الأربعاء، مارس 28، 2007

مأساة الإقصاء الوظيفي


بقلم / يوسف صادق

لعلنا نجد من يستمع لما بين السطور إذا ما ألهمنا الله أن نكتب كلمات يستفيد منها الفلسطينيين في هذا المنعطف الخطير التي يمر علينا كمواطنين من الدرجة الأولى أو الثانية أو العاشرة.. لكننا نبقى دائما مخلصين لله والوطن، وتبقى أقلامنا مشرعة ضد ما هو باطل.. مساندة لما هو حق من وجة نظرنا المتواضعة.
قبل فترة ليست بالبعيدة توفى مواطن نتيجة "جلطة" بسبب الإقصاء الوظيفي الذي مورس بحقه، خاصة وأنه أستبدل بشاب لا يتجاوز السابعة والعشرين من عمره، وبينما كان المتوفى يشغل المنصب السابق بعمر هذا الشاب.. فما أن قرأ كتاب التكليف المرفق مع الشاب "العنتري" حتى خرج المتوفى على الأكتاف. إنتهت قصة الرجل وراح إلى الله بظلم الأخ لأخيه.
آخر.. كان مسؤولاً عن كافة الممرضين بمجمع مستشفيات ناصر بخان يونس، أصبح بجرة قلم، مجرد ممرض، لم يتحمل هذا الرجل أن ينهار حلمه بين قلم هذا أو فكر ذاك، بعد أن – أقلم- نفسه وهيأها، هو الآن في العناية المركزة في نفس المستشفى يعاني من "جلطة" أصابته.
صديقي.. المرحوم بإذن الله "ناصر أبو ديه".. ولي الحق أن أذكر إسمه سيما وإنني عشت معه تلك المعاناة، فقد كان وأسرته يعيشون حياة راقية، ومستوى معيشي عالي، قهرته الأيام وذلته، هو الآن في الدار الآخرة..
لقد حذرنا سابقاً من ظاهرة الإقصاء الوظيفي، وقلنا أن تلك الظاهرة السلبية ستحصد أرواح أناس، وسيقع ظلم كبير على من تحمل تلك الصدمة العنيفة، وها نحن نحصد ثمارها، فهل من مخرج لهذه التفاهات التي تحصل بيننا..؟
قد نستوعب أن نختلف سياسياً وفكرياً، وينعكس ذلك على شارعنا الفلسطيني، ويصبح ساحة حرب لا يستطيع الواحد منا أن يخرج من بيته خوفا من رصاص صديق.. وقد نصبر حتى - يعجز الصبر عن صبرنا - إذا ما تأخرت رواتبنا، لأن المشكلة تصيب كل بيت فلسطيني، بينما وأن تهان النفس الفلسطينية بأيادي فلسطينيين تحت مسمى "تغيير الوجوه رحمة"، فإلى رحمة الله أفضل من رحمة الإنسان.
ألن نكبر قليلاً عن تلك الظاهرة.. وأن الوطن للجميع.. وأن الله سيسألنا عما نفعل.. أم نعتقد أننا نتقرب إليه بأفعالنا...!

Yousefsadek2004@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: