الخميس، أكتوبر 29، 2009

أيُّ هَمٍّ نُتابع؟

خولة عليان
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني

حين يتشظى الوطن، وتُستعبد النفس، ويُغتصب العقل، وتُشلّ الإرادة، وتُحتجز القلوب والضمائر، في عُلب محكمة الإغلاق، بفعل فاعلٍ هنا او هناك، ويكون الصراخ داخل إطار مغلق، وتَعجز الحناجر عن طلبِ لقمة العيش والعدالة والحرية وتُنتهك الحريات، وتُغلق المؤسسات ما بين قطاع غزة والضفة والقدس الشرقية، لا لشيء الا لأنها تسعى للدفاع عن حقوق الانسان، وحين تُهدم البيوت ويفترش الأطفال والنساء والشيوخ قارعة الطريق ويُصبح الوطن شظايا المصالح الخاصة وتتعدد مظاهر الاضطهاد، ويُحشر المواطن بين أنياب الاحتلال والانقسام فاعلم /ي انك/كِ تعيش/ي في أرض كانت تسمى فلسطين!

ما أكثر الهموم التي أمست تعشعش فوق وداخل رأس المواطن.. فأي همٍّ هو الأولى في المتابعة ، هل هو خطر الانقسام والتشتت، ام هو خطر الاحتلال والجدار والاستيطان أم هو خطر تهويد القدس والمقدسات؟ أم هي لقمة العيش والبطالة والفقر والجوع؟! كل هذه الأسئلة وغيرها تَدُّق بقوة رأس المواطن في ظل غيابٍ واضح لهيئات تمثيلية حقيقية تحمل هذه الهموم وتخوض بها شعاب التعقيدات.

فهل من الطبيعي أن يبقى الحال على ما هو أم أننا فقدنا بوصلة التحرك؟ فمن حق كل مواطن والحال هذا ،ان يسأل، بل أن يكسر جدار الصمت وأغلفة الحصار، فهذه حياته وحياتنا، فإلى متى نبقى أسرى التخلف والانقسام والاحتلال؟

القدس تستصرخ الجميع، وكذا الأمر بالنسبة لعذابات أهل غزة، وعذابات أهل الضفة الذين تصادر أراضيهم يومياً بفعل الاستيطان والجدار ، فهل استراح البعض كون ان هناك مجموعة من الاجانب تتحرك ضد انتهاكات الاحتلال المختلفة في القدس والضفة وغزة، على أهمية واحترام ذلك خاصة واننا نشاهد يومياً المناضلة الاوروبية الانسانية لويزا مارغانتيني ورفاقها يتصدون لآلة القهر الاسرائيلية في الضفة وغزة والقدس؟ فهي وللعلم فقط تسير على خطى راشيل كوري وعشرات المتضامنين الأجانب؟! ونحن ما زلنا نتساءل هل ستكون الانتخابات دون غزة، وان كانت كذلك هل ستكون في الضفة دون القدس؟! أليس الأجدر بنا ان نعيد الاعتبار لأنفسنا ونضالنا وهويتنا الوطنية الموحدة ، ونرص الصفوف ونوحد المواقف احتراماً واجلالا لتضحيات شعبنا وعذابات اسرانا واسيراتنا، ولانقاذ أنفسنا ومستقبل اطفالنا.

هذه صرخة خارج اطار الغرف المغلقة، لعلها تصل آذان كل من هو معني وخاصة الاخوة في حركتي فتح وحماس، كي لا نبقى نردد هنا كانت فلسطين؟! . أغيثونا .. اغيثونا.. فهل من مجيب!!

ليست هناك تعليقات: