الجمعة، ديسمبر 18، 2009

ما أعظم غزة

د. فايز أبو شمالة
أو يمكن القول: ما أوهن إسرائيل! الدولة التي انتصرت في حروب كاذبة، وما زالت تهدد كذباً الشرق لتنطحه بقرني الغرب، إسرائيل التي توهم البعض أنها صارت عظمى تحتاج إلى مساعدة دولة فرنسا الغربية، ودولة أمريكا من وراء البحار ومصر العربية لمحاصرة قطاع غزة، هذا ما ذكره موقع تابع للمخابرات الإسرائيلية الذي أفاد: "أن فرنسا تستعد لإطلاق قمر تجسس ستكون إحدى مهماته رصد تحركات حركة «حماس» في قطاع غزة، بمعنى آخر: أن قطاع غزة ما زال يقاوم، وليس كما يحاول بعض الساسة الفلسطينيين القول: أن غزة استسلمت، ومقاومتها عبثية، لأزعم كغيري أن استدعاء الأقمار الفرنسية، والبوارج الأمريكية، وإقامة الجدار الفولاذي حول غزة لدليل عجز الدولة العبرية عن تحقيق أمنها.
موقع المخابرات الإسرائيلية قدم تفصيلاً لما يجري حين قال: "أن ضباطاً فرنسيين يعملون جنباً إلى جنب مع الأميركيين والمصريين على بناء الجدار الفولاذي، وحواجز الحديد التي تصنف باعتبارها المشروع الأكثر طموحاً من الناحية العسكرية، لعرقلة حفر الأنفاق وتهريب الأسلحة لحركة حماس. ليصدق كل عاقل ما يضيفه الموقع بأن "التعاون المشترك بين الفرنسيين والأميركيين يتم في مقر خاص يقع في السفارة الأميركية في القاهرة لمتابعة أعمال القوات الأميركية والفرنسية والضباط المرابطين في قيادتها شمال سيناء في مدينة العريش". وأن ضباطاً مصريين وفرنسيين وأميركيين يشرفون على العمل ويتابعون إدخال مجسات بين اللوحات المعدنية لتنبيه قوات الأمن عند إجراء أي محاولات للعبث فيها بواسطة الليزر، وأدوات تتميز بأعلى درجات الدقة".
بعد كل هذا؛ يمكنني القول: ما أعظم غزة! وما أعظم المقاومة! أو يمكن القول: ما أسوأ المرحلة التي يتآمر فيها على حصار غزة دول عظمى تمتلك السلاح النووي، وبشكل علني سافر دون احترام لمشاعر العرب وعقولهم ودينهم، ليلتقي معهم سياسيون فلسطينيون وعرب يصرون على أن مشروع المقاومة مصيره الفشل، وأن ما تدعيه حماس وأخواتها من استعداد، وإعداد لمرحلة قادمة هو إدعاء باطل، لأن إسرائيل وجدت كي تبقى، ولا أمل للعرب بالبقاء على قيد الحياة إلا من خلال المفاوضات.
ستظل أمريكا وإسرائيل تتخذ الإجراءات العسكرية ضد غزة، وتحاصرها، وستظل المقاومة عصية على الكسر، لأنها إرادة شعب يصفع وجه العجزة الذين يكررون القول: لا يوجد مقاومة في غزة، ولا يوجد مقاومون، ولا يوجد شعب فلسطيني يستحق الاحترام.
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: