الثلاثاء، مارس 13، 2007

الحكومة موجودة يا ثرثار التوطين!


سعيد علم الدين

حكومة الأستاذ السنيورة موجودة وتقوم بواجباتها على أكمل وجه رغم الظروف القاهرة التي يمر بها لبنان بسبب هجمة المحور الإيراني السوري المسعورة عليها، وتصرفات أذياله الأخطبوطية الحربية تخريبا في الجسد اللبناني.
يوميا ينجح الجيش والجمارك وقوى الأمن بالقبض على أسلحة وذخائر وأشخاص وشاحنات ومتفجرات وصواريخ مهربة وتابعة لأتباع هذا المحور المذكور: فمن شاحنة حزب دويلة ولاية الفقيه، إلى متفجرات القومي السوري وعلاقتها العضوية بالاغتيالات، إلى أنيرغا البعثي تُرمى لزعزعة الأمن هنا وهنا، إلى صواريخ القيادة العامة المتنقلة إلى الجنوب لجر البلد من جديد إلى الخراب، إلى زعران على عيد في طرابلس وإلقاء القنابل الحاقدة على أبناء باب التبانة الأبرياء، إلى فضيحة أزلام "فتح الانتفاضة" باسم "فتح الإسلام" والكثير غيرهم من جماعات الإجرام وعملاء المحور المذكور الحاقد بانتقام على أحرار لبنان.
إن ما تم القبض عليه من أسلحة وذخائر، هو من الجمل أذنه.
الهدف وقف تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي بإشعال الفتنة.
لا خوف! فالمحكمة ستتشكل وسترتد أسلحة هؤلاء إلى صدورهم، وخناجرهم إلى نحورهم، لأن لعبتهم الحقيرة في إشعال نار الفتنة مكشوفة. الشعب اللبناني ساهرٌ على مستقبل أطفاله بهمة أحراره ويقظة جيشه الوطني وكل قواه الأمنية حماة حدوده ودياره.
شعب 14 آذار أوعى منهم ولن ينجر لما يحلم به القتلة الأشرار.
ولن تنطلي على الشعب المجرب الملتاع فذلكات الأشياخ الأتباع وثرثرات العملاء والأذناب الرعاع.
الحكومة ليست فقط موجودة بل وتمثل اليوم خط الدفاع الأول عن سيادة لبنان، وسلامة أرضه، وحياة أطفاله، وأمن جنوبه، وحرية شعبه، وكرامة إنسانه، وديمقراطية نظامه، واستقلال كيانه عن كل القوى القريبة والبعيدة. حكومة السنيورة تقول للأمريكيين ولغيرهم من القوى العظمى وبصوت مسموع، لا!
لأنها تمثل إرادة شعب انتخبها بكل فخر واعتزاز.
فلاؤها من لائهم ونَعَمُها من نَعَمِهم!
ولهذا هي لا تستجدي السلام من العدو وتبعث لبناني بجنسية أمريكية ليفاوض باسمها الحكومة الإسرائيلية ويُستجوبُ صاغراً مطأطئ الرأس أمام الكنيست الإسرائيلي كما فعل المغترب السوري بجنسية أمريكية ابراهيم سليمان، ويا للمصيبة القومجية البعثية الكبرى إنه شقيق رئيس شعبة الاستخبارات الداخلية السورية سابقاً اللواء بهجت سليمان.
أما الأطرش الذي لا يسمع صوت الحق ولا يعترف بشرعية الحكومة ووجودها فهو من جماعة الصُّمٍّ البكمِ العميِ.
إن أذناب المحور الإلهي يتخبطون في ضلال مبين وتخبطهم السياسي وإفلاسهم الحضاري سيأخذهم حتما إلى الهاوية أجمعين!
هذا واكد رئيس التمديد اميل لحود ان الجلسة التي ستعقدها الحكومة "غير دستورية والمداولات والقرارات والاجراءات المتخذة نتيجة الاجتماع باطلة. وهي اعتبارا من 11 نوفمبر الماضي منعدمة الوجود. سبب زوال الشرعية الدستورية والميثاقية للحكومة استقالة جميع وزرائها من طائفة كبرى".
كلام لحود فارغ لأنه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بأي بند دستوري وإنما هو كلام اعتباطي ثرثاري يكشف حقيقة أن قائله أصبح يسمى بحق ثرثار الجمهورية والشرعية والدستور من كثرة ثرثراته. دستوريا النائب اللبناني يمثل الشعب اللبناني والحكومة حتى الآن تحوز بثقة أكثر من 70 نائبا". أي أكثر بكثير من النصف! والوزراء المستقيلون ذنبهم على جنبهم فلم يطردهم أحد وكراسيهم ما زالت تنتظرهم على أحر من الشوق.
الحكومة موجودة ودستورية وميثاقية أيها الشاغر: رمزاً ومركزاً، رئاسةً وسياسةً، خلقا وأخلاقا، صدقا وصداقةً، وطنية وعروبةً، شعبية ومحبة. حتى أنك اصبحت يا ثرثار القصر مكروها من الشعب، وعارا على الوطن وعلى أحفادك أبناء الوزير الياس المر كما أخبرك مباشرة في إحدى جلسات مجلس الوزراء أمام الشعب والعالم.
لقد طلعت ريحتك العفنة من كرسي الاغتيالات والمؤامرات التي تجلس عليها، حتى أن أصدقائك تخلو عنك بعد أن اكتشفوا حقيقتك الفاسدة. والفاسدون للفاسدين ولا عجب أن تدافع أنت عن القتلة والمجرمين.
الحكومة موجودة لأنها سيدة مستقلة محترمة ومعترف بها من كل دول العالم، لأن الشعب انتخبها بإرادته الحرة.
الحكومة لم تحصل على شرعيتها من لحود أو بري أو نصر الله أو رعد أو عون، وإنما حصلت عليها بامتياز من مجلس النواب الممثل الشرعي الوحيد لإرادة الشعب اللبناني الحرة.
الحكومة موجودة وتعمل بنجاح أكثر بكثير من حكومات مستقرة سياسيا وأمنيا في هذا العالم.
موجودة لأنها أوقفت الحرب وفاوضت وأنهت الحصار بينما لحود الشاغر كان مختبئاً مع نصر الله وعون في الملجأ الفاخر.
وهل كان رئيس التمديد موجودا لوقف الدمار وإنهاء الحصار؟
الحكومة موجودة وثابتة وقوية وأقوى من أي وقت مضى، لأنها تحظى بثقة الشعب وممثليه ودعم رؤساء وقادة العالم أجمع.
رئيس التمديد عينه حافظ الاسد ثم مدد له بشار الذي يعطيه الاوامر والتوجيهات باستمرار.
الحكومة موجودة ان اعتبرها لحود وان لم يعتبر وهي تُسَيِّرُ امور البلد وتجلب المساعدات بالمليارات والعالم كله يعترف بشرعيتها ومعها الشعب اللبناني والاكثرية البرلمانية.
الحكومة هي التي تحكم البلد. يد لحود ملطخة بالدماء وملاحظاته الثلاثينية وثرثراته الإعلامية تدل على ضلوعه بجريمة اغتيال الحريري مع بشار وكل من يعرقل المحكمة الدوليه.
بعد 24 تشرين ‏الثاني 2007 سينتهي عهد التمديد القسري وسيحاسب لحود بتهمة الخيانة العظمى وسيلقى مصير ميلوسوفيتش الصربي أو صدام العراقي.
في حديثه الى التلفزيون الجزائري اعتبر أن السبب الحقيقي لمقاطعته أمريكيا وفرنسيا والمطالبة باستقالته هو موقفه الداعم للمقاومة ورفضه للتوطين. ناسيا متناسيا أن السبب الحقيقي هو مخالفته للدستور اللبناني بخنوعه لفرض التمديد من قبل بشار الأسد ومجابهة المجتمع الدولي ذلك بالقرار 1559 وتداعيات ذلك من اغتيالات وانفجارات وحرب تموز التدميرية وما نراه اليوم من اعتصامات غوغائية تحولت إلى مخيمات و معسكرات وشلل عاطلة ومعطلة عن الأعمال.
الوحيد لحود في هذا العالم الذي يثرثر بموضوع التوطين المرفوض أصلاً من الشعب الفلسطيني وكل القادة الفلسطينيين لأنه ينهي حق العودة الشرعية إلى فلسطين خدمة للصهيونية. فحق العودة مقدس كالقدس تماما! والفلسطيني يتشبث بأرضه وحقه بالعودة إليها أكثر بكثير مما يعتقد لحود. لأن فلسطين لا يمكن أن تعوض! ولحود يهين الشعب الفلسطيني باستمرار عندما يثرثر دائما عن التوطين. ولهذا فلقد رد عليه بحزم وبطريقة غير مباشرة السيد فاروق القدومي منذ أيام في بيروت رافضا التوطين مطالبا بحق العودة وكأنه يقول للحود كفى ثرثرة.
عدا أن التوطين خاصة في الخلطة اللبنانية المعقدة التركيب وحفاظا لحقوق الطوائف لا يمكن أن يمر بهذه السهولة فهو بحاجة إلى اتفاق كل القادة الروحيين والسياسيين. وهذا مستحيل! حتى ولو وافق القادة فإنه لا يمكن أن يمر دون تغيير الدستور بثلثي أعضاء مجلس النواب وهذا أيضا مستحيل. ولم نسمع أي زعيم في العالم يذكِّرُ ويثرثرُ بتوطين الفلسطينيين في لبنان سوى ثرثار قصر بعبدا.
نشرت "دايلي ستار" في بيروت مقالاً للصحافي مايكل يونغ يقول فيه:
المجتمع الدولي والعالم الإسلامي، يدعمون حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، التي تواجه منذ ثلاثة شهور تحدياً جدياً لسلطتها من "حزب الله" المدعوم إيرانياً وسورياً.
تأكيدا لهذا الكلام أقول : الشعب اللبناني، والأكثرية النيابية، وجماهير 14 آذار المليونية والمجتمع الدولي والعالم الإسلامي وأحرار العالم من صحفيين أمثال السيد يونغ، يدعمون حكومة السنيورة، التي تواجه منذ نهاية حرب تموز التدميرية ليس فقط تحدياً جدياً لسلطتها من المحور الإلهي وأذنابه بل انقلابا على النظام والدولة والدستور والشرعية والمحكمة الدولية بتعطيل البرلمان، وتهريب وتوزيع السلاح، وزرع المتفجرات هنا وهناك وما تم القبض عليه من سلاح حتى اليوم هو قمة جبل الجليد.
الحكومة موجودة فمنذ أيام تابعت الدوائر المختصة في رئاسة مجلس الوزراء انجاز المعاملات الخاصة بالمساعدات للمواطنين المتضررين جراء العدوان الاسرائيلي وقد تم حتى الان انجاز كشوفات 250 قرية وبلدة تعرضت للعدوان والتدمير ( ما يوازي 76% من مجموع القرى ) بما يشمل 65356 مستفيد من اهلنا في الجنوب.
وبماذا يفيدُ حزب دويلة الفقيه ولحود الشاغر وباقي شلة 8 آذار، لبنان وشعب الجنوب؟
إن أخطر ما تتعرض له دولة في أساس وجودها واستمرارها السياسي هو أن تصبح سلطتها السياسية أي القدوة المثقفة المفروض أن تقودها، عبارة عن عصابة إجرامية فاسدة مفسدة، وقحة مستبدة، تتظاهر بالعفة والمدنية والأبهة والتحضر وهي في الواقع عفنة دموية شريرةٌ قذرة رذيلةٌ منحطة أخلاقيا، لا تقيم وزنا للشرائع السماوية والأرضية ولا تفهم معنى التغيير والديمقراطية وحق الشعوب في السيادة الوطنية والحرية.

ليست هناك تعليقات: