الأحد، ديسمبر 06، 2009

لماذا الخـــوف يـــا وزيـــرة خــارجيــة ســـويســـرا ؟

أنطــونى ولســن

أعرب الأستفتاء الشعبي الذي أجري في سويسرا عن رفض الشعب السويسري بناء مآذن للمساجد . وكانت نسبة الرفض 57.5 % . والأستفتاء شعبي لا حكومي . وهذا له دلالاته الواضحة . لأنه يوجد فارق كبير بين قرار الحكومة ، ورأي الشعب . قرار الحكومة دائما يصدر سياسيا . والقرار السياسي يمكن أن يكون سياسيا يخص الأقتصاد الخاص بالبلد ، أو اجتماعيا ، أو حتي دينيا طالما وافقت عليه الغالبية البرلمانية التي المفروض فيها أنها تعمل من أجل رفاهية الوطن .. الذي أنتخب شعبه هؤلاء البرلمانيين . أما رأي الشعب فيكون نابعا من تجارب وأحاسيس يتعايشها الفرد العادي كل يوم وعلى مدار الأيام والسنين لا شك أصبحت له رؤية وأصبح لديه فكرة ثاقبة ومحددة تجاه ما سيدلى برأيه به في استفتاء عام . وهذا ما حدث يالفعل مع الشعب السويسري .

من الطبيعي جدا أن يشهد العالم معارضات ضد التصويت ، خاصة أن العالم الغربي يؤمن بالحرية ويكاد يفضلها على الأديان . ولا نستنكر على السملمين حكومات وأفراد وهيئات أيضا المعارضة وشجب الأستفتاء ، وقد نرى قريبا خروج تظاهرات في الدول الأسلامية خاصة والعالم أجمع عامة تهتف بشجب القرار لا بسقوط الحكومة بالطبع . ويزيد على ذلك تهديد الحكومة الألمانية بطرد آئمة المساجد من ألمانيا بعد أيا م معدودات لأستطلاع الرأي الذي صوت عليه الشعب السويسري في عدم بناء مآذن للمساجد .

وهنا تأتي الأجابة على عنوان المقال " لماذا الخوف يا وزيرة خارجية سويسرا ؟" . ببساطة لأنها تري في قرارمنع المآذن يُعرض بلادنا للخطر .. هكذا قالت . وأيضا قالت في أجتماع المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا " ان اساءة الى تعايش مختلف الثقافات والديانات يعرض أمننا للخطر لأن الأستفزاز قد يستدعي استفزازات آخرى والأهانة تؤجج التطرف ". ولها الحق كل الحق في مخاوفها . لأنها وزيرة تهتم برفاهية وطنها ولا تريد له الخراب والدمار الذي يستخدمه الأرهابيون ضد كل من يعارض أو يتعارض مع مصالحهم داخل البلاد التي يتواجدون بها سواء كانت بلادا اسلامية أو غير اسلامية . والدمار هو السلاح المسلط على رقاب العالم من الأرهاب هذه الأيام .

لكن هل نسيتي سيدتي الخراب والدمار الذي حدث لبلدك وللعالم في وقوفكم ضد الفاشية والنازية ؟ . لقد عم الدمار اوروبا بأكملها وقاست الشعوب الأوربية الأمرين من تلك الحروب من أجل الحرية التي يتفاخر بها جميع أبناء الدول الديمقراطية وهي التي أخذت العالم الغربي الى النهوض والتقدم والرقي . فهل تريدين استبدال فاشية ونازية بشرية .. بفاشية ونازية تتوارى خلف عباءة الدين وبأسم الدين وبأسم الله " الذي هو الخيروالحب والسلام الذي حولوه الى اله ارهاب " حيث لا يمكن أن تعترضي على أي قرار يتخذونه كما تعترضين الأن ؟. وأرجو كل من يعارض ويخاف ، أن يقرأ التاريخ قراءة محايدة وتأثير العرب على العالم بالسلب وليس بالأيجاب . ولكم في دول العالم الأسلامي العربية ، والأسلامي غير عربي ووضع الأقليات الدينية به مثالا حيا حتى هذه اللحظة . فهل سيدتي وزيرة خارجية سويسرا تريدين لأبناء وطنك أن يحدث لهم ما يحدث لأبناء الآخرين الأقلية ؟ ستقولين لي نحن لسنا أقلية . أرد عليك وأقول ستصبحون أقلية ان شئتم أم أبيتم ، لأن هذا أحد أهم بنود الأرهاب .. التكاثرفي آي مكان يتواجدون به ، وبأي وسيلة شرعية أو غير شرعية . فأيهما تفضلين التهديد بالخراب والدمار الذي يمكن التصدي له بأيقاف كل مد يهدد ما تتمتعون به الأن قبل فوات الأوان ؟ أم الخوف وليحدث ما يحدث بعد ذلك ؟

هذا متروك لك ولحكومتك الرشيدة وللشعب الذي دل على وعي لما يحدث في عقر داره . وأيضا لشعوب العالم الحر الذي واجه الديكتاتورية بكل شجاعة وعزم وقوة .

على هامش هذا الموضوع . . فقد استفزني تعليق السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية في تصريحه عن الأستفتاء الذي وافق عليه 57.5% من السويسريين الأحد على منع بناء المآذن في سويسرا بالقول "يمس حقوق المواطنين والمقيمين الذين يتدينون بالدين الأسلامي " . ما هذا القول يا رجل !! نسمع صوتك مجلجلا في كل أمر ماعدا ما يخص وطنك الذي يريد البعض ترشيحك للرئاسة . أين أنت يا أمين عام جامعة فاشلة لم تستطع حل ما هو يشكل أخطارا حقيقية على المجنمع العربي المفكك ؟ وأين أنت وجامعتك من الأنتهاكات التي تتخذ ضد الأقليات المسيحية والبهائية والنوبية وأيضا البدوية في مصر وفي الدول العربية التي أنت أمين عام جامعتها ؟. كيف يارجل تستحل أجرك الذي تتقاضاه دون أن تنجز شيئا تستحق عليه الأجر ؟ .. كيف ؟!!.

تعليق آخر على ما صرح به المجلس العلمي الأعلى بالمغرب في بيان أصدره أنه " يستنكر هذا التوجه مهما كان مصدره ويرى فيه نوعا من أنواع التطرف والأقصاء مستغربا لهذا الموقف الذي يجده مناقضا للصورة الحضارية التي للمسلمين عن سويسرا .." .

صدقت أيها المجلس الأعلى بالمغرب في بيانك الذي أصدرته . ان هذا الموقف الذي اتخذه الشعب السويسري حقا وحقيقة وبالفعل مناقضا للصورة الحضارية التي للمسلمين عن سويسرا ، لأنكم تعودتم وأستمرأتم قولة أمين . وأنكم رأيتم في الحرية والديمقراطية في الغرب نقطة ضعف فأردتم أستغلالها أسوأ استغلال للأنتشار .. في بداية الغزوات استغل العرب ضعف الأمبراطوريات التي كانت في ذلك الوقت وأطاحت بالسيف رقاب الشعوب واحتلتها وحولتها الى ما هي عليه الأن . والأن يستغلون الحريات في العالم الغربي ويدعون أن هذا العالم صار عالما ماجنا فاسدا بعيدا عن عبادة الله وأنكم أنتم ستصلحون من حالهم وتجعلونهم يعبدون الله الحق .

حقيقة اللي أختشوا ماتوا .. آأتوني أيها السادة ببلد عربي لا ينخر فيه سوس التعصب والأضطهاد والكُره والبغضاء والرياء والنفاق والكذب وأنا والعالم الغربي وغير العربي نؤمن بما تقولو ن وتنادون به . لقد فشلتم فشلا مروعا في اقناع أبسط البسطاء بأنكم حقا تريدون الخير للأنسانية . لأنكم لم تقدموا شيئا واحدا يفيد الأنسان ان كان في أوطانكم أو في أي مكان .. فقط لقد قدمتم الدمار والخراب ودماء أبرياء . فهل تستحون وتعرفون الله الحق والحياة والحب ؟؟!!!. أشـــــك فـــــــــــــي ذلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــك !!.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

احييك الف مرة على هذه المقالة يا سيد ولسن ولتذهب هذه الوزيرة الغبية الى الجحيم