الاثنين، مارس 05، 2007

الأكثرية اللبنانية: لا ضوء أخضر إقليميا للمحكمة الدولية


السفير السعودي لدى بيروت متفائل
"بتحفظ".. و"حزب الله" يهدد بالتصعيد الشامل


السياسة/ بيروت - عمر البردان
يسود التفاؤل الحذر الأجواء السياسية في لبنان غداة القمة السعودية الإيرانية التي بحثت في الملف اللبناني، في وقت لم تظهر فيه بعد على الساحة اللبنانية التداعيات المباشرة لهذه القمة، سيما وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري سبق وتوقع أن تظهر نتائجها الإيجابية في الساعات القليلة المقبلة.
في هذا الوقت بدأ السفير السعودي في لبنان عبد العزيز الخوجة جولة على المسؤولين لإطلاعهم على ما دار في القمة السعودية الإيرانية فالتقى لهذا الغاية رئيس الجمهورية أميل لحود اعرب بعد اللقاء عن التفاؤل بنوع من التحفظ آملاً الحل قبل القمة العربية وأكد أن المملكة العربية السعودية هي الآن بصدد إجراء المحادثات وطرح الأفكار والسماح لجميع الأطراف في الموالاة والمعارضة للإطلاع على آرائهم.
ونفى السفير السعودي توجيه الدعوة حتى الآن إلى القادة اللبنانيين للقاء في المملكة على غرار اللقاء الفلسطيني في مكة لكنه أكد ترحيب بلاده بكل الأطراف اللبنانيين في أي وقت، معرباً عن ثقته بوجود أجواء إيجابية وبأن كل الأطراف اللبنانيين يسعون لإيجاد المخرج والحل المناسبين للأزمة، مشدداً على أن أسس الحل يجب أن يضعها الأطراف اللبنانيون انفسهم.
من جهته أعرب لحود عن أمله في أن تنجح الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمساعدة على حل الأزمة السياسية الراهنة في لبنان قبل انعقاد القمة العربية في الرياض.
وكان الخوجة زار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وأطلعه على نتائج القمة وانعكاساتها على لبنان، واصفاً الأجواء بالإيجابية، وآملاً بالوصول إلى حل قبل القمة العربية.من جهته أكد السفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني أن القمة السعودية الإيرانية تناولت الوضع اللبناني بشكل خاص، آملاً أن تخرج بمفاعيل إيجابية على الوضع اللبناني، ومبدياً خشيته من عرقلة الولايات المتحدة الأميركية للمبادرة، لافتاً إلى أن القمة سعت أيضاً إلى ردم الهوة بين السعودية وسورية، مبدياً ثقته بالدور الإيراني السعودي الذي ستكون له آثار إيجابية لحل جميع الأزمات.
ومن بكركي دعا النائب بطرس حرب إلى عدم الانجراف في التفاؤل، مطالباً رئيس مجلس النواب بدعوة هيئة مكتب المجلس للاجتماع من أجل تفعيل دوره.
وكان صفير التقى النائب عباس هاشم الذي أكد تمسكه بتفاؤله. وقال أنه لا بد أن يظهر حل ما يرضي الجميع، فالمنطقة مقبلة على تفاهمات عميقة لا بد أن تنعكس إيجاباً على بلدنا.
وكشف النائب السابق غطاس خوري بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية، أن لا ضوء أخضر إقليمياً أعطي حتى الآن للمحكمة الدولية، وقال أنه لم يتم التوافق على معادلة 19+11 في المخرج المقترح لتوسيع الحكومة، وقال: هناك تفاوض إيراني سعودي يطاول السوريين، عبر الطرف الأول. وإذا تم إقرار مبدأ الموافقة على المحكمة فإنه يسهل الأعمال الأخرى.
بدوره أكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، "أن أيام الهيمنة السورية ولت من دون رجعة، ولن يسمح بقطف لبنان بسهولة، لأن الحكم السوري لا يزال يحلم بالسيطرة على لبنان وضمه إلى الأراضي السورية".وشدد على أنه "لن يصح إلا الصحيح، وهو شبه واثق من أن لبنان الذي يريده اللبنانيون سينهض، وان المحكمة الدولية ستقر في جلسة لمجلس النواب في 20 مارس".
ولفت إلى "أن المجتمع الدولي لم يعد يدير ظهره للبنان، فالرئيس الأميركي جورج بوش يستقبل سياسيين لبنانيين منهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط. أما الرئيس الفرنسي جاك شيراك فقد بذل أقصى جهوده ليعقد باريس ¯ 3 وأشار إلى "تأكيد كل من الوزيرة الأميركية كوندوليزا رايس، والمرشح الفرنسي نيكولا ساركوزي على أن لا صفقات ستعقد على حساب لبنان، وهو ما يثبت الدور الدولي الايجابي لصالح لبنان" ورأى أن المعارضة فشلت في تحركاتها كافة، وأن العونيين اليوم شاردون من دون عذر، كذلك أبناء الطائفة الشيعية وحركة "أمل"، ولكنهم سيعودون ويستديرون في نهاية المطاف ويسلكون الخط اللبناني السليم".
وحذر انصار العماد عون من "الاستمرار في السير خلف حلفاء سوريا وضد العالم المتمدن، متوقعاً إلا "تتجاوب القاعدة في التيار العوني مع الدعوة للعصيان المدني".
في المقابل رأى وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش، "أن هناك بوادر حلول تلوح في الأفق إذا بادر الفريق الحاكم إلى الاستجابة إليها وعدم الرهان على الخارج" واضاف أنه في حال عدم الاستجابة، فإن المعارضة ستلجأ إلى التصعيد حتى يقلع الفريق الحاكم عن رهاناته الخارجية والعودة إلى متطلبات المصلحة الوطنية وفقا لمبدأ الشراكة" وأشار إلى وجود بوادر حلول في الأفق نتيجة المساعي الإيرانية-السعودية إذا بادر الفريق الحاكم واستجاب إليها، وإذا لا فهذا يعني أننا مقبلون على أزمة لن تكون أبعادها مقتصرة فقط على مسالة المحكمة الدولية أو الحكومة لان هناك استحقاقات مقبلة مثل "رئاسة الجمهورية" مما يعني إننا مقبلون على التفكير الجدي في وسائل تصعيدية من أجل المزيد من الضغط لدفع الفريق الحاكم للإقلاع عن رهاناته الخارجية والعودة إلى متطلبات المصلحة الوطنية وفقاً لمبدأ الشراكة".ورأى فنيش "أن الدور السعودي-الإيراني الذي ننظر إليه بأنه دور مساعد للبنانيين لكي يبلوروا إرادتهم الوطنية ويزيل أمامهم العراقيل التي تمنع تواصلهم ويساعد على إنتاج الحلول وتسوية للازمة القائمة".
من جهته قال النائب عن حزب الله أمين شري بعد زيارته النائب السابق تمام سلام "أننا لمسنا مواقف أكثر ليونة لدى القيادات"، متمنياً "غياب العرقلة للمساعي السعودية الإيرانية لحل الأزمة"، وقال: "إن موعد إعلان التسوية متروك للرئيس بري من خلال الاتصالات التي يقوم بها".
واعتبر عضو كتلة حركة أمل اللبنانية أيوب حميد أن "على اللبنانيين الإفادة من التحديات العربية والإسلامية من اجل بناء الأسس الصحيحة لتجاوز الأزمة القائمة"وقال: "إن المناخات الايجابية للقمة السعودية-الإيرانية ستنعكس على لبنان بما يوفر إطاراً لحل منشود عبر الاحتكام إلى لغة المنطق، وإعادة الاعتبار لقيم العدالة والمشاركة بين مكونات الوطن". بدوره أبدى عضو كتلة العماد ميشال عون النائب فريد الخازن، تفاؤله بقرب الحل للازمة السياسية في لبنان، في ضوء نتائج القمة السعودية-الإيرانية"، وقال: "اليوم هناك باب للحل، وهو باب واضح، فمن اليوم الأول للازمة، يرتكز الحل على التلازم والتزامن في ما بين إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي وإدخال بعض التعديلات عليها من دون المساس بجوهر عملها والقدرة على أن تقوم بعملها وبالتلازم والتزامن مع الحكومة، حيث يكون هناك مشاركة فاعلة وواسعة. هذا المبدأ، هو المطروح منذ اليوم الأول للازمة. واليوم أخذت المرحلة مداها داخلياً وخارجياً. وعندي شعور بأننا وصلنا إلى خاتمة المسائل المطروحة، بعدما تم إنضاج عناصر الحلول بعد كل هذه الفترة الطويلة من الكلام. وكنا نتمنى منذ اليوم الأول، أن يكون هناك لبننة للحل وان يصدر الحل من لبنان، لكن المحكمة هي عمليا محكمة تخص لبنان ولكنها قضية تتجاوز اللبنانيين".
رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية قال: "إن لبنان حاجة للمنطقة وانه وطن لجميع أبنائه"، مشيراً إلى "أن المعارضة ترحب بكل المبادرات الآيلة لبلورة حل للوضع المتأزم، ولو أن الحل الفعلي لا يأتي إلا من الداخل وشدد على "أهمية الوحدة الداخلية وتحصينها على أساس الديمقراطية التوافقية التي قد تشكل يوما مدخلا للدولة المدنية التي من شأنها أن تنأى بالوطن عن كل صراع طائفي أو مذهبي".

**

موقع يا بيروت


ليست هناك تعليقات: