الاثنين، أكتوبر 01، 2007

من الخائن يا شعب رام الله أم غزة ..؟

محمد داود
هكذا كانت سلطة أوسلو عميلة وخائنة ... ولكن على خطاكي نسير فما من جدوى عنها وسنُدعمها بالفتاوي ما أمكن فالمصلحة الوطنية أكبر !!!
سؤال طرح نفسه كثيراً لا سيما بعد أن أصبح عنواناً لأشخاصً بل أصبح عنواناً لتنظيم وأكبر من ذلك فقد وصفت السلطة كلها بالخائنة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ومن قبله الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات وقيادات، حتى أخذ المصطلح دروباً ومناحي لدى أصحاب الفتاوي والمشايخ أكرمهم الله. عرفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بفكرها الديني والغير مهادن والرافض لفكرة الانتخابات باعتبارها أحد مخرجات أتفاق أوسلو الهزيل، لكن هذا لا يمنع من استجابتها لانتخابات الكتل بآليات ديمقراطية في سياق تنافسها مع الحركات الوطنية المنافسة لها على الساحة الفلسطينية، مروراً بالنقابات والجامعات إلى المجالس وصولاً إلى الانتخابات التشريعية الثانية التي جرت في 25/6/2006م بعد أن قاطعتها في السابق عام 1996م وذلك كما أسلفنا على خلفية سياسية، وأيضاً دينية، حيث أصدرت فتاوي شرعية عن رابطة علماء فلسطين، من أجل التأثير على عناصرها، لتخدم المرحلة ولكن مع تبدد الموقف كان لها بأن تصدر فتاوى تبطل ما سبقها، فأصدرت فتوى عام 2004م تبرر عدم مشاركتها في تلك الانتخابات بأنه ناتج عن موقف سياسي وليس شرعي، مدللة ذلك بالقرآن والسنة على مشروعية الانتخابات في الفقه الإسلامي، وأن الإدلاء بالانتخابات كمن يدلي بالشهادة وهي فريضة وواجب يمليه الدين، في المقابل أصدرت فتاوي ترفض وتحرم فكرة المشاركة في الانتخابات التشريعية وأعتبرها الشيخ نمر أحد قادة حماس بأنها حرام شرعاً، وأن الظروف لم تختلف عن سابقتها كونها تبقى إحدى إفرازات أوسلو، متسائلاً أين شرعية المقاومة وأولويتها لتحرير فلسطين في برنامج الحركة الانتخابي، ليستشف أن الاستنجاد بالفتاوي الشرعية يأتي خدمة لأهداف سياسية.
وعلى سياق ذات الدرب، انطلاقا من إيمان الرئيس عباس بالحل السياسي والسلمي كخيار أنتخب عليه وفاز، فقد كثف من لقاءاته بالطرف الأخر "الإسرائيلي" وذلك لبحث ووضع صيغة تفاهم من أجل حل الإشكاليات العالقة، والاستعداد لمؤتمر الخريف القادم، الذي سيناقش القضايا الفلسطينية والخروجبصيغة تفاهم حول الحل النهائي للدولة الفلسطينية، وفي هذا الإطار حذرت حركة حماس من هذه اللقاءات واعتبرتها تأتي في سياق الخيانة كما سبقها من لقاءات أجرها الرئيس الراحل عرفات، لما سينتج عنها عن تنازلات عن الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية.
وقد دعى الرئيس عباس بضرورة وقف الصواريخ باعتبارها لا تتوافق مع طبيعة الرد الصهيوني وميزان القوى، وما ستخلفه من انعكاسات سلبية يدفع ثمنها في الغالب جماهير شعبنا الفلسطيني، ولا تخدم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وهي نقطة الالتقاء التي أنتخب عليها كرئيسً للسلطة الفلسطينية، وقد وصف على إثر ذلك بالخائن.في المقابل عقب الحسم الذي جرى في قطاع غزة في 15/6/2007م، وسيطرة حركة حماس على المقار الأمنية واستيلائها على المخزون الضخم من السلاح والعتاد، أخذت تتقيد رويداً رويداً بمتطلبات ومسئوليات السلطة، فما كان عليها إلا وطرح مبادرات وتنازلات، أخرها طرح هدنة متبادلة ووقف إطلاق القذائف والصواريخ البدائية الصنع اتجاه البلدات الإسرائيلية المجاورة من قطاع غزة باعتبارها لا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية، مقابل فتح المعابر أو عدم المساس بعناصرها أو استهدافهم بالاغتيالات أو الاجتياحات، والتي نفت صحتها من جديد، ليعلن الجهاد الإسلامي بتكثيف ضرباته الصاروخية من جديد بعد إحراج الأخيرة من إي أتفاق تم معها في ذات الخضم.بنفس المقدار التي كانت تعاني منه السلطة السابقة، حيث عند الاقتراب من التوصل لاتفاق مع الطرف الإسرائيلي كانت تطل علينا بعملية فدائية مما تفشل الاتفاق بل تعقد وتفاقم الأمور، وقد دفع الشهيد ياسر عرفات حيته ثمناً لها وتبرير إنشاء السور الواقي الذي أبتلع أراضي الضفة الغربية.إن الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام تسارع وتهرول وراء نفسها كما وتنتقد نفسها، فكل يوم تكشف الأنباء عن لقاءات سرية تعد وتجرى علناً وفي الخفاء بواسطة أو مباشرة وأخرها يوم أمس متخذاً الليل ستاراً وبعيداً عن الإعلام لينضم غازي حمد مع قيادات إسرائيلية داخل إسرائيل، حيث تم إعداد اللقاء سرياً، وهو الأمر ذاته عندما أعلنت مصادر إعلامية مطلعة عن اتصالاً أجري بين أحمد يوسف وبيرس وقد هنئ الأخير يوسف بشهر رمضان، وتبادلان الحديث والمزاح وفق المصادر.
هذا اللقاء وأمام الدعوات المكثفة بوقف المقاومة يضع السلطة الحاكمة في غزة أمام قفص الاتهام ؟وكما يقال الشاطر ليحسم أمره مع الإسرائيليين فمن الخائن رام الله أم غزة؟
ونترك الإجابة للشعب
كاتب وباحث

ليست هناك تعليقات: