الأربعاء، ديسمبر 23، 2009

ملخص الفشل الفلسطيني


د. فايز أبو شمالة
عندما يحدد السيد أبو علاء قريع عضو اللجنة التنفيذية، عضو اللجنة المركزية السابق لحركة فتح، أسباب الفشل السياسي الفلسطيني، فإنه يكون قد حدد الأسباب التي أودت بالحالة الفلسطينية إلى ما هي عليه اليوم من انقسام وتخبط، ويكون قد أشار بوضوح إلى سبل الخروج من المأزق الذي وقع فيه الفلسطينيون بسبب فشلهم السياسي. وفق ما جاء على لسان الرجل خلال الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر الدولي الذي عقد على البحر الميت، وشارك فيه إسرائيليون تحت عنوان "الشرق الأوسط 2020".
لقد اعترف السيد أبو علاء: "أنه بعد ثمانية عشر عاما من المفاوضات المعمقة لكل القضايا، فإن إسرائيل قد عملت على استخدامها كمظلة للاستمرار بكتابة مشروعها الاستيطاني على الأرض، وتنفيذ سياسة الانطواء، والتهويد، وبناء الجدران، وتسييج القدس وفصلها وعزلها بشكل نهائي". هذا الاعتراف بالفشل يجيء تالياً لاعتراف كبير المفاوضين الفلسطينيين السيد صائب عريقات، وهو يحتم على كل فلسطيني أن يسأل رعاة السياسية الفلسطينية: أين كنتم كل تلك السنوات الثماني عشرة؟ لماذا تأخر اكتشافكم حقيقة إسرائيل ثماني عشرة سنة؟ ألم تلاحظوا كل تل التغيرات التي كانت تجري على الأرض؟ ألم يستفزكم الدم النازف من ألاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى خلال ثمانية عشر عاماً؟ فلماذا كنتم تصرون على مواصلة التفاوض؟ وهل كان تقديركم السياسي صائب أم مضلل؟
لما سبق يؤكد السيد أبو علاء قريع: أن "دعوات العودة إلى المفاوضات هي دعوات مضللة ومظلة لمزيد من الانتهاكات، والمطلوب هو تعزيز الجو المناسب والضروري لذلك، مشددا على أن تحقيق السلام الذي يتمسك به الفلسطينيون كخيار إستراتيجي يتطلب مجموعة من الشروط الأساسية والضرورية أبرزها؛ أنه لابد من الاعتراف المسبق بالحقوق المشروعة لكل طرف وتوفير ضمانات دولية لذلك، الإقرار بعدم جواز الاستيلاء على أرض الغير بالقوة، والوقف التام لجميع الأعمال الأحادية غير المشروعة". عند هذا الحد من تصريح القيادي المخضرم، يصير من حق الفلسطينيين طلب ضمانات من القيادة السياسية بألا تنكفئ، وتتراجع عن هذه الشروط، وأول هذه الضمانات هو الاعتراف بأن تفرد قيادة حركة فتح بالقرار السياسي الفلسطيني، دون وجود مرجعية وطنية مسئولة، تشارك في اتخاذ القرارات المصيرية، وتوجه كل خطوة سياسية، كان السبب في الوصول إلى هذه النتيجة من الفشل.
وبعد كل هذا الذي يقال عن فشل المفاوضات وعبثها، ألا يمكن الاستدلال بأن الانقسام الفلسطيني هو نتيجة للفشل السياسي وليس سبباً فيه، وبالتالي فإن تصحيح المسار السياسي هو المقدمة لإنهاء حالة الانقسام؟. ثم ألا يمكن الاستدلال بأن المرجعية السياسية الفلسطينية الراهنة لم تكن إلا شاهد زور في الاحتفالات والمناسبات العامة؟
ثم ألا يمكن الاستدلال بأن تصحيح المسار السياسي يتطلب إتباع سبل المقاومة المشروعة والمتفق عليها بعد تحقيق المصالحة، دون أن تزوغ عين المفاوض الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات التي أدمن الجلوس عليها؟
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: