الأحد، أكتوبر 07، 2007

أحمدي نجاد و كلامه غير المسؤول!


أسامه طلفاح
خرج الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من خلاله خطابه الذي ألقاه بمناسبة يوم القدس للتضامن مع الفلسطينيين بكلماتٍ تعهد من خلالها مواصلة المقاومة لتحرير كامل أرض فلسطين ، و هذه ليست المرة الأولى التي يخرج بها أحمدي نجاد بمثل هذه التصريحات غير المسؤولة ذات العنتريات و الشعارات التي لا تأتي دفاعاً عن قضايا هذه الأمة.
و إنما تأتي عواقبها و نتائجها السلبية على فلسطين و باقي الأمة العربية التي تتحمل عبء خطابات أحمدي نجاد و الكثير من المسؤولين الآخرين ، الذين يجيدون لعبة "شد الحبل" لأجل مصالحهم و لأجل سياستهم التي يحاولون التكتيم و التعتيم عليها ، و إلهاء الآخر عن الكثير من الأعمال التي يقومون بها .
فأصبحت فلسطين و لبنان وسوريا و باقي الأمة العربية ذريعة لخطابات أحمدي نجاد و غيره ، لتسليط الضوء بشكل أكبر على مثل هذه التصريحات المبطنّة التي تأتي في كلٍ مرة بزمنٍ محكم للغاية ، فالسياسة الإيرانية بلا شك سياسة دولة كبرى و عظمى ، مثلها مثل سياسات الدول الأوروبية و سياسات الدول الاستعمارية ، التي تظهر شيئاً و تخفي أشياءً أخرى بالمقابل ، و لا تعطي شيئاً بدون مقابل .
إذا أراد أحمدي نجاد فعلاً و إيران محاولة اكتساب عطف الجانب العربي لأجل برنامجها النووي ، و لأجل ما يدور في العالم بشأنها اليوم ، فليترك هو و حرسه الثوري و عملائه العراق ، وليعمل على ترطيب الجو الداخلي في العراق من خلال فضّ ما يسمى النزاع الطائفي الموجود الآن في العراق و الذي بلا شكّ أن إيران كما أمريكا لها الدور الأكبر في تأجيجه و إشعاله.
لماذا يدافع أحمدي نجاد اليوم عن فلسطين كأرض مغتصبة و محتلة من قبل إسرائيل و يتناسى طنب الصغرى و الكبرى و أبو موسى التي تحتلها إيران منذ زمنٍ بعيد؟ و لماذا لا تعيد إيران أرض الأحواز العربية التي تغتصبها منذ عقودٍ طالت.
لأن استعمارها لهذه الأراضي العربية هو استعمار بشع كله قتل و دمار و تنكيل و تعذيب .لسنا ضد إيران أو أحمدي نجاد ، أو ضد تطور و تقدم إيران من الجانب العسكري أو ضد برنامجها النووي ، و لكننا ضد التصريحات و الخطابات و الشعارات التي لا تسمن و لا تغني من جوع، التي لا تختلف بها إيران كدولة مستعمرة للكثير من الأراضي العربية عن أمريكا و احتلالها العسكري و السياسي و الفكري و الثقافي للكثير من الدول العربية و الإسلامية و لا تختلف البتة أيضاً عن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين العربية.
لا تختلف تصريحات نجاد في كلّ مرة عن تصريحات بوش حول تحرير العراق ، مما أعاد العراق آلاف السنين إلى الوراء ، فـ كفانا لعباً على وتر الفلسطينيين بالكلام المبطّن ، و الفعل هو دمارٌ لفلسطين ليس إلا.لن تحرر فلسطين بأي كلماتٍ غير مسؤولة من قبل أشخاصٍ مستعمرين أصلاً و لسنا بحاجة لمثل هذه الكلمات بتاتاً.
_______

ليست هناك تعليقات: