الجمعة، ديسمبر 11، 2009

هيلاري كلينتون اعتبرتني أمريكيا

د. أفنان القاسم

نحو مؤتمر بال فلسطيني (21)

البيروقراطية الأميركية شيء لا يصدق، كل هذه العظمة خواء، كل هذه القوة هباء، كل هذا الاستعلاء انحطاط، لهذا السبب أنظمتنا المنحطة لا تستحي من نفسها لأنها صورة عن العملاق القزم الذي أوجدها، إذا كانت أمريكا بطولها وعرضها ابنة للاسترجال والاستنكاح –أستعمل الاستنكاح هنا كاصطلاح علمي- فالدول العربية أمام قدوتها العظمى أجساد مستباحة للسكرتير الشخصي أو المستشار، وكل الاحتقار الذي نكنه له يتحول إلى ميزة من ميزات التأستذ والتأسدد، أضف إلى ذلك الناظر إلى السياسة الأميركية من داخلها يراها كسياسة أي بلد متخلف، تقتدي هي بمن خلقت من دول رثة، فنظام العشائرية هو نظامها، وتعاملها الاعتباطي مع دول العالم، فمن غير الصحيح أن لها سياسة خارجية ثابتة لمائة سنة قادمة، الفهلوة في إدارة شؤون العالم هي أساس لنسقها، والشطارة على طريقة الشيخ حسب الله، والمقايضة كما يجري في سوق الحميدية، وهذه صور ملموسة لواقع سقوطها، ويبدو أنها تتجاهل حتى سقوطها، أو أنها غير قادرة على رؤية هذا السقوط وقد أعجزها فهم الكوجيتو الديكارتي وحتى نيتشه الذي تظن أنها أقامت كيانها حسب مفاهيمه للتفوق البشري لم تفهم هذه المفاهيم، إنها قوة عمياء كالمارد الذي ثقب عوليس له عينه الوحيدة، وعندما عرضت عليها خطتي لم تقرأها، فهي لا يمكنها قراءتها لأنها عمياء، وأجابتني باسم وزيرة خارجيتها بأنها ستهتم بما أقترح، مثلما تهتم بكل أميركي، من أجل قوتها وتغيير صورتها في العالم، التغيير نعم حسب ما تقترحه خطتي في التعامل بين شركاء وأنداد، التغيير نعم في صالح الشعوب وليس على حسابها، التغيير نعم بالعمل مع الشرفاء لا البائعي للأوطان والأعراض. أية مهزلة هي هذه الأمريكا وأية مصيبة هي هذه الوزيرة التي لم تقرأ كلمة واحدة مما كتبت، حتى وإن قرأت فلن تفهم الأبعاد الوجودية لخطتي الأبعاد المصيرية لشعبنا ولكل شعوب المنطقة والعالم، فالشيخ حسب الله الأميركي يسعى في الدجل، وينط في الخطر، ويرى في نهايته نهاية للعالم معه كما لو كان شمشون الجبار، وحسب هذا المبدأ يقوم الترقيع السياسي لأميركا ويكون التعامل لأميركا مع مرتزقة هم على شاكلتها وهي على شاكلتهم.

ليس علينا أن نفرض خطتي للسلام كما نريده نحن على إسرائيل وإنما على أمريكا، لأن أمريكا صورة عن ابنتها العاق وليس كما يظن البعض إسرائيل صورة عن أمريكا، والوسائل كثيرة، أولها مؤتمر بال للأكاديميين وكبار مثقفي العالم الذين أبدوا موافقتهم كلهم، كل الذين اتصلت بهم، بهذا المؤتمر نخترق حقل الوعي الأميركي بثقافته وفكره وإعلامه، وثانيها الصين الذي تتجاهلها الفهلوة الأميركية على الطريقة الحسبلاوية سندخلها كدولة عظمى تحل محل الاتحاد السوفييتي سابقا وندفع بها ومعها المسألة الفلسطينية تحت مظلة قطبين عالميين يعيدان التوازن ويقرران ما نقرر نحن لا ما يقرر سكرتير مغامر لا تجربة له في البيت الأبيض، وثالثها المعسكر السلمي في إسرائيل الذي سيمتد بأخذه خطة السلام التي لي ويكبر ويؤثر ويدفع حكام إسرائيل دفعا إلى قبول ما لا يرونه.

ليست هناك تعليقات: