السبت، أبريل 28، 2007

فلسفة فنج شوي

يوسف فضل

جاءت الفكرة التطبيقية لشراء حوض السمك ووضعه في مكتبي بعد أن قرأت لأول مرة في "مجلة المدير" عن الفلسفة الصينية القديمة فنج شوي Feng Shui والتي تعني حرفيا في اللغة الصينية فنج : الريح و شوي : الماء لكن في عالم الإدارة فان فنج شوي هي الفلسفة التي تعنى بالتخطيط لبيئة الأعمال .
فهي شبكة من التأثير غير المرئي سلبا وإيجابا على المكان والمعرفة الضرورية في اكتشاف الموقع المناسب للعمل في جو ودي وسمح من أجل تعزيز ودفع عجلة الإنتاج في ساحة العمل الخالية من المخاطر عن طريق رفع مستوى راحة الموظف أو العامل من الناحيتين الجسمانية والذهنية . وتتخلص فلسفة فنج شوي الخاصة المكاتب الإدارية في الخطوات التالية:
1- اجعل ظهرك يرتكز على الجدار مع وضع الدواليب والزهور على جانبي طاولة العمل.
2- وضع نافورة صغيرة في المكتب أو حوض سمك المبهر للنظر حيث ثبت أنه محفز للنمو وزيادة الإنتاجية .
3- ضع مرآة في المكان المناسب في المكتب بحيث تعكس صورة الشخص الداخل إلى المكتب.
4- لا تضع ما يحد من سهولة وحرية الحركة في المكتب .اكتشفت لاحقا أن اقتناء حوض السمك هواية ممتعة لكن بداية الدخول إلى ممارسة هذه الهواية دون سابق معرفة عن عالم اسماك الزينة قد تحبط المرء لكني دأبت بالبحث عن المعرفة بالسؤال .وأن الحوض المناسب هو المستطيل الزجاجي الواسع وغير العميق وذو الغطاء حتى لا تهرب الأسماك بالقفز ويكون حماية للحوض من التلوثات الخارجية ويقلل من نسبة تبخر الماء ولا يكون عرضة لعبث الأطفال وانه يجب إبعاد الحوض عن الأدوات الكهربائية مثل التلفاز والفيديو وغيرها ....
كذلك لا يجب وضعه بجانب النوافذ التي تسلط عليه ضوء الشمس أو تعرضه للرطوبة فهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الحراري لمياه الحوض ويتسبب في مرض أو موت الأسماك وان لا نرفع الحوض وهو مليء بالماء أو أن نضع اليد المدهونة بالكريم أو العطور في الحوض حتى لا يموت السمك . وأن لا نستخدم معطر الهواء بالقرب من حوض السمك لأن الفلتر يسحب الهواء المعطر إلى داخل الحوض فتسبب المادة المعطرة بتسمم الماء وموت الأسماك . وأن القاعدة العامّة للإضاءة أن 1.5 واطً لكلّ جالون للماء وأن كمّيّة الضوء المطلوبة لحوض سمك متوسّط بين 8 و 10 ساعات يوميا.وأن درجة الحرارة الطبيعية للحوض ( 22 - 27 درجة مئوية ) . وأن الفلتر يبقى الماء نظيفا مطهرا بنفث هواء مضغوط حاملا ثاني أكسيد الكربون والغازات المختلفة والفضلات من الأسفل إلى السطح والأكسجين بالعكس من السطح إلى أسفل ، بالإضافة إلى توزيع الحرارة وتحريك الماء .
و يشغّل الفلتر 24 ساعة في اليوم . وأن يتناسب عدد الأسماك مع حجم الحوض وان أفضل نسبة تناسب بين الحوض وعدد السمك هي أن كل سمكة بطول 2 أنش يوفر لها جالون واحد من الماء وان تكون احجام الاسماك متقاربه حتى لا ياكل الكبير منها الصغير وان إطعام السمك يوميا لمرة واحدة والكمية باعتدال حتى لا يموت من كثرة الأكل أو قلته مع أن كثرة إطعام السمك تقتلة أكثر من قلة إطعامه .وان يوفر له الدواء للخياشيم والجلد وضد الطفيليات والفطريات . وان نخرج السمك من الحوض بالشبك وليس باليد .وان خطورة انتقال الأمراض للأسماك تأتي من إضافة سمكة جديدة وانه يتوجب إضافة الدواء للحوض كلما تغير ماء الحوض.
طبعا زوجتي تمارس فلسفة فنج شوي بالسليقة دون أن تقرأ عنها فهي دائبة العمل في البيت مثل النحلة وتهتم بالتفاصيل في الترتيب وليس غريبا أن اخرج صباحا من البيت متوجها لمكان عملي وأعود وقت الظهيرة لأشعر أنني في بيت آخر . وهذا مثل سياسة الاستيطان إذا سافر الفلسطيني من جنين إلى نابلس في الصباح وعاد عند الغروب فانه يشعر بالغربة لوجود المغتصبات الجديدة المترامية على جانبي الطريق .
بعد فترة من التمرس بالاعتناء بالأسماك أعلمت زوجتي أنني ابتعت حوض سمك ففرحت وكان فرحها هذا تمهيدا لإلقاء سؤال معبرا عن رغبتها في اقتناء حوض في البيت .الزوجة : ولماذا لا تشتري حوض سمك للبيت ؟الزوج (مبتسما) :أحببت أن أحدث تغيير في المكتب حسب توصيات فلسفة فنج شوي .
الزوجة : ولماذا لا تحدث مثل هذا التغيير في ا لبيت . الزوج : الحقيقة طفشت من رؤية وجوه الزملاء في المكتب فأنقذتني فلسفة فنج شوي بان أرى وجه السمك . أما وجهك فلا أمل من النظر إليه .الزوجة : وماذا عن رغبتي بتغير الوجوه .الزوج :هل أحلق شعر رأسي بالموسى أم احلق شواربي حتى يتغير وجهي .الزوجة :أخشى أن لا اعتاد على التغيير الجديد أي أن أراك بدون شوارب.الزوج :فنج شوي جعلنا نكتشف أننا نتمتع بروح الفكاهة .الزوجة :ونتسلى ببعض .بعد أن أحضرت حوض سمك آخر للبيت أصبحت الأسماك جزء من العائلة وإذا ماتت سمكه (سواء ذكر أم أنثى) يحزن أطفالي وأصبح إطعام السمك طقس بيتي تجتمع عليه العائلة .عندما اقرب وجهي من حوض السمك فلا يحدث لديها أي إرباك بل تجتمع الأسماك إما للنظر إليه أو أنها تعتقد أن وجهي وجبه طعام كبيرة متحركة .
مهما يكن لقد شعرت انه حدث تغيير نفسي لدى من مجرد النظر إلى حوض السمك ورؤية هذه المخلوقات الجملية الصغيرة الملونه ولا أدري من هو المسجون والسعيد بالأخر . فسبحان الله .
editor@grenc.com

ليست هناك تعليقات: