الاثنين، يونيو 11، 2007

لماذا قدم البابا شنودة مذكرة للرئيس مبارك؟



رشا أرنست
مصر

طالعتنا المواقع الالكترونية منذ أسبوع تقريبا بخبر تقديم البابا شنودة الثالث مذكرة لسيادة الرئيس لرفع الظلم عن الأقباط بعد أحداث قرية بمها الأخيرة بمحافظة الجيزة و التي نتج عنها إصابة عشرات الأقباط و تخريب عشرات المنازل و المحال التجارية المملوكة لأقباط القرية أيضاً.


و قد نـُشر جزء من المذكرة نقلاً عن مجلة الكرازة التي تصدر أسبوعياً من كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس تحت إشراف البابا . كما تابعنا ما قاله الأستاذ عمر أديب على قناة اليوم بأوربت عن هذه المذكرة و أشار بان حديث البابا شنودة بعد كل ما حدث للأقباط في زمن توليه قيادة الكنيسة كثير جداً وعندما ينطق البابا للمرة الأولى بعد ستة و ثلاثون عاماً في البابوية يعنى انه أخيراً و للمرة الأولى يشعر البابا بأن هناك ظلم يقع على الأقباط .
السؤال الذي دار بذهني هو لماذا تكلم البابا في هذا الوقت بالتحديد؟ علماً بان ما حدث في قرية بمها من اعتداءات بين الأقباط و المسلمين يوم 11 مايو هو اقل مما حدث بقرية الكشح بسوهاج أو بأحداث عديدة مرت من قبل. و الحقيقة أن الإجابة حتى الآن يبدو أنها تائهة، فما الذي يجعل البابا الدبلوماسي الذي ما أن تحدث أي مشكلة خاصة بهذا الشأن يَهم بالذهاب إلى الدير و المكوث هناك في صمت شديد حتى تنتهي المشكلة.


و يعود و كأن شيء لم يكن. أيضاً الأمانة تقتضي عليّ أن اعترف انه سياسياً قوياً لا يستطيع أحداً أن يجاريه فيها في كل القيادات الكنسية، يكفي انه مازال يُسيطر على كل الأمور الصغيرة و الكبيرة في الكنيسة الأرثوذكسية رغم مرور كل هذه السنوات على توليه منصب البابوية، و أن وجدت بعض الثغرات مثل تنحيه عن الرد على أي شيء حدث من اعتداءات على الأقباط حتى أحداث بمها، و عن كل المشاكل الداخلية الأخيرة بين أساقفته و التي كان الفضل بفضحها انتشار الإعلام و انتشار الباحثين عن الخفي داخل مجالس البابا شنودة.
بالفترة الأخيرة حدثت تطورات كثيرة داخل الكنيسة الأرثوذكسية. واغلبها لم يكن سار في نظر الأغلبية الأرثوذكسية بمصر تبعاً لقانون البابا شنودة. فكل من يعترض على كلماته المقدسة هو منشقاً لا جدال. بدأت الفترة الأخيرة بظهور من يُدعى الأنبا مكسيموس يوحنا الأول وإنشاءه المجمع المقدس للمسيحيين للأرثوذكس المستقل بمصر والشرق الأوسط. وانضمام آلاف المسيحيون الأرثوذكس له في مقره بالمقطم. ثم أحداث الأنبا بيشوي و ما قاله بخصوص غير الأرثوذكس مقيماً نفسه مكان الله في حساب الناس.


لم يكتف بحسابهم على الأرض فقط وإنما هددهم بقوله " لن يدخل ملكوت السموات غير الأرثوذكس" ضارباً بعرض الحائط وصايا الله ومحبته. حاملاً وصايا البابا شنودة و وصايا نفسه مكان الكتاب المقدس. وزادت المسألة سوءاً عندما أفتى البابا شنودة بعدم التبرع بالدم لغير الأرثوذكس عائداً بنا لعصر آريوس و نستور. و لا نستطيع أن لا نذكر دور العلمانيين الأخير وانعقاد مؤتمر العلمانيين للإصلاح الكنسي للعام الثاني على التوالي. و رغم أن المؤتمر الأول للعلمانيين كان هدية منهم للبابا شنودة بمناسبة مرور 35 عاماً على تنصيبه العام الماضي إلا أن البابا رفضه منذ علم بالأمر .


وقد صرح القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي العام وقتها بأن المؤتمر ليس مؤتمرا للإصلاح كما يدعي القائمون عليه مؤكدا أنه مرفوض شكلا وموضوعا ويفتقد من الناحية الشكلية كافة أنواع اللياقة وكان يجب أن يتم الرجوع فيه إلي الكنيسة و هذا ما أكده أيضاً الأنبا بيشوي . و أخيراً و ليس آخراً نذكر ما جاء في عدد 29 مايو لمجلة أخر ساعة نشر خبر بعنوان "أسقف بالمجمع المقدس يهاجم القوانين الكنسية ويقدم قوانين جديدة! " فأشار التحقيق بأن الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط و عضو بالمجمع المقدس قد نشر كتاب مثير يحمل عنوانا أكثر إثارة هو "حتمية النهوض بالعمل الكنسي" فطالب فيه بوضع قانون جديد للعمل الكنسي وأقترح قانونا جديدا للائحة المجلس الاستشاري الأعلى للكنيسة ليكون بديلا عن المجلس الملي كما أقترح الأنبا بفنوتيوس تعديلا لعدد من القوانين أهمها لائحة انتخاب البطريرك والمحاكمات الكنسية والمجمع المقدس.


و بالطبع سوف يثير هذا الكتاب و هذه الاقتراحات الكثير من الجدل و النقاش تحت قبة الكنيسة الأرثوذكسية في الفترة القادمة وخاصة بعد نشر الخبر على نطاق واسع.
بعد هذا العرض عن أبرز الأحداث التي مرت بالبابا شنودة و الكنيسة الأرثوذكسية الفترة الماضية تجعلنا نرجع مرة أخرى إلى سؤالي لماذا كتب البابا شنودة المذكرة لسيادة الرئيس في هذا الوقت بالتحديد؟ لا أخفي ما يدور بداخلي من هواجس، فربما كانت المذكرة محاولة من البابا حتى يهدأ شعبه العريض و الذي يزيد من ثورته شيء فشيئاً كل مرة يحدث فيها اعتداءات على أقباط . و ربما تكون المذكرة ورقة رابحة في رصيده البابوي تسجل بأنه مرة اعترض على الاعتداءات و طالب بالعدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد نزولاً لرغبة الشعب. و ربما أيضاً تكون مذكرته للرئيس إحساساً حقيقياً بأن ما يحدث للأقباط في مصر به نوع من الظلم المستتر وراء شعارات الدين لله والوطن للجميع، وعاش الهلال مع الصليب. رغم أن هذه المسائل لا يكون فيها التصرف بتقديم مذكرة لرئيس الجمهورية.
الاحتمالات وراء سبب تقديم المذكرة وتوقيت تقديمها كثيرة و يصعب تحديد أي منها، ولكن الأهم من المذكرة أن هناك أحداث بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تسعى لتغييرها للأفضل. فسعي احد الأساقفة بوضع قانون جديد للعمل الكنسي وقيام المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية بتشكيل لجنة تحت إشراف البابا مباشرة لتوعية وحث الأقباط علي المشاركة السياسية. واستمرار مؤتمر العلمانيين للإصلاح الكنسي، و عمل الإعلام الناضج الحقيقي بتوجيه الأنظار لكل ما يحدث داخل المؤسسات الدينية من تطور و تعديل، ومواجهة للأخطاء، دليل أن هناك أمل في التغيير الشامل ولو بشكل بطيء نسبياً. فان كان هناك فتاوي تُعيدنا مئة عام للوراء، هناك أيضاً جهود وعقول ساطعة تريد أن تتقدم بالشعب خطوات للأمام. هذا ما يُعطي الأمل لكل من يسعي للأفضل سواء داخل المجتمع الديني أو المجتمع الوطني بكل أشكالهما.

**
مذكرة من البابا شنوده للرئيس لرفع الظلم عن الأقباط نقلا عن مجلة الكرازة
29 مايو 2007 م
مع شكرنا الجزيل للمشاعر النبيلة التي أظهرها من نحونا صاحب الفضيلة الإمام الأكبر د. طنطاوي شيخ الجامع الأزهر، ومع شكرنا للكتاب المسلمين الذين أظهروا روحا طيبة ومحايدة وتعاطفوا مع الأقباط وقضاياهم واستنكروا الاعتداءات التي وقعت عليهم.
إلا أننا في مناسبة ما حدث في قرية بمها، نحب أن نذكر بعض الملاحظات الهامة لإلقاء النور على هذا الموضوع :
1- تعرض الأقباط في بمها إلى اعتداءات يوم 11/5 بعد صلاة الجمعة. فتم حرق بعض البيوت بالكامل، وبعض البيوت حرقت جزئيا. وبعض الأقباط احتاجوا إلى علاج خارج المنطقة. كما نهبت وحرقت بعض محلات أخشاب وعلاقة وخياطة وموبيليات.. إلخ. مع حرق ونهب أدوات منزلية وأثاثات..

2- هذه الاعتداءات بدأت تعيد إلى الأذهان أحداثا قديمة، وتثير جروحا ربما يظن البعض أنها اندملت. وهكذا بدأت تثار في بعض الجرائد وفي الأحاديث ما حدث في الخانكة، والكشح، وأسيوط، والدير المحرق، وصنبو، وسمالوط، والإسكندرية، وكفر دميان.. إلخ، ولم تعتبر حادثة فردية وانتهت.

3- تساءل الناس : ما موقف الأمن من كل ذلك؟ والمعروف أن الموقف الأول للأمن هو منع الجريمة قبل وقوعها. وخصوصا أن الموضوع كان معروفا منذ شهور، ولم تؤخذ احتياطات لمنعه.. وعلى الأقل - إن وقعت جريمة، يجب أن تؤخذ بردع وحزم.

4- تذكر الجميع أنه في كل الأحداث السابقة لم تكن هناك عقوبة رادعة حتى في حوادث القتل. وكثير منها كان ينتهي بعمل (مصالحة) والضغط على الأقباط حتى يتنازلوا عن شكواهم. وينتهي الأمر ثم يعود ويتكرر دون علاج ودون وقاية.
5- من جهة الخسائر، فإنه تم تعويض المضارين عن طريق المطرانية والبطريركية ورجال الخير. لكن عنصر الرعب والفزع بقي كما هو. والحديث عن مصالحات كان مجرد غطاء لخطورة الأحداث.

6- سئل البابا عن هذا الحادث في اجتماعه العام، فأجاب بأن الذين ارتكبوه يسيئون لسمعة البلاد وليسوا مخلصين لوطنهم بالحقيقة. وقال أيضا : إن سكت المسئولون، فإن الله لن يسكت.

7- نحب أن نقول في حادث بمها التابعة للعياط أن كل ما فعله الأقباط منذ فترة طويلة كان باتفاق مع رجال الأمن. ثم أنه حدث في المنطقة اعتداء سابق في قرية جرزة، وعزبة واصف التابعة لنفس الأمن

8- محاولة البعض في كل حادث مشابه أن يجروا بعض الأقباط إلى مشاكل أو إتهامات ثم يرغمونهم على التنازل وإلا... هذا أمر ضد الحق والإنصاف..

9- هل سينتهي هذا الموضوع بالحفظ وكأن شيئا لم يحدث؟ وهل هذا الحفظ سيريح المشاعر؟! أم سيكون مدعاة لتكرار المأساة.

10- أخيرا نود أن نترك الأمر إلى الله واثقين بعدل الله.. ولكننا نقول لأولي الأمر : هل هذا الذي حدث يتفق مع المساواة التي نادي بها الدستور، وهل يتفق مع حرية العقيدة، أو مع نص المواطنة، وما يتحدث به الناس عن الوحدة الوطنية والنسيج الواحد؟! وكيف نواجه من يسألونا عن حقيقة الأحداث؟!

ربنا موجود ...
ربنا موجود ...
يفحص ما في القلوب ...
ويعرف ما خفي وما إستتر ...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

bro and sis egyptian xtians
rabna el salem 3ala ismo 2alna " satoudahatouna li ismi " bi 2edret rabna w 2uwto ne7na el 2aweya khesro men kel el jihet hala2 ma 3indon illa el intikam - dinon heik - el iraq w masr w lebnen w falestine w souriya wil ordon w..... kella haydeh aradeh massi7iyeh ad ma la7 ya3mlouha meslemeh illa ma youm men el iyem la7 terja3 la as7aba la ilna lal massi7iyeh .
ana betlob inkon tesmoudo w tsaloooo li ano ne7na 2weya bel sala .

allah kbirrrr allah wil massi7 ma3na
w ma3kon