السبت، أبريل 07، 2007

سنكمل المسيرة لتبقى روحك في الخلود يا عميد الجامعة



أنطوان يعقوب

قبل موعد حفلة الاستقلال للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - مجلس ولاية فيكتوريا (18 تشرين الثاني 2006) استلمت من إبراهيم لائحة بأسماء الأشخاص الذين ساهموا بشراء البطاقات منه، وقال: ( يا طوني أنا ذاهب إلى لبنان بتاريخ 12 تشرين الثاني وما بعرف تاريخ العودة، وبتمنى أن يكون للجامعة مركز قبل أن أموت )

- نعم سيكون للجامعة مركز وبأقرب وقت بإذن الله تعالى.

كنا دائماً على اتصال مع إبراهيم، وبعد أن تدهورت صحته، بدأت الاستعدادات في كل الولايات للتجهيز لتكريم إبراهيم بخاش في ملبورن وبحضور الرئيس العالمي للجامعة المهندس أنيس كربيت وشخصيات سياسية عالية، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

توفي عميد الجامعة نهار الثلاثاء في المستشفى في بيروت بتاريخ 3 نيسان 2007، عن عمر 80 سنة وأقيمت الصلات عن نفسه في كنيسة مار إلياس في زحلة نهار الأربعاء بتاريخ 4 نيسان 2007، ودفن في مسقط رأسه زحلة.

إنها خسارة كبيرة لرجل كبير عرفته الجالية في كل استراليا.
نعم سنبقى دائماً نردد ما تقوله يا إبراهيم:

ارض لبنان تخجل بأحياء يسيرون على سطحها أمواتاً
وتعتز بأموات في بطنها أحياء
لم نصدق انك غبت.

همك الوحيد كان الجامعة وكنت تكتب من باب المسؤولية وتردد:

الجامعة مهما يكن باقية والمسؤولون ذاهبون
كل واحد من المؤمنين بدور الجامعة هو أم الصبي

وليست هذه الأمومة حصرية في شكل من الأشكال، وفي اعتبار من الاعتبارات.
في نهاية المسار كلنا حمايتها من التشرذم متساوون ...

الجامعة في مسارها الحضاري المتجدد تتطلع عبر كل هذا إلى مسيرة تتخطى الحزبيات كل الحزبيات، ليبقى التزامها بلبنان لا غير.
وفقنا الله إلى ما فيه الخير للجامعة... للجالية... ولبنان.

إبراهيم شجاع، يبوح بصدق ويعلم انه يعكر صفو المزاج، لا يلقن دروس بل يذكر، لا يسكت عن الهفوات، يؤمن أن السكوت عن الحقيقة مذلة للصدق، والإفصاح تمجيداً للحقيقة، والتروي هو أسلك الطرق إلى عمق الفكر الكبير.

فيما لبنان يحترق، وقلبه يحترق معه، سرق الوقت من قلب المعاناة وقف وخاطب( صحيح ان الجالية على حالة تفككية لا أحد ينكرها لكن نرفض التأسيس والتنظيم - كلما دق الكوز بالجرة )

إنه منفتح على الجميع، يعترف بأن الجامعة باتت تناهز الخمسين عمراً وما زالت في واقعها قاصرة. كان يرفض تأسيس اللجان خارج الجامعة، ويقول إذا أردنا استمرارية الجامعة فهي المؤسسة الانتشارية والهيئة التمثيلية للانتشار اللبناني في أربع زوايا المعمورة.

ما من مرة خطيت الجامعة برهط يقصد تعزيزها والنهوض بها وهي التي ليست لا لهذا ولا لذاك من الناس بل للكل على السواء، فهذا وذاك ذاهبان وهي باقية...

عايشوا العلة ولا تيأسوا أو تبتلعوا...
أوجدوا الحل، أياً كان، وأقلعوا معن فن الترقيع...

كان المؤمنون بها وبدورها أبداً لها في مرضها فعالجوها، وفي عوزها فأطعموها وكسوها، وفي تقوقعها فزاروها، وفي هيامها فآووها، وارووها طوال هذا الردح بدم القلب وعرق الجبين، دون أن يمتنوا أحداً أو يضمروا غير الخير لأحد...

الحقيقة هي علاج الجرح.

نداء إبراهيم إلى ثورة الأرز: فلتمارس السياسة خارج الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ولتسلم الجامعة وتسلم معها وتستمر ثورة الأرز.

أسس فرع للجامعة في ملبورن ( أبناء هنيبعل - زحلة ) تم تعيينه عضو في مجلس الشيوخ العالمي، عيين منسقاً عاماً في متابعة تنفيذ برنامج انتساب المجموعات اللبنانية إلى مجالس الولايات من قبل المجلس القاري، كان مسؤولاً عن هيئة الإعلام لمشروع البيت اللبناني وأول إعلان له: ( لا استثناء لا احتكار على هاتين القاعدتين تعلو أعمدة المركز اللبناني )

كان له ثابت الأسبوع ( ما من لبناني واحد يستطيع القول إن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ليست جامعته. إنها، في الواقع، تعمل لكل لبنان. )

في مثل هذا اليوم من سنة 2006، كتب إبراهيم:
لاشك ان التحديات تنصب علينا من كل صوب كوننا مجموعات لبنانية ملتزمة ومؤمنة بدور الجامعة المستقبلي.
على الرغم من كل هذه التحديات التي تواجه التزاماتنا بشكل مجحف جداً لا نرى بديلاً عن متابعتنا سائرين قدماً نحو كرامة لبنان عبر أهداف ومبادئ الجامعة اللبنانية.
ليكن هذا الفصح المجيد سلامياً ومقدساً وقد أقدمنا فيه على عناء مراجعة النفس ومحاسبتها قصد أن نقوّي في أنفسنا التزامنا بأنبل قضية نعيشها اليوم، قضية توحيد الانتشار اللبناني عبر الجامعة في النضال من أجل موقف نبيل وصامد يخدم وطنينا استراليا ولبنان.
دام لكم نور الفصح المبارك ودمتم أنتم مباركين في نضالكم من أجل لبنان.

يقول إبراهيم: لماذا نفعل بالجامعة ما لاندريه؟ أو ندريه ونستزيد؟
يعرف الضالعون بحقيقة الجامعة، وأيضاً العائشون على مسافة منها، غير ملتزمين بها، انه من المحرّم ان يتصرف أيٌ من اللبنانيين على النحو السلبي وغير اللائق لا بالجامعة ولا بالأفراد الناشطين فيها، ولا بالآمال المعقودة عليها...

ليكن للجالية ما تكتبه لها إرادة الطامحين فيها إلى جامعة تجمع ولا تفرق.
وليكن لها ما يفرضه الحق والعدل،
وما يأتي به الاتكال على النفس المرضية بمباركة السماء ومن خلال القيم ليس للبنانيين من قيم بدونها...

في آخر مؤتمر للمجلس القاري في ولاية جنوب استراليا تقدم بمداخلة:
الحاجة الملحة هي إلى أمرين، إن لم يتحققا دفنت هذه الحاجة وكانت ويلاً للجامعة وكارثة على لبنان، وإن قضيت كانت دعائم جديدة لجامعة تعرف سبيلها ولوطن يعرف مؤمنوه قبل سواهم من أين يبدأ التجدد.

الأمر الأول الملح هو أن يكون هناك إشكال فلا نعمل على تذليل صعابه بتماسكنا الواحد مع الآخر ولا يكون هناك انشقاق في الجامعة مهما يكن من أمر.

أما الأمر الثاني الملح هو أن تنفصل السياسة اللبنانية عن المسار الجامعي كلياً لكي لا يكون قد ألقينا بالجامعة في اللجة التي باتت هي العدوة الأولى والأعظم خطراً على لبنان هذه اللجة هي السياسة الضيقة والفقيرة التي يتجاذب فيها الكل مع الكل. وكأن ليس لنا قواسم مشتركة تجمع الكل بالكل، فاختلط الحابل بالنابل وما بقي علينا كمنتشرين نسعى إلى تفعيل الانتشار إلا أن، في الدرجة الأولى، نسعى ونطالب ونصّر على الإبقاء على الجامعة ذخراً للبنان، كل لبنان، وليس علة فيه فكارثة عليه لتبقى فعلاً هذا الذاخر الذي استحق لبنان واستحقه لبنان.

شارك في مؤتمر المجلس القاري في برزبن، نيوزيلندا، سدني، ملبورن وأدليد. لكن روحه ستكون معنا في مؤتمر كنبيرا بتاريخ 28 نيسان 2007.

قرارنا الأهم و الأكثر بعداً وعمقاً أن يبقى العزم على إكمال المسيرة.

باسم المجلس العالمي، مجلس الشيوخ، المجلس القاري ومجالس الولايات وفروع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم نتقدم بأحر التعازي القلبية من أرملة الفقيد وأولاده ومن عموم عائلات بخاش.

رحمه الله وألهم عياله وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان.

رئيس المجلس القاري
استراليا ونيوزيلندا

ليست هناك تعليقات: