الأربعاء، نوفمبر 25، 2009

يهودية أولاً وصهيونية ثانياً

د. فايز أبو شمالة
لن أعلق على مصافحة السيد رفيق الحسني مدير ديوان الرئاسة الفلسطينية ليد "تسفي لفني" قاتلة أطفال غزة، فقد رد المتظاهرون المغاربة على ذلك، وهم يهتفون: الموت لإسرائيل، ولا لتطبيع العلاقات، و"تسفي لفني" مجرمة حرب. ولن أتطرق في حديثي إلى منتدى أيام الشرق الأوسط الذي انعقد في المغرب من 19 حتى 21 نوفمبر 2009، وأهدافه، وإنما سأفند الكذبة الكبيرة التي أطلقتها زعيمة حزب "كاديما" لوكالة الأنباء الفرنسية، وهي تقول: "أن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس نزاعا دينيا، كما يحاول أن يستغله المتطرفون الذين ينشرون الكراهية. إنه نزاع وطني بين الإسرائيليين والفلسطينيين!
سأورد عدة تصريحات لقادة يهود يؤكدون فيها يهودية الدولة، وأن الدين اليهودي هو القاسم المشترك لكل اليهود الذين اغتصبوا فلسطين، وأن العقيدة اليهودية هي الأساس الذي قامت عليه الدولة العبرية. وأبدأ بالمنظر الصهيوني "آحاد هاعام" حين قال: "لقد كنّا يهوداً لمدة ثلاثة آلاف سنة لأنه لم يكن بوسعنا أن نكون شيئاً آخر، ولأنّ قوة جبارة تربطنا بالديانة اليهودية وتفرض نفسها على قلوبنا، ولأنّ الديانة اليهودية تعيش فينا جنباً إلى جنب مع جميع الغرائز الطبيعية التي تنمو في الإنسان منذ ساعة ولادته".
ويقول البروفسور "يسرائيل شاحاك": "الدين هو الذي يضمن نقاء اليهود العنصري وولاءهم القومي". وهذا ما ذهب إليه البروفسور "يعقوب تالمون"، أستاذ التاريخ في الجامعة العبرية حين قال: "أنّ الكنيس اليهودي هو وحده محور الهويّة الذاتية في دول الغرب".
وقد ذهب الباحث الفلسطيني "أوس داوود يعقوب" إلى القول: أن الدين من وجهة نظر المفكرين اليهود والصهاينة، هو الأساس الذي تقوم عليه الأيديولوجية أو القومية اليهودية، وأن أغلبية اليهود لا تُفرّق بين دينها وقوميتها، إنهما وجهان لأيديولوجية شاملة. فكلمة "يهودي" تشير إلى دين. وكلمة "صهيوني" تشير إلى أرض.
اختم مقالي بحكمة الحاخام الأكبر لتل أبيب، شلومو غوريون، حين قال: "لا يمكن الفصل بين أرض [إسرائيل] وبين تعاليم اليهودية، وأنّ فصل قيم التوراة عن وصايا استيطان البلد، هو بمثابة فصل الروح عن الجسد".
بعد هذا التوضيح، أيوجد عربي واحد لا يصدق أن: "تسفي لفني" كانت يهودية أولاً وصهيونية ثانياً، وهي تحرض على حصار غزة وتدميرها وحرق أطفالها؟
shamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: