الأحد، أغسطس 05، 2007

الواقعية من وجهه نظر الأم الفلسطينية


عطا مناع

بين الحين والأخر يخرج علينا الساسة الفلسطينيون باصطلاحات وتوصيفات تفرض على المواطن الفلسطيني أن يقتني معجم لتفسير هذه الطلاسم التي لا تتماهى مع معتقداته البسيطة، فالفلسطيني وعبر عقود النضال من اجل حقوقه الوطنية لا يعرف إلا لغة واحة، وهي أن الشعب واحد والوطن واحد، والثوابت مقدسة لا يمكن العبث بها أو تفسيرها، وان الدم وحدنا فلا فرق بين علماني أو إسلامي ، ولا ضفاوي أو غزاوي، كما يحاول بعض أصحاب النفوس الضعيفة التنظير لة.

وبمعزل عن الوضع السياسي الراهن، وعن بهلونات السياسة الذين لا ارتباط لهم بالفئات المعذبة انا لم اسمع أي "قائد" فلسطيني يتحدث إلى الأم الفلسطينية التي دفعت الثمن في الأيام السمان والعجاف على حد سواء،هذه الأم التي وصفت " بام الإرهابي" من أعداء الشعب"وأم الانقلابي" من قادة الشعب.

ومن الصعب أن أقف انا وانتم على مشاعر والدة سلام واحمد وأسامة البعلوشة ، التي لن تغفر لزلم المرحلة مهما ساقوا من أعذار، لأنها فقدت عائلتها ولن يعيدهم لا عباس ولا مشعل،وماذا عن والدة سميح المدهون الذي مثل بجسده بطريقة تعود بنا إلى عصور الوحشية بأبشع صورها، ناهيك عن مئات الضحايا الذين ابتلعنهم نيران الصراع على السلطة.

نحن نتحدث عن واقعية إنسانية، عن أمهات فقدن أبنائهن، سواء في ساحة النضال ضد الاحتلال، أو في ساحة القتال بين أمراء الحرب، من هو الشهيد، ومن هو القتيل، ومن المجرم الحقيقي الذي ادخل الشعب في هذه الثنائية المقيتة ، وهل التعويض أو ما يسمى بالمصالحة سيغفر لهم جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني ، إنهم عاجزون حتى عن الاعتذار لشعبهم، انا استغرب واستهجن كيف يعذبون فلسطينيا حتى الموت ويقفون بين يدي الله متوضئين بدمه، من أعطاهم الحق بوصف المقاومة بالحمقاء والألعاب النارية.

كل شي في فلسطين يقبل القسمة على اثنين، الحكومة، غزة.. الضفة.. الحجاج.. التوجيهي.اللاجئين.. الأسرى والشهداء والجرحى، لكن الألم لا يقبل القسمة ولا بأي شكل، والدة الشهيد هي نفسها أينما وجدت، وأم الأسير الممنوعة من زيارة ابنها بحجج أمنية هي أم الأسير، في هذه الجزئية تتجلى فلسطين وبأعمق صورها وبواقعيتها بلا مساحيق أو شعارت كاذبة،وأمام هذا الواقع تسقط الأسطورة العقائدية في غزة، وقلعة الواقعية في رام الله،و من لا يصدق فليرجع إلى التاريخ الفلسطيني، إن الشعب الفلسطيني ذبح في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، ذبحنا في دير ياسين وقبية وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا ، لقد مارس الأشقاء سياديتهم علينا لكننا ننهض بعد كل مجزرة وتعود الفسيفساء الفلسطينية كما كانت بخصوصيتها وبريقها.

الانحطاط السياسي والقيمي والتنظيمي هو السمة الطاغية على الواقع الفلسطيني الراهن، لقد انقلبوا على كل شيء وشوهوا كل المثل ولكن ديمومة المجتمعات بقوانينها ستتغلب عليهم، فبعد سنوات سنتذكر أن هناك شريحة فلسطينية شيطانية قد أدخلتنا في صراع مرير خذ منا ما اخذ، سنقف على أضرحة الشهداء وضحايا المرحلة لنقرأ على أرواحهم الفاتحة كما كنا دائما، وسينهض شعبنا كما الفنييق نافضا عنة وسخ المرحلة وأزلام المرحلة الذين سيلعنهم التاريخ

ليست هناك تعليقات: