الجمعة، نوفمبر 20، 2009

لماذا يكرهوننا؟

محمد فوزي عبد الحي
يتساءل العرب والمسلمون كعادتهم بقلوب طاهرة لا تعرف الحقد، وأنفس نقية لا تعرف الكراهية، وعقيدة خالصة لا تعرف المواربة، وصراحة حقيقية لا تعرف التقية بل بسذاجة لا تبحث الحقائق .. لماذا يكرهوننا؟ يكرهون حياءنا؟ كرهون عفافنا؟ يكرهون حجابنا؟ يكرهون لحانا؟ يكرهون نقابنا؟ يكرهون إنسانيتنا وتوحيدنا؟ يكرهون تاريخنا؟ يكرهون رسولنا؟ يكرهون ربنا؟
ولكن انظر إليهم في الشوارع، على المقاهي، في الحدائق، في العمل، على الشواطيء، تجارة الجنس والدعارة أربح أنواع التجارات لديهم، أفلامهم وقصصهم وخيالهم الجسدي لا يخرج من محراب العورة وعبادة اللذة، خيال إغريقي مريض جنسي ساقط، ثقافتهم ثقافة الخلع، ثقافة التعري، ثقافة الصفاقة، فلماذا لا نمنعهم من التعري؟ لماذا لا نميز ضد العاريات الخليعات اللاتي يجوبون مدن مصر وشواطئها ويدنسون مساجدها وآثارها؟
على نقيض ذلك، ثقافة الإسلام ثقافتنا ثقافة الستر، والحياء، والخصوصية، والعفاف، فلماذا يريدون منعنا من الحجاب؟ لماذا تسير الفرنسية عارية في شوارع القاهرة؛ بنت الأزهر ومعقل الإسلام؟ ولماذا لا يحق للمسلمة الفرنسة أن تدخل المدارس والمصالح الفرنسية وهي محتشمة شامخة ساترة طاهرة؟؟
لماذا تدخل الأوربية مسجد الحسين عارية؟ لماذا تدخل إلى الجامع الأزهر عارية؟ ولو تحلت بكامل الحياء ترتدي ملاءة خضراء لا تستر إلا القليل منها؟ وفي الحين نفسه تصرّ أوربا على محاربة الحجاب، ويميزون ضد العفيفات الطاهرات في أوربا؟ بل تعلن فرنسا – مهد الدساتير والحريات الأوربية - حربا ضروسا ضد الحجاب؟ أليست هذه ثورة أوربية ضد رموز الإسلام؟ لماذا يدخل العراة إلى مشيخة الأزهر ويضطهد المسلمات المنتقبات؟
لماذا يرون أسلحة وذخبرة وكراهية تحت شعر كل لحية مسلمة ولا يرون بشاعة أفعالهم ملحتين وحليقين؟ لماذا يكرهون الزواج المبكر ويستأجرون فرقا من الشواذ واللوطيين والمائعين والمهرجين ليكتبوا ويشنعوا على الزواج المبكر، بل يمنعون الزواج قبل الثامنة عشرة في حين أنهم يمارسون الجنس في الحادية عشر، ويقرفون منه ليتجهوا نحو السحاق واللواط، ويقرفون منه ليجامعوا الحيوانات والخنازير؟ لمذا يمارسون اللواط والسحاق ويأتون الحيوانات دون رادع؟
لماذا يريدوننا أن نتوقف عن الإنجاب وهم يكافئون كل طفل جديد في دولهم؟
لماذا يدعمون المستبدين ويساندون الدكتاتوريين ويقفون خلف الزعماء الأميين والملوك البصمجية، والأمراء المخنثين؟ لماذا يكرهوننا؟
لماذا يصمتون على اضطهاد الأحرار وقتل الأبرار؟ لماذا لم يعترفوا بحماس التي أتت بصناديق الانتخاب مع أنهم يعترفون ويدعمون اليمين اليهودي المتشدد حتى الجنون والمتعطش للدم مثل مصاصي الدماء؟ اليمين الصهيوني الذي يسرق أرض العرب وينهب ممتلكات العرب، ويهدم بيوت العرب، ويهود مدن وشوارع العرب ويمسخ تاريخ العرب؟ وبلغ حقده حتى الأسماء، يغير أسماء الأبطال ليضع بدلا منها أسماء مجرمي الحرب ومصاصي الدماء وقتلة الأطفال والنساء.
لماذا وأدوا انتخابات الجزائر عندما فاز بها التيار الإسلامي الإصلاحي، لماذا يساندون الملك العضوض في ممالك القهر؟ والرق السافر في جمهوريات الهوان؟ لماذا يدفعوننا للكراهية؟
قدسنا العظيمة، جرحنا الغائر، دموعنا الشاحبة، حزننا الولادي، نزفنا المستمر، لا نجد طبيبا يضمد الجراح، لا نجد زعيما يوقف الدموع، لا نجد بسمة حقيقية في غمار مأساة السقوط؟
ماذا سيكتب التاريخ يا عرب؟ ماذا سيكتب التاريخ؟
سيكتب التاريخ أن زعماءنا العظام وهبونا للصغار، هتكوا عرضنا، أكلوا أرضنا، سرقوا خيرنا، منحوا نفطنا، وسلموا أوراق تاريخنا القديم والحديث لثلة من الأراذل الفجار؟
ولكن التاريخ كما لن يرحم الزعماء الأغرار، كذلك لن يرحم الشعوب الساذجة، لن يرحم القوميات الزائفة، ما حدث بالأمس القريب في السودان وشرائط الردح الوطنية على الإذاعات والمواقع والتلفازات كلها تدل على أن هناك شيئا خفيا نستحق به أن يكرهوننا .. لقد تم مسخ الشخصية العربية المسلمة، لم نعد نستطيع الإقناع، تحولنا إلى مسخ إنساني لا يعرف أولوياته ولا يدافع عن قضاياه ولا يحترم أصالته، وإذا كنا أول الخائنين لقضايانا، والمتنصلين من تاريخنا، والناسين لأولوياتنا، والهادمين لشريعتنا وتراثنا وبنيتنا الحضارية، ألا نستحق أن يكرهوننا؟
faqeeh2life@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لماذا يكرهوننا؟ لأننا نعيش في عصر غير عصرنا. هم وصلوا الى القمر ونحن لم نصل إلى أوطاننا العربية التي طردنا منها بسبب طائفيتنا وحزبيتنا وعدم خضوعنا للحاكم.. يكرهوننا لأننا لسنا بشراً كباقي البشر، نفرح بأن تسير نساؤنا كالفزاعات في مجتمع ليس بمجتمعنا وبين أناس استضافونا فأخفناهم من لحانا وبرقعنا وتفجيراتنا.. يكرهوننا لأننا غوغائيون، مضجرون، متنبلون.. نحتال على القانون كي لا نعمل.. نمضي أوقاتنا بالصلاة وتناسى العمل من أجل قوتنا اليومي.. لا بل ننتظر أن تنعم علينا حكومات الدول (الكافرات) براتب يقينا العوز. إضحك يا شيخ على غيرنا أما علينا فلا