الجمعة، أبريل 06، 2007

اكسير الحياة : عش تيساً تعمر طويلاً

ناصر الحايك

حتى لا أكون مجحفاً فقد اقتبست عنوان هذا المقال من كتاب اسمه عش شاباً تعمر طويلاً وقمت بحذف كلمة شاباً واستبدلتها بكلمة تيساً فقد ارتأيت ضرورة هذا التحريف مع اعتذارى لمؤلفي الكتاب وهم نخبة من الاْطباء والسبب في هذه القرصنة هو واقعنا المرير .
منذ القدم والاْنسان يحاول الوصول الى فلسفة الخلود والاحتفاظ بالشباب الدائم الى أبد الدهر رافض فكرة الموت والزوال رغم أن نهاية الحياة حتمية لا يختلف عليها اثنان .
لقد اكتشفت الوصفة السحرية واكسير الحياة الاْبدية لن أبخل عليكم بالبوح بها فهى طريقة سلسة ومضمونة وعواقبها ليست وخيمة , سأقوم بتلخيصها حتى تباشروا بتجريبها .

أولاً : تشفير جميع المحطات الفضائية التى تبث الاْخبار والاْحداث اليومية وتجاهلها أو حذفها نهائياً فهى مليئة بالهم والغم وتنقل الينا الحروب وصور القتل والاغتيالات والدمار على مدار الساعة , وتطل علينا بوجوه سمجة من المحللين السياسيين وعلماء الدين وخبراء الاقتصاد والاستراتيجية الدولية من يراهم ويستمع اليهم يعتقد بأننا سنصل الى كوكب زحل لما يتمتعون به من خبرات في جميع المجالات كالعلوم التقنية والافتاءات الشرعية وقدراتهم السحرية على تحليل الاْمور بموضوعية . . . تفرجوا فقط على المحطات الفضائية التى تزيل الهم والكدر وتعرض ما يسيل له اللعاب وتجحظ له العيون من فتن وفجور وتعريص وكشف المستور .

ثانياً : بما أنك مواطن عربي تقبل فكرة أنك لست من البشر على الاْقل في هذا الزمن الردئ وكن تلقائي وأطلق العنان للنزوات الطفولية وتعود على الرضوخ والانحناء والاستسلام واقتدي بالحكام والنبلاء العرب ستصل الى مرحلة أرذل العمر وأجل عمل اليوم الى الغد فأمامك متسع من الوقت فاللعمر بقية لتعبث بحرية .

ثالثاً : لاتقع في شرك أحاسيسك ومشاعرك الجياشة وتعود على البلادة وتجنب ارهاق فكرك وذهنك لذا يجب أن تختار نمطاً وسلوكاً آخر في حياتك كالتتييس والاستحمار , وعود ذاكرتك على الوهن وروضها على النسيان واقطع الرباط الوثيق بين الصور العقلية المستمدة من الواقع المحيط والاْحداث المرتبطة بتأريخ معين واقطع السيل المحتشد من ذكريات الماضى الغابر كالمجازر والمذابح التى ارتكبت بحقنا وسقوط القتلى بأعداد مرعبة والتى يصعب احصائها كما حدث في صبرا وشاتيلا وغيرها الكثير فقد أصبحت في طي النسيان .

رابعاً : كف عن الادعاء بأننا نعيش مرحلة الانحطاط الحضاري وغيره من الترهات فهذه عبارة عن أفكار زائفة وأوهام تسلطية لا تتفق بحال من الاْحوال مع الواقع الذى نعيشه , ويجب تبديد هذا الغبش لاْننا حلفاء أمريكا ونداً لها ونحن دويلات ومشيخات عظمى لها وزنها والكل يهابها فنسائنا متألقات ويضاهين الغربيات رونقاً واثارة وتحرراً وفجوراً والدلائل والقرائن على ذلك امتلاك أوليائنا لسلاح الفضائيات الماجنة , وطاقاتنا الجنسية اللا متناهيه هي سر تفوقنا في مضامير الحياة وأقوى من قنابل أعداء الاْمة النووية والذرية الذين يتربصون بنا .

خامساً : الوساوس الاستحواذية التى تسيطر على عقولنا النيرة والذكية غير مبررة بأننا مستهدفين دائماً وأبداً فسطوتنا وسلطاننا كفيلة لصد الاْعادي .

سادساً : مارس التأمل والاسترخاء حتى تصل الى مرحلة البارانويا ( الجنون ) والهذيان المزمن لاْنه ثبت علمياً أن الذين فقدوا الاتصال بالواقع لا يصابون بالقرحة والربو ومتاعب الهضم أو الصداع النفسي ولا يتعرضون لاْنواع التوتر لاْن مشكلات الدنيا برمتها لا تشغلهم .

سابعاً : أتركوا الملوك والرؤساء والاْمراء وحماة الاْمة وشأنهم فهم يبذلون قصارى جهدهم لاسترضاء أسيادهم الاْمريكان وتقبيل أحذيتهم سادة عصر الخنوع والانحناء والانهزام كل هذا من أجلكم أيها العربان لتنعموا بالرخاء والاْمان ليجنبوكم ويلات الحروب وعذاباتها حتى لو عشتم تحت الاستبداد وعشقتم القهر والخذلان .

اذا أخذتم هذه النصائح على محمل الجد وطبقتم الارشادات بحذافيرها أؤكد لكم بأنكم لن تصابوا بالجلطات والسكتات الدماغية والذبحات الصدرية والاْزمات القلبية ولا حتى الشلل الرعاش وستحافظون على الشباب الدائم وتبقون صغار وأقوياء فقط على زوجاتكم وأطفالكم وستتجنبون الموت المفاجئ الناجم عن الصدمات , وتناكحوا وتكاثروا وكلوا ما لذ لكم وطاب فقد خلقتم في هذه الدنيا للذة والمتعة , وأفرغوا عقولكم من محتواها واختاروا أما أن تستسلموا وتنضموا الى قطعان التيوس أو الموت كرجال رفضوا الرضوخ والانبطاح والهوان .

فيينا النمسا
nasserelhayek@yahoo.de

ليست هناك تعليقات: