الثلاثاء، نوفمبر 10، 2009

احذروا الفتنة

السيد محمد علي الحسيني

يسعى نظام ولاية الفقيه في مسعى جديد وخاص له بإثارة أمور من شأنها احداث نوع من الارباك والخلخلة والفوضى في الساحتين الاسلامية والعربية من اجل إشغال المنطقة والعالم بأزمة مفتعلة للتمويه على مخططات أخرى هدفها احداث خلل في الامنين القومي والاجتماعي للمنطقة بشکل عام والمملکة العربية السعودية بشکل خاص.


ان تعاظم الدور الحيوي والحساس للمملکة العربية السعودية على مختلف الاصعدة وبروزها بشکل تصاعدي، قد أتاح في نفس الوقت خدمة المسائل الخاصة بابراز وخدمة الدين الاسلامي ورفع کلمته في مختلف بقاع العالم، وان تعاظم هکذا دور ريادي لدولة عربية حريصة على الاسلام وشؤون المسلمين بشکل عام والامة العربية بشکل خاص، لم يرق أبدا لنظام ولاية الفقيه حيث طفق يعمل وبصورة يغلب عليها التوتر والانفعال للحد من بروز الدور السعودي ولئن کنا قد حذرنا وفي بداية التدخل السافر لهذا النظام في الشأن الداخلي اليمني، من أنه يستهدف دول عربية محورية مهمة مثل المملکة العربية السعودية ومصر بشکل خاص، وحذرنا أکثر من مرة من آفاق وتداعيات وتفاعلات تدخله السافر في اليمن ونبهنا الى أن الغاية النهائية لهذه الرسالة الايرانية هي المملکة العربية السعودية ولاسيما وان التحرکات المريبة للنظام في منطقة القرن الافريقي(إذ يبدو وکأنه قد جعل ثمة مرتکز له في اريتريا)، قد أکدت للعديد من الاوساط الاستخبارية بأن هذا النظام عازم على خلط الاوراق بقوة قبل أن تتم أية مفاوضات سياسية مهمة وحاسمة فيما يتعلق بملفه النووي کما أن حاجته قد صارت ماسة جدا لدفع انظار الشعب الايراني المغلوب على أمره للخارج والذي باتت شرائح کبيرة منه تعيش دون مستوى خط الفقر، وان إختيار اهدافا جديدة غير أهدافها السابقة التي مل منه الشعب الايراني وضجر، تعني لعبة جديدة لکسب المزيد من الوقت ومشاغلة العالم مرة أخرى بلعبة موت أخرى.


وکما هو واضح، فإن المتظاهرين الإيرانيين الذين رفضوا وبصراحة تامة التدخلات السافرة لبلادهم في کل من غزة ولبنان، وطالبوا بمنح الاهتمام لإيران ذاتها لحاجتها الماسة لذلك، فإن هذا النظام الجاهل والمتخلف يتصور بأن تغيير الاهداف من غزة ولبنان الى اليمن والمملکة العربية السعودية مثلا، سوف تنطلي على الشعب الايراني والعالم مثلما أخذهم الوهم في أنها ستغير من موازين القوى في المنطقة وتمنحهم مواقعا جديدة يتمکنون من خلالها فرض أجندتهم السياسية على المنطقة والعالم، لکن التصدي الشجاع والباسل للجيش السعودي لتلك الشراذم المأجورة والمدفوعة قسرا و بهتانا ضد أمن واستقرار المملکة العربية السعودية أذهل العالم کله وانتزع اعجاب کافة الاوساط الاعلامية به ذلك أنه قد تمکن وبجدارة من فرض الارادة السعودية على سوح المواجهة وتطهير کافة الجيوب من دنس تلك التدخلات المريبة. وقطعا ان هذا النجاح السعودي الکبير قد أثار مشاعر الاحباط والاستياء البالغين لدى نظام ولاية الفقيه ولاسيما وانها وبشکل او آخر ردت کيدهم الى نحرهم وهذا مما سيولد في أعماقهم مزيد من الحقد الاسود الاعمى ضد المملکة العربية السعودية بشکل خاص وضد دول الخليج العربي الاخرى خصوصا البحرين والکويت والامارات واننا وبحکم خبرتنا ومعرفتنا بألاعيب ودسائس نظام ولاية الفقيه، فإننا نتوقع بأنه سيقدم على اثارة فتنة أو مشکلة أخرى لکي يغطي على هزيمته وخذلانه أمام الارادة السعودية ونعتقد أنه سيرمي بکل ثقله من أجل احداث ثمة ارباك وخلل في العمق السعودي بشکل خاص او في أية نقطة خليجية أخرى بشکل عام من خلال عناصره المأجورة او المندسة هنا وهناك ومن هنا نلفت انظار الجهات الامنية السعودية والخليجية لأخذ کافة الاحتمالات على محمل الجد والتحلي بالحيطة واليقظة والحذر لکي يفوتوا أية فرصة للأعداء للنيل من الامن والاستقرار السعوديين ومثلما نجح أخوانهم في الجيش السعودي الباسل ورفعوا رأس کل مسلم وعربي، فإن الامر ذاته سيکون بعون الله من نصيب حماة الامن والاستقرار داخل الاجهزة الامنية السعودية والخليجية المختصة.

*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان

alsayedalhusseini@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: