السبت، يونيو 09، 2007

لا تراجع أمامَ إرهاب الخابرات


سعيد علم الدين
دروس التجارب العديدة والغنية والمكلفة جداً وفي معظم دول العالم علمتنا أنه لا تراجع أمامَ الإرهاب، ولا ملم واحد!
فالإرهاب هو بلاء هذا العصر، الذي ليس له دواء، إلا باجتثاثهِ نهائياً من الجذر، ومواجهتهُ بالسلطة الشرعية وقواها الأمنية وعلاجه بالفكر، لكي يرتاح المجتمع من أهل السوءِ والضلال والخيانة والغدر.
والإرهابي هائجٌ حقود منفلت من كل القيود يطارد البشرية الناجحةَ على الطريق السريع جريا وراء حتفه الموعود، يبغي من ذلك دون تأخير تغيير العالم كما يريد، وبما أنه عاجز كسيح عن تحقيق ذلك من خلال المنطقِ والعقلانيةِ والحوار والإقناع، تراه يميل بسهولةٍ إلى العنف والهيجان والبلطجية والإكراه، وإراقةِ الدماء بلا دينٍ ولا ذمةٍ ولا أخلاق. لماذا؟ لأنه منغلقٌ على نفسه مظلمٌ بلا آفاق في القلبِ مريضٌ وفي العقل معاق، ويقاد بسهولة إلى حلمه الجنسي بلقاء الحوريات المنتظرات على جمر الأشواق. هذا بالرغم أنه أحيانا ليس غبياً في التخطيط للمعارك واشعال الحروب واستعمال البندقية والصاروخِ والحاسوب إلا أنه شرٌّ لا خير فيه لبني الإنسان مليء بالمعاصي العظيمة والذنوب والسرقة والاحتيال على السذج والتغرير بهم بشتى الوسائل وممارسة أبشع الصفات المكروهة من كل أبناء البشر. فكيف إذا وقع بأيدي مخابرات أنظمة استبدادية دكتاتورية شريرة هي في الأصل مجموعات محترفة من المافيا والعصابات ذكية فقط بتخنيع الشعوب وتخريب المجتمعات وتركيب الملفات وسرقة "بنك المدينة" بواسطة رنا قليلات.
هذه المخابرات تلعب بالإرهابي المتناقض الصفات كما تشاء ويصبح بين يديها كالدمية الخرساء، حيث تدرس نفسيتَه وتعرف كيف تتعاطى معه وتخترقه وتستغله وتقنعه وتفخخهُ وتوجهه بسهولة كالطلقة العمياء إلى الهدف الذي تريد دون عناء. وبناءً عليه فالعلاقات بين "القاعدة" وتفريخاتها والمخابرات الإيرانية السورية وأذنابها على خير ما يرام ما دام الهدف واحد وهو ضرب الحرية في لبنان والتخريب على الديمقراطية في العراق وتدمير الأمة العربية في فلسطين ونشر الفوضى وتشريع الإجرام والقضاء على حق العودة للفلسطينيين بالتوطين.
ومن هنا فلا مساومة مع الإرهابي الجبان الذي يسرق البنوك باسم فلسطين ويغتال، ويذبح ويقتل الجنود الأبرياء وهم في أمان وليسوا في ساحات القتال. ولا حل سياسي مع المتوحش الهمجي الذي لا يقيم وزنا للسياسة والحضارة والأعراف والأخوة وحياة الإنسان.
ولهذا فمصير الإرهابي الوحيد إما القتل أو الاستسلام ليحاكم ويلقى العقاب العادل الصارم. لا مبادرات مشبوهة الأهداف لتشريع عصابات الإجرام. الأمن بالتراضي سيؤدي من جديد إلى هد البنيان في وطن مظلوم كلبنان دفع ثمن سلام "الطائف"، بالدم غالي الأثمان.
ولبنان على حق في انتفاضته الوطنية السياسية والعسكرية في وجه العدوان المدان في نهر البارد. المطلوب الصمود حتى الانتصار، لتثبيت السلطة الشرعية وحكم القانون. والنصر سيكون حتما حليف الشرعية الدستورية ممثلة بالصامدين في السراي الحكومي أمام هجمة "معارضة" اللاديمقراطية المتحالفة علناً ومواربة مع الإرهاب المصدر من وراء الحدود. هذا الإرهاب المتعدد الأوجه والمشارب والمذاهب واللهجات واللغات والموحد الأهداف في نشر الدمار وثقافة الموت والانتحار والخراب. حيث يستغل اسم الإسلام الحنيف أبشع استغلال تحت شتى المسميات لتفريخ التنظيمات وتفخيخ السيارات كورقة رابحة بيد النظامين الإيراني والسوري للتفاوض مع الإسرائيلي والأمريكي وهذا ما حدث مؤخراً في بغداد بين السفراء وما سيحدث قريبا بين الزعماء: اولمرت وبشار ونجاد.
والنصر بالطبع سيكون أيضا حليف الشرعية الوطنية ممثلة بالجنود الأشاوس الصامدين في مواقع الشهادة والقتال أمام عدوان عصابة "فتح الإجرام" في البارد، وجرائم "جند اللئام" في عين الحلوة وفي كل الأراضي اللبنانية.
المطلوب اليقظة ورص الصفوف وشبك الأيادي والصمود: حكومة وشعباً، جيشاً وقوى أمن ودركاً، يدا بيد وقلبا على قلب. ولا تراجع أمام الإرهاب ويجب أن تستسلم عصابات الأنذال أو تسحق تحت ضربات الجنود الأبطال.
ولا خوف على لبنان الكرامة والحرية والسيادة والاستقلال عندما تعشقه أرواح الأحرار وتخضبُ أرضه الزكية بدماء الشهداء الأبرار.
وكلما سقط فارسٌ من الفرسان، زرعنا باسمه أرزةً خضراء وازددنا تشبثاً بأرضنا المعطاء، وعنادا في وجه كل الأشقياء!
لا خوف على لبنان فوعي الشعب اللبناني سيفشل مخططات العرقنة التي يحاولون تنفيذها من خلال التفجيرات والاغتيالات والسيارات المفخخة، تماماً كما أفشل كل المخططات الأخرى في جر البلاد إلى الفتنة والدمار.
فلبنان هو وطن أكبر من أن يدمره هؤلاء الأقزام. وسيتابع مسيرته في الحرية والديمقراطية والعيش الحضاري المشترك لكل الطوائف والأديان.
تعلم شعبه من دروس الحياة المرة وتجارب الأيام وصار أرقى من ان يسقط من جديد كما سقط عام 75 في فخ أنظمة المخابرات الاستبدادية الدكتاتورية للجيران.
وسيبقى لبنان منارة للعلم والنور ولقاء الحضارات والانصهار الحقيقي الوطني والتعايش السلمي لكل الأعراق.أما حكومة السنيورة الدستورية الصادمة في وجه الطغيان، فقد حافظت على القرار اللبناني الحر وانتزعت شرعيتها الفعلية التنفيذية بالكامل في معارك نهر البارد وأصبحت اليوم تمثل بحق كل طموحات شعب لبنان. خاصة بعد أن عطل بري البرلمان وحول لحود الرئاسة إلى مكتب إعلامي للثرثرة والهذيان. .

ليست هناك تعليقات: