الخميس، أغسطس 23، 2007

هزيمة الرئيس الجميل في المتن، هل تكون دافعا للكف عن المتاجرة بدماء الشهداء...

وليد قاطرجي
انتهت المعركة الانتخابية القاسية في المتن الشمالي بفوز مرشح التيار الوطني الحر بالمقعد النيابي الشاغر منذ استشهاد الوزير بيار الجميل، وبإقرار من الرئيس أمين الجميل، وانطوت بذلك صفحة المتاجرة بدماء الشهداء والاستفادة من الإمكانيات المشروعة وغير المشروعة المتوفرة لدى قوى 14 شباط الذين وظَّفوا كامل طاقاتهم لصالح الرئيس ولم يبخلوا عليه حتى بالدموع.
خاب أملهم جميعًا بعد إعلان النتيجة! فلم تكن لصالحهم!
لماذا أذن التأويل والتضليل؟
الرئيس الجميل لم يكن بمستوى التحدي وكاد أن يفقد صوابه، بدا هزيلاً مرهقًا طيلة نهاره الانتخابي الطويل ينتظر بفارغ الصبر ولوج الليل كي ينهي يومه العصيب الذي لم يشهد مثيلاً له منذ زمن.
العديد من المراقبين يقرون بأن ما ناله الرئيس الجميل في حملته الانتخابية من دعم لن يتوفر له في المستقبل، فلا البطريرك يستطيع إطلاق عظة مماثلة لتلك التي أطلقها قبل بدء الانتخابات واعتبرت في حينه دعمًا للرئيس الجميل، وذلك بعد أن تأكد من قدرة العماد عون على مواجهة مسيحي 14 شباط بمفرده دون منة من أحد.
ولا الماكينات الانتخابية التي تمتلكها الغالبية المزوَّرة برئاسة السيد سعد الحريري تستطيع قلب النتيجة لصالحه في المستقبل على الرغم من إمكانياتها وممارساتها غير المشروعة، وقد شاهدها الرئيس الجميل بنفسه وهي تنهار وتتقهقر أمام ماكينة التيار وحلفائه.
ولا الدعم السافر الذي ظهر من بعض القوى الإقليمية والدولية استطاع أن يغير شيئا في النتيجة، ولم يكن له أي تأثير على الرأي العام في منطقة المتن، التي عُرفت منذ القدم بأنها لا تتأثر بالضغوط الخارجية مهما كان مصدرها.
في الواقع أن حجم الدعم الذي تم تسخيره للرئيس الجميل في هذه المعركة كان كفيلاً بأن يؤمِّن فوزًا ساحقًا لأي ناشط سياسي مغمور من عائلة بسيطة من أبناء المتن، وهذا ما يجب أن يقر به الشيخ أمين وحلفائه العميان.
ما من شك بأن انتخابات المتن أحرجت الغالبية المزورة في هذه المرحلة الدقيقة على الرغم من تفسيراتها وتأويلاتها الكيدية لتبرير خسارتها.
فردود الأفعال الحادة خير دليل على ذلك، خاصة تلك التي أطلقها «أفلاطون المختارة» وأسيرها تجاه العماد ميشال عون حيث كشف من خلالها حقده وغيظه وذكَّر اللبنانيين بأفعاله وتصرفاته تجاه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي عانى منها حتى قبل استشهاده بأيام.
أما ردة فعل «نابغة قصر قريطم» أتت وكأنها محاولة خبيثة منه لشق المجتمع المسيحي وجعله منقسمًا شبيهًا بما فعله بالمجتمع السني المعبأ مذهبيًا ويعاني من انقسامات حادة من جرَّاء أبواقه المنتشرة في الأزقة والزواريب.
ولكن محاولته باءات بالفشل والحمد لله، وتم استنكارها بشدة من معظم المرجعيات الذين رفضوا بشكل حازم تصنيف المسيحيين وتقسيمهم إلى فئة أصيلة وأخرى غير أصيلة.
أما خاسر المقعد النيابي والمعني الأول فما زال يعتقد بأن هذه الانتخابات كرَّسته زعيمًا دون منازع في المتن على الرغم من خسارته القاسية التي مني بها.
فهو مطالب بالكف عن المكابرة والانجرار خلف الخبثاء من حوله، والعمل على لملمة تداعيات هفواته التي أطلقها تجاه الطائفة الأرمنية الكريمة وممثلها حزب الطاشناق إلى جانب الكف عن المتاجرة واستغلال دماء الشهداء، كي لا تكون خسارته مضاعفة، ويجبر في نهاية المطاف على الجلوس في المنزل حتى إشعار آخر.
رحم الله ولدك الوزير الشيخ بيار الذي لم يتمكن من رؤيتك وأنت ترهن نفسك للقاصي والداني من حلفائك متجاهلاً موقعه القيادي ضمن هذه القوى.
رحم الله ولدك الوزير الشيخ بيار الذي لم يتمكن من رؤيتك وأنت في مثل هذه الحالة الهستيرية للوصول إلى المجلس النيابي وكأن شيئًا لم يكن.
رحم الله ولدك الوزير الشيخ بيار الذي لم يكن يفكر يومًا بأن استشهاده سيكون معبرك إلى البرلمان اللبناني.
رحم الله ولدك الوزير الشيخ بيار البريء من هذه المعركة الخاسرة من جرَّاء تصرفاتك وأخطائك.
اغفر له يا إلهي! فقد ارتكب أخطاء فادحة في هذه المعركة ولم يكن يدري ماذا يفعل!

ليست هناك تعليقات: