الجمعة، مارس 26، 2010

( المشعوذ) عبد الستار قاسم يطرح حلًا للأزمة المالية العالمية

سامي الأخرس
بداية أسجل اعتذاري للبروفسور عبد الستار قاسم عن بادئة العنوان كلمة( مشعوذ)، ولكنني عندما قرأت خبر على صفحات إحدى وكالات الأنباء الفلسطينية بأن البروفسور " قاسم" قدم مقطوعة فكرية ورؤية فلسفية جديدة في الاقتصاد السياسي، وهي أول مقطوعة يصدرها عربي حول الوضع الاقتصادي العالمي منذ بداية الأزمة المالية العالمية الحالية، قفز لذهني على الفور مشهد لا زال ماثلًا أمامي، وهو ذلك المشهد الذي دار في مناقشة رسالة الماجستير، فعدت للتو أشاهده على فيلم الفيديو المسجل لأراه وأسمعه بدقة ، وأشاهد الوصف الذي قدمه أحد المناقشين لى في الرسالة، عندما قرأ اقتباس من أحد مؤلفات البروفسور " قاسم" الذي لا اخفي سرًا أنني اختلف معه سياسيًا وفي العديد من المواقف السياسية، ولكن لا اختلف على درجته العلمية ومستواه الأكاديمي وقدراته الفكرية والثقافية، والعلمية، ومكانته الأكاديمية وهو ما يدعوني للوقوف باحترام أمامه، مهما كان اختلافنا السياسي الشكلي، الذي يصب في بوتقة المصلحة الوطنية العليا، ورؤية كل شخص لها، كما ودعاني للعجب وأنا أقارن بين الخبر والمشهد، فالخبر يعني شيء علمي جديد قدمه بروفسور فلسطيني، والمشهد لدكتور فلسطيني يتصبب عرقًا، وبوجه أحمر، ويرتجف، ويقدم لنا فاصل من سيناريو معد مسبقًا، ومخطط له ليكيل التهم، والألفاظ التي لا تصدر من مراهق بحالة هياج عصبي، ويقول عن بروفسور فلسطيني " مشعوذ" ويعيدها بالرغم من تدخل المناقشين الآخرين، ومطالبته بالهدوء والنقاش العلمي والأكاديمي، واحترام دكتور بحجم عبد الستار قاسم، كزميل أكاديمي على اقل اعتبار، ورغم ذلك ساق بالأمر لأنه يدرك أن هناك من سيصفق له من الحضور لأن ما سيتحدث به سيصل للقائمين على رزقه، أو لمن يتوسم بهم خيرًا لتعينه بمكان ما، أو تحقيق منحه لأبنه ... إلخ، بالرغم من أن هؤلاء الذين يتوسم بهم خيرًا لا يحملون شهادة الثانوية.
وبعيدًا عن هذا الحدث، علق بذهني هذا الخبر الذي أقف أمامه واقرأه، متسائلًا هل فعلًا هذا البروفسور مشعوذ؟! وهل من يطرح هذه الرؤية الفلسفية كحلًا للأزمة المالية العالمية في مؤتمر علمي بجامعة القدس وبحضور رئيسها سري نسيبة مشعوذ؟! وهذا المناقش هو الأكاديمي الفذ والنبيه، وأمل فلسطين العلمي؟!
تباينت لدى الصورة، ولكنها لم تفاجئني لأن ما بين التوقع والمفاجأة درجة من الوعي، والتأمل في صياغة الإنسان وشخصيته، ولقبه الذي يحمله بكينونة علمية، تبحث عن إنجاز وسط عالم الضوضاء الصارخ الذي أصبحنا نحتكم له، ونصيغه بمفهوم التجارة، والنفاق، وهو الفيصل بين من يسخر علمه للوطن، ويسخر قدراته في خدمة الوطن ورفع شأنه، وبين آفاق يريد جنى ثمار من أولياء نعمته، ويبيع نفسه وعلمه- إن كان لديه علم- لأجل متعة ذاتية، وهذا ليس بالغريب أو العجيب، لأن درجته حصل عليها من معهد بحوث تجاري، لا يحمل من العلم سوى صفة الاسم، وأصبح محاضراً بنزكية من طرشان الزفة الذين استنجد بهم، ونقلوا حفلته على الهواء مباشرة لمسؤولية.
وهنا تبرز الحقيقة التي نريد تجاوزها ألا وهي لماذا أصبحت الدرجات العلمية عندنا تُحصل بمكالمة تليفونية؟ لأن أمثال هؤلاء أصبحوا منتشرين في جامعاتنا، وألقابهم الزائفة تقدم على الألقاب الحقيقية.
أدرك أن هذا المقال سيفتح أبواب جهنم بوجهي، ولكن شاء الله وما أراد فعل، وقررت أن استمر بدربي، رغم كل شيء، وأن استمر بطريقي دون الالتفات للخلف كثيرًا، وما هذا المقال سوى لافتة من اللافتات المؤلمة التي لا زالت أمام ناظري وأنا أشاهد أراجوز يتراقص على مسرح النفاق والدجل العلمي والأكاديمي ...... وهو ما سيتضح أكثر باللافتات القادمة ....
هي كذلك ......... والقدر كذلك، فعبد الستار قاسم مشعوذ!!! فماذا سيكون هذا الآفاق؟!!!!
الزمن والأيام ستجيب حتمًا على تساؤلي.

ليست هناك تعليقات: