الاثنين، يونيو 04، 2007

سينتصرُ لبنانُ بتلاحمِ الجيشِ والشعب


سعيد علم الدين
رحم الله شهداء الجيش اللبناني البواسل وأسكنهم فسيح جنانه، هؤلاء الذين أبلوا بلاءً حسنا في الدفاع عن كرامة الوطن، وشرف القسم، وقدموا الروح من أجل إعادة لبنان السيد الحر الواحد الديمقراطي المستقل إلى سابق عهده الذهبي في الأمان والاستقرار، ولإنهاء عصر الفوضى والبؤر الأمنية والميليشيات كلها دون استثناء، ولقيامة الدولة العادلة القادرة القوية صاحبة السلطة وتطبيق القانون على كامل أراضيها. فهؤلاء الشهداء الشجعان خالدون في سجل الخالدين وسيبقون إلى الأبد في ضمير الوطن أحياء.
شجاعتهم وثباتهم وإقدامهم في معركة نهر البارد أفقد مخابرات النظام السوري أعصابها فأوعزت إلى "زعرانها" فيما يسمى ب «جند الشام» بالتأجيج وافتعال مشكل مع حاجز الجيش اللبناني الذي يعمل جاهدا للمحافظة على الأمن والسلام عند مدخل مخيم عين الحلوة.
وهكذا قام هؤلاء المفلسون أخلاقيا ودينياً دون سبب ودون سابق إنذار بإطلاق النار والقذائف الصاروخية بشكل هستيري على أفراد الجيش.
هذا الغدر الجديد المدان والعمل الخسيس الجبان وفي هذا التوقيت بالذات يدل دلالة واضحة على أن رديفتهم عصابة ما يسمى ب " فتح الإسلام" تلفظ أنفاسها الأخيرة وتتساقط قياداتها كأوراق الخريف أمام ضربات الجيش اللبناني الْمُحْكًمَةِ، بعد أن أحكم ببسالة فائقة وتضحيات جمة وجهود مضنية- لتجنيب الإخوة الفلسطينيين المدنيين المتبقين في المخيم أي ضرر - الطوق عليهم.
فالجيش يقوم بعملية جراحية دقيقة وناجحة تكلفه الكثير لاستئصال سرطان فتح الإسلام وجند الشام وأمثالهما من الجسد اللبناني والفلسطيني وبأقل الخسائر للمدنيين، وبشهادة أمين سر حركة "فتح" في لبنان اللواء سلطان أبو العينين الذي نفى أي استهداف للمدنيين داخل مخيم نهر البارد من قبل الجيش اللبناني، قائلا " ان "البعض يحاول أن يروّج لهذا الأمور، لكن الحقيقة أنه، ومنذ بداية المعركة، لم يسقط سوى أربعة جرحى من المدنيين وجراحهم طفيفة"، منبها الى أن لجوء أفراد العصابة الى المساجد "إنما يهدف الى التحريض على الجيش اللبناني" .
حقا إن ما يقوم به الجيش اللبناني في الحفاظ على حياة المدنيين هو وسام إنساني رفيع يجب أن يرصع على صدره.
مع العلم أن عصابة "فتح الاسلام" استولت منذ البداية على عمارات أبناء المخيم وحولتها إلى متاريس وحولت أبنائه إلى دروع بشرية لنزقها في خلق فتنة لزعزعة استقرار لبنان خدمة للنظام السوري المرتجف المفاصل من سيف المحكمة الدولية القاطع تحت الفصل السابع.
لقد أرادت «جند الشام» بتدخلها العدواني السافر فتح جبهة ثانية مع الجيش لمساعدة العصابة المتقهقرة والمصابة بالهلع والانهيار في نهر البارد وتخفيف الضغط عنها خشية الاستسلام.
إلا أن كل ذلك لن ينفع العصابتين اللتين سيتم إما استسلامهما أو سحقهما تحت ضربات الجيش المحكمات المدعوم من الشعب اللبناني بشكل مطلق.
فلأول مرة في تاريخ لبنان الحديث يتوحد الشعب اللبناني مع الجيش. ويثمن الشعب تضحيات جنوده بالدعاء والصلوات والدموع مقيماً ومغترباً، قلباً وعقلاً بكامل قياداته وفئاته وطوائفه وقفةَ رجلٍ واحدٍ يمثلها أفضل تمثيل في هذه الظروف المصيرية رئيس الحكومة الأستاذ فؤاد السنيورة صاحب القرار السياسي الناجع.
وما يطمئن صاحب القرار اللبناني السياسي ثقة بالنفس انسجامه وتكامله مع القرار الفلسطيني، لمصلحة الشعبين الشقيقين. لأن الشعب الفلسطيني في لبنان دفع ثمن غياب الدولة وإرهاب المخابرات السورية مثله مثل الشعب اللبناني. ولهذا فما يتوق إليه الشعب اللبناني من عودة الدولة السيدة المستقرة والمستقلة، يتوق إليه الشعب الفلسطيني في قرارة ضميره أيضا. نستثني بالطبع عملاء النظام السوري وأذنابه من لبنانيين وفلسطينيين المتضررين من رحيله والذين اثبتوا أنهم طابور خامس خاضع لأوامر المشروع الفارسي السوري في تخريب المنطقة العربية ولا خير فيهم للقضية الفلسطينية، سوى المزايدات والممانعات والعنتريات التي لم تعد تنطلي حتى على البسطاء. فنجاد يصرح بالفم الملآن واللبنانيون والفلسطينيون يدفعون الأثمان.
لقد تعرض لبنان لهزات كثيرة ومنذ عام 58 حيث كان دائما الجيش في واد وقسم كبير من الشعب في واد آخر. اليوم يقف الشعب والجيش وقفة رجل واحد مما سيسرع بانتصار لبنان على هذا العدوان.
وسينهضُ لبنان رغم الألغام المزروعة في جسده المنتهك والمخترق والمستباح منذ أكثر من 30سنة من مخابراتٍ لئام، أدواتها منتشرة من الشمال إلى الجنوب. سينهض رغم الجراح والآلام لا محال، بتلاحم سواعد جيشه مع تطلعات شعبه في الحرية وبناء الدولة العادلة القوية القادرة صاحبة القرار الحر.
الألغام مزروعة بطريقة مهنية جهنمية واستراتيجية عسكرية لزعزعة استقرار لبنان في اللحظة التي يخرج بها من دائرة قرار نظام بشار.
ومن هنا يأتي هذا الهجوم المسعور من النظام السوري وعملائه على حكومة السنيورة الشرعية الوطنية الأصيلة ووصف السنيورة بالعبد المأمور.
وفي هذا السياق يأتي العدوان الإرهابي المخابراتي الذي يتعرض له لبنان ومنذ أن قال لا للتمديد! لا للوصاية! لا للهيمنة! نعم للبنان الوطن وليس الساحة! نعم لقرار إنشاء المحكمة الدولية الذي تم يوم 07.05.30 ، نتيجة أيضا تلاحم الحكومة والشعب والدعم العربي والدولي المشكور. المحكمة ضرورة. وتحقيق جنائي من دون محكمة ومحاكمة مضيعة للوقت. لا للأمن بالتراضي! الدولة يجب أن تفرض السيادة والعدالة والمساواة والقانون ولا تستجديهم من أحد.
ومن دون محاكمة الماضي لن نستطيع بناء المستقبل!
ولن نرتاح عندما نقول عفا الله عما مضى كما يريد فريق سياسي ما زال خانعا لعهد الوصاية، ولملمة الموضوع كيفما كان، ومعه الفريق الدولي -وللأسف أيضا قطر - الممتنع عن التصويت بحجة أن المحكمة ربما ستقوض الاستقرار. فالاستقرار يبنى على الحق وليس الغبن، والحفاظ على الحقوق وليس هدرها، ورفع لواء العدالة وتطبيق القانون وليس تشريع الإجرام كيفما يكون!

ليست هناك تعليقات: