالتفاصيل قبل أن تقع.
كيف لا وعيونه المبثوثة في كل زاوية ووراء كل شجرة وخلف كل شباك على علم مسبق بكل حدث. لذلك فهذا التفجير تم على الارجح بحماية ورعاية لوجستية من الحزب اللاهي وبأوامر ايرانية سورية لخلط الاوراق وتخويف قوات اليونيفيل وترهيب مجلس الأمن.
ويقال بأن الحزب استنكر. مرحبا استنكار!
وكان الحزب اللاهي قد استنكر جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل جرائم الاغتيلات أشد استنكار ولكنه رفض تمرير المحكمة الدولية لكشف الحقيقة في مجلس الوزراء، وأغلق مجلس النواب وجعل من لحود ببغاء يردد ما يقوله حزب المقاومات من شعارات.
لقد فقد حسن نصر الله مصداقيته ومنذ هروبه من طاولة الحوار الوطني إلى حرب الوعد الصادق الذي تحول إلى دمار حارق واعتصام باعت، خاصة بعد أن انفضح أمره، وريقة خانعة بيد إيران وورقة صفراء بيد بشار الاسد المارق.
هذا الهجوم على قوات اليونيفيل هو رسالة واضحة الى مجلس الأمن الذي يحاول حل قضية مزارع شبعا من خلال مهندسيه وذلك لنزع الذرائع من يد الحزب اللاهي وبالتالي السلاح. وهذا ليس من مصلحة الحزب في تحرير ما بعد حيفا.
وكان مجلس الأمن قد أرسل فريقا تقنيا لدراسة وضعية الحدود السورية ومنافذها الغير الشرعية التي ترسل سورية من خلالها العصابات والسلاح والمخابرات والتنظيمات لتخريب الاستقرار.
المتفجرة كم أسلفنا هي رسالة ترهيب لمجلس الامن لكي يترك وضع شبعا على حاله، ولكي لا يتم نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية مع سورية.
والا كيف ستُدخلُ ايران وسورية الصواريخ والسلاح ومجرمي القاعدة الى لبنان؟
ولهذا فمهما تلطوا وتخفوا واستنكروا ونفوا فهم مكشوفون لكل صاحب نظر وبصيرة، لأنه لا مصلحة لهم باستقرار لبنان والجنوب ما دامت مطرقة المحكمة الدولية تطرق رؤوسهم.

حول دعوة الرئيس مبارك لحوار فلسطيني




عمر موسى

كنا نود أن نسمع دعوة للحوار من قيادة فلسطين الشرعية قبل أن نسمعها من الأخوة المصريين.

لكن ردة الفعل التي أصابت الرئاسة الفلسطينية كادت أن تطيح بكافة المواثيق الأخوية والنضالية الفلسطينية.

ومرد ذلك إلى الصدمة المرعبة التي أصابت المتنفذين في القيادة الفلسطينية الذين استمرأوا التفرد والتسلط.

فهم لم يستفيدوا من التجارب المريرة في الأردن ولا التجارب القاتلة والمقرفة في لبنان، بل استمروا وبنفس أسلوب التعامل في فلسطين.

فإلى متى يبقى الصلف والتفرد والتلاعب بالمصائر؟

أما آن الأوان أن نعلم أن فلسطين لن تكون أبداً إلا بالوحدة الكاملة الصادقة وبالقيادة الوطنية المخلصة والحكيمة. لنتخلص وإلى الأبد من المتلاعبين بمصير الثورة والشعب، عملاء العدو تحت أي اسم استخدموه.

الاثنين، يونيو 25، 2007

عذرا اسبانيا - انهم اوغاد-



جورج الياس
مهما كان الهدف من وراء قتل جنود القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، ومهما كانت الدواعي، فهذا اجرام بكل معنى الكلمة! وهذا حرام حرام..بكل الاعراف الدولية ،وكل القيم الانسانية ،وكل الاخلاقيات الاجتماعية.

ومهما كان الهدف من وراء هذه الوحشية، فهذا ارهاب واكثر،انه خطيئة لا تغتفر! انه جريمة نكراء!

الى المخطط والامر والمنفذ لهذه الفعلة الشنيعة، اكان النظام السوري ،ام المنظمات الفلسطينية التي تعمل بامرته، ام الحركات الاصولية الاسلامية المتشعبة ، كتنظيم القاعدة ومشتقاته وملحقاته السلفية والتكفيرية... ام ايا يكن الفاعل، اليهم جميعا اقول:

- ان من يقتل جنديا من قوات حفظ السلام ،يقتل السلام بعينه!
- ان من يقتل رجل الامن الدولي، كمن يقتل راهبا او شيخا!
- ان من يقتل جنديا من قوات اليونيفيل ،اكان اسبانيا ام فرنسيا ام ايطاليا ام اندونيسيا ام قطريا...فهو يقتل البشرية جمعاء!يقتل الانسانية، يقتل الايمان والمحبة باسم الدين!يقتل الحرية باسم القانون! ويقتل الملائكة باسم "الجهاد" !!

هؤلاء الشهداء الستة التابعين للكتيبة الاسبانية ضمن قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان تحت راية الامم المتحدة تنفيذا للقرار 1701 ،هؤلاء عبارة عن "زهور" غرسوا في جنوب لبنان بغية الحفاظ على الامن والاستقرار للمواطن، وتامين الحياة الهادئة الهانئة له، ولمساندة الجيش اللبناني في بسط سيادته وحماية حدوده...

ما ذنبهم هؤلاء؟! ولأي ذنب قتلوا ويُتم اطفالهم؟! ودمعت اعين امهاتهم؟!

تحية لكم ايها الشهداء، تحية الى دولة اسبانيا وشعبها الابي ، تحية الى ارواحكم الطاهرة.
فانتم شهداء لبنان!شهداء الانسانية!شهداء العدل والسلام!


كاتب ومحلل سياسي

الأحد، يونيو 24، 2007

أبناء الجالية الفلسطينية بالنمسا يستنكرون بيانا لفئة مشبوهة تحاول ارغامهم على موالاة عباس




ناصر الحايك
أبدى المئات من أبناء الجالية الفلسطينية فى النمسا انزعاجهم وامتعاضهم الشديدين اثر تلقيهم رسائل عبر البريد الالكترونى جاءت فى صيغة بيان مشبوه يحمل توقيع ثلة تزعم بأنها "الهيئة الادارية للجالية الفلسطينية بالنمسا" دون الافصاح عن أسماء من أباحوا لأنفسهم سرقة الشرعية وتمثيل جالية فلسطينية يقدر عددها بأكثر من ثلاثة الآف شخص.
ويشار الى أن البيان المريب المتعلق بالأحداث الأخيرة فى غزة لا يعبر الا عن رأى الشلة التى قامت بصياغته ، حيث أثار مخاوف وحفيظة الكثيرين لما يتضمنه بين ثناياه من لغة تحريضية وافشاء للبغض ونشر للكراهية فى أوساط الجالية الفلسطينية ومحاولة مبطنة وخبيثة لاجبارهم على محاباة وموالاة عباس وأجهزته الأمنية العميلة مما قد يزعزع أمنهم واستقرارهم بفيينا.
وتكمن خطورة البيان بحسب رأى رئيس مؤسسة فلسطينية كبرى بفيينا فضل عدم الافصاح عن اسمه كون البيان المشار اليه يسعى لايقاظ نار الفتن الكامنة تحت الرماد التى يحاول اطلاق شرارتها من حين الى آخر الطابور الخامس المندس بين أبناء الجالية الفلسطينية بالنمسا.
وقد رجحت مصادر بأن هده الفئة الضلالية تجتهد على ما يبدو لتصدير الاحتقان والتوتر من الأراضى الفلسطينية الى الساحة النمساوية ، خصوصا عندما تبين بأن من يقوم بتوزيع البيان الخسيس شخص عربيد ينتحل صفة "مناضل" له باع طويل فى تأجيج وخلق الصراعات بين فلسطينيى النمسا ويدير ماخور فى الحى السابع بفيينا للداعرات اشتراه على نفقة الشعب الفلسطينى ومهنته الأصلية "مواسرجى".
ومن ناحية أخرى عبرت الغالبية العظمى من أبناء الجالية الفلسطينية بالنمسا عن رفضها القاطع لما ورد فى البيان المشبوه مؤكدين دعمهم لحكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاق مكة داعين الجميع للاحتكام الى لغة العقل والحوار تفاديا لسفك واراقة المزيد من الدماء.

فيينا النمسا

السبت، يونيو 23، 2007

بيــان حـول أحـداث غـزة والضفـة الغربيــة


د. تمام الكيلاني

يتابع اتحاد النمساويين العرب بكل حزن وألم التطورات والأحداث الدامية التي شهدتها وتشهدها فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية على أيدي إخوة السلاح من أبناء القضية والوطن من حركتي فتح وحماس والتي ذهب ضحيتها مئات الابرياء من القتلى والجرحى، في لحظة تاريخية بلغ فيها مأزق العدو الصهيوني ذروته وتوالت الهزائم التي تطارد الإدارة الأمريكية ومشروعها سواء في فلسطين او العراق .
إن ما شهدته وتشهده الأرض الفلسطينية المحتلة هذه الأيام لهو خارج على تقاليد النضال الفلسطيني على امتداد عمر النضال والثورة من اجل تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة.
إننا في الاتحاد نؤكد على مايلي:
1ـإن ما حدث يبعد الإخوة الفلسطينيين عن سكة الحوار ومائدته إلى هذه المتاهة الدموية، ونرى أن ما حدث لن يستفيد منه إلا اعداء فلسطين.
2ـإننا ندين الاقتتال بين الاخوة كأسلوب لحل المشكلات أياً كانت مبرراته .
3 –اذا كامت الشرعية هي الانتخابات فان شعب فلسطين قد اعطى الشرعية للرئيس كما اعطاها بنفس الوقت للحكومة وبهذا فإننا نؤيد الشرعية الفلسطينية كما أفرزتها صناديق الانتخابات في فلسطين على مستوى الرئاسة وعلى المستوى التشريعي والتنفيذي والبرلمـاني والحكومـي، وندعـو لتكامل دورهما خدمة للشعب والقضية. وتجنب كل ما من شأنه أن يعمق الانقسام الفلسطيني.
4- إن الحوار والحوار الجاد على قاعدة برنامج سياسي ونضالي لتحرير الارض المحتلة هو وحده السبيل لتجاوز هذه الفتنة .
5ـ إننا نطالب المؤسسات الوطنية الفلسطينية أن تقف مع الشعب الفلسطيني وإرادته الوطنية، وأن لا تنتصر لفريق على حساب الآخر.
6ـاننا ندعوا قيادي فتح وحماس للاستجابة الى تلبية نداء الواجب والضميرالفلسطيني والعربي والاسلامي بوقف الاقتتال والالتزام بحرمة الدم الفلسطيني والالتقاء معا من اجل بناء اسس الوحدة الوطنية الفلسطيني
في سبيل ذلك فإن اتحاد النمساويين العرب يضم صوته إلى صوت المبادرات العربية المخلصة التي تسعى إلى العودة بالإخوة في فتح وحماس ومعهم جميع القوى الفلسطينية إلى مائدة الحوار. وتأمل أن يستجيب الجميع إلى صوت العقل ونداء الحق والضمير.
" والله غــالــــب على أمـــره ولكـــن أكثــــــــر النــــــــاس لا يعلمــــــون "

الجمعة، يونيو 22، 2007

رسالة بخط يد سفير فلسطينى منتحر


ناصر الحايك

الى فخامة رئيس دولة فلسطين
الى السيد رئيس الوزراء الفلسطينى
الى أعزائى وأحبابى أبناء الجالية الفلسطينية
الى زوجتى الغالية التى وقفت بجانبى فى الأوقات الحالكة والعصيبة...
الى رفاق الدرب والنضال
الى السيد محمد مصطفى البرادعى

حان وقت مغيب شمس حياتى...لم أعد أقوى على الاستمرار...الأيام تعصف بى...جراحى الغائرة تنزف...رغبة جامحة تحثنى على البكاء والنحيب...خواطر وهواجس موحشة تداهمنى...لم يعد أحد يحترمنى...آفة النسيان تزعجنى...أكاد أن أفقد صوابى...لاأجد طريقى الى الحمام...أضحيت أكره تصفح الانترنت اللعين ، فكابوس المقالات والأخبار الخبيثة والمغرضة يطاردنى ويتربصنى...أصبحت سيرتى ومسيرتى على كل لسان...كنت منعما مدللا فى دولة اسكندنافية تستحى الشمس أن تغمرها بنورها ، أسرق وأختلس دون رقيب أو حسيب...ليتنى قبلت بقرار تعيينى بمرتبة سفير فى بوركينا فاسو...لما أنا هنا ياالهى ؟؟؟
غرقت فى مستنقع الجالية الفلسطينية الرث...هؤلاء الحوش ، كم كنت غبيا عندما لبيت وحضرت ولائمهم ومجالسهم , لابل شاركتهم حفلاتهم الراقصة التى لاتخلو من المفاسد الأخلاقية...ضحيت بسمعتى العطرة من أجلهم...سئمت من وتوتة ووسوسة نائبى الكريه... كم أشعر بالخجل من نفسى ، فمواقع الشبكة العنكوبوتية تعج بصورى المخزية...غدوت أشهر من نانسى عجرم...الأوباش تجدهم لاينفكون من توجيه الاتهامات بأننى منحاز ومنخرط فى زمرة السفلة والرعاع...ليتهم يفقهون مايحدث بالفعل فالأوامر التى بحوزتهم تحتم على الانصياع وراء أجندتهم التى أودت بى الى التهلكة وجابت أخرتى...
أه ه ه يازمان حسرتى على الأيام الخوالى فى لبنان...أيام النضال الثورى اللى على أصوله فى الروشة والحمرا...أيام المآثر والملاحم والبطولات...لن أنسى ماحل بى فى احدى المناسبات الهامة عندما نصب لى رئيس مؤسسة مرموقة فخا وأقنعنى بأن ألقى كلمة أمام حشد كبير من الناس... رأيتهم وهم يسخرون منى...سمعتهم وهم يتهامسون ويستخفون بكلماتى التى أعددتها بصعوبة بالغة...لم أبالى فالجمهور أحمق...لم أعد أحتمل هده الحياة وبدأت تراودنى فكرة الانتحار...معاناتى النفسية بلغت حدا لايطاق...قررت أن أوقف دوران عجلة حياتى البائسة...قبل لحظات من لقاء وجه الخالق الكريم أقر بأننى لست بطبيب ولاأجيد أى لغة أجنبية ولا أستحق منصب سفير دولة فلسطين ولولاالمحسوبيات والوساطات لكنت زبالا أو غاسل أطباق وفى أحسن الأحوال بستانى أو عامل بناء...سأريحكم وأرتاح...وداعا...وداعا وأشهد أن لاالله الاالله وأن محمدا رسول الله....

التوقيع:
سفير على الهامش فى عاصمة أوروبية هامة حطمته نارالشهوات
الاسم الحركى:
المناضل أبو رباح سابقا أبو صخر


فيينا النمسا

السياسة على النمط الاسرائيلي



نبيل عودة

الجنرال براك يميني لتنفيذ مشروع يساري
تتميز السياسة الاسرائيلية بالكثير من الغرابة . خاصة مواقف ما يعرف عامة بتيار اليسار . ومن المؤكد ان مشكلة اليسار في السياسة الاسرائيلية ، هو تردده في تنفيذ مشروعاته السياسية والاجتماعية ، بعد وصوله لمقاعد الوزارة .
مسرحية عمير بيرتس ، زعيم العمل السابق ، ووزير الأمن السابق ، هي نموذج واحد أخير ما زلنا نعيش آخر حلقاتها . استطاع أن يحتل حزب العمل بعد فترة قصيرة من انضمامه لحزب العمل ، هو وحزبه " عام احاد " ، محققا تفوقا على حيتان سياسيين في حزب العمل ، وعلى رأسهم شمعون بيرس وحاييم رامون ، وآخرين .. ولدرجة أن الجنرال ، ايهود براك ، رئيس الحكومة السابق ، قرأ العنوان وامتنع عن المنافسة خوفا من الهزيمة .
عمير بيرتس اكتسح حزب العمل ، مع شخصيات مرموقة من الأكاديميا والاعلام والجيش ، المعروفين برؤيتهم السياسية - الاجتماعية الاشتراكية الدمقراطية ، وحقوق الانسان ، أمثال آفيشاي بريفرمان وشيلي يحيموفيتش وعامي ايالون ، ورغم انفضاض امراء حزب العمل وهربهم الى حزب "قديما" بقيادة ايهود اولمرت ، رفضا للبقاء في حزب يقوده يهودي شرقي خلفهم ورائه ، محتلا الحزب ، ومحققا شعبية في اوساط الجمهور الاسرائيلي ، بطروحاته الاجتماعية والسياسية المبشرة بسياسة جديدة ، ورغم انفضاضهم من حزب العمل ، وتوقعاتهم ان يحيلوا الحزب بزعامة عمير بيرتس الى فقاعة صابون ، الا ان عمير بيرتس فاجأهم بانه حقق في الانتخابات العامة ارتفاعا بعدد أعضاء الكنيست من حزب العمل ،رغم ما أوقعوه من ضرر بصفوف حزب العمل ، الأمر الذي يشير الى الأتجاه السياسي والاجتماعي الذي يطمح اليه الجمهور الاسرائيلي .
عمير بيرتس بعد وصوله لكرسي الوزارة ، احدث انقطاعا كاملا مع برنامجه الاجتماعي ، وتحول الى جنرال بدون نجوم ، وسار مسحوبا من أنفه في طريق القوة ، التي لا تملك اسرائيل غيرها ( حسب شهادة الشخصية السياسية الاسرائيلية المرموقة ابراهام بورغ في كتابه المثير " لننتصر على هتلر " )، وغرق في وحل غزة .. ارتكب الجيش كالعادة فظائع وجرائم حرب ضد السكان المدنيين في القطاع والضفة ، لا تخجل سابقيه في وزارة الأمن ( الدفاع ) ، ونسي مشروعه الاجتماعي والسياسي الذي أوصله لقيادة حزب العمل ، وللقوة السياسية الأساسية الثانية في اسرائيل .
وجاءت حرب لبنان ، وانجر وراء حلم القوة الاسرائيلي .. وبقية الحكاية معروفة . اسرائيل فشلت في حسم الحرب بالوقت المناسب ، ودخلت في أزمة سياسية ، من أبرز نتائجها حتى الآن سقوط عمير بيرتس من قيادة حزب العمل ، وفقدانه لكرسي وزارة الأمن لصالح الزعيم الجديد ايهود براك.
لا شك ان براك ، الجنرال المليونير ، كما تعرفه الصحافة الاسرائيلية ، عرف من أين تؤكل الكتف .. نجح بتجنيد مجموعة جنرالات حوله ، وقيادات حزب العمل التقليدية المتبقية ، بل وشخصيات مرموقة محسوبة على تيار اليسار أيضا ... وأحتل قيادة حزب العمل بفارق صغير ، وما الفرق ، هو صاحب البيت الآن .
تجربتنا السياسية مع براك تكاد تكون نفس التجربة مع سائر الجنرالات .. ولكن لا بد من ملاحظة نوعية هامة .
براك هو رئيس الحكومة الذي لم يتردد في تنفيذ تعهده بالانسحاب من جنوب لبنان . وبراك هو رئيس الحكومة الذي وصل بالمفاوضات مع الفلسطينيين ، في كامب ديفيد الثانية ومفاوضات طابه ، الى القبول بالانسحاب من 93 % من مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وتبديل المساحة الباقية بأرض مقابل أرض ، وكان على استعداد لايجاد حل لمشكلة القدس ، على اساس اقتراح كلينتون ، العربي للعرب واليهودي لليهود . ونعرف أن المفاوضات تعثرت ، من الجانب الفلسطيني أيضا ، الذي لم يجرؤ على أخذ قرار مصيري صعب ومؤلم ، ولكنه أفضل مليون مرة من الواقع البائس الذي وصلنا اليه اليوم .
ان القيمة العليا للقيادة الوطنية ، ليس طرح الشعارات المستحيلة ، والألتصاق بها ، انما أيضا معرفة اللحظة المناسبة للتقدم بلا تردد ، ومهما كان الثمن مؤلما .
الذين يتوهمون ان الأصرار الأعمى على المواقف المكسمالية ، سيجلب نتائج أفضل هم مغامرون مقطوعون عن الواقع السياسي . وها هو الواقع الفلسطيني بعد كامب ديفيد الثانية ، ومحادثات طابة بات في الحضيض . والواهمين أن العاب القسام النارية ستحرر فلسطين ، سيجلبون كارثة جديدة على الشعب الفلسطيني . وماهية التطورات في السلطة الفلسطينية بعد الارتداد عن التفاهمات التي توصل اليها الفلسطينيون والاسرائيليون ، وكانت قاب قوسين أو أدنى من احداث تحول نوعي في الوضع الفلسطيني ، قطف الشعب الفلسطيني الكثير من ثمارها السامة ، ومنذ ذلك الوقت تراجعت الحلول ،ولا يجرؤ أي مسؤول اسرائيلي على العودة الى طاولة المفاوضات بحجج مختلفة ، وواصل الشعب الفلسطيني دفع ثمن رهيب للجمود السياسي ، بالطبع قادة اسرائيل بعد سقوط براك من رئاسة الحكومة لم يكن في نيتهم مواصلة ما انقطع في نهاية فترة براك ، واليوم نتائج الجمود مأساوية على الشعب الفلسطيني ، وخاصة في الأحداث الكارثية في قطاع غزة .
ما قصدت التعرض له في مقالي ، ليس الواقع الفلسطيني بالتحديد ، انما رؤيتي المغايرة للدور الذي سيلعبه الجنرال براك .
انتبهوا الى التفاف قوى محسوبة على اليسار والمتعقلين من الوسط واليمين في حزب العمل ، ومن خارج حزب العمل ، وراء الجنرال براك .. من يظن ان هذا الالتفاف هو نكاية بعمير بيرتس ، ورفضا ليسارية عامي ايالون ومجموعته الممتازة ، يخطئ . السياسة الاسرائيلية غريبة ومستهجنة . انضمام اوفير بينيس ، المعروف باستقامته السياسية ، ومواقفه العقلانية ، ويساريته غير القابلة للبيع مقابل منصب وزاري ( استقال من حكومة اولمرت احتجاجا على ضم الفاشي ليبرمان للوزارة ) الذي فاجأ المراقبين و تحالف مع براك ، أي مع النقيض السياسي لتطلعاته . وعضوة الكنيست ، التي وصلت للكنيست بفضل عمير بيرتس ، الاعلامية الممتازة ، صاحبة المواقف الاجتماعية والسياسية اليسارية شيلي يحيموفيتش أيضا وقفت في جبهة الجنرال براك . وهناك قيادات تاريخية في حزب العمل ، ذات تطلعات يسارية وحمائمية ، أيضا وقفت الى جانب براك .
ما كنت أكتب هذا المقال لو لم التقي بصحفي ومنتج أفلام مقرب من براك ، ليس عضوا في حزب العمل ، وامتنع عن كشف اسمه ، لأن الحديث كان شخصيا .. موقفه ان براك مستعد للقتال من أجل تنفيذ رؤيته السياسية ، وان رؤية براك كما لا يتردد في صياغتها هي ايجاد الحل للقضية الفلسطينية في نفس الاتجاه الذي صاغه كلينتون وارتسم في مفاوضات طابا . وتقديره أن جنرال يثق فيه الشعب في اسرائيل ، قادر على انجاز الحل ، في الساحة الفلسطينية والسورية أيضا .. وان هذا الأمر هو ما دفع أوساط يسارية وحمائمية في حزب العمل ، للعودة الى تنصيب براك قائدا للحزب ومرشحا لرئاسة الحكومة .
لا يعني ذلك أن اسرائيل ستتوقف عن استعمال القوة في علاقاتها مع الفلسطينيين .. وقد يندفع براك الى المزيد من العنف ردا على العاب حماس أو الجهاد ( ما الفرق ؟ ) النارية ضد بلدات الجنوب في اسرائيل ، وسيواصل الجيش في الضفة الغربية نفس سياسة العنف ..
السؤال ، هل القيادة الفلسطينية قادرة على أخذ قرارات مصيرية مؤلمة ، تشق الطريق للخلاص الفلسطيني من الاحتلال ومستوطناته حسب الصيغة التي تشكلت في طابا ؟
هناك شعارات غير قابلة للتنفيذ ، مثلا عودة اللاجئين .. وقد لاحظت أن الر ئيس الفلسطيني أيضا طرح موقفا صحيحا ، ايجاد حل مناسب لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين .
من هنا رؤيتي أن لا نتسرع الى مواقف سلبية من وصول براك لقمة القرار السياسي في اسرائيل . فقط جنرال بمستوى براك قادر على تنفيذ اتفاق سلام مع الفلسطينيين . وبدعم واسع من منافسيه اليساريين في حزب العمل ، وبدعم من قوى يمينية متعقلة .. الى جانب أن وصول براك ، حقق هبوطا في شعبية نتنياهو ، بانفضاض الوسط اليمين من حوله ، وعودتهم لدعم شخصية عسكرية مثل براك . والمتوقع المزيد من اضعاف نتنياهو الذي بات زعيما لليمين المتطرف في اسرائيل . من هنا تقديرات الشارع اليهودي أن عودة الجنرال براك لقمة القرار في اسرائيل هي خطوة في اتجاه ايجاد صيغة للحل السلمي بين اسرائيل والشعب الفلسطيني ، وأنا أميل لقبول هذه الفكرة .

سياسة مجنونة ؟! هذه حقيقة غير مستهجنة في اسرائيل .

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com

الخميس، يونيو 21، 2007

مش أي أي ولا زي زي

عادل السياغي
مورتانيا هذا الاسم الذي دخل تاريخ الديمقراطيه من اعرض ابوابه واصدق خطواته كنت احد المشككين فى هذا بعد انقلاب المجلس العكسري بقيادة على ولد فال وحين قام الرئيس السابق ولد الطايع وبواجب العزاء فى (الخادم السابق) للحرمين شككت فى مصداقيه وقول الرجل ( فال)لا لشيء وانما خشيت عليه بعد مذاق طعم السلطه يماطل ولا يتركها بحجج واهيه وافتعال المظاهرات وجمع الحشود ليؤكد حاجة ابناء وطنه ووطنه على ضرورة بقائه في السلطه على غرار ما يحدث (لدينا) مثلا لاحصراً لكنه ( فال) وقال وفعل ما قال وترك وسلم وترشح غيره ونا فس وفاز (ولد الشيخ عبدالله) ... وتساءلت كأ ي مواطن (عربي)يهتم لشوؤن (العرب) ولا ألمح هنا بتاتاً بين اقوا سي لما يسمى ويدعى (القوميه) هذا موضوع اخر لااومن به (البته)
**هل الرئيس الديمقرطى بالكلمه ومعناها ومضمونها وفعلها سيكون (لهم) ام(عليهم) واقصد هنا العشب الموريتانى وما ينقصه من نواقص ويدفع عنهم البلاء والغلاء ام سيكتفي (بالوعود) و(العهود) و( الشعارات)؟ ام انه سيكون عليهم ويتحالف مع الهم و الفقر والحزن والغلاء والفساد ضد ابناء شعبه ؟
هذا (الرجل) هوكذلك!! ففى اول ظهور له رسميا بعد توليه منصبه ظهر بين الناس بشكل مفاجئ ووقت مفاجئ دون مواعيد مسبقه دون اى انتشار امنى مسبق (كما يحدث لدينا مثلا وعلى سبيل ذاك المثال حين يرغب فخامه على عبدالله صالح الحضور لأ ي مناسبه يتم الا علان عنها بانتشار امني للحرس الخاص والمكون من 3 الويه احدهما (متحرك) اى يرافقه فى (حله) وترحاله واين ماذهب وولى (ولا ادرى ان كان يفارقه) عند نومه ام لا واللواء الاخر يتم نشره على مداخل ومخارج واسطح وبدروم البنايات.
أما الواء الثالث فيتم نشره ايضاً على طول الطريق المؤدية الى المكان مع حفظ الحارات والازقة المتفرعة!! التى سيزورها (خادم) الفساد الاول فى اليمن والتابع الحالى لبوش. وعود اً الى ولد الشيخ (عبدالله) الموريتانى و نترك ولد القبيلى (عبدالله) اليمانى قد فاجئ ذاك الرئيس فى ظهورة الاول وبين المواطنين فى احدى مستشفيات نواكشوط ذهول الجميع من الحضور لعدم توقع احد بوصوله المفاجئ الى المستشفى حين قام بزيارتها والاطلاع على احوالها وما تقدمه للشعب وا ستمع لهموم الاداره وما يلزمهم وانصت الى(الشعب)بكل تواضع وهدوء .
والحدث الجديد لهذا (الرجل) والذي لم اصدقه ولم اصدق ما سمعته من لسان احدى المذيعات فى احدى الفضائيات حين طالب الوزراء بخفض رواتبهم الى الربع من ما يأخذونه وهو3500)) دولار تقليداً له (اى للرئيس المورتيانى) حيث خفض لنفسه ما نص عليه قانون بلده الرجل الذى اصبح يستلم ريع (الراتب) واعاد3 ارباع راتبه الى خزينه الدوله ...""
اى رئيس هذا سيفعل مثله؟ فبالأمس تبرع (حسني مبارك) بعشرين مليون جنيه من حسابه (الخاص) لأ حدى المستشفيات اى ما يعادل اربعه مليون دولار والاخر اقصد (على عبدالله صالح ) لم يكمل حتى الان جامع الصالح!!! الذى يكلف بناءه 55 مليون دولار "
من اين لهم هولاء وغيرهم اليس لديهم قليل من الحياء والخجل وهل قبلوا على انفسهم واهلوهم (الحرام) واكل اموال العجزه والسائلين والمحرومين قد يقول قائل هم تبرعو للمستشفيات وبناء الجامع تغفيراً لذنوبهم " وأرد على هذا القول من اراد ان ينفق فلينفق من مال (ابوه)ولكنني ايضا اضع هذا التسا ؤل بين ايديكم كم هى رواتبكم ياقاده (حسني وعلى)اذا ما افترضنا يقيناً ان ما يصرف لاحد وكلاء وزارة الداخليه فقط (كإعتماد ) (شهري) 300000 ريال يمنى ما يعادل 1500)دولار$) فكم اصل رواتبهم واصل رواتبكم يا قادة؟؟!!!

الولايات المتّحدة الأميركية: الخيار ما بين روما وبريطانيا


بافيل قسطنطين- رومانيا
وهيب معلوف *
على مشارف غزو العراق عام 2003، اعتبرت الإدارة الأميركية أن هذا الغزو إنما هو مسألة يتطلب إنهاؤها بضعة أسابيع. اليوم، وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على هذا الغزو، يبدو أن الاحتلال الأميركي للعراق مستمر الى أمد غير منظور، وهذا على الأقل ما توحي به القواعد العسكرية الكبيرة التي يقوم النظام الأميركي ببنائها هناك.مروّجو سياسات الإدارة الأميركية الحالية يسوّغون استمرار احتلال العراق بالقول إنه ضروري لأمن هذا البلد، على غرار الوجود العسكري الأميركي في كوريا الجنوبية الرادع لأي اعتداء عليها من قبل جارتها كوريا الشمالية، باعتبار أن اعتداءً كهذا هو بمثابة اعتداء على الولايات المتحدة نفسها.
وغني عن البيان أن المماثلة بين الحالة الكورية وتلك العراقية خاطئة الى حد كبير. كانت الحرب بين الكوريتين حرباً تقليديةً بين جيشين عسكريين، لم تحصل خلالها أعمال مقاومة ولا هجمات على القوات الأميركية في كوريا الجنوبية فور توقف المعارك، وبقي الاعتراض الكوري الجنوبي على الوجود العسكري الأميركي ضمن إطار التظاهر السلمي، ولم يأخذ مرة طابعاً قتالياً منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953.
في المقابل، فإن عمليات المقاومة للاحتلال الأميركي في العراق مستمرة بالتصاعد ومرشحة للتوسع. ويعتقد معظم القادة العسكريين الأميركيين أن أعمال المقاومة لم يعد في الإمكان هزيمتها أو السيطرة عليها. والتمثل بالحالة الكورية على درجة من التهافت، ما جعل حتى بعض النواب الجمهوريين في الكونغرس يتحدثون عن بداية للانسحاب الأميركي من العراق في أيلول المقبل، معتبرين أن عدم حصول ذلك سوف يؤدي الى هزيمة ساحقة للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة عام 2008.
غير أن الاعتراف بالنتائج الكارثية للغزو الأميركي للعراق لا يقتصر على سياسيين وقادة عسكريين فحسب، بل يشمل أيضاً، وعلى نحو مفارق، أكثرية دارسي موضوع العلاقات الدولية في الولايات المتحدة، بدءاً من المفكر اليساري نعوم تشومسكي ووصولاً الى وزير الخارجية الأميركي السابق، الجمهوري جيمس بيكر. يُجمع هؤلاء على أن الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جورج بوش قد حجّمت مكانة أميركا في العالم وجعلت منها أقل، لا أكثر، أمناً، وجعلت من أعدائها أكثر تماسكاً ومن أصدقائها أكثر انقساماً.
وإذا كانت النخب الدارسة لموضوع السياسة الخارجية الأميركية والمشتغلة سابقاً فيه تُجمع على نقد قاسٍ لكل ما تنطوي عليه سياسات الإدارة الحالية من خداع وفساد وتضليل للرأي العام، فإنها تنقسم حول حجم وعمق المأزق الذي وقعت فيه البلاد من جراء سياسات هذه الإدارة.جاء تقرير بيكر ــ هاملتون في كانون الأول الماضي، الموضوع من لجنة عدادها عشرة خبراء من الجمهوريين والديموقراطيين من ذوي الخبرة الواسعة في مجال الأمن القومي، ليصف حال الفوضى التي أحدثها فريق الرئيس بوش في العراق بـ«الخطير والمتدهور»، وليقدم توصيات تطالب الإدارة الأميركية بالاعتراف بفشل سياستها الكامل والمضي قدماً عبر انتهاج استراتيجية جديدة.
ضمن هذه الخلفية، ليس مفاجئاً أن يقدم دنيس روس وزبيغنيو بريجينسكي ــ وهما من ركائز النخبة المشتغلة سابقاً في مجال الأمن القومي الأميركي ــ على نقد قاسٍ للإدارة الأميركية وبنبرة كان يمكن اعتبارها، في فترة سابقة، لا تليق بمنزلة كليهما. وإذا كان يصعب تصنيف الرجلين بأنهما خارج إجماع المؤسسة السياسية الأميركية حول السياسة الخارجية ــ عمل الأول مبعوثاً الى الشرق الأوسط للرئيسين السابقين جورج بوش الأب وبيل كلينتون، والثاني كان أحد صقور الحرب الباردة ومستشار الأمن القومي إبان فترة حكم الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ــ إلا أنهما لا يترددان في كتابين جديدين لهما، في تشريح سجل الرئيس بوش، مع اقتراح أفكار إنقاذية لسياسة خارجية أميركية يعتبرونها في حالة تمزّق.
الخلاصة التي يتوصل إليها الكتابان تنبع أولاً وأخيراً من غزو الإدارة الأميركية للعراق واحتلالها له، وهي أحداث أثبتت فشلاً مدوّياً، ولو قيست في ضوء مبدأ بوش بـ«الحرب على الإرهاب». فقد احتلت الإدارة الأميركية بلداً لم يكن يشكل أي خطر عليها، ولم يكن فيه أي وجود للحركات الجهادية الإسلامية، وحوّلته الى الأرض الأكثر خصوبةً لنمو الجهاديين، والى مكان يُقتل فيه آلاف الأميركيين، بالإضافة الى عشرات، إن لم يكن مئات، الآلاف من العراقيين. هذا بالإضافة الى تحويل الموارد والإمكانات المخصصة للأولوية المفترضة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول الإرهابية، أي مطاردة أسامة بن لادن وأعوانه، في اتجاه مختلف.
إزاء وضع كهذا، تبدو الحلول، بالنسبة إلى روس وبريجينسكي، صعبة المنال، لكنها على الأقل غير مستحيلة التخيّل. يحضّ روس على العودة الى فن إدارة شؤون الدولة والى العمل الدؤوب للدبلوماسية وبناء التحالفات. ومن توجيهاته العملية اقتراح بأن تدعم الولايات المتحدة منظمة غير حكومية جديدة تقوم، تحت إشراف دولي، بالأعمال الشعبية التي تقوم بها الآن حركات إسلامية مثل حماس وحزب الله، أي تقديم الخدمات الاجتماعية وبناء المؤسسات المدنية مثل المستشفيات والمدارس.
وإذا كان روس يعي خطورة اقتراح كهذا باعتبار أن أية منظمة تعرف بارتباطها بالولايات المتحدة سوف ينظر إليها بعين الشبهة من جانب أكثرية الشارع الفلسطيني وقسم كبير من الشارع اللبناني، فإنه يقترح السعي الى كسب الرعاية السعودية لمنظمة كهذه، عبر استغلال التوجّس الواضح للرياض من صعود إيران وحلفائها الإسلاميين في غزة ولبنان. فهو يعتقد بأن من الممكن إقناع السعوديين بتمويل الحركات المناوئة للحركات الإسلامية الدائرة في الفلك الإيراني، ومن بينها على الأخص حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، باعتبار أن ذلك قد يسهم في إضعاف حركة حماس.أما بريجينسكي، فيشارك روس في دعوته واشنطن الى إظهار احترام أكثر للعالم والى دعم المناطق «اليورو ــ أطلسية» خوفاً من أن تخسر نفوذها لمصلحة آسيا الشرقية.
إلا أن أكثر ملاحظات بريجينسكي ــ الذي يصعب اتهامه باليسارية ــ إثارة للدهشة في كتابه الجديد «فرصة ثانية» هي في استشعاره ما يسميه «الصحوة السياسية العالمية»، أو شعوراً حماسياً في العالم النامي يغلب على هؤلاء الذين «يعون الظلم الاجتماعي على نحو غير مسبوق، ويرفضون ما ينتج منه من حرمان ونقص في الكرامة الشخصية». وعليه، يعتبر بريجينسكي أنه إذا أرادت أميركا أن تنجح في «عالم اليوم المضطرب»، عليها أن «تتماهى مع السعي لبلوغ الكرامة الإنسانية العالمية».
وهذا يتطلب، بحسب رأيه، «ثورة ثقافية وتغييراً في النظام» على حد سواء.على الرغم من كل ما ينطويان عليه من نقد مرير، يبدو كتابا روس وبريجينسكي أشبه بصفعة على المعصم إذا ما قورنا بالجزء الثالث من ثلاثية الكاتب والباحث الأميركي شالمرز جونسون، التي تندرج في إطار سلسلة من الأعمال التي تدرس التغيرات المستجدة في التفكير الاستراتيجي الأميركي، وتحلل تداعيات هذه التغيرات على الداخل الأميركي وخارجه. وذلك أن روس وبريجينسكي لا يخرجان في نقدهما عن دائرة الإجماع المرسومة في واشنطن حول السياسة الخارجية، في حين أن جونسون يقف خارجها الى حد كبير.
كموظفين سابقين في مجال الأمن القومي، ينطلق روس وبريجينسكي من مسلّمة مفادها أن الولايات المتحدة يجب أن تكون القوة الرئيسية في العلاقات الدولية، معبّرين عن امتعاضهما الشديد من عدم قدرة الرئيس الحالي على تأدية دور «القائد العالمي» المفترض به تأديته.
أما نقطة الانطلاق عند جونسون فهي مختلفة كلياً: بالنسبة إليه، مجرد الافتراض بوجوب أن تبسط أميركا نفوذها على العالم هو «غرور إمبريالي». بالطبع، يطرح جونسون اقتراحاته للحلول انطلاقاً من قاعدة أن المشاكل الجذرية تتطلب حلولاً جذرية. فهو لا يصرف وقتاً في الدعوة الى زيادة صلاحيات الكونغرس، لأن «الجناح التشريعي لحكومتنا مكسور»، وقد تحول الى جسم طيّع في يد الشركات الكبرى.
كخيار بديل، يحض جونسون على رفع منسوب الديموقراطية المباشرة عبر «حركة قاعدة شعبية للقضاء على وكالة الاستخبارات المركزية، كسر هيمنة المجمع الصناعي ــ العسكري وإقرار التمويل العام للانتخابات»، مع العلم بأن المجمع الآنف ذكره يحكم الولايات المتحدة بالتحالف مع النخبة السياسية، كما أثبت عالم الاجتماع الأميركي الكبير سي. رايت ميلز في مؤلفه الأشهر «النخبة الحاكمة» الصادر عام 1956.في ظل الحديث الراهن عن خطة للإدارة الأميركية للهروب من الفشل العراقي عبر افتعال حرب مع إيران، لا يرى جونسون كثير فائدة في التركيز على اقتراحاته وأفكاره التي يعي تماماً أنها صعبة التحقيق، على الأقل في الأفق المنظور.
لذا نراه يكتفي بطرح المعادلة التالية: إما أن تسير الولايات المتحدة على خطى الرومان الذين اختاروا الحفاظ على إمبراطوريتهم، ما أدى الى خسارتهم لجمهوريتهم، أو «أنه يمكننا، على غرار الإمبراطورية البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، أن نحافظ على ديموقراطيتنا عبر التخلّي عن إمبراطوريتنا».
* باحث لبناني

الكلاب الليبية أشبعت الطبيب الفلسطينى أشرف الحجوج عضا ونهشا

ناصر الحايك



ليس مستقبحا ولا مستهجنا ماحدث ولايزال يحدث لطبيب الامتياز الفلسطينى أشرف جمعة الحجوج" المتهم بحقن أطفال بنغازى بفيروس الايدز والملقى فى قفص أعد خصيصا للحيوانات ، ليس غريبا كونه مرآة تعكس جليا مايجرى لالآف المعتقلين والسجناء الأبرياء القابعين فى معتقلات وزنازين أنشأتها أجهزة استخبارات عربية امتازت باستحداث وسائل قمعية وحشية تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان فمن يسمون برجال الأمن "القهر" المتورطين باهانة وظلم أبناء جلدتهم وتمريغ ماكان يسمى بكرامتهم بالخراء...حفاظا على أنظمة أصبحت جثثا مهترئة ومتحللة، حيث لايختلف مجنونان على أنهم تجردوا من الصفات الانسانية وخلعوا ثوب الأدمية ، بل تجاوزوا معايير الشخصية السادية بسنين ضوئية ، مما استدعى البعض الى التعبير عن خيبة أملهم فى ايجاد مصطلحات ومفردات تليق بهؤلاء الأوغاد الممسوخين الدين سيسقطون يوما فى بئر غطرستهم وسيتم سحقهم تحت البساطير والنعال وستدوسهم قاطرة عدل مازال غائبا.
وفيما يلى تقرير موثق لمنظمة أصدقاء الانسان الدولية يكشف فظائع مااقترفته عناصر من اللجان الثورية فى "الجماهيرية العظمى"بحق أشرف الحجوج:

FRIENDS OF HUMANITY INTERNATIONALHUMAN RIGHTS ORGANIZATIONMENSCHENFREUNDE INTERNATIONALGESELLSCHAFT FUER MENSCHENRECHTEVIENNA - AUSTRIA

Date: 19 June 2007Doc. No: LB/ME/081/07/ArSubj.


: أشرف الحجوج / رحلة التعذيب القاسية

أصدقاء الإنسان الدولية تعرض على الرأي العام رحلة التعذيب القاسية التي تعرض لها طبيب الإمتياز الفلسطيني أشرف الحجوج في مراكز التحقيق الليبية

من أجل فهم أفضل لممارسات الأنظمة الإستبدادية ضد الأفراد والشعوب، وكذلك من أجل فهم عدالة قضية الطبيب الفلسطيني المتهم بقضية أطفال الإيدز في ليبيا، تقوم منظمة أصدقاء الإنسان الدولية بعرض فصول من رحلة التعذيب القاسية التي تعرض لها الدكتور أشرف الحجوج:

تم إعتقال اشرف احمد جمعة الحجوج من قبل السلطات الليبية، وقد طبقت قوانين الاعتقال الاداري عليه ابتداءً من اللحظات الاولى وقامت السلطات الليبية بتعريضه لعمليات تعذيب جسدية ونفسية رهيبة على النحو الاتي :

*تم معاملة الدكتور الحجوج كمجرم منذ اللحظات الاولى لاعتقاله في إدارة البحث الجنائي في مدينة بنغازي يوم الجمعة 29/1/1999 حيث تم الزج به في زنزانة انفرادية معدومة التهوية والضوء لمدة خمس ايام.

*نقل أشرف ليلاً الى طرابلس مغطى الراس بكيس قماشي، مكبل اليدين من الخلف، وخلال عملية النقل تم وضعه في صندوق السيارة الخلفي لمسافة 1050 كم.

*في 3/2/1999 عند الساعة 5 فجرا تم وضع اشرف في زنزانة انفرادية مظلمة ملقى على الارض دون أي غطاء وذلك بمكتب التحري التابع للإدارة العامة للبحث الجنائي بشارع النصر بطرابلس.

*في نفس يوم 3/2/1999 ظهرا حضر كلا من العميد حرب دربال ومعه الطبيب عبد المجيد الشول، وابدى كلا منهما اسفه لمعاملة اشرف بهذا الوضع، ثم صعدوا به الى الدور الثاني وقال العميد حرب موجها الكلام لأشرف ( نحن نريد منك معلومات تهم الدولة الليبية بخصوص مرض الايدز) فأجاب اشرف بانه لا يملك أي معلومات بهذا الخصوص، عندها قام بصفعه كلا من حرب دربال وعبد المجيد الشول ثم قال له العميد حرب دربال: ( نحن نستطيع ان نفعل بك ما نشاء ولن يسمعك احد .. نحن ضباط نحمل مرسوم الدولة الليبية والدولة ستصدقنا وتكذبك انت، فانت كلب لن يصدقك احد .. نحن نحضر الدليل ونثبته عليك ولن ينقدك احد .. وعلى العموم (أنت مش فيها ولكن نحن حنخلوك فيها ...).

*في يوم 5/2/1999، في مكتب شارع النصر، تم احضار ورق ابيض من قبل الضابط مصطفى طلحة الذي قام بضربه ضربا مبرحاً، ومن ثم طلب منه ان يكتب قصة حياته في الورقة وبعدها بمكتب العميد حرب في منطقة ( الظهرة ) تم قراءة الاوراق من عبد المجيد الشول وبوجود العميد حرب دربال والمقدم جمعة المشري ومصطفى طلحة، وتم التهكم على كل ما جاء فيها، وبعدها تم وضعه في ( جهاز الفروج ) المعروف جيدا لدى السلطات الليبية، حيث تم خلع ملابس اشرف بالكامل، ثم ربطت يديه وقدميه جميعا بحبل واحد، ويكون الراس موثوقا الى اسفل بحبل اخر مع القدمين، ومن ثم علق اشرف من الحبل الذي يربط يديه وقدميه، ثم تم تشغيل الجهاز الذي يبدأ في الدوران، مع استمرار كلا من الضباط بضربه بكابل كهربائي على جسده حتى درجة فقدان الوعي الكامل، ومن ثم رشه بالمياه لكي يفيق، وبعد ان عاد اشرف لوعيه ازداد الامر سوء بان تم وضع قضيب حديدي بين اصابع ( اليد / القدم ) وتوصيله بالكهرباء وتحريكه بشكل دائري الى درجة اهتراء اللحم بعد الجلد ونزول الدم بكثافة، والاثار لازالت موجودة الى هذه اللحظة، وتم تهديده بهتك عرض افراد عائلته امامه في حالة الاستمرار في رفض قول ما يريدونه ..

*ثم قال العميد حرب دربال له (في مصر يستخدمون القرود لمواقعة السجناء وهنا في ليبيا نحن نستخدم الكلاب). تم بعدها جلب كلبين شرطة بصحبة مساعد ضابط / مصطفى رمضان وبأمر من العميد حرب دربال، تم تجريد اشرف من ملابسه بالكامل، وامر الكلاب بنهش اشرف وعضه وتهديده بالاعتداء على كرامته من قبل الكلاب.

*تم بعدها وضع اشرف في البدروم بالادارة العامة للبحث الجنائي لمدة 3 ايام متواصلة عاري الجسد تماما في اشد ايام الشتاء في مكان مظلم وبارد ونتن، واقل ما يطلق عليه انه قذر تفوح منه رائحة البول والبراز .. ملئ بالفئران والحشرات.

*في 9/2/1999 قام المقدم جمعة المشري بأخذه من البدروم (الرفودجو)، ووضعه في مكتبه بالادارة العامة وقام بتوصيل الكهرباء في المناطق الحساسة في جسد اشرف، مثل الحلمتين والمنطقة التناسلية والكلى، وذلك بعد تجريب الجهاز على الشرطي احمد الخروبي للتأكد من فاعليته، ومن ثم على اشرف ولفترات طويلة، كانت تنتهي اغلبها بفقدان كامل للوعي وبالتالي ايقاظه بسكب المياه الباردة عليه، تم خلال ذلك تعريف اشرف بصور الممرضات البلغاريات عن طريق جوازات سفرهن وترديد اسمائهن على مسمع اشرف.

*نتيجة لصراخ اشرف المتواصل نتيجة الصعق بالكهرباء، تم نقله الى قسم الاثر للكلاب البوليسية بمنطقة الفرناج بطرابلس بواسطة الضابط مصطفى طلحة، حيث تم عن طريق العقيد جمعة المشري والرائد سليم جمعة سليم استقباله في قسم الاثر بوضعه في قفص بلاستيكي معد خصيصا لنقل الكلاب، لمدة 5 ساعات متواصلة، ثم نقله ووضعه في احدى حظائر الكلاب وبها 3 كلاب بوليسية مدربة لمدة يوم كامل، مع امرها بين الحين والآخر القيام بنهشه والاعتداء عليه ..

*في قسم الاثر تم البرنامج المكثف للتعذيب برفقة الضباط المذكورين سابقا، حيث كان اشرف يقيد بالاغلال على سرير حديدي عاري الجسد تماما، وتربط اصابع يديه وقدميه بالاسلاك الكهربائية، ووضع الاسلاك الكهربائية على الحلمتين وعلى شحمة الاذن وعلى العضو الذكري وعلى الخصيتين، ومن تم تمرير التيار الكهربائي باستمرار لدرجة تصل الى فقدان الوعي ومن ثم رشقه بالمياه الباردة، وهكذا يستمر التعذيب طوال الليل، وكان الطبيب عبد المجيد الشول يقول سأجعل اشرف يفقد القدرة على ان يقول لا.

*كان يتم استعمال العصى الكهربائية بالضرب بها على الرأس والاعضاء التناسلية، ثم تم حقنه بالمواد المخدرة في الوريد اكثر من 3 مرات، وكان ذلك بوجود نفس مجموعة الضباط السابقة بالاضافة الى طبيب التخدير جلال وفاء .

*بعد هذه الحادثة بيومين شرع بأسلوب تعذيب آخر، وذلك بواسطة التعليق من الأيدي من الخلف الى اعلى، حتى خلع كتف اشرف الايسر من مكانه حيث كان يقوم عبد المجيد الشول ومحمد الحراري بسحبه الى اسفل !! ثم التعليق من القدمين والراس مدلى الى اسفل لفترات طويلة كانت غالبا ما تنتهي بفقدان الوعي !!

*تم تجريد اشرف فيما بعد من ملابسه بالكامل بأمر حرب دربال، وبواسطة عبد المجيد الشول وعبد الحميد الغرياني وبدر الغرياني وموسى ابو صبيع وجمعة ملاطم وبحضور زحاف العجيلي ومصباح عثمان العروسي ومحمد العروسي، ثم قام الشول بادخال عصى مكنسة بفتحة الشرج، وبعدها قام الشول ايضا بتجريد سلك كهربائي من غلافه وتم ربطه على العضو الذكري لاشرف، وجره وسحبه منه عاري الجسد وعلى الحجارة الصغيرة الملقاة على الارض في ساحة قسم الاثر للكلاب البوليسية، وبمشاهدة سليم جمعة سليم .

*تم تبصيم اشرف على اوراق بيضاء وهو مكبل اليدين من قبل عادل النعاس تم بأمر من جمعة المشري وبحضور كلا من سليم جمعة وعبد المجيد الشول ومساعده احمد الخروبي وموسى ابو صبيع، ثم انتهاك عرض اشرف بواسطة الاعتداء عليه جنسيا من قبل كلب بوليسي، وكان ذلك في المكتب المقابل لحضيرة الكلاب في قسم الاثر !!

*تم تحطيم 3 اسنان واحد في الفك العلوي واثنان في الفك السفلي بواسطة لكمات اسامة عويدات على وجه اشرف.

*تم احراق واطفاء السجائر في انحاء مختلفة من جسد اشرف بواسطة كلا من موسى ابو صبيع واحمد الخروبي .

*تم منعه من قراءة القران الكريم وضربه من قبل انور ابو زعينين، وبحضور الشرطي عز الدين البركي عدة مرات اثناء تادية الصلاة، ومن ثم منعه من الصلاة بامر حرب دربال .

*تم حرمانه لأيام من النوم بامر من جمعة المشري .

*تم تقييده بالاغلال الحديدية لمدة تجاوزت العام وهو في وضع البروك والنوم على هذه الطريقة، لأن الأغلال مقيدة بالحائط في قسم الاثر .

*تم تعذيبه وضربه وهو على ذمة النيابة العامة، وضربه داخل مكاتبها من قبل اسامة عويدات وجمعة ملاطم، وكذلك وهو على ذمة الادعاء الشعبي وبطلب من عضو الادعاء الذي طلب من حرب دربال هاتفيا ذلك امام اشرف (قائلا له الكلب الي جبتوه خوذوا ربوه).

*تم تهديده من قبل انور ابو زعينين بتلفيق تهمة مخدرات وانه حتى ولو حكمت المحكمة ببراءة اشرف فهو قادر على جمع 300 اب وعم والقيام بقتله وعائلته .

*تعرض اشرف لمحاولة اغتيال يوم 7/2/2000 أثناء اول جلسة امام محكمة الشعب، وبمشاهدة افراد البحث الجنائي، وبحضور القاضي (ابراهيم الاجنف)، والذي لم يحرك ساكنا تجاه المعتدي، رغم انها جريمة جلسة في نظر القانون الليبي.

*اصابة اشرف بالعديد من الامراض، كسلل البول نتيجة التعذيب بالكهرباء، وفقدان الاحساس بالاصابع، وتكون حصى بالكلية اليمنى، وانكسار في النظر وعدم النوم بشكل طبيعي، نتيجة الكوابيس، وذلك كله نتيجة تعرضه للتعذيب النفسي والجسدي في مقرات البحث الجنائي التي كانت تتوزع في انحاء طرابلس، والتي كانت فقط توضع فوقها لائحة النيابة العامة او الادعاء الشعبي، ولكنها كلها كانت تؤدي الى نتيجة واحدة وهي انها جميعا مقرا للبحث الجنائي .

*تعرضه للاضطهاد عندما تم نقله الى سجن الجديدة بتاريخ 17/4/2000 الى 4/2/2002، وتعرضه للاهانات والمعاملة السيئة اثناء تواجده هناك بعد وضعه بزنزانات الاعدام الانفرادية لمدة قاربت 11 شهر.

*تم حرمان عائلة اشرف من زيارته من 29/1/99 حتى 30/11/99، التي تمكنت من زيارته لاول مرة بالادعاء الشعبي في طرابلس لمدة لاتزيد عن 10 دقائق، وبعد ذلك مرة كل شهر لمدة 10 دقائق أيضاً، وبعد ان تم نقله الى سجن الجديدة كثيرا ما كانت تحصل العائلة على اذن بالزيارة لمرة واحدة في الشهر، وبدون السماح لها بذلك رغم حصولها على اذن من النيابة العامة، وبعد انتظار ما يقارب الخمس ساعات تحت لهيب الشمس الحارقة.

وفي الاشهر التي كانت العائلة تتمكن فيها من زيارة اشرف كانت تتمكن من ذلك بعد تعرضها للمعاملة السيئة والقذف والسب والشتم، وعندما قامت عائلة الحجوج باخبار العقيد منصور المزوغي في مكتب الادعاء الشعبي عما يتعرضون له من اهانات، رد عليهم بالاتصال بسجن الجديدة وامرهم بعدم السماح للعائلة باي زيارة لاشرف، ومنع وصول أي شي منها الى اشرف حتى ولو كان الدواء.

فيينا، 19 حزيران (يونيو) 2007

FRIENDS OF HUMANITY INTERNATIONAL / HUMAN RIGHTS ORGANIZATION Hirschstettnerstrasse 19-21/D00, 1220 Vienna , Austria
Tel : 0043 1 2028501
Fax: 0043 1 2028547
www.friendsofhumanity.info/ar



وارتفع العلمُ اللبناني خفَّاقاً


سعيد علم الدين

نُحي الجيشَ اللبنانيَّ الباسل، في كفاحِهِ البطوليِّ العادل، من أجل وقف استباحة لبنان منصةً لإطلاق الصواريخ، وحروبا يشعلها الفاشلون على أرضه وعلى حساب شعبه. مُتمَنِّينَ لجرحاهُ الشفاءَ العاجل، ومعزِّينَ بشهدائه الأبرار البواسل. هؤلاء الذين خاضوا أشرف المعارك وأشرسَها في الدفاع عن كرامةِ الوطن من اعتداءِ الغادرين، ورفعوا رأس لبنان عالياً، ورسموا خريطة إل 10452 كلم2 بدمائهم الزكيةِ، مضحِّين بأغلى ما عندهم في سبيل خلاصه من محنته، مقدِّمينَ أرواحَهُم رخيصةً على محرابه المقدس:
قمةً في التضحيةِ والفداء ورمزاً للتفاني والعطاء.
فحييت يا جيش لبنان يا رافعَ العَلَمِ المفدى: بأحمرهِ القاني وأبيضهِ النقي وأرزتِهِ الباسِقَةِ الخضراء، خفَّاقاً في العلاء فوق رؤوس الحاقدين وكل طوابير المرتزقةِ التائهين وسائحي الإرهاب القتلة المجرمين والقاتل الذي أرسلهم من أقبية مخابرات قصر المتاجرين.
وبدل أن يستبسل قبضايات عصابة شاكر العبسي أو البعثي في قتالهم الشديد لتحرير الجولان وقنص الجنود المحتلين للأرض العربية وتفخيخ سيارات المستوطنين الصهاينة وتدمير بناياتهم وإتلاف مزرروعاتهم أتوا إلى بلاد الأرز للسرقة والزعرنة والقذارة باسم القضية والاسلام وزعزعة الأمن والاستقرار وقتل الجنود الأبرياء الآمنين والتخريب والتسبب بمأساة لأهالنا الفلسطينيين في مخيم نهر البارد والجوار اللبناني وتهجيرهم واتلاف مزروعاتهم وتعطيل أشغالهم وتدمير مساكنهم وسفك الدماء العربية بوحشية لم نتعرف عليها إلا عبر مسلسلات الدم البعثية في سورية الكئيبة، مجزرةُ حماة تشهد، وفي العراق الحزين.
وارتفاع العلمُ اللبناني استبسالا حتى الشهادةِ فوق بنايات مخيم نهر البارد هو رسالة للعرب والعالم أجمع والقول للجميع بأننا لن نسمح بعد اليوم بأن تنتهك سيادة لبنان. ولبنان ليس للبيع والشراء وعقد الصفقات وحل القضايا والمعضلات على ظهره المنهك.
ونحن جيش لبنان هنا، نرفع علمنا فوق أرضنا ولا نقبل بأن يضع أحدٌ خطوطا حمراء في وجهنا.
ولم يرتفع العلمُ اللبناني بجدارة فوق بنايات مخيم نهر البارد فقط، وإنما أيضا فوق رؤوس كل أصحاب المربعات الأمنية الميليشيات المتمردة على سلطة الدولة اللبنانية وحكومتها الشرعية.
وارتفع العلمُ شاهقاً خفاقا مبتسماً للشمس ولأرواح الشهداء لكي يحيا لبنان سيداً حراً ديمقراطياً تعددياً عربياً مستقلاً!
فبوركت سواعدكم القوية يا جنود الجيش الوطني اللبناني.
ولكن مهلاً، هل حقا هو مخيم؟
هذه التسمية تجافي الحقيقة ولا تعبر عن واقع صعوبة منطقة عمليات الجيش فنحن أمام مدينة صغيرة معقدة التركيب وليس مخيما من مجموعة خيم وبيوت بسيطة الترتيب. إنها بلدة مكتظة بكثافة سكانية كبيرة، عشوائية البناء، متلاصقة البنايات، كثيرة الأزقة والزواريب يخترقها نهر البارد وتحيط بها تلال تصلح لشن حرب عصابات وتمتد على شاطئ البحر حوالي ثلاث كيلومترات من المنية إلى العبدة وقد تم تحصينها تحت ظلال كابوس الاحتلال السوري جيداً خلال عشرات السنوات من قبل سورية ومنظماتها الفلسطينية بالمواقع الحربية والدشم والمراكز والملاجئ والأنفاق السرية والسراديب التي تربطها ببعضها على أفضل وجه لتكون عائقا تهديدياً في وجه قيام الدولة اللبنانية ولغما يصعب نزعه من جسدها ويتم تفجيره في لحظة الصفر لمصلحة النظام السوري لتقطيع أوصال الكيان اللبناني وهذا ما حدث بالفعل بعيد اقرار المحكمة الدولية. حيث كان هدف عصابات المخابرات السورية اختراق الطائفة السنية وبعثرتها بالأكاذيب والشائعات وتلبيس ثيابهم القذرة للشرفاء، وفصل أكثريتها الشمالية عن باقي لبنان. المخطط فشل لوعي الجيش ويقظة قوى الأمن الداخلي والشعب والحكومة.
صعوبة حركة الجيش في نهر البارد كما أسلفنا مبررة ونراها اليوم كم كلفته من شهداء وجرحى، لأنه جيش ديمقراطي حضاري إنساني راقي يحافظ على أرواح المدنيين ويعتمد الشفافية والمحاسبة والدقة فكل المعلومات التي صرح ويصرح عنها صحيحة لا تشوبها شائبة وحتى خسائره يعلن عنها في بلاغاته دون تردد. وقد وضع منذ بداية المعارك نصب عينيه الحفاظ على حياة إخوتنا الفلسطينيين معرضا نفسه للأخطار حيث أن الإرهابيين اتخذوا في بربريتهم المراكز الدينية والمدنيين دروعا بشرية دون وازع.
هذه نقطة فخر نسجلها في سجل جيشنا اللبناني الوطني الإنساني المقدام. الذي قدم التضحيات العظيمة والجهود المضنية وأخذ الوقت الكافي في تقدمه البطيء للسيطرة على مراكز عصابة فتح الاسلام مثل صامد والتعاونية وغيرها. المطلوب اليوم ولمصلحة الشعبين الشقيقين أن تتحول هذه المراكز إلى نقاط عسكرية دائمة للجيش اللبناني لبسط القانون على الجميع ولكي لا يكون المخيم مربعا امنياً للمخابرات السورية وخارج عن السيادة يهرب إلية كل مجرم ومطلوب للعدالة.
ولهذا لا عودة إلى الماضي ولا انسحاب من المواقع التي حررها الجيش اللبناني!
العصابة لم تقاتل وحدها وإنما ومن ورائها تنظيمات ارهابية كالقيادة العامة أحمد جبريل والمئات من المقاتلين المدربين من المخابرات السورية.
فالجيش لا يواجه في نهر البارد فقط هذه العصابة المغرر بها إسلاميا وعقائديا وحقداً على اللبنانيين وإنما النظام السوري برمته ومنظماته ومخابراته.
تأكيدا لذلك فقد افاد ابو مصعب الرجل القيادي في "فتح الاسلام" في حديث "للشرق الاوسط"، بأنه "وبمجرد بدء المواجهة مع الجيش اللبناني بدأت اعداد كبيرة من المقاتلين المدربين والمجهزين عسكريا بالظهور في المخيم، حيث شاهد نحو 350 مقاتلا لم يسبق ان رآهم من قبل، الى جانب الكشف عن امدادات عسكرية، وصفها بالهائلة، وتزويد الحركة بعشرات الملايين من الدولارات، وفق ما ذكره العبسي له في احد لقاءاته به". هؤلاء هم عناصر المخابرات السورية لتحرير لبنان من احرار اللبنانيين ولكي يعود الى الحظيرة السورية.
وكان هدف النظام السوري في الأساس سلخ البقاع عن الجبل والشمال عن الجنوب وإعلان إمارة الشمال الإسلامية في محاولة لعودة الأقضية المسلوخة كما يدعون شططاً إلى الوطن الأم سورية، وكأن سورية هي وريثة الدولة العثمانية فقط لا غير، وبالتالي القضاء على وحدة لبنان نهائيا وطمسِ خريطته في مياه نهر البارد.
ولكنهم فشلوا وانفضحوا وسيفشلوا في كل مشاريعهم الجهنمية التخريبية للعودة بلبنان إلى الوراء.

الثلاثاء، يونيو 19، 2007

حول الشهيد وفيلتمان وحرمة الموت والذاكرة


جان عزيز
عن "يولي نت"

يجزم سفير الإدارة الأميركية الحالية في بيروت، جيفري فيلتمان، أن «الذين قُتلوا أو كانوا عُرضة لمحاولات القتل» في لبنان في العامين الماضيين، هم أصحاب «الالتزام بحرية لبنان ووحدته، والالتزام بإنهاء زمن التلاعب والسيطرة السورية على لبنان».
ويطلق فيلتمان جزمه هذا على خلفية وقائعية، هي اغتيال النائب وليد عيدو، كما على خلفية تحليلية، هي الاعتقاد بالمبدأ اللبناني القائل إن حرمة الموت تمحو كل ما سبقه.
غير أن دقة الوضع اللبناني، عشية الاغتيال الأخير، وخصوصاً ما بات يحضّر لما بعده من نتائج وتداعيات، تقتضي التدقيق أكثر في كلام السفير الأميركي، على قاعدة حرمة الموت، بالتلازم مع حرمة الحقيقة، وبالتحديد في المسائل التي تتعلّق بفيلتمان وإدارته ولبنان وسيادته.
فالنائب الراحل وليد عيدو، الواصل إلى البرلمان اللبناني عبر انتخابات عام 2000، في ظل قانون الحريري ــــــ كنعان الشهير، لم يخرج عن سرب رئيس الحكومة الراحل. وهو السرب الذي اشتهر صيته يوم جمعه الحريري ذات مرة قائلاً: «أنا أعرف أن كل كلمة أقولها هنا، ستصل إلى عنجر ودمشق 18 مرة». وكان عدد الحاضرين عندئذ 17 نائباً، وكان الحريري نفسه الثامن عشر.
وبمعزل عن الروايات المنسوجة عن علاقات مميزة بين النائب الراحل والعديد من النافذين آنذاك، فإن تصاريحه ومواقفه الإعلامية تكفي لتحديد اقتناعاته.
فعشية الحرب الأميركية على العراق مثلاً، أعلن عيدو في 1 نيسان 2003، أن «ليت كل الحكام العرب يفهمون أن التهديد الأميركي لسوريا هو تهديد لهم، حتى السائرين في الركب الأميركي. فهذه الغطرسة ستأخذ مداها كاملاً إذا حقّق الأميركيون نجاحاً في العراق، وهم ليسوا أكثر من قيادات كرتونية على شعوبهم». وأضاف «إننا معنيون بالتهديد الإسرائيلي لسوريا، لأننا في موقع واحد وسياسة قومية واحدة».
ومع سقوط بغداد، كان عيدو ضمن اللجنة النيابية اللبنانية للشؤون الخارجية، «ناطقاً» باسمها، يعلن تثمين «الموقف السوري لأنه الموقف العربي الشعبي الحقيقي الذي يقف إلى جانب الحق والشرعية الدولية»، داعياً باسم اللجنة «إلى الوقوف إلى جانب سوريا»، ومعتبراً أن «التهديدات الأميركية تطال بدورها لبنان».
وفي اليوم نفسه، 8 نيسان 2003، أكد النائب الراحل أن استشهاد الصحافة في بغداد هو استشهاد للديموقراطية الأميركية الموعودة، والتي لم نصدق يوماً أنها قادمة إلينا كما يدّعون»، مؤكداً «أن مقاومة أهلنا في العراق ستعلّم المتغطرسين أن غطرستهم لن تؤدي إلى سيطرتهم مهما طال الزمن».
وغزرت تصاريح عيدو يومئذ، فتساءل في 10 نيسان «عمّا إذا كانت هناك صفقة بين صدام حسين وقوات الغزو الأميركي، أدت إلى سقوط بغداد».
وفي تلك الفترة خرجت فرنسا على لسان وزير خارجيتها دومينيك دوفيلبان بكلام عن القرار 520، فانبرى له عيدو في 30 نيسان مؤكداً أن الوجود السوري في لبنان «موضوع لبناني ـسوري محض، وليس مطروحاً على النقاش الدولي، بل هو حالة يجري البحث فيها بين لبنان وسوريا مباشرة، من دون أي دور لأي طرف آخر».
وفي ذروة الصراع الأميركي ـ السوري الناشب يومذاك، لم يكن النائب الراحل ليغفل أي تفصيل. فعندما وافقت دمشق على نقل البحص إلى لبنان، أكد عيدو في 20 تموز 2003 «أن سوريا الشعب والدولة والقيادة عوّدتنا أن تكون إلى جانب الشعب اللبناني، وما هذه الخطوة إلاّ ترجمة صادقة للعاطفة السورية تجاه لبنان».
بعد أسابيع على إشادة البحص تلك ذهب ميشال عون إلى واشنطن ليلقي كلمة أمام الكونغرس الأميركي في 16 أيلول 2003، مطالباً بانسحاب الجيش السوري من لبنان. فرد عليه عيدو بعد أقل من يومين، ومن مجلس النواب بالذات، رافضاً كل ما نطق به عون. وفي 24 أيلول أيّد عيدو ادّعاء عدنان عضوم على عون، معتبراً «أن الجرائم ثابتة في حقه، وتقتضي محاكمته بسرعة وبصورة غيابية ليكون عبرة لبعض المجرمين في الإطار الوطني ولبعض المراهنين على الخارج والذين يسعون إلى الاستقواء بالخارج لتقويض الوحدة الوطنية».
وتابع النائب الراحل هذا الملف عن كثب. فعندما استغرب سلف جيفري فيلتمان، فنسنت باتل، الادعاء على عون، ردّ عليه عيدو في 2 تشرين الأول، بتذكيره بأن «أحداً لم يعيّنه وصيّاً على اللبنانيين أو وليّاً على حركتهم أو مرشداً لهم». قبل أن يفصّل في 14 تشرين الأول، أن قانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة هو «اعتداء سياسي يمثّل الوجه الآخر للاعتداء العسكري الإسرائيلي على سوريا وكل العرب».
ورأى أن الرد عليه يجب أن يكون التضامن «مع سوريا التي تمنع الانهيار العربي الكامل». وبعد أشهر، عندما تحركت الجهات المدافعة عن حقوق الإنسان في وجه النظام السوري أكد النائب الراحل في 10 آذار 2004 أن هذه الحركة «بذريعة حقوق الإنسان، إنما هي تحرك موحى به ومدعوم من الخارج، للضغط على سوريا». متهماً واشنطن بذلك مباشرة.
قبل صدور القرار السوري بالتمديد لإميل لحود، كان النائب الراحل على اعتقاده «بأن سوريا ستأخذ في الاعتبار المواقف التي عبّرت عن أملها في التغيير». لكنه أكد في 15 تموز 2004 أن العلاقة بسوريا «أكثر من عميقة وممتازة»، وأن فريق رفيق الحريري «مستعد للتجاوب مع أي مشروع يمثّل مصلحة لسوريا».
خيّبت دمشق الآمال والاعتقاد. فكرّت سبحة الاغتيالات، ومواقف فيلتمان. وسط الدم البريء، البعض يعتقد أن الموت يجب أن يمحو الذاكرة، لكن ثمة من يؤمن بأن محو الذاكرة هو الموت بنفسه.