السبت، يونيو 09، 2007

أربعة أهداف وضحيتان خلف أحداث نهر البارد


خليل عواركة

في إجتماع جرى في دار الأفتاء حيث مقر الشيخ محمد رشيد قباني ، إستمع ممثلوا الفصائل الفلسطينية إلى كلام أذهلهم. فقد فاتح الشيخ المفتي زواره بأنه لا يرى حلا قريبا لمشكلة مخيم نهر البارد طارحا الأمر من موقع الحرص على المهجرين الفلسطينيين والذين تكدسوا في مخيم البداوي المجاور. سائلا عن قطعة أرض أوقفها أحد الاثرياء السنة سابقا لمنظمة التحرير الفلسطينية في منطقة عكار المكتظة أصلا بأتباع سعد الحريري من جهة وبأتباع الجنرال ميشال عون المسيحيين من جهة أخرى . متعهدا بأن تتحمل المملكة السعودية وسعد الحريري نفقات إقامة منطقة سكنية محترمة وحضارية للمهجرين بدلا من عودتهم إلى بيوت التنك والمجاري المفتوحة في المخيم .
أحد الحاضرين سأل الشيخ المفتي عن سبب إختياره لعكار لبناء المساكن الجديدة ولماذا لا يتم بناء مساكن إنسانية في المخيم نفسه والعمل في نفس الوقت بعد توقف الإشتباكات على تحسين الخدمات في المخيم .

مصدر فلسطيني ذو مركز مرموق في لبنان أسر لرفاقه في الوفد بأن الموضوع خرج من يد الفلسطينيين وسيتحول إلى أمر واقع وما على الفصائل إلا التعايش مع نتائجه فاصحاب الشأن ويقصد السنيورة وسعد الحريري يملكان تفويضا دوليا إستراتيجيا بالتوطين وبالقضاء على المخيمات واحدا بعد الآخر. المسؤول نفسه تلقى تقريعا مباشرا من ممثلي فصائل معارضة إتهمته بالتواطىء على ذبح شعبه بتكليف من قيادته .

حادثة لفتت أحد المتابعين من السياسيين الوسطيين في شمال بيروت وهو رجل دولة سابق يتمتع بإحترام الجميع توصل بعد متابعة الموضوع على الأرض إلى إستنتاج ربطه بالأحداث التالية :

أولا : أنباء عن إتفاق بندر بن سلطان مع تشيني على السماح لتيار المستقبل لإستعمال القاعدة والتكفيريين السلفيين ضد حزب الله وسوريا لأن الموالاة لا تملك مجتمعة القدرة على مواجهة من هزموا إسرائيل .
ثانيا : معلومات تم تداولها عن مساعدات مشروطة بشن هجمات إنتحارية على حزب الله وجمهوره تلقتها مجموعات سلفية إرهابية بعضها مقرب من السعوديين والمفتي قباني يقودها الشيخ بلال بارود ، والذي تمرد فور بدء المعارك مع فتح الإسلام على المفتي وسعد الحريري وهو أعلن أنه

" درب رجاله لمقاتلة حزب الله وسوريا وليس لقتال إخوتنا في فتح الإسلام "
كلام أتبعه بفعل حيث تبين أن المجموعة التي إعتقلها الجيش على تخوم زغرتا تتبع له، فما كان من سعد الحريري وحرصا منه على تهدئة رجال الشيخ بارود وجلهم من أنصار تيار المستقبل الذي يراسه إلا أن ارسل الشيخ بارود بطائرته الخاصة إلى جدة في السعودية لتهريبه من إعتقالات مخابرات الجيش وإرضاء ايضا للمفتي قباني الذي يمت بصلة مصاهرة للشيخ بارود.
مصطفى داعي الإسلام الشهال ، واحد من قادة المجموعات المتعددة للسلفيين التي لجأ إليها سعد الحريري ورجاله في الشمال سابقا وارسل العديد من رجالها إلى الأردن للتدريب ثم عادوا ليقاتلوا حزب الله حين تندلع الحرب الأهلية.

فإذ بالسلطات السعودية تكتشف أن من بين العناصر التي كانت تعد لهجمات في المملكة وإكتشفت مؤخرا، من كان قد تدرب في الأردن وحصل على المال من سعد الحريري التي تمثلت إحدى قنواته مع التكفيريين بمصطفى داعي الإسلام الشهال المتواري عن الأنظار رغم تمني المفتي قباني على والده أن يقنعه بتسليم نفسه، ولكن الأخير رفض لأنه يعلم كما قال والد مصطفى بأن سيصفى على ايدي رجال سعد الحريري كما صفوا القناة الأخرى له مع السلفيين المدعوا أبو جندل . داعي الإسلام الشهال وهو زعيم سلفي أيضا قال ذلك للمفتي بحضور شهود طرابلسيين نقلوا الأمر للمرجع السابق .

مصدر ديبلوماسي في بيروت أكد في إتصال معه من مونتريال بأن تقريرا جرى تداوله في أكثر من سفارة غربية يؤكد بأن محطة ألمانية عائمة للتنصت أنشئت على متن إحدى البواخر العسكرية مقابل مخيم نهر البارد بسبب أهمية تلك النقطة للسيطرة على إمكانيات الإختراق اللاسللكي للمواصلات الهاتفية السورية من حمص وحتى الحدود التركية . ما لفت نظر الأميركيين إلى وجوب التمتع بنقطة أرضية على البر وليس في البحر .

المصدر نفسه ذكر بالوفود العسكرية الأميركية التي ترددت على مطار القليعات القريب جدا من مخيم نهر البارد والذي تحدثت أكثر من صحيفة أميركية عن نية الإدراة لإستخدامه كقاعدة جوية آمنة في محيط
غير معادي (إذا ما أزيلت نقطة المخيم ) يمتد من ضواحي بيروت الشرقية وحتى الحدود السورية شمالا ( أقرب تواجد لحزب الله يبعد خمسين كيلومتر.

هدف آخر يجري تحقيقه كما تقول المصادر، هو إنهاك الجيش في حرب إستنزاف يومية تستهلك قدراته على الإمساك بالأمن الداخلي حينها يمرح قط العصابات التابعة لجعجع ولوليد جنبلاط ، بالتزامن مع حديث جدي في الولايات المتحدة الأميركية عن الفيدرالية وفوائدها على الإستراتيجية المقبلة لأميركا ما بعد الهزيمة في العراق .
إنها لعبة الأمم المعقدة التي أدخل بها كل من سعد الحريري وفؤاد السنيورة لبنان وشعبه المسكين طمعا في ربط وجودهما السياسي والجسدي بالتواجد العسكري الحامي للمصالح الأميركية .

ليست هناك تعليقات: