الاثنين، مايو 07، 2007

القرصنة الامريكية البريطانية على العراق


د. محمد رغيد المعري
يجب ان نستوضح اولا هل هي قرصنة لان القرصنة هي انتهاز فرصة موجودة لم يتم التخطيط لها للاستيلاء على الممتلكات بينما العملية الانجلوامريكية على العراق مخطط لها وليس المستهدف هو العراق فقط انما هي الخطوة الاولى فهذه ليست قرصنة وليس انتهاز فرصة ما
هو مخطط لتفكيك الشرق الاوسط وافراغه من قوميته العربية واحلال قوميات مفككة يسهل السيطرة عليها ولا اود هنا ان اقول ان جملة فرق تسد الشعار البريطاني القديم الذي لمسناه عندما كان الوطن العربي تحت الاحتلال الفرنسي والبريطاني هي المقصودة ولكن لنحاول استشفاف هذا المخطط الذي يمكننا رؤيته من واقع المعطيات على الساحة العربية لهذا يجب علينا الرجوع بالزمن الى الخلف قليلا لكي نستطيع مجارات الاحداث التى نراها.
ملاحظة هامة : ان الرؤيا والتحليل الذي سوف اقوم به للمعطيات قد يكون خيال بحت ولكن هي رؤيتي وتفسيري الذي ينبع من قراءة للاحداث وتفسيرها وقد تكون مسار جدل بين الموافق والغير موافق على وجهة النظر التي اراها والتي اظن انها حقيقة
اولا :
كان هناك قوتين عظمتين توازن العالم وكلا هتان القوتان ترغبان في وضع ايديهم على الثروات البترولية الموجود في الشرق الاوسط ولكن خوفهما من بعضهم البعض جعل التدخل الفعلي في المنطقة ذو حساسية مفرطة لكلا القوتين فالسوفيت طالما كان يرغب ان يضع قدمه في المياه الدافئه ولكن العقبة امامه ايران التى كانت في زمن الشاه قوة عسكرية رادعة له وكانت مدعومة من اوربا وامريكا بل تم تقويتها وامدادها بالسلاح والتدريب لتكون الحاجز القوي لامتصاص الضربة الاولى لحين تحرك قوات حلف الناتو لاجهاض اقتراب الروس من مصادر البترول اما بالنسبة لامريكا واوربا فان دخول قوات لهم في هذه المنطقة تعني بالنسبة للاتحاد السوفيتي امر يستوجب الحرب حتى وان ادى ذلك لضرب المنطقة بالاسلحة النووية ومنع امريكا واوربا من امتلاك هذه المصادر لذا لجاءت امريكا واوربا الى محاولت السيطرة عن طريق الشركات الامريكية في الكشف والتنقيب واستخراج البترول والعمل مع الانظمة العربية على انه صديق يقدم خدمات مقابل شراء جزء من البترول المستخرج و الروس قاموا بلعب نفس الدور ايضا واستمر ذلك لفترة كبيرة من الزمن اتزنت بها القوتين العظمتين.
انهيار هذا الاتزان
ان الانهيار الذي حدث للاتحاد السوفيتي كان نتيجة لتخطيط وعمل دؤوب من القوى الرأسمالية التي تتمثل في امريكا ودول اوربا الغربية لنراجع بعض المعطيات الموجودة على الساحة في ذلك الوقت:
الخوف من الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى ادى الى نشوء حلفين الاول حلف الناتو وهو حلف يشمل اوربا الغربية وامريكا والهدف منه كما ذكرنا ان يكون قوة رادعة للسوفيت اما الحلف الثاني وهو حلف وارسو فهو الحلف الذي يوازن حلف الناتو وهو مكون من الاتحاد السوفيتي ودول شرق اوربا التى تخضع للنظام الشيوعي فهما كتلتين متزنتين
هناك كتله اخرى تواجدت على الساحة وهي كتلة عدم الانحياز وهي ككتلة ليس لها قوة فعلية انما هي محاولة لخلق كيان تحتمي به الدول الاخرى ( اما هذه الدول هدف للقوى العظمى او دول ترغب في البقاء بعيد عن الصراعات) مثل الهند والدول العربية الخ..... ولقد كانت وسيلة لخلق نوع من الاتزان بعيد عن الدخول في احلاف تابعة لكلا المعسكرين وحاولت هذه الدول ومنها الدول العربية بهذا الشكل ان تسلح نفسها بشراء السلاح من هذا المعسكر او ذاك فان فشلت مع الاول لجاءت الى الثاني واذا مثّل احد المعسكرين تهديد لجأت هذه الدول الى المعسكر الثاني لفرملة التهديد الواقع ولقد استمر الوضع على هذا الاتزان لفترة طويلة الى ان انهار حلف وارسو ( انهيار حلف وارسو ) وتبعه انهيار وتفتت الاتحاد السوفيتي ( انهيار الاتحاد السوفيتي ) .
نتائج هذا الانهيار على الواقع العربي :
نتيجة لهذا الانهيار اصبح لدينا معطيات جديدة لنبداء :

اسباب انهيار الاتحاد السوفيتي
1- الحرب الافغانية الروسية
ان هذه الحرب دون الخوض في اسبابها هي احد الاسباب التى ساعدت وعجلت في انهيار الاتحاد السوفيتي لان الحرب تستهلك الكثير من المال والوضع الاقتصادي الروسي في ذلك الوقت لا يحتمل مصاريف حرب ممتده وساعدت اوربا وامريكا والدول الاسلامية الافغان وهدف اوربا وامريكا هو انهاك الاتحاد السوفيتي ومد اجل الحرب لاضعافة اقتصاديا تمهيدا لانهياره ولعبت المخابرات الامريكية بقوة هنا ومدت المجاهدين الافغان بأسلحة وقامت بتدريب العديد منهم وكان الرجل الاول لهم في افغانستان وتلميذهم النجيب بن لادن بل يمكننا ان نقول وبكل ثقة انه صنعتهم ، اما الدول الاسلامية فكانت تساعد الافغان بتعاطف المسلمين في دولهم مع المسلمين الافغان في حربهم ضد الملحدين الروس وهذا مد الافغان بالمال من تبرعات الدول الاسلامية ومدها ايضا بالشباب المحاربين الذين توافدوا عليها من كل العالم الاسلامي حبا في الجهاد في سبيل الله هنا يجب ان نقف قليلا ... لأن هؤلاء المجاهدون رجعوا الينا بفكر ومنطق بعيد عن الوسطية واقرب الى التطرف.
فماهي اسباب التطرف الذي ظهرهنا ان الاسلام لم يكن ولن يكن ابدا متطرفا فهو دين وسط متسامح مع الديانات الاخرى وهو دين العدل بين البشر فمن اين اتى هذا التعصب المدمر .
ان ظهور هذا التعصب ادى الى منح الزريعة لأمريكا وانجلترا للدخول في حرب ضد الارهاب ؟؟؟؟
وكما قدر العالم الغربي امتدت هذه الحرب التى ادت الى انهيار الاتحاد السوفيتي وبهذا الانهيار انفلت عقد حلف وارسو واصبح هناك قوة واحدة فقط واصبح هناك القوى التالية الفرعية التى يجب ايجاد هدف لها
1- حلف الناتو بكل جنوده واسلحته قوة تستهلك اموال الدول الرأسماليه وليس لها عمل اذ انتفى الهدف الذي انشاءت لأجله.
2- ايران قوة عسكرية مدربة كان الهدف منها الوقوف امام الاتحاد السوفيتي ومنعه من الوصول الى مصادر البترول العربي
3- رجوع العديد من الشباب المسلم المدرب على القتال من افغانستان الى الدول التى جاء منها محملا بأفكار اقل ما يمكن وصفها هو التحجر وهم يعتقدون انهم المسلمين وباقي المجتمع الاسلامي كافرين بعيدين عن الدين
ماهو سبب ذلك ( * )
4- البؤرة الساخنة دائما في الوطن العربي ونهاية حرب اكتوبر التي اد ت الى السلام بين مصر وأسرائيل اي ان مصر خرجت من المعادلة كقوة عسكرية تحسب لها اسرائيل الحسابات واصبحت قوة سياسية داعية الى السلام لا تخيف اسرائيل التى امعنت وتبجحت وضربت بعرض الحائط اي عرض للسلام واصبحت هي القوة الفعلية في المنطقة بمساندة الامريكان وهي بهذا الدعم الامريكي الذي لا حدود له اصحبت قوة باطشة لايردعها احد.
هذه هي الصورة العامة ومن هنا يجب ان نتابع الاحداث
بدأت ايران تتحرك نحو بترول الخليج وهي الان قوة اقليمية من الناحية العسكرية لامنافس لها في المنطقة واكبر دولة مجاورة لها هي العراق الذي تنازل عن شط العرب للشاة اتقاء الوقوف امام القوة العسكرية الايرانية التى لا قبل له بها هذا التحرك وفرض السيطرة الايرانية على منطقة البترول اثار حفيظة امريكا واوربا فاصبح المساندون لايران تحت حكم الشاة يخططون للنيل منه وكان على الساحة وفي فرنسا تحديدا اية اللة خميني الزعيم الديني كقائد لايران وحظي الخوميني بمساندة اوربا وامريكا ضد الشاة ونجحت ثورته و اصبح حاكم ايران وفي هذه الثورة تم تدمير كافة العقول العسكرية التابعة للشاة وتم نفي الشاة الذي لم يجد من يستقبله سوى مصر وجاء الخميني للحكم والعالم الغربي يسانده وسعيد به الا ان هذه السعادة لم تستمر طويلا
اذ حاولت ايران تصدير ثورتها الى المناطق المجاورة وطلب الخميني في خطبة من خطب يوم الجمعة ان تفسح دول الجوار لأسرائيل مكان لجيش ايران كجبهة على اسرائيل هذا بالطبع لم يعجب اسرائيل ولم يسعد اوربا وامريكا وبمحاولة أمريكية لتحجيم ايران قامت امريكا بتجميد ارصدة ايران لدى البنوك الخارجية وناصبت اوربا ايران العداء اذ أصبحت ايران بين يوم وليلة رمز للتعصب الديني ورمز لهضم حقوق الانسان وردت ايران على هذه الخطوة بأن احتلت السفارة الامريكية وأخذت العاملين بها رهائن الاجراء الذي دفع الامريكان الى ارسال احدى وحدات الفرق الخاصة ( فريق السيل ) على طريقة رعاة البقر لتخليص الرهائن ودمر هذا لفريق في الجو وطلبت امريكا من سلاح الجو الاسرائيلي ضرب المفاعل النووي الايراني ولم تلبي اسرائيل هذا الطلب والسبب في ذلك انها كانت متأثرة بمكافحة الانتفاضة الاولى في ذلك الوقت وكان الرأي العام العالمي يرى يوميا صور للانتهاكات الاسرائلية التى على اقل ما يمكن وصفه انها جرائم ضد الانسانية لبشاعة المواجهات بين اطفال لايمتلكون سوى الحجارة مقابل الالة العسكرية لجيش الدفاع الاسرائيلي بجبروته.
دون اي سابق انذار ظهر الاخ صدام ( الفارس المغوار حامي العروبة ...........الخ) على الساحة وبدائت الحرب العراقية الايرانية في ذلك الوقت لم يكن مفهوما لدي ما هو السبب لهذه الحرب وكيف يدخل بلد صغير العدد نسبيا في حرب ضد بلد كانت مجهزة للوقوف امام الاتحاد السوفيتي حقيقة انها ضعفت بعد التنكيل بكل القادة العسكريين المحنكين المدربين وقت حكم الشاه الا ان ايران بلد ذات تعداد كبير وهي دولة قوية في هذه المنطقة والاغرب من ذلك هو التطور العلمي في التسليح صحيح ان العراق دولة غنية وصحيح ان علماء العراق جيدين الا اننا وجدناهم قادرين على تطوير الصواريخ والاسلحة الكميائية مثل غاز الاعصاب ( بينري نرف غاز ) وهذه التكنولوجيا لن تجدها في المكتبات العلمية وفي نتأئج الابحاث غالبا ما تندرج تحت السرية ووصول علماء العراق لهذه المعرفة تعني شيئ واحد فقط ان هناك دول ما قد فتحت امام هؤلاء العلماء هذه العلوم التي ادت الى طفرة في قوة الجيش العراقي وانتهت هذه الحرب كما بدأت والعراق قد استرد شط العرب وظهرت كقوة يعتد بها ولديها المصانع والبنية التحتية لتطوير التسليح وبداء ايضا في ايقاذ مشروع "الهارب" او المدفع العملاق *
ان هذا المشروع ظهر في اواخر الخمسينات وكان الهدف منه هو صناعة مدفع قادر على دفع قمر صناعي الى الفضاء ولكن حل محل هذه الفكرة الصواريخ *
هنا يجب ان نضع الجمل التالية في الحسبان لما لها من تأثير يشرح وضع معني تم فعله بالعراق " العلم المغلق الذي لا تعطى اسراره عندما تعطى هذه المعلومات لعلماء فان هذا العلم سوف يتطور حسب فكر وخيال هؤلاء العلماء ولا يمكن لاحد ان يحد او ان يتصور الى اين سوف يؤدي او اين سوف يصل فهذا مرهون فقط بخيال وقدرة العالم "
نتيجة لكامب ديفيد ووقوف الدول العربية موقف العداء لما اقدمت عليه مصر تحت قيادة سيادة الرئيس انور السادات اذ اصبحت جبهة رفض وتكتلت ضد مصر واصبح مكان الزعامة الذي كانت مصر تملاءه فارغا وهنا حاول الاخ صدام ان يتزعم العرب وفي هذه المحاولات اثار حفيظة اسرائيل بما يمتلكه من ترسانة اسلحة ومن قدرة على تطوير السلاح وكما قلنا ان العراق دولة غنية بمواردها البترولية وهي قادرة على الصرف على الابحاث وقادرة ايضا على ايصال ضربات موجعة لاسرائيل.
في هذا الوقت كان هناك نقاش حول مستقبل حلف الناتو وبدأ التفكير في حله لان الهدف من وجوده لم يعد موجودا كما ذكرنا آنفا والمشكلة الاساسية هنا بالنسبة لأمريكا واوربا ماذا سيصتعون بالتسليح الثقيل لهذا الحلف هنا يمكننا ان نقول ان هناك حلين :
اولا بيع هذه الاسلحة والسؤال هنا من المشتري؟ بالطبع العرب في الغالبية العظمى فهم بحاجة الى السلاح المتطور لردع اسرائيل وهذا لن يعجب اسرائيل طبعا فما هو الحل الثاني بالنسبة لامريكا هو اعطاء هذا السلاح على شكل هدية مشروطة وبالفعل حصلت مصر على بعض الدبابات وكذلك اسرائيل ولكن هذا الحل الثاني لم يكن حل مفيد اذ انه هدر للمال دون فائدة فعلية والحل اول لايمكن القيام به
فما الحل
الحل هنا ان نقنع الزعيم المهيب صدام بأن يقوم بعمل ما يجعله هدف للعالم بهذه الطريقة يمكن عمل التالي:
1- دخول القوات العسكرية الامريكية ( حلم قديم) الى الخليج العربي والسيطرة على منابع البترول
2- تدمير القوة الصاعدة العراقية
3- حماية اسرائيل من العراق
4- الهيمنة الكاملة على المنطقة
5- استخدام السلاح الفائض من حلف الناتو والذخائر الموجودة والتى اصبحت قديمة نسبيا على ان تدفع الدول العربية ثمن هذه
6- تعديل مسار حلف الناتو من حلف لحماية اوربا من الاتحاد السوفيتي الى شرطي لحفظ الامن
فما هي الاطماع التى يمكن تغذيتها عند الاخ صدام ؟
افتعال مشكلة بين العراق والكويت بأن تطالب الكويت بالاموال التى قدمتها كمساعدة للحرب ضد ايران وفي نفس الوقت تضخ كمية بترول اكبر لتخفيض سعر البرميل مما يجعل العراق غير قادر على التنفيذ
واذا تحرك صدام كما هو معروف عنه بالعنترية فامريكا يمكنها الايحاء الى الكويت بأنها سوف تقوم بحمايتها ضد الجيش العراقي
طبعا هذا وهم في عقلي انا ولكن اين الحقيقة
ففي الاجتماعات التي عقدت في الرياض لحل التوتر الناشئ بين العراق والكويت اتخذت الكويت مواقف تدل على انها لاتهاب القوة العسكرية العراقية التى كانت تقدر في ذلك الحين بمليون عسكرى منهم 200000عسكرى على اعلى مستوى في التدريب والتسليح ( الحرس الجمهوري) وقام مندوب الكويت في ذلك الحين بترك المؤتمر وكأنه قوة عسكرية تستطيع الوقوف امام صدام وما هي قوة الكويت حتى يتصرف وكأنه ند
بالعربي اذا كان هناك طفل يشاغب عدد من الرجال الاقوياء فلا بد من وجود قوة كبيرة اقوى يستند اليها من هنا اظن ان الوهم الذي ذكرت قد يكون حقيقي.
واحتل الاخ صدام الكويت في نصف ساعة وبدون خسائر كما لو كان الاخ صدام يتحرك بالخيطان مثل الدمية
هل كان هناك وعود من امريكا وحلفائها بعدم التدخل بين العراق والكويت على انه امر داخلي لايعنهم في الحقيقة يجب ان يكون هناك مثل هذا الامر ان في الحقيقة ليس لدي علم عن اي اتفاق الا ان تصرف الاخ صدام في موقفين يبين ذلك. الاول التحدي السافر الذي ابداه في عدم الانسحاب من الكويت وفي نفس الوقت تركه لقوات الحلفاء بناء قوتها العسكرية على الحدود دون ان تدخل هنا يجب ان نقوم بشرح بسيط للحرب الحديثة التى شنتها دول التحالف على العراق.
ان الحرب الحديثة تتطلب كم هائل من المعلومات لأن الاسلحة الحديثة لن تصب اي هدف مالم يكن قد تم برمجتها ومدها بكمية كافية من المعلومات من الاقمار الصناعية فكان من الضروري اولا تعديل مسارات بعض الاقمار الصناعية لتغطي العراق ثم تحديد الاهداف الاستراتيجية التى يراد شل حركتها ثم برمجة الصواريخ والاسلحة الذكية بهذه المعلومات طبعا نحن نعلم ان هذا يحتاج الى وقت. ومن هنا يجب ان نقول شئ واحد لو ان العراق والاخ صدام كان جادا في استعراض قوته وانه قادر على تلقين اي قوة عسكرية الدرس لو حاولت الهجوم عليه كما كان يدعي في الفترة التى كانت جيوش الحلفاء تنتشر وتأخذ اماكنها بالقرب من الحدود العراقية والتي كان شعارها في ذلك الوقت انها اتت لتحمي البترول في السعودية والبحرين وقطر والامارات لأن صدام قد يحاول احتلالهم كما احتل الكويت من الواضح هنا ان صدام كان مقتنعا ان هذه القوات لن تهاجمه لسبب آخر غير انه القوة التى لا تقهر نحن نعلم تماما ان قوة العراق بمقابل قوات الحلفاء اذا اكتمل تجهيزها لن تصمد امام هذه الجيوش لعدة اسباب اهمها ان تسليح العراق وقدرات اسلحته معروفة تماما لأن العراق مستورد وغير مصنع للأسلحة ، هذا بالاضافة الى التعمية الالكترونية التى يمكن للحلفاء القيام بها وقد لا اكون مبالغا اذا قلت ان هذه الدول اذا ارادت منع اي اتصال في منطقة معينة هي قادرة على القيام بذلك طالما هناك جزء من الشبكة يعتمد على الارسال اللاسلكي اي لن يستطيع الهدف ايصال اي رسالة من جهه الى اخرى مالم تكن مسلمة باليد او عن طريق خط ارضي وهذا يعني انه في حالة اندلاع حرب سوف يفقد الجيش العراقي كافة اتصالاته مع القيادة ويصبح هدف اعمى سهل الاقتناص واظن ان القيادة العسكرية العراقية وصدام يعلمان ذلك بخبراتهم الحربية في الحرب مع ايران ولكن لسبب قد يكون واضحا اذا قلنا ان العراق على ثقة من انه لن يتعرض الى هجوم فالكلام الذي تذيعه القيادة العراقية يمهد لزعامة العرب انه القوة التي يجب ان تقود العرب بعد انحسار القيادة المصرية له فالحديث يفيد ان هذه القوات جاءت كما لو كان ذلك على اتفاق بين العراق وبينهم " ببساطة العراق يأخذ الكويت ويسيطر على كم هائل من الثروة البترولية وامريكا وحلفائها يسطرون على باقي الخليج بوجود هذه القوات التي اتت لتحميهم من العراق"
الحقيقة لو ان العراق كان عنده شك في ان هذه القوات اتت لتهاجمه فانه من الناحية العسكرية واظن القيادات العسكرية العراقية كانت سوف تقوم به هو توجيه ضربه قاسمة لقوات التحالف قبل اكتمال تجهيزها بكل القوة العسكرية التى يمتلكها لأن ضرب هذه القوات في هذا الوقت سوف يؤدي الى خسائر جسيمه بها قد تؤثر على الحالة النفسية للشعب الامريكي الذي كان مازال يعاني من عقدة فيتنام وبالتالي يدفع الساسة الامريكان لعدم الدخول في مغامرة اخرى ( فيتنام اخرى) بالطبع لم يقم العراق بهذا بل جلس في انتظار التجهيز الكامل للقوات المتحالفة وعندما اعلنت هذه القوات انها سوف تحرر الكويت اختلفت صيغة الحديث من ان اذا هجمت هذه القوات على الكويت و العراق فسوف ترد بقوة ساحقة الى حديث آخر هو ان اذا هاجمت هذه القوات العراق فانه سيحرق بترول المنطقة اذا اين ذهبت القوة التى كان الحديث عنها وهذا هو السبب الثاني
ودخلت قوات التحالف الحرب ولنا هنا ان نرى العجب
1 - ان في الحروب عادة ماتكون هناك خسائر من الجانبين في هذه الحرب الخسائر من جانب العراقيين فقط والخسائر من ناحية الحلفاء كانت ناتجه من خطئ اي ان الحلفاء اطلقوا النار على قواتهم ( نيران صديقة )
2- لم يدمر جيش العراق انما تم تدمير كافة منشاءته العسكرية المتطورة كما لو كان المقصود هو تدمير قدرة المنشاأت والعلماء العراقيين على تطوير التسليح
3- تم قصف البنية التحتية للعراق وهي الكباري ومحطات توليد الكهرباء ومحطات الصرف الصحي ومحطات المياه والشوارع اما اسقاط الحكومة العراقية وتدمير تركيبة قيادة الدوله فلا
واستردت الكويت وتم تحريرها والعراق بقوته لم تزل من الناحية العسكرية قوية.
4- انتهت الحرب وتم وضع حصار اقتصادي على العراق لفترة عشر سنوات ونيف منع العالم دخول اي تكنولوجيا اليه فما الهدف
والرأي هنا ان ماتم تحت شعارات كثيرة سامية هو في الحقيقة التالي:
تم سحق قدرات العراق على تحديث اسلحة يمكنها المساس بأمن اسرائيل ولأن العراق دولة غنية فانه من الممكن طالما يمتلك العلماء الذين فتح لهم العلم في حرب العراق ضد ايران ان يعيد بناء المنشأات التي تم تدميرها في اشهر معدودة كي لا يحدث ذلك تم ضرب البنية التحتية كي تقوم الحكومة العراقية بصرف كل الاموال المتوفرة لديها لاصلاح هذه البنية وليس لاصلاح المنشأءات العلمية العسكرية وبالحصار يمكن التأكد من ان العراق لن يستطيع القيام بذلك وفي نفس الوقت تم استهلاك الذخائر التى كانت متكدسة في حلف الناتو ودفع ثمنها دول الخليج والاكثر اهمية هي ان امريكا سيطرت على الخليج فاي احتجاج من هذه الدول يتحرك الاعلام للأخافتهم من ان السبع صدام سوف يأكلهم ( كما في حواديت الاطفال ) وصدقنا الحكاية
حتى هنا الموضع لا يظهر لماذا دخلت القوات الانجلو امريكية واحتلت العراق لننظر الى الاحداث التالية
1- كما قلنا ان الرجل الاول لامريكا في افغانستان اسامة بن لادن ولقد تم تدريبه على يد المخبرات الامريكية هذه حقيقة فمنظمة القاعدة التي قامت لتدريب المجاهدون المسلمون على القتال ضد الروس.
2 – حركة طالبان تم انشائها بواسطة باكستان ومدت بالسلاح ووصلت لحكم افغانستان والأخ بن لادن في حضن هذه الحركة
3- ظهر التعصب الديني بشكل واضح في هذه البيئة
فماذا يعني هذا من الوهلة الاولى قد تكون تطور دون تخطيط ولكن الحقيقة التى ظهرت بعد ذلك تظهر دون شك على الاقل من ناحيتي ان هناك عقلية جبارة تخطط وتحسب وتنفذ لننظر الى هذه المعطيات من ناحية اخرى
لقد انتهى الاتحاد السوفيتي كعدو للدول الرأسمالية فكيف يمكن لهذه الدول ببنيتها وصناعتها المتقدمة للسلاح ان تستمر دون عدو اذا يجب ان نخلق عدو نحاربة وظهرت نظرية صدام الحضارات وفي هذه النظرية العدو هو الاسلام ومن الذي اظهر المسلمون في الشكل الذي يمثل خطر الاستشهاديون طبعا ومن اين كان بدء ظهورهم من الاخوة المتعصبين في البيئة السابق ذكرها اليس هذا يعتبر مصادفة غريبة ( اذا كانت مصادفة فعلا) بداء هؤلاء الاستشهاديون بالتفجيرات في دول مختلفة ولأهداف امريكية لأثارة الرأي العام الامريكي وقام الفلسطينيون بتقليد اعمى لهذه الظاهرة فدخلوا الى نفس الشكل العام كل هذا غريب الى ان اتت ضربة الحادي عشر من سبتمبر التي تعتبر شن حرب على الولايات المتحدة الامريكية التى دخلت بعدها الى الحرب ضد الارهاب واعلنت من الثانية الاولى ان بن لادن هو المخطط والمنفذ كيف يمكن لاي جهاز في العالم ان يحدد مثل هذا الامر دون علم سابق بأن هناك من يخطط لهذا العمل واذا كان هناك علم سابق فلماذا لم تتحرك الاجهزة الامريكية لمنعة قبل ان يقتل 5000 فرد من مواطنيها مالم يكن الاخ بن لادن يعمل لصالح نظام يود ان تستثمر هذه العملية لاهداف اخرى ودخلت امريكا الحرب ضد افغانسان والغريب ان بن لادن مازال طليقا ويظهر دائما عندما تحتاج السياسة الامريكية لوجوده ثم يختفي الا يماثل ذلك الاخ صدام بالنسبة لدول الخليج !!!!
بعد ذلك تم تحديد محور الشر ايران سوريا والعراق وبدأ اللعب في هذه الفترة على العراق لماذا لم تحتل القوات الدولية المتحالفة العراق في الحرب التى تمت لتحرير الكويت وهي تحت القيادة الامريكية فهل السبب في ذلك ان امريكا لن تستطيع الاستفادة من بترول العراق ولن تستطيع احتلاله لوجود الغطاء من الامم المتحدة الذي سيجعل العراق تحت مظلتها وليس تحت امريكا وهل كان السبب الاساسي لفترة الحصار هو اضعاف هذا البلد الى الحد الذي يمكن امريكا وبريطانيا من احتلاله دون مقاومة.
ان الهدف المعلن هو امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وهو غير صحيح ام ان التعصب الديني ناتج من سياسات الحكام العرب في هذه المنطقة اي ان الدكتاتورية لهؤلاء الحكام هي التي فرخت هذا التعصب الامريكان يقولون لنا انه السبب الرئيسي وان الديموقراطية على النظام الامريكي هو الحل واحتلت امريكا وانجلترا العراق كي تري باقي العالم الديموقراطية واقصاء الدكتاتور صدام سوف يحل مشكلة التعصب الديني وهذا هراء امريكا تريد البترول وامريكا تريد ان تفتت المنطقة الى عصبيات صغيرة يمكن التحكم بها سواء مباشرة من البيت الابيض او من بيت اسرائيل الاسود. تم هذا في افغانستان والعراق والدور قادم لباقي المنطقة واحد تلو الآخر

ليست هناك تعليقات: