الأحد، أبريل 01، 2007

فاتورة فلسطين أصبحت باهظة الثمن

رئيس جمعية المغتربين الفلسطينيين في النمسا
جمال حشمه
لم يعد خافياً على أحد بأن الهجمة الشرسة والهمجية والعزلة السياسية والاقتصادية والحصار العسكري وما يصاحبها من فتك وقتل يومي ضد الشعب الفلسطيني ، بدأ مباشرة بعد الانتخابات النزيهه والشريفة والتي تبلورت نتائجها بالنجاح الباهر لحركة حماس الاسلامية ، مما منحها ريادة قيادة الحكومة والشعب الفلسطيني .رغم كل المؤامرات والدسائس التي احيكت لتجويع الشعب الفلسطيني ، والمحاولات الدؤوبة من قبل الاْمريكان والصهاينة وأذنابهم لزج الشعب الفلسطيني في حرب أهلية طاحنة ودفعه للانقلاب على حكومته الشرعية .
الا أن الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني أفشل تلك الممارسات سالفة الذكر ، مستمداً قوة صموده من دعم العالم الاسلامي والعربي له ، ورغم العزلة السياسية ومنع تحويل الاْموال المقدمة من العالم الاسلامي والعربي ، خففت مآساة الشعب الفلسطيني جزئياً من خلال الدور الريادي للمؤسسات الانسانية والخيرية المدنية ، التي تصدت لثقافة التجويع للحيلولة دون رضوخ الشعب لسياسة التنازلات عن الثوابت الوطنية الفلسطينية .
قد ساهم الاْخوة الكتاب والاعلاميون العرب مساهمة ايجابية بايصال صوتهم المعارض للسياسة التي ينتهجها الاْمريكان والصهاينة تجاه الحكومة والشعب الفلسطيني ، ومن أجل استمرارية النهج التآمري الصهيوأمريكي تم تجيير بعض الاْقلام الفلسطينية والعربية لتساهم ببث السم القاتل باسلوب منمق محاولين التشكيك بعمل المؤسسات الخيرية المدنية ، ليكونوا بذلك قد قاموا بأداء الدور المنوط بهم على أكمل وجه المتمثل بالمساهمة في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني .
المتتبع لانشطة المؤسسات الانسانية الخيرية المدنية الناشطة في اوروبا يعلم تماماً بأنها تتحلى بالنزاهة والشفافية والمصداقية ، من خلال اعلانها عن الاْموال وحجم التبرعات التي يتم جمعها سنوياً وذلك بعرضها أشرطة وثائقية موثقة بالصوت والصورة ، ونشرات دورية مفصلة توضح كيفية توزيع التبرعات ، للمسلمين المتبرعين وللدولة المضيفة .
أما الاْخوة الكتاب المشككون نوجه لهم النصيحة بالقول أن المؤسسات الانسانية الخيرية المدنية أبوابها مفتوحة على مصراعيها لجميع الراغبين من المتبرعين والحاقدين على حد سواء للمراجعة والاطلاع على كيفية توزيع الاْموال التي يتم جمعها في اوروبا ، حيث أنها ترسل الى المؤسسات الاجتماعية والانسانية المدنية الفلسطينية ، التي تقوم بدورها بمساعدة اليتامى والمتضررين والمحتاجين في فلسطين ، وكذلك تقديم مساعدات الى مخيمات اللجؤ الفلسطينية في لبنان ، سورية ، الاردن ، الضفة الغربية وقطاع غزة .
على ما يبدو بأن هذه الاْنشطة الانسانية والخيرية قد استفزت أعداء الشعب الفلسطيني ، وجعلتهم يخرجون عن طورهم ويلجأون الى استخدام سياسة التحريض الاعلاعي محاولين بذلك توسيع الهوة بين الفلسطينيين و التشكيك بنزاهة هذه المؤسسات ، باستخدام أقلامهم المأجورة تحت مسميات واهية مثل : نصائح الى الاْخوة الفلسطينيين ! ! وغيرها مثل : معذرة الى رابطة فلسطين الخيرية ! ! والمطالبة بالشفافية ، ليشفوا غليلهم وحقدهم وارضاء أسيادهم .
نحيطكم علماً بأن الاجتهاد في جمع الاْموال من المسلمين بغرض مساعدة اخوانهم في فلسطين الذين يقاسون و يرزحون تحت الاحتلال الاسرائيلي ليس عيباً أو عمل مشيناً لكي يخجلوا منه ، لكن المخزي و المعيب أن يسخر كاتب عربي قلمه لترويج سياسة الاْمريكان والصهاينة الهادفة الى تركيعنا واذلالنا وجعلنا نرضخ لسياسات الفتك والقتل والتجويع من أجل التخلي عن ثوابتنا الوطنية الفلسطينية .

ليست هناك تعليقات: