الخميس، ديسمبر 31، 2009

جمال مبارك ثمن التوريث وقف بناء الجدار

ممدوح أبو السعيد

تثير زيارة وزير الاستخبارات المصري السيد عمر سليمان إلى تل أبيب بتاريخ 20/12/2009 علامات استفهام حول الملفات التي قد يتم مناقشتها مع الجانب الإسرائيلي في هذا الوقت بالذات، توقيت الزيارة ينم عن ذكاء خارق للسيد عمر سليمان، لأنها تأتي في وقت وصلت فيه صفقة التبادل مع حركة حماس إلى مراحل متقدمة، وهذا وقع فيه الإعلام العربي والدولي، حيث تصدر ملف الجندي جلعاد شاليط الملفات التي يحملها السيد سليمان، ولكن الأمور عكس ذلك، فقد كان السيد عمر سليمان يحمل ملف تعطيل الصفقة وتنسيق المواقف من خلال الضربة الأخيرة لحماس وقطاع غزة، والمتمثلة بجدار الموت الفولاذي، والذي حصلت مصر مقابل ذلك بعض الانجازات منها:
1- قبول الولايات المتحدة وإسرائيل والمجتمع الغربي بمبدأ توريث الحكم والذي بمقتضاه قد يتسلم السيد جمال مبارك الحكم بعد والده.
2- عدم قطع المعونة الأمريكية لمصر، وتكفل الولايات المتحدة ببناء الجدار الفولاذي.
3- صفقة الطائرات الأمريكية لمصر (F16) لحماية النظام من الخطر الإيراني المحدق!!
4- التوسل من تل أبيب بعدم إقامة مشاريع مائية في أثيوبيا، خوفاً على الثروة المائية لنهر النيل.
5- السماح للنظام المصري بانتهاك الديمقراطية عبر التزوير وانتهاك حقوق الإنسان من خلال سياسة غض البصر الأمريكية.

قد يكون النظام المصري حقق ما يريد ولكن الشعب المصري الحاضر الغائب في هكذا قضية، فالاسطوانة المشروخة عبر استخدام مصطلح الأمن القومي المصري لم تعد ذات جدوى، فالخيانة أصبحت وجهة نظر، والنظام المصري يبحث عن أمن قوي يحمي شخوص هذا النظام الذي أرهق مصر وأرهق الأمة العربية، فمعدلات البطالة والهجرة إلى الخارج والفساد والفقر وصلت إلى أعلى معدلاتها، والنظام المصري يبحث عن من يحميه.

هنا ابرق إلى السيد جمال مبارك رسالة مفادها أنك سيدي إذا أردت التربع على عرش مصر من خلال تأشيرة أمريكية أو إسرائيلية فأنصحك سيدي أن لا تقبل، لأن الله والتاريخ سيلعنك، والشعب والقضاء المصري والجيش المصري لن يسمح لك، والطريق المثلى لتحقيق أمنيتك هي العودة إلى القومية العربية، والشعب المصري، وأن يخرج الآن وليس غداً موقف منك يرفض الجدار ويفك الحصار عن غزة، ستجد غزة ستخرج عن بكرة أبيها امتداداً للشعب المصري العظيم لتبايعك وتدعمك، حيث ستلتحم مسيرات الزقازيق بالقاهرة بالإسماعيلية بغزة هاشم دعماً لك.

سيدي جمال مبارك لقد آلمنا مصابكم الجلل بوفاة ابن شقيقك الأكبر قبل شهور، وأتمنى عليك أن تستذكر إخوانك وأبناءك أطفال فلسطين وهم يموتون بسبب الجدار.......

كاتب وباحث فلسطيني

ليست هناك تعليقات: