الاثنين، مارس 12، 2007

إيران تنقل ترسانتها العسكرية إلى سورية




السياسة/لندن – حميد غريافي
بات في شبه المؤكد ان النظام السوري القائم في دمشق تحول الى حزب الله ايراني اخر او بديل له قرب الحدود الاسرائيلية لا يمتلك زمام اتخاذ القرارات الاقليمية لا حرباً ولا سلماً, بل بات تابعاً يتلقى اوامر اليوم من طهران التي تمهد على ما يبدو لاستخدامه في فتح جبهة استنزاف مع الدولة العبرية في حال حدوث تداعيات دراماتيكية في ملفها النووي من شأنها (الجبهة) ان ترفع معدل الضغط داخل قيادة الجيش العبري الجريح منذ حرب تموز (يوليو) الماضي في لبنان نحو الاقدام على ضربة عسكرية استباقية واسعة النطاق تمزق سورية عسكرياً وسياسياً وتفسح في المجال امام معارضتيها الداخلية والخارجية وامام اعدائها الأقوياء داخل الادارتين الاميركية والفرنسية لتحويلها الى عراق آخر دون النظر الى العواقب او النتائج التي مهما بلغت من السوء ستظل في نظر هؤلاء الاعداء اقل ضرراً على الشرق الاوسط من شرور نظام دمشق واقل كلفة على المنطقة برمتها وخصوصاً على العراق ولبنان وفلسطين واسرائيل وبقية الدول العربية المعتدلة.


وكشفت مصادر دفاعية في حلف شمال الاطلسي في بروكسل ومصادر استخبارية في باريس النقاب امس الاثنين للسياسة « عن ان »الحقائق الملموسة منذ نهاية حرب تموز (يوليو) الاسرائيلية - اللبنانية الاخيرة اكدت لمتتبعي المسار السوري المتضعضع والمضطرب على الصعيدين السياسي والعسكري, هذا الوقوع الهائل للنظام السوري تحت رحى تصاعد القوة الايرانية بحيث تحول دور دمشق الى صورة مجسمة بعض الشيء عن دور حزب الله في لبنان يتلقى اوامره تطرفاً او اعتدالاً من أئمة طهران بعدما اصيب ذلك الدور بضمور لم يسبق له مثيل في المنطقة والعالم جعله من الضعف بحيث بات غير قادر على الاستمرار الا بالمسكنات الايرانية, الى ان بلغ به الهزال والوهن حدود استخدامه ورقة ايرانية جديدة بديلة عن ورقتها المفقودة في لبنان بعد كارثة خسارتها جنوب لبنان والابتعاد عن حدود اسرائيل نهائياً بتسلم المجتمع الدولي زمام الامور في تلك المنطقة يخشى معه الاوروبيون (استخدام الورقة) دفع دمشق الى ارتكاب مغامرة عسكرية تبدو الاستعدادات لها قائمة على قدم وساق للمبادرة بحرب استنزاف ضد الدولة العبرية تصور طهران له انها مضمونة النتائج استناداً الى صمود حزب الله في الحرب الاخيرة وكل ذلك يدخل نطاق ردود الفعل الايرانية النزقة على محاولات الغرب خنق البرنامج النووي الايراني في مهده, كما يحدث في العراق ولبنان وفلسطين«.وقالت المصادر العسكرية الاطلسية في اتصال بها من لندن ان نوايا استخدام ايران حليفها السوري كبديل عن حليفها اللبناني (حزب الله) الذي جرى إخراجه من المعركة مع اسرائيل نهائياً, ظهرت جلية وعلنية بعد سرية استمرت اشهراً عدة بزيارة وزير الدفاع الايراني الجنرال محمد مصطفى نجار دمشق ولقائه الرئيس الاسد ووزير دفاعه العماد حسن توركماني وقادة اسلحة الجو والبر والبحر السوريين التي وصفتها الوكالة الايرانية للانباء (ارنا) بأنها تهدف الى توسيع العلاقات وتعميق التعاون العسكري والدفاعي وتسريع تنفيذ الاتفاقات (الدفاعية بالاخص) واكدت مصادر الاطلسي انه تحت ستار استعداد ايران الفوري لتزويد سورية بكل ما تطلب من اسلحة تقليدية وصاروخية ومعدات متطورة لمواجهة احتمال هجوم اسرائيلي عليها في الربيع او الصيف المقبلين.


كما تتحدث وسائل اعلام غربية وعربية, فان الوزير الايراني الذي اعلن من دمشق وضع كل ما تمتلكه ايران من قدرات عسكرية واقتصادية بتصرف سورية, طمأن الرئيس الاسد وقادة جيشه وخصوصاً قائدي سلاحي الجو والبحر, بأن المؤسسة العسكرية الايرانية ستباشر فوراً الى سد الثغرات الضعيفة في هذين السلاحين بارسال طائرات (هسا) الايرانية المقاتلة وعدد كبير من طائرات الهليكوبتر اضافة الى منظومات دفاعية صاروخية متطورة لمواجهة سلاح الجو الاسرائيلي القوي, وبضعة الاف من القذائف الصاروخية المضادة للدبابات والآليات التي اظهرت نجاعة في حرب تموز اللبنانية على ايدي مقاتلي حزب الله, مع تزويد البحرية السورية بزوارق قتالية متطورة مزودة بصواريخ بحر - بحر وبحر - ارض, فيما بحث الطرفان جدياً في نقل غواصتين او ثلاث من صنع ايراني جرت تجاربها بنجاح عام 2004 في مياه الخليج الى المرافئ السورية على المتوسط.
واماطت المصادر الاستخبارية الفرنسية النشطة في المنطقة اللثام امس عن ان »دفع ايران نظام دمشق الى الانتحار يقابله دفع اسرائيلي على المستوى العسكري الرفيع باتجاه تضخيم الاستعدادات العسكرية السورية على الحدود مع اسرائيل تمهيداً على ما يبدو لتسديد ضربة جوية عنيفة ومبكرة للترسانتين الصاروخية والتقليدية السوريتين تكون بمثابة عمل استباقي الامكانات توجيه الضربة الاكبر للترسانتين النووية والصاروخية الايرانيتين التي باتت علنية تقريباً في حال لم ترتدع طهران عن المضي قدماً في اللهاث وراء وامتلاك السلاح النووي.
وأعربت المصادر عن اعتقادها ان تعجل التحركات الايرانية المتسارعة باتجاه استخدام سورية لفتح جبهة استنزاف مع الاسرائيليين في تقريب الموعد المتداول للهجوم العبري على سورية بحيث يتفرغ ايهود اولمرت وقادته العسكريون الى الاستعداد لضرب ايران منفردين او متحالفين مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي الذي عزز وجوده على الحدود الايرانية الشرقية في افغانستان خلال الشهرين الماضيين بمعدل مرتين عما كان عليه حتى الآن وقالت المصادر الفرنسية ان خارطة الطريق التي سيحملها الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الى دمشق هذا الاسبوع, لن تكون خطوطها مقتصرة على المسألة اللبنانية فحسب, بل ستتعداها الى تقديم نصيحة للرئيس السوري بالاحجام عن القيام بأي مغامرة يائسة ضد الحدود الاسرائيلية من شأنها تفجير المنطقة برمتها.
واكدت المصادر ان سولانا سينصح الاسد بلسان الاوروبيين جميعاً بوجوب اتخاذ موقف من احداث المنطقة متمايز عن الموقف الايراني الواقع تحت ثقل البرنامج النووي الاشد خطورة, اذ ليس من الضروري ان تكون سورية كبش الفداء وبنفس الحماس الايراني لان مصالحها ليست بهذا التعقيد, وبالتالي بامكانها الخروج من مأزقها الراهن بالتجاوب مع المطالب الدولية والعربية التي يبدو ان ايران غير قادرة حتى ولو شاءت الان على التجاوب معها.
وفي بيروت, وصفت اوساط في قوى 14 اذار الحاكمة الرئيس السوري بارتهانه نهائياً الى طهران, بات صورة مستنسخة عن حسن نصر الله, فيما استنسخ معاونوه امثال فاروق الشرع نائبه ووليد المعلم وزير خارجيته ونائب هذا الوزير احمد عرنوس الذي بدا دوره كباصم على اقوال زميله الايراني عباس عراقجي في مؤتمر بغداد, عن معاوني نصر الله محمد رعد ومحمد فنيش ومحمد الحاج حسن.
**
موقع يا بيروت
http://www.yabeyrouth.com

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

ان جريدة السياسة جريدة لامسؤولة , كلامها أفك ومقالاتها مغرضة , ودائما تستند الى أقوال لمصدر رفض الكشف عن اسمه, أو الى تقول التقارير أو غيرها .
لقد ذكرت هذه الصحيفة أن الأسد انفجر غاضبا بوجه نجاد وفي اليوم التالي كان نائب الرئيس الايراني في سوريا . كماذكرت نفس الصحيفة أن الأسد تحت الاقامة الجبرية وأن آصف شوكت هو الحاكم الفعلي وظهر جليا دجل ونفاق هذه الصحيفة .
نفس الصحيفة ذكرت أن الرئيس الحريري كان يحمل كاميرا وآلة تسجيل في قلم معلق على صدره وسجل لقاءه مع الأسد كاملا والشريط بحوزة لجنة التحقيق ثم ضحدت هذه الفرضية السخيفة وأيضا كانت الصحيفة أول من بشر بالشاهد الملك الصديق واذ به كش ملك ومجرد آلة تنطق بما يلقنها به أسياده .

موقع يابيروت ينقل عن جريدة السياسة وموقع ليلى ينقل عن يابيروت , ولكن على ادارة هذه المجلة استخدام العقل والحكمة في نقل المواضيع وانتقاء مايصدق منها وليس العشوائية . فمقالات كاذبة بعناوين براقة قد تجلب قارئا وتنفر المئات .

الصدقية مطلوبة حتى ولو في النقل والدقة ضرورة والا أصبحت المجلة ببغاء مكتوبا .

ملاحظة : أنا لست مع نظام سوريا ولست ضد الحريرية ولكن توخي الحذر واجب والأمانة في البحث عن الحقيقة مطلوبة . والا لماذا لاتنقل ياسيد محرر مجلة ليلى مواضيعك عن هآارتس ويدوعون احرونوت . ولماذا لاتنقل أخبار عن جرائد النظام السوري وتظهر وجهة نظره وأكاذيبه . سيريانوز على فكرة أصدق من مجلتكم ولكن لاتمثل النظام . أنقل تهجمات جريدة البعث والاقتصادية على السنيورة وجنبلاط وجعجع لتكون عادلا .

ولاحول ولاقوة الا بالله

Charbel Baini يقول...

نشكر القارىء العزيز على تعليقه، وهذا حقه، ونحن نؤمن بحرية التعبير، ومن هذا المنطلق نطلب من قارئنا العزيز أن يزودنا بما يعجبه من مقالات مع مصادرها بالطبع، وسننشرها له مع الشكر، ليعلم هو وغيره، بأن مجلة ليلى حرة وستبقى حرة.. وبالمناسبة نود أن نشكر موقع يا بيروت لتزويدنا بمقالات من هنا وهناك، والدكتور ساسين النبوت، والدكتور إياد قحوش، والدكتور عبدالله عقروق.. وغيرهم وغيرهم.. ومن يدري فقد نشكر قارئنا العزيز في المستقبل.
مجلة ليلى ولدت حرة وستبقى حرة.. ولكنها لن تتخلى عن نشر الخبر المثير، من أي جهة جاء ولأي جهة انتسب، لأن هذا ما نؤمن به، مثلما نؤمن بمقدرة قرائنا الذين يتزايدون يومياً على غربلة الأخبار وتقبلها أو رفضها.
نحن بانتظار ما تزودونا به.. مع الشكر
شربل بعيني

غير معرف يقول...

للحقيقة أقول أنني من قراء مجلة ليلى المدمنين عليها، وكنت أعتقد أنها منحازة لقوى 8 آذار، ولحزب الله بالتحديد، وإذ بي أجد أن المجلة لا يهمها هذا ولا ذاك.. كل ما يهمها هو سلامة الوطن لبنان. ثم ما نفع مجلة بدون أخبار مثيرة، كاذبة أم صادقة.. ومن هو الصادق يا أخ، كلهم أكذب من بعضهم، لذلك دعنا نتسلى بهم.. واترك مجلة ليلى كما هي كي تجلب لنا التسلية.
جوزف ـ مدريد

غير معرف يقول...

سؤال لا بد منه: لماذا يكره ذلك القارىء جريدة السياسة الكويتية؟ وهل جريدة تشرين والبعث وهاآرتس وغيرها وغيرها أصدق منها؟
إنه الإعلام المثير يا صديقي.. وبدون إثارة لا يوجد إعلام. ورحم الله المصداقية والصدق والخبر الصادق. كلهم في الهوا سوا.
تحية لاسرة ليلى من الكويت.

غير معرف يقول...

ما أن بدأت بزيارة مجلة ليلى حتى فاجأتني المواضيع المختلفة، وكأن المجلة جمعت الأضداد على صفحاتها.
وحتى أثبت لكم ما أقول إقرأوا ما يكتب في المجلة.. منهم من يكتب عن حزب الله ويشجعه لأبد حد كالدكتور عقروق، وشوقي مسلماني.. ومنهم من يهاجمه بشراسة كإيلي بجاني وغيره.
هذه هي الصحافة.. ساعة نجد من يمدح وساعة نجد من يهاجم.
ألف شكر لأسرة (ليلى).. وسأبقى من قرائها الدائمين.
روعة اليوسف ـ دبي