الاثنين، أغسطس 27، 2007

ليس دفاعاً عن أسرى 48 بل دفاعاً عن الحقيقة


راسم عبيدات

........أسرى الثمانية وأربعين، هم جزء أصيل ومكون أساسي من مكونات الحركة الأسيرة الفلسطينية في السجون الإسرائيلية، وهم قاموا ويقومون بواجباتهم ودورهم النضالي تجاه شعبهم وثورتهم وقضيتهم، إنطلاقاً من قناعاتهم ورؤيتهم لوحدة الهدف والمصير اللذان يجمعان ويوحدان شعبنا الفلسطيني، وعلى هذه القاعدة لم تخلو السجون والمعتقلات الإسرائيلية يوماً، من أسرى شعبنا من مناطق 48، بل أن أعدادهم إزدادت بشكل لافت للنظر بعد الإنتفاضة الثانية، مما يدلل على تنامي الحس والشعور الوطني والقومي عندهم ، وهم في إنخراطهم في العمل الثوري والكفاحي والعمل المقاوم ضد الإحتلال، لم ينتظروا منةً أورتب ونياشين من أحد، وإنصافاً للحقيقية فإن العديد منهم، مثلوا حالات نضالية مميزة في السجون، ولعبوا دوراً هاماً في قيادة الحركة الأسيرة في الكثير من المعارك المطلبية التي خاضتها من إجل إنتزاع والدفاع عن حقوقها ومكتسباتها ضد إدارات السجون الإسرائيلية، ورغم ما تعرض له أسرى 48 من قمع وممارسات فاشية من قبل إدارات السجون الإسرائيلية، وإجحاف وإهمال فلسطيني لهم، إلا أنهم ظلوا قابضين على مبادئهم كالقابض على الجمر .
والقمع الإحتلالي تمثل في عزلهم في سجون ومعتقلات أو أقسام معينة لوحدهم، وعدم شمولهم في أية عمليات إفراج في إطار التفاوض مع السلطة الفلسطينية ،أو ما يسمى ببوادر حسن النية الإسرائيلية، وكذلك عدم السماح بتلقيهم لمخصصات " الكنتينا " من السلطة الفلسطينية، وعدم السماح للمحامين من الضفة الغربية وكذلك ممثلي السلطة الفلسطينية بزيارتهم والإلتقاء بهم، والأكثر من ذلك في مناسبات الإعياد الإسلامية الفطر والأضحى، يحظر عليهم تلقي الحلويات من السلطة الفلسطينية بهذه المناسبة ، وهذه " النعم " الكثيرة التي أنعم الله بها على أسرى 48، كلها بعد أوسلو، وفي المقابل هناك إجحاف فلسطيني غير مبرر بحق أسرى 48، وهو التسليم بالشروط والمواقف الإسرائيلية، بأن أسرى شعبنا الفلسطيني من مناطق 48، هم جزء من مواطني دولة " إسرائيل " ولا يحق للسلطة الفلسطينية التكلم بإسمهم، وعدم إعطاء قضيتهم الإهتمام الكافي، وأيضاً عدم إحتضان أسرهم وعائلاتهم ، رغم أنه لخصوصية وضعهم يجب أن يعطوا إهتماماً خاصاً، وأن تثار قضيتهم بشكل دائم ومستمر في كل المحافل والمناسبات، ومن خلال لجنة خاصة ، تشكل لمتابعة قضاياهم وأوضاعهم وإحتياجاتهم، ولكن التهميش لهم، قد يخلق حالة من الإحباط واليأس عند البعض منهم، والذي يرى ان الطرف الفلسطيني، قد تخلى عنهم وهم الجنود الذين ناضلوا من أجل شعبهم وقضيتهم، وفي الوقت الذي نجحت فية أسرائيل في فرض شروطها على الجانب الفلسطيني في قضية الأسرى، من حيث تقسيمهم، إلى أسرى قدس، وأسرى ثمانية وأربعين، وأسرى غزة ، وأسرى ضفة، وأسرى أيديهم ملطخة "بالدماء" ..الخ، كل ذلك عكس نفسه على الحركة الأسيرة الفلسطينية بالمجمل، وإن كان إنعكاس ذلك على أسرى القدس والثمانية وأربعين أكثر وأعمق تأثيراً، حيث بدأ العديد من المناضلين بمخاطبة الجهات المسؤولة في إدارة السجون من أجل تحديد مدة المؤبد لهم، وبمعرفة أحزابهم وتنظيماتهم، وبعضهم قدم الطلبات من خلال محامين، وآخرين نقاشوا هذه المسألة مع العديد من أعضاء الكنيست العرب الذين يقومون بزيارتهم في المعتقلات الإسرائيلية، والغريب هنا أن عضو الكنيست عباس زكور، قد قام بزيارة لعدد من أسرى 48 في المعتقلات الإسرائيلية وشرحوا له ظروفهم وأوضاعهم، وما تقوم به إدارة السجون الإسرائيلية من ممارسات إذلالية بحقهم، وطلبوا منه متابعة قضية تحديد مدة المؤبد لهم مع الجهات الرسمية الإسرائيلية ، لتخرج علينا جريدة الصنارة في الداخل بتاريخ 10/8/2007 بخبر، يقول بأن أسرى 48، يفوضون السيد زكور لمتابعة قضيتهم مع سلطات الإحتلال، وبأنهم يعتذرون عن نضالاتهم وعن ما قاموا به من أعمال وطنية، ورغم قناعتنا بأن هذا الخبر، لا يمت للحقيقة بصلة، وبحاجة لرد وتوضيح من ذوي الشأن، فالرد لم يتأخر، فقد أصدر الأسرى السياسيون الفلسطينيون من 48 بياناً قالوا فيه ، أنهم لم يتخلوا يوماً ومهما كانت قساوة وشدة الظروف عن وطنيتهم وعن إنتمائهم، ولن يعتذروا عن أية أعمال قاموا بها في إطار واجبهم الوطني، وأن ما حصل أنهم طالبوا السيد زكور، وبالتحديد ثمانية منهم بمتابعة مسألة تحديد مدة المؤبد لهم مع الجهات الرسمية الإسرائيلية، وأنا بمعرفتي الشخصية بالكثير من أسرى الثمانية وأربعين، أجزم أنهم يفرقون ويوزعون وطنية وإنتماء على الكثيرين ، فالذي يعرف محمد زياده " أبو منصور " والذي مضى على وجوده في السجن أكثر من عشرين عاماً ، ولم تضعف له قناة أو عزيمة، وهو الذي تقوم إدارات السجون بنقله وترحيله شهرياً بين السجون المختلفة ، لدوره في المطالبة المستمرة بحقوق الأسرى ، والذي لم يهادن أبداً في هذه القضايا ، وأيضاً المناضل المتمرس وليد دقة، والذي كان وما زال قائداً ومعلماً للكثير من أبناء الحركة الأسيرة الفلسطينية، ومخلص برغال والذي تعرفة إدارات السجون الإسرائيلية بصداميته وتصديه لهجماتها وغاراتها على أبناء الحركة الأسيرة، وكريم يونس وفراس العمري وغيرهم من أبطال الحركة الأسيرة من مناطق ثمانية وأربعين ، وأنا أقول وبثقة عالية ، أن مثل هؤلاء الرجال والأبطال أهون عليهم أن يشنقوا ألف مرة من أن يعلنوا براءتهم من نضالاتهم ، أو ان يعتذروا عنها ، فهؤلاء أبطال ما حنى الدهر قامتهم أبداً، وهم مروا بتجارب سابقة مع إدارات وإستخبارات مصلحة السجون الإسرائيلية، عندما طالبوهم أنه في سبيل تحسين شروط وظروف إعتقالهم، فما المانع أن يعلنوا حل تنظيماتهم وبراءتهم منا، وكان الرد بأننا ممسكين بأحزابنا وتنظيماتنا وإنتماءنا كالقابض على الجم ، ولا مجال للمساومة في هذا الجانب، ورداً على ذلك قامت إدارات السجون بعمليات قمع وتنقل واسعتين بحق قادة الحركة الأسيرة من مناضلي 48 ، ومن هنا فإن محاولات البعض لتشوية صورة وسمعة وتاريخ أسرى شعبنا الفلسطيني من مناطق 48 ، لن يكتب لها سوى الفشل، وأنه مهما كانت الصعاب، ومهما بلغت شدة حالة الإحباط واليأس، إلا أن هؤلاء المناضلين لن يفقدوا البوصلة أبداً، وهم متجذرين في عقائدهم ومبادئهم ونضالاهم، وهم بحاجة إلى كل الدعم والإسناد من كل جماهير وقطاعات شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، وأنه يجب على السلطة الفلسطينية، العمل على تشكيل لجنة خاصة لمتابعة شؤون أسرى 48، نظراً لخصوصية قضيتهم ، وكذلك فإنه في أية عملية تبادل أسرى بالضرورة أن يكون هؤلاء الأبطال على رأسها ، فهم خارج إطار حسن النوايا والمفاوضات ، هذه النوايا والمفاوضات العقيمة والتي تزيد من إحباطهم ويأسهم ، وأنني على ثقة بأن أسرى شعبنا في 48 سيبقوا بمثابة الهادي والنبراس والمعلم لأبناء حركتنا الأسيرة الفلسطينية، والمشاعل التي تضيء لنا الطريق ونستمر على هديها ونهجها ، وحتماً صمودها ونضالاتها ستأتي أكلها في الحرية والإستقلال والدولة المستقلة لشعبنا رغم ، قساوة وصعوبة وخطورة الأوضاع الداخلية والمحيطة بثورتنا وقضيتنا وشعبنا .


القدس – فلسطين

ليست هناك تعليقات: