الخميس، ديسمبر 17، 2009

عندما يفتخر بعض ساسة لبنان بخجلهم 2

سعيد علم الدين

فالخجل وكما هو معروف تاريخيا وتراثيا وانسانيا يدعو للتستر والصمت والتخفي والسكوت واختناق الكلمات في "الزلاعيم" واحمرار الخدود، الا من انتفخ زلعومه السياسي صلافة، وخرج لسانه عمالة الى ابعد الحدود فطق عنده عرق الخجل من اجل الوصول الى كرسي نيابي او وزاري او رئاسي او الهيمنة على البلد باكمله مدعوما من الخارج على حساب شركائه في الوطن.
وهكذا باع المواقف والقيم والمبادئ والشيم والشعب والوطن في سوق البصل وصارت عنده قيمة الناخب الذي انتخبه بسعر الفجل وانزلته انتهازيته ومصلحته المادية الآنية الى تحت الزنار دون وجل، فخلع الزنار مفتخرا والى أسفل القعر نَزل.
ويا لعجائب الزمان!
حيث لا يفتخر السياسي بخجله، وينتفخ صدره علنا بعاره، وترفرف اجنحة عوراته أعلاما فوق داره إلا في لبنان، الذي يتكاثر فيه أشباه الزعماء ولا زعماء. أشباه السياسيين وهم العملاء. اشباه القادة وهم المنقادون لأوامر الخارج كأمراء الميليشيات وأصحاب الأعلام الصفراء ومنهم الوكلاء العابثون بالديمقراطية اللبنانية وتعطيلها بخبث معربدين ببدعة الديمقراطية الشمولية التوافقية، التي لا اصل لها في الدستور ولا فصل، وتُفْرضُ على اللبنانيين بقوة السلاح ملغيةً نتائج الانتخابات لمصلحة الأنظمة الظلامية الاستبدادية القمعية المخابراتية الفاشية الفاشلة.
فالقوى الظلامية وفي مقدمتها حركات ودول الإسلام السياسي أو من حالفها من الطغاة لا يطيقون رؤية نجاح أي تجربة ديمقراطية في العالم العربي ويحاربونها بكافة الاساليب المتاحة والوسائل الممكنة لديهم ويتآمرون عليها ويرتعدون منها خوفا وكانها العدو الأكبر عندما تطل برأسها من لبنان او فلسطين او العراق او اليمن او السودان او الجزائر او مصر واخيرا الكويت، التي منعت المفكر المصري نصر حامد ابو زيد من دخول البلاد لإلقاء محاضرات علمية أكاديمية في دليل واضح على ضعف الديمقراطية الكويتية والهيمنة عليها من قبل القوى الطالبانية الظلامية التي لا تريد الاستماع الى الكلمة ومناقشة الأستاذ الجامعي والحوار معه بالحجة وافحامه بالمنطق. والسبب ان هؤلاء الفاقدين للحجة والمنطق ليس لديهم من سبيل الا الهروب الى الامام والتخندق في خنادق الظلام، خوفا من انهيار بنايتهم العاجية على رؤوسهم عند اول ارتطام مع الحقيقة.
ولان الدكتاتورية لها في بلاد العرب والاسلام أبطالا، تقوم لهم الشعوب قياما ولا تقعد الاجيالا، وكل دكتاتور ان اغتصب الكرسي صال على شعبه قمعا وعربدة وجالا، فكان لا بد من منح جائزة للدكتاتور المتفوق عالميا، لكي يتبختر على العالمين ويختلا.
وهكذا في سابقة تاريخية مميزة منحت جامعة أوسلو النرويجية لقب "دكتاتور العام" للمرشد الروحي للثورة الايرانية، آية الله علي خامنئي، لتفوقه على 11 متنافسا لامعا في عالم الدكتاتورية والقمع اختارهم خبراء دوليون في حقوق الانسان وأصدروا بهم لائحة بالأكثر تنكيلا بشعوبهم هذا العام.
وسيتم منح هذه "الجائزة" كل عام بموجب مواصفات يتمتع بها الدكتاتور عادة، أي أن يكون معززا للعداء بين شعبه وشعوب الدول الأخرى، وعاملا على زيادة المعاناة للبشرية عموما، وخنق سبل عيش الناس في وطنه وبث مسببات الحرب والفوضى" وهي الأسباب التي ادت الى منح خامنئي لقب "دكتاتور العام" لهذه السنة.
تهانينا القلبية الحارة والف مبروك للمرشد بحصوله على هذه الجائزة العالمية وعقبال حليفه الاستراتيجي في الحصول عليها العام المقبل.
وعودة الى لبنان الذي انعدت بعض زعمائه بداء الدكتاتورية العضال. فهذا السياسي اللبناني المخضرم والذي يجلس على الكرسي على شاكلة كل الزعماء العرب منذ اكثر من 17 سنة، لا يخجل من ترديد معادلة س – س واكل التبولة باوراق الخس لجلب الترياق الى لبنان بانتخابات الرئاسة او تشكيل الحكومة او توظيف بواب بناية في بيروت. وجاراه زعيم مخضرم آخر لم يعد يهش ولا يبش بعد 7 ايار واصبح عنده حنين جارف الى العروبة المحروسة بالسجن الدكتاتوري. هذا يعني ان هؤلاء الزعماء اصحاب المعادلات سيعرقلون أي عمل او تقدم او نجاح او تشكيل حكومة، اذا لم يتم تطبيق المعادلة بقبول الملك عبد الله بمصالحة بشار الاسد. وبعد ان يقبض بشار الاسد الثمن يعطي اشاراته واوامره لادواته في لبنان ليفتحوا مجلس النواب او ينتخبوا الرئيس او يوافقوا على تشكيل الحكومة، التي يكون بشار الاسد بهمة ادواته اللبنانية المطيعة قد ساهم بشكل فعلي في التدخل الكامل في الشأن اللبناني وعلى طبق من اغتيالات ومشاكل وفتح الاسلام وما شابه من التشكيلات الإرهابية كأبي مصعب الزرقاوي الذي تبختر في خراب وذبح العراقيين وشاكر العبسي الذي تعنتر في خراب وقتل المئات من الجنود اللبنانيين.
هذ وقد افتخر بدل ان يخجل رئيس تيار التوحيد وئام وهاب بعد زيارته رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون في الرابية، بقوله: "سوريا هي جزء من ادارة للملف اللبناني وهذا امر لا يستطيع أحد أن يخبئه".
الا يدل هذا الكلام على ان قائله هو اداة للنظام السوري في لبنان ليبقى الملف اللبناني او جزء منه بيد بشار الاسد!
وفي الوقت نفسه تقريبا تفاخر رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية في العشاء السنوي الذي أقامه تياره في جبل لبنان في فندق "ريجنسي بالاس" في ادما بالقول:
" نحن لا نخجل بما نفعل، الرئيس الاسد عمل ليل نهار للمساعدة في تركيب الحكومة الحالية، وهذا امر معروف وغير مخفي على احد".
هل هذا كلام زعماء ام اشباه زعماء وادوات عملها على الساحة اللبنانية هي فقط استجداء تدخل الغرباء في الشأن اللبناني.
هو يعترف صراحة بعمالته بقوله "نحن لا نخجل بما نفعل"
انها البطولة بان يكون هؤلاء الزعماء عملاء ويفتخرون بعمالتهم على الملأ.
اقول هنا لسليمان فرنجية وامثاله من ادوات بشار الاسد في لبنان:
ان الخارج الذي يعمل ليل نهار على تركيب الحكومة اللبنانية، قادر باي لحظة ان لم تطع اوامره، او ان عاكست مشاريعه على فكفكتها.
فيا عيب الشؤم على هكذا زعماء يفتخرون بانهم ادوات للخارج ولا يخجلون بعمالتهم وبيع وطنهم ووطنيتهم بأبخس الأسعار!

ليست هناك تعليقات: