الاثنين، نوفمبر 16، 2009

غزة؛ زوجة ذو كفاءة

د. فايز أبو شمالة
يصرُّ الشيخ فهمي العتيلي: أنه من الخطأ سؤال الرجل عن أسباب زواجه من امرأة ثانية، فلكل إنسان خصوصيته، وأسبابه التي تكشف عنها قدراته، وهذا ما لا يصح أن نتسلل إليه، ونسأل عنه، ولكن من الناحية الاجتماعية، فإن الجمعية تقوم بدورها الإرشادي قبل أن تساعد الرجل في البحث عن الزوجة الثانية، فمن خلال المناقشة والحديث نكون قد عرفنا بشكل غير مباشر دوافع الزواج، هل هو نزوة عابرة، أو تعبير عن حاجة فطرية؟ وهل هو ناتج عن خلاف اجتماعي زائل، أم أن زواج عن قناعة سيسهم في حل مشكلة اجتماعية؟ مع أن الأصل في عمل الجمعية هو زواج الشباب والصبايا لأول مرة، لأن عمل جمعية تيسير الزواج والتنمية، مساعدة الأزواج الشابة في البحث عما يناسبهم من حيث العمر، والمستوى الثقافي، والاجتماعي، لنحقق لهم زواجاً ناجحاً، قائماً على التكافؤ، والشراكة المثمرة.
مدخلان لجمعية تيسير الزواج في شارع عمر المختار في غزة؛ المدخل الأول خاص بمراجعة الرجال، والثاني بالنساء، وهنالك غرفة خاصة بالمقابلات التي تتم تحت عين موظف وموظفة من الجمعية، يسمح فيها بأن يتحدث الشاب مع الفتاة، وينظر إليها وتنظر إليه، ويتناقشان، فإن توافقا، وتم القبول بينهما، يتوجه الشاب خاطباً إلى بيت ولي أمر الفتاة.
يضيف الشيخ فهمي العتيلي رئيس العمل الاجتماعي لجمعية تيسير الزواج: أن قطاع غزة له مشاكله الاجتماعية الخاصة التي تحتاج إلى الحل، وله مشاكله العائلية، فعلى سبيل المثال: يوجد في غزة أكثر من 1500 أرملة شهيد، وأكثر من 25 ألف مطلقة، وأكثر من ستين ألف فتاة تجاوز عمرها 25 عاماً، لذلك فإن تعدد الزوجات فيه حل لكثير من المشاكل الاجتماعية، وقد نجحنا في التوفيق بين آلاف الأزواج الشابة في غزة، ففي شهر أيلول من هذا العام تم التوافق بين 52 شاباً وشابة، وأنجزنا عشر زيجات لذوي الاحتياجات الخاصة "الإعاقات"، وهذا عمل نرجو ثوابه من عند الله، فالجمعية هي مؤسسة خيرية غير ربحية، بدأت عملها بمساعدة مالية من رئيس مجلس الوزراء الأخ إسماعيل هنية، ومما يقدمه أهل الخير من مساعدات، وما نوثقه من علاقة مع جمعيات مشابهة..
يواصل الشيخ فهمي: لا يقتصر عمل الجمعية على سكان مدينة غزة، وإنما نقدم خدمات لكل سكان قطاع غزة، ونحن بصدد إجراء بحث ميداني دقيق عن الحالات الاجتماعية، ونحرص على التواصل مع الجامعات لشرح الفكرة، وتشجيع الزواج بين الشباب بشكل صحي وصحيح، ونجتهد في توفير الأنسب للرجل والمرأة بما يعود على المجتمع بالاستقرار العاطفي، والعلاقة الزوجية الحميمة.
يا حبذا لو تنبهت الفضائيات الفلسطينية، والإذاعات المحلية لهذه التجربة الناجحة، وأجرت لقاءات مباشرة مع العاملين في الجمعية، وزارت بعض البيوت التي نجحت الجمعية في لم شمل سكانها، لتتعرف الأسر الفلسطينية إلى هذا الشكل الراقي من الزواج، ليصير التوجه إلى الجمعية غير محرج، ويصير التعريف بالنفس، والتعرف على الآخرين أمراً مألوفاً، على أمل أن يكون للجمعية فروعاً في كل مدن قطاع غزة، وعلى أمل أن تسهم الجمعية في حل مشاكل ألاف الفتيات الفلسطينيات خارج فلسطين، اللائي كبرن في غفلة في الزمنْ، وهنَّ يحترقنَ في الشجنْ، وتسيل على خدودهنَّ دموع المحنْ.
fshamala@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: