الثلاثاء، مايو 15، 2007

الحل بدولتين فلسطينيتين

سعيد علم الدين
أيها الأحبة الفلسطينيون !
يا أبناء أرض السلام والقدس والصخرة والأنبياء
والجبابرة والمآسي والدماء العزيزة الغزيرة المراقة عبثا الآن في شوارع غزة
أقولها لكم من قلب يتألم لحالكم
وإلى المأزق الدموي الذي أوصلتم أنفسكم إليه بقراركم الديمقراطي
فأنتم من انتخبتم حماس لكي تحل مشاكلكم وتحرر فلسطين
وليس لكي يحل عليكم الفقر والفوضى والحصار
أقولها لكم ولكي لا تزهقون المزيد من أرواح شبابكم
ولكي ترحموا أنفسكم وأطفالكم ، لأنه لا أحد سيرحمكم
فعدوكم وعدونا يقهقه علينا وعليكم
ولن ينفعكم لا اتفاق مكة ولا حتى المدينة المنورة
لأن الخلافات بين فتح وحماس ثقافية حضارية معقدة وفي العمق جدا عظيمة
ولهذا فأقترح وحقناً لدماء شباب فلسطين، التالي:
وبما أن لحماس اليد الطولى كما هو ظاهر في غزة
وبما أن لفتح اليد الطولى كما هو ظاهر في الضفة
فارحموا أنفسكم بإنشاء دولة فلسطينية في غزة تقودها حماس كما تحلم ويرحل عنها إلى الضفة كل من لا يريد العيش تحت سلطة حماس.
بالتأكيد هذا لن يتم دون موافقة إسرائيل ، ولكنها ستوافق بضغط دولي وعربي.
ودولة فلسطينية ديمقراطية في الضفة الغربية تقودها فتح ويرحل عنها إلى غزة كل من لا يريد العيش تحت فساد سلطة فتح.
أقول ذلك لأني لا أرى حلا آخر للصراع بين فتح وحماس، ولأن الصراع في عمقه كما أعتقد ليس على السلطة، وكرسي من هنا ومنصب من هناك، وإنما هناك عقليتين مختلفتين كما أشرت: ذهنيا وحضاريا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا وفكريا في التعامل مع كل القضايا ومنها قضية الحل السلمي مع إسرائيل.
أقول ذلك لكي لا تخسرون كل شيء وتأخذ إسرائيل كل شيء!
فالأفضل أن يكون عندكم دولتين على أن لا يكون عندكم شيء!
وإذا استمرت الحال على ما هي عليه فالدولة الفلسطينية بعيدة المنال.
أقول ذلك لأن الطلاق أرحم بكثير لعائلة "دقي واعصري" تنام وتصحو على المشاكل.
فكيف إذا كانت هذه المشاكل دماءً تراق على الطرقات ، واغتيالاً من هنا وهجوماً من هناك، وربما العدو وراء هذا وذاك!
وربما بعد الطلاق سيكون لقاء فكري حضاري وعودةً إلى صراط مستقيم بين حماس وفتح من أجل مستقبل شعب فلسطين. فشعب فلسطين هو شعب واحد!
لا بد من وضع النقاط على الحروف
ولو أخذ العرب بأفكار الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة العقلانية في الستينيات وقبل هزيمة حزيران السوداء لما وصلنا إلى هذا البلاء.
ولهذا أتمنى من السيدين الرئيسين عباس وهنية وقف نزيف الدم نهائيا
وإن لم يستطعوا !
فافتراقٍ على وفاق
وربما سيكون إسماعيل هنية رئيس جمهورية غزة الإسلامية
وربما سيكون محمود عباس رئيس جمهورية فلسطين الديمقراطية
المهم وقف الحرب المستعرة بين الإخوة ووقف نزيف الدم
حرام عليكم أن يهدر الدم الفلسطيني الغالي بهذه الطريقة المشينة
وإذا كان الحل بالدولتين فلماذا لا ؟
وما يساعد على هذا الحل المريح الانفصال الجغرافي الطبيعي بين غزة والضفة


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كلما قرات لك كلما ازداد حيرة منك ..على دولة لن نحصل حتى نحصل على دولتين هذه الامة ان لم تتفق فلن تتوفق