الخميس، أغسطس 09، 2007

مبروك للطخيخة


عطا مناع

أدخلنا حوار الطرشان في الساحة الفلسطينية في متاهات ليس لها أول ولا آخر، لدرجة أن الحال الفلسطيني كمن يريد إدخال الجمل من خرم الإبرة، فالعدمية السياسية أصبحت السمة المميزة للشعار الوطني، هذا الشعار الذي انحدر وبشكل غير مسبوق ليعكس مرحلة هي الأكثر شذوذا وانحرافا في التاريخ الوطني الفلسطيني، مرحلة شرعت فيها القوى المتصارعة الانحراف السياسي والمجتمعي والقيمي، وضربت ثوابت حياتية أحيطت بقدسية من كافة شرائح المجتمع.

وليس خافيا على احد ما آلت إلية الأوضاع في فلسطين من فساد وانتهاك لحقوق الإنسان، فساد شمل مجالات لم نكن نتوقعها، وقد تعزز الفساد في ظل الفوضى السائدة لتضيق المسافة بين الثابت والمتحرك والمرحلي والاستراتيجي، لتختلط الألوان وتسيطر علينا حالة أشبة بالجنون والانفلات الذي ضرب الكبير قبل الصغير، والقائد قبل العنصر، ليكون الخوف شأن الذين يجب أن يبثوا الطمأنينة في قلوب العامة.

ومن المظاهر الغير مشرفة في المجتمع الفلسطيني أن الصراع الداخلي طال العملية التعليمية من خلال فصل الضفة عن غزة بإعلان نتائج الثانوية العامة بعقد المؤئمرات المنفصلة لإعلان النتائج، وإطلاق الرصاص من قبل الطخيخة في مكاتب التربية والتعليم، وسرقة أسئلة امتحان الثانوية العامة في الضفة الغربية، وبالتالي فتح قاعات خاصة للطخيخة تحت تهديد السلاح.

ظهرت نتائج التوجيهي ليصدم الفلسطينيون بان هؤلاء "تفوقوا" وحصلوا على معدلات تتجاوز 85% رغم أن بعضهم لا يفك الحرف، وكيف لا وقد استخدموا الطلاب المتفوقين لتقديم الامتحان عنهم، والاستعانة بالكتب أو الهاتف الجوال في حال تعذر من يقدم عنهم الامتحان، كل ذلك تحت بصر وسمع التربية والتعليم التي استكانت للواقع وللتهديد والوعيد، مما اسقط عن من شارك في هذه الجريمة من المعلمين والتربويين الاحترام الذي يحظى بة المعلم الذي قال فيه أمير الشعراء احمد شوقي قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.

أنا اقول مبروك للطخيخة لقد نالوا من العملية التعليمية التي حافظنا على نقاوتها وقدسيتها طيلة العقود الماضية حتى في ظل الاحتلال، المطلوب أن يفتح تحقيق فوري في هذه القضية ويقدم كل من شارك بهذه الجريمة للمحاكمة، يجب أن يعاقب كل معلم تساوق مع هذا النهج ويحرم من شرف أن يكون معلما لأنة فقد اهليتة للتعليم


إن وزيرة التربية والتعليم الدكتورة لميس العلمي تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الخروقات، مما يدعوها للتحرك السريع لتصويب الأمور وحماية العملية التعليمية من العبث ، لان لطلاب التوجيهي حقوق ولعائلاتهم حقوق وللشعب حقوق ، وبعكس ذلك يفترض أن تستقيل من منصبها كوزيرة للتربية والتعليم، وأنا متيقن من أن السيدة الوزيرة ستتحرك وإلا فعلى التعليم في فلسطين السلام

ليست هناك تعليقات: