الخميس، ديسمبر 31، 2009

احذروا حركة حماس

د. فايز أبو شمالة
يصرُّ "شمعون بيرس" رئيس الدولة العبرية أن حركة حماس هي الخطر المتربص بالسلطة الفلسطينية، وأن عدم استئناف المفاوضات سيجعلها تسيطر على الضفة الغربية، ومن منطلق الحرص على السلطة الفلسطينية يحذر "شمعون بيرس" السلطة من خطر حركة حماس، ويدعوهم إلى عدم إضاعة فرصة التفاوض مع الإسرائيليين. لقد تكرر هذا الكلام على لسان معظم السياسيين الإسرائيليين؛ بدءاً من زعيمة حزب كاديما "تسفي لفني" وزعيم حزب العمل "أهود براك" وحتى "بن أليعزر" وغيره من اليهود الذين أبدوا حرصاً خبيثاً على السلطة الفلسطينية، وتحذيراً من حركة حماس، وأكاد أجزم أن معظم ساسة إسرائيل ـ ما عدا أقطاب اليمين، والمتدينين ـ قد وجهوا الدعوة للسلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات لتفويت الفرصة على حركة حماس التي ستخرج منتصرة من عدم استئناف المفاوضات.
أي دهاء إسرائيلي هذا الذي حذر في يوم من الأيام منظمة التحرير الفلسطينية من حركة حماس، ونجح في جرها إلى التوقيع على اتفاقية أوسلو سنة 1993؟ وأي تحذير هذا الذي لا ينطلي إلا على سياسي مأجور، ولاسيما بعد تجربة ثمانية عشر عاماً من المفاوضات العبثية، اتضح خلالها للجميع أن القضية الفلسطينية أكبر من سلطة فلسطينية وهمية، وأكبر من حركة حماس، وأن المهم بالنسبة للفلسطينيين ليس السلطة أو حركة حماس، وإنما المهم هو الأرض التي ستقام عليها سلطة منظمة التحرير، أو ستقف عليها حركة حماس، ودون هذه الأرض فلا قيمة لأي سلطة فلسطينية، ولا معنى لحركة حماس!.
إن صلب الصراع العربي الإسرائيلي هو الأرض، ولا جدوى للنزاع بين التنظيمات الفلسطينية طالما ظلت الأرض خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بالتالي ليس مهماً من هو المسيطر على الأوضاع في غزة، أو من هو المسيطر على الأوضاع في الضفة الغربية، وإنما المهم؛ من هو القادر على حماية الأرض، ولا داعي لأن يعزف الأعداء على وتر الانقسام، فالانقسام زائل، والوحدة الوطنية الفلسطينية هي المصير الذي يتسابق إلية كل فلسطيني حريص على الأرض الفلسطينية، لذا فإن الأسلوب الإسرائيلي الخبيث الداعي إلى استئناف المفاوضات لئلا تكسب حماس، كلام مردود على أصحابه اليهود، ولا ينطلي على الشعب الذي يري: أن الأهم من حركة فتح، والأهم من حركة حماس، هي الأرض التي يطمع فيها الإسرائيليون، ويكيدون لتواصل السيطرة عليها، واستيطانها، وطرد سكانها العرب تحت ذريعة المفاوضات التي عاب عليها المفاوض الفلسطيني نفسه، واعترف بأنها كانت تغطية غاشمة سهلت للمستوطنين اليهود اغتصاب أجزاء كبيرة من أراضي الضفة الغربية.

ليست هناك تعليقات: