الاثنين، أكتوبر 26، 2009

أما زلت يا معالي رئيس مجلس النواب تؤمن بان هناك اتفاقية سلام؟

خضر خلف
من خلال تصفحي الصحف والمجلات والمواقع على أمل أن أجد رد فعل عربي حول ما يحدث للمسجد الأقصى وللأسف لم أجد ... وهذا طبعا محزن مبكي لا أريد أن أقول مخزي ...
ولكن لفت نظري تحذر معالي رئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي ألمجالي لإسرائيل من تحديها لمشاعر العرب والمسلمين ... في استهدافها المسجد الأقصى وخرقها لمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية التي تصادف ذكرى توقيعها اليوم الاثنين في الوقت الذي تزامن مع اعتداء إسرائيل على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف... وان القدس الشريف يعتبر محميا بموجب تلك المعاهدة لان القدس تحت الحماية والرعاية الأردنية... وانه يحمل إسرائيل المسؤولية....
اسمحوا لي أن أقول لمعالي رئيس مجلس النواب إنني في هذا اتفق معه من حيث رؤيته للأمر العمل على تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ((عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده..فإن لم يستطع فبلسانه.. فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) أخرجه مسلم.
اختار معالي رئيس النواب اللسان ولكن هل غير معالي رئيس النواب ما يحدث في المسجد الأقصى..
لذا كان عليه أن يفعل كغيره ((فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان )) ... لكي يتأكد بان اتفاقية السلام مع إسرائيل هي بالنسبة لنا كعرب ومسلمين شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع ...
أما بالنسبة لإسرائيل فإنها تحقق كل ما تريده وتسعى إليه تحت عنوان الالتزام بمعاهدات السلام التي يحافظ عليها الطرف العربي ويلتزم بها ويقيد نفسه في أغلال بنودها أما إسرائيل فلها الحق أن تضرب بها في عرض الحائط.
وهنا اختلف مع معالي رئيس مجلس النواب لقوله (( إن القدس الشريف يعتبر محميا بموجب تلك المعاهدة لان القدس تحت الحماية والرعاية الأردنية... وانه يحمل إسرائيل المسؤولية....)) يا معالي رئيس النواب هل ما زلت تؤمن بان هناك اتفاقية سلام ؟؟! وان هناك اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية ؟؟ فإذا كانت موجودة كما تدعي لماذا لم توقف الحفريات والأنفاق تحت الأقصى ... وهل منعت من هدم ما هدم من الأسوار حول الأقصى ... وهل أوقفت مصادرة بيوت المقدسين وهدم بيوتهم وترحيلهم بموجب الاتفاقية وبموجب الحماية الأردنية التي تدعيها؟؟!
في الله عليك اجبني لماذا الحدود مع غزة لم تفتح من اجل أعمار ما خلفته المحرقة ؟؟... أليس كل هذا من اجل أن يثبت العرب أنهم ملتزمين في بنود الاتفاقية...
اجلس مع نفسك واخلع ثوب السياسة ليلة واحدة واعتبر نفسك مواطن عادي واحكم بنفسك ... من الرابح الأكبر ومن الخاسر الأكبر من اتفاقيات السلام التي تم فرضها علينا كشعوب... واجب نفسك قبل أن تجيب علينا ... على سؤال واحد فقط مادام الصلح مع إسرائيل يعني صلح متبادل وعلاقات مماثلة مع الجانبين فهل يحق بموجب الاتفاقية أن يتملك الأردني في إسرائيل هل يحق لمن هو أردني شراء وامتلاك عقارات وفتح مشاريع في القدس أو تل أبيب(( تل الربيع)) ؟؟؟!!!... الم تنهب إسرائيل الغاز من مصر بموجب اتفاقيات السلام بأسعار وهمية ...
إن اتفاقيات السلام يا معالي رئيس النواب لم تأتي إلينا من اجل أن تجلب لنا سلاما ... بل أتت لتنهي شيء كان .. ألا وهو دول الطوق نعم هذه الدول تم ترويضها أمريكيا ... وفاتورة الاستسلام وليس السلام تدفع فاتورة حسابه فلسطين وأهلها ومقدساتها ....
ربما تقول بان الكاتب قد بالغ ... دعنا نرجع إلى الوراء ونتذكر منذ كامب ديفيد لم يكن في محيط القدس أين من المستوطنات... وكذلك الضفة الغربية ... حصل اتفاق السلام مع مصر ومن بعده اخذ الكيان الإسرائيلي في التفكير بإنشاء المستوطنات حول القدس والضفة الغربية.... وبعد أوسلو أنصعر الكيان في مشاريعه ... لان دول الطوق قد تلاشت وأي خلاف يكون بحثه من خلال المفاوضات العقيمة ..
وهذا يا معالي رئيس النواب يشهد عليه ما نحن فيه اليوم حيث ركعت أميركا أمام إرادة إيران لان إيران ترفض التفريط ... بينما نحن فرطنا بدول الطوق ألا وهي الإرادة .. واليوم نخر راكعين لأمريكا ومشاريعها وكذلك أمام إسرائيل أصبحنا نتوسل منهم الشيء ...
يا معالي رئيس النواب إننا جميعنا ندرك بان الانتفاضة الأولى قد أطاحت في إسرائيل وسيطرتها وإنهاء قبضتها على فلسطين حينها فأخذت تبحث عن مخرج .... فكان لها اتفاق أوسلو صنيع أوروبي أمريكي لتخليص إسرائيل وأنت تعرف هذا ....
وتأتي لنا يا معالي رئيس النواب لتقول بأنك تحذر إسرائيل من تحديها لمشاعر العرب والمسلمين في استهدافها المسجد الأقصى ... وخرقها لمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية التي تصادف ذكرى توقيعها اليوم الاثنين في الوقت الذي تزامن مع اعتداء إسرائيل على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف... وان القدس الشريف يعتبر محميا بموجب تلك المعاهدة لان القدس تحت الحماية والرعاية الأردنية... وانك تحمل إسرائيل المسؤولية....
يا سلام يا معالي رئيس النواب الم تدرك حتى اليوم بان إسرائيل متجاهلة لكل القوانين والأعراف الدولية ولا تعطي لها أهمية رغم كل المحاولات العربية المهرولة المستميتة خلف السلام المزعوم لإرضاء اليهود والنصارى ... وتقول لنا الاتفاقية الأردنية الإسرائيلية أذكرك بقوله تعالى : }وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ { البقرة120
هرولنا وراء كل شيء لنيل رضاهم ولم يبقى أمامنا إلا أن نتبع ملتهم فهل تريدون لنا هذا؟؟!!

ليست هناك تعليقات: