الاثنين، أبريل 30، 2007

فكيف إذا لم تستطع القوى الوطنية والإسلامية



يوسف صادق

ندرك تماماً حجم الضغوطات المفروضة على شعبنا الفلسطيني خاصة في هذه المرحلة العصيبة ومفترق الرعب الذي يحيط بنا من كل حدب وصوب، بعد كمية التهديدات التي نتلقاها من الإحتلال الإسرائيلي بالتلويح لاجتياح غزة كاملا أو جزئياً، وما صاحبها من تحذيرات أخرى مبطنة مرافقة لتلك التهديدات من بلدان صديقة، في محصلتها، إما أن تعدلوا مساركم أيها الفلسطينيين.. وإما الدمار.
وكلا الأمرين عندنا كفلسطينيين، سيان، فالحصار لن ينتهي حتى ولو سلمت حماس دفاترها، كما يقولون، ورفعت الراية البيضاء إعلانا بالهزيمة أو الإستسلام، وحتى لو فاجأ رئيس وزراءنا العدو الإسرائيلي بزيارة تل أبيب، فالهدف هو تركيع الشعب الفلسطيني، أما الفصائل الفلسطينية لحركة فتح أو حماس أو الجهاد الإسلامية وباقي الفصائل، ليسوا سوا جزء من شعب بأكمله.
أما السياسة عندنا وعند الإحتلال الإسرائيلي هذه الفترة، هي وليدة وحديثة العهد، شئنا أم أبينا، وأظن، أننا كفلسطينيين خضعنا لحقل تجارب من شخص كأولمرت ووزير حربة المعتوه، سيما وأنهما قدما من عمل مؤسساتي وإعتلا رأس الهرم في بدلهم المحتل.. وعندما ، نفس المصادفة، فحماس جاءت حديثة السياسة بعد عمل مؤسساتي أهلي لأكثر من ثمانية عشر عاماً، مع فارق أننا نفتخر بتلك الحركة التي هي من بيننا ومن "عظام الرقبة".
مصادفات متشابهة، نعترف خلالها أننا كشعب فلسطيني يعيش هذا المرحلة بين عبث المحتل وتهوره السياسي، وبين مرحلة جديدة من عهد حركة حماس، نتيجتها توقف الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية في مجتمعنا الفلسطيني، صاحبها سلوك فردي وصل لحد الظاهرة السلبية.. ولا نريد هنا أن نتشعب في تلك الظواهر التي أرهقت الناس بما فيهم صاحب القلم هذا.
وبالتعريج على الحصار، فإنه من الطبيعي أن تختنق وتتأثر الفصائل الفلسطينية بشكل عام والفصائل السياسية التي هي تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية بشكل خاص من شح في الأموال يساعدها على الإستمرارية في عملها السياسي والإجتماعي والمساعدة في الحياة الإقتصادية، ولم أستغرب بالأمس عندما صارحني احد الإخوة في تلك التنظيمات الصغيرة بالحجم والأفراد، الكبيرة بشأنها وعظمتها، أنه يعمل كسائق أجرة حتى يستطيع توفير كسرة خبز لأطفاله التسعة، ويزاول نشاطه السياسي بعد العصر.
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو، قراءتي لرسالة من صديقي عرفات الفقعاوي بعثها منذ أسبوعين للأخ إبراهيم أبو النجا يطلب منه المساعدة في حل مشكلته الخاصة والتي تتمثل بمبلغ من المال كمستحق له من القوى الوطنية والإسلامية في محافظة خان يونس، نظير تغطيته الصوتية بجهاز مكبر الصوت الذي يمتلكه، لمدة ثلاثة أيام متتالية، أبان قرصنة الإحتلال الإسرائيلي على مدينة أريحا وإختطاف الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات والأخ المناضل العميد فؤاد الشوبكي مدير عام المالية العسكرية قبل أكثر من عام.. علماً بأن المبلغ المذكور أقل بكثير من مائة ألف دولار، فهو لا يتجاوز ألف خمسمائة شيكل فقط لاغير.
في رسالته تلك، كانت تقسيمات وجه وحجم معاناته ظاهرة بين كلماته التي كتبها فيما يبدو بحسرة مناضل في الجبهة الشعبية، رمته الأيام لأن، يبحث عن عمل إضافي يساعده وأسرته على حياة، فهو خاطب كافة التنظيمات التي تندرج تحت لواء القوى الوطنية الإسلامية في خان يونس، وفكر كثيرا مثلما كتب لأبو وائل أن يطرح مشكلته الخاصة في الإذاعات المحلية إلا أنه قرر ألا يتجاوز الأخ أبو وائل، لأنه يدرك تماماً أن أبو النجا يستطيع أن يحل مشكلته.
ما يهمني كثيرا في هذا الموضوع، وما لفت إنتباهي، هي جملة جميلة من هذا الشاب كتبها، وتحمل في طياتها معاني كبيرة كبلد مثل بلدنا هذه، وتسرد تاريخ ثورة ونضال من أجل تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني، عندما قال إقتباساً (ما من تنظيم من تنظيماتنا إلا وفي إسمه - لتحرير فلسطين- وفهمي تحرير فلسطين، أي إعادة حق مسلوب للشعب الفلسطيني، فكيف إذا لم تستطع تنظيماتنا أن تعطيني حقي البسيط).

Yousefsadek2004@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: