الأربعاء، مارس 07، 2007

الجيش اللبناني ديمقراطي وليس عقائدي


سعيد علم الدين
اعتبر رئيس التمديد القسري لحود "ان الدعوات التي تصدر عن بعض السياسيين لاعادة النظر بعقيدة الجيش، هي دعوات مشبوهة".قائلا "اذا كان البعض يريد تغيير عقيدة الجيش فانه يخطىء في العنوان".إذا افترضنا كما يدعي رئيس التمديد أن للجيش اللبناني عقيدة، فما هي هذه العقيدة ؟ هل هي العقيدة الإسلامية أم المسيحية أم الاشتراكية أم الشيوعية أم الرأسمالية أم هي عقيدة لحود البعثية الشمولية الأمنية المخابراتية على الطريقة السورية الأسدية الاستبدادية في اضطهاد أو اغتيال المعارضة وقتل الاحرار والدوس على حقوق الإنسان تحت شعار أمة عربية عبثية ذات رسالة دموية؟
والمعروف أن عقيدة الجيش السوري العقائدي هي رفع صور الثالوث المقدس حافظ وباسل وبشار على الحواجز والثكنات ومكاتب الأمن والمخابرات وحتى على عربات باعة البندورة والخيار. ويجب أن لا ننسى أيضا التماثيل والأصنام والصور العملاقة والتي كانت منصوبة أو مرفوعة في الساحات اللبنانية والتي فكفكوها بإتقان واحترام وسحبوها عندما انسحبوا.
أما عقيدة ميليشيا "حزب الله" فهي رفع صور الثالوث الإلهي خميني خامنئي ونصر الله. هذه العقائد وغيرها ليس لها وجود عند الجيش اللبناني أي لا عبادة للأشخاص أو تأليههم.
وما نسمعه هنا عن عقيدة الجيش إنما هي بدعة أخرى من بدع العهد اللحودي الآفل الذي تم غسل دماغه الشرير في إحدى الدورات التثقيفية لضباط الجيش البعثي العقائدي وحصل على رتبة عقيد مختار في جيش القائد بشار وصار يتحدث عن عقيدة وطنجية للجيش اللبناني المغوار.
وعقيدة الجيش ليست البدعة الوحيدة فهناك بدع كثيرة مثل بدعة الثلث المعطل أو المعرقل أو "المشرغل" ، وبدعة المحكمة المسيسة، وبدعة الديمقراطية التوافقية التي هي في الأساس فكرة المفكر البعثي المجدد فاروق الشرع. إلا أنها وللأسف ليس لها أساس دستوري في لبنان لأنها: أولا تُغني عن الانتخابات وتصير العملية مثل سورية استفتاء كدق الماء بالماء، وثانيا مقدمة الدستور اللبناني تنص على أن " لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية" هذه فاتت يوم اتفاق الطائف على السيد الشرع من إضافة كلمة توافقية عليها. وإذا كانت الديمقراطية توافقية فلا نحتاج بعد إلى معارضة ولا إلى انتخابات ومن هنا تأتي أيضا بدعة حكومة الوحدة الوطنية وهي أيضا بدعة من بدع المحور الإيراني السوري لإسقاط حكومة السنيورة التي انبثقت عن أكثرية شعبية مليونية ساحقة وبرلمانية مريحة جدا وقادرة على الحكم ديمقراطيا وشرعيا ودستوريا ومن دون مشاركة حزب الله وعرقلاته في كل قضية كعرقلة وضع كاميرات مراقبة في شوارع بيروت! فهو كان ضد ذلك لكي يستطيع حلفاؤه زرع المتفجرات وضرب الثكنات والقيام بالاغتيالات دون رقيب او حسيب.
رئيس جمهورية التمديد الإكراهي لحود هو المبشرُ الأول بضعف الجيش وعدم قدرته على حفظ النظام بل وانقسامه في حال انسحاب الجيش السوري. وكأن لحود ليس قائداً وعماداً لجيش الوطن وليس رئيسا ورمزاً لجمهورية سيدة حرة مستقلة بل موظفا صغيرا تابعاً لبشار الأسد، وكاد يستميت لكي يبقى لبنان رهينة ذليلاً مكسور الجناح في ظلال الوصاية، محولا إياه بالتالي إلى مقاطعة من مقاطعات الوريث لعرش أبيه في سورية المنكوبة بآل أسد وما جلبوه لها من بلاء وكمد.
رئيس التمديد القسري لحود هو المدافع عن حق حزب دولة الفقيه الإيراني في الهيمنة على القرار الوطني اللبناني وفي تغريب المجتمع التعددي الديمقراطي ليتحول إلى مجتمع شمولي استبدادي يرفض الآخر ويخونه دون أسباب. وهذا ما حدث في تخوين أحرار لبنان ومنهم أعضاء الحكومة
وهل قرأ لحود الدستور اللبناني الذي أقسم على بنوده يمين الإخلاص، قبل أن يتحدث عن عقيدة الجيش؟
بالتأكيد لا، لأن كلام لحود هو هرطقة من هرطقات عهده الإجرامي بحق النظام الديمقراطي الحر وشهداء الاغتيالات الأبرار. لماذا؟
أولا، لأن الدستور في المادة التاسعة ينص على أن "حرية الاعتقاد مطلقة" وعندما نتحدث عن جيش عقائدي فإننا نلغي هذا البند. لأن الجيش العقائدي يعني أن عناصر الجيش اللبناني يجب أن تخضع لعقيدة واحدة، كما يخضع الجيش السوري للعقيدة البعثية مثلا، والجيش الإيراني لعقيدة ولاية الفقيه الصفوية، وهذا شيء غير موجود في لبنان.
ثانيا الجيش اللبناني هو جيش ديمقراطي حضاري وليس عقائدي استبدادي. يخضع حسب المادة 65 من الدستور لسلطة مجلس الوزراء المدنية فقط. أي أن الجيش هو القوة الشرعية المسلحة الوحيدة التي تحافظ على النظام، والأمن مع قوى الأمن الداخلي، والسيادة الغير منقوصة، والاستقلال الكامل والقرار الحر، وتحمي البلاد بالأجساد والأرواح من الأخطار والأعداء.
عقيدة الجيش الوطنية التي يعنيها لحود هي الأمن بالتراضي:
- وأن يغض الجيش النظر عن شاحنات "حزب الله" المكدسة بالصواريخ الخطرة المواد وهي تتنقل بخيلاء من منطقة إلى أخرى دون أمان، وإذا انفخت دولاب الشاحنة أو حدث أي عطل طارئ أو وقع حادث سير أو احتك صاروخ بأخيه طارت الشاحنة ومعها ربما الآلاف من الناس الأبرياء ودمرت حي بكامله،
- وأن يترك الحزب القومي السوري الأنطوني نسبة إلى أ. سعادة حرا في تكديس المتفجرات الخطرة بصواعقها الحديثة في بيوتات أهل الكورة الكرام ونقل رشاشات آخر طراز بذخائرها في السيارات،
- وأن يقدم المساعدة اللوجستية للمخابرات السورية وجماعة البعث في تفخيخ السيارات والقيام ببعض الاغتيالات وزرع العبوات وتركها في حدائق الناس لتوتير الأوضاع وبث الرعب هنا وهناك،
- وأن لا يعترض على عصابات فتح الانتفاضة إذا أرادوا نصب خيمة بحجم ملعب كرة القدم على أرض ينطا اللبنانية لتحرير بحيرة طبريا،
- وأن يمد أنفاق "القيادة العامة" بالكهرباء والماء وما يلزم من مواد البناء تأكيدا لعقيدة وحدة المسار والمصير، ولبدعة شعب واحد في دولتين تحت أنفاق الأمة الأسدية.
- وأن يترك الانقلابيين من جماعة "حزب الله" وباقي الأتباع والأذناب أحراراً في قطع الطرقات وحرق الدواليب ومنع الناس من الذهاب إلى أعمالهم والاستيلاء على السراي الحكومي لكي يتم تطهيرها من رجس الصهيونية وإعادة نظام الوصاية العبثي من الشباك بعد أن أخرجه شعب 14 آذار من الباب.
وأخيرا وليس آخرا، لأن طلبات الحلف الإلهي كثيرة على لحود، يجب أن لا ينسى الجيش الوطني العقائدي مساعدة "حزب الله" على التملص من القرار 1701 السيئ الذكر، لكي يعود الجنوب إلى أصالته حرا ايرانيا مقاوما فارسا فارسيا ومنصة لإطلاق الصواريخ على العدو الصهيوني القبيح .

ليست هناك تعليقات: