الخميس، مارس 18، 2010

الله سترنا/ إذا كنت تقيم في أستراليا إقرأ هذا المقال

كلوديا مرشليان
النهار البيروتية
يا حرام عالشعب الأوسترالي شو معتر، وتفوووو على الدولة الأوسترالية شو هاملة شعبها. انو معقول اللي سمعناه من الجالية اللبنانية المنتشرة في أوستراليا عن مآسي الشعب الأوسترالي وعن سيئات المجتمع وفظاعة العيش هناك؟
عن جد شي ما بيتصدّق. فقد قالت السيدة الدكتورة التي أنجأ تتذكر بعض التعابير اللبنانية وهي تأسف بعمق وقوة لمارسيل غانم حين سألها عن المجتمع الأوسترالي الذي تعيش فيه منذ عشرات السنين:
"المجتمع الأوسترالي مجتمع مادي ومخيف ولا يشبهنا. فالشاب الأوسترالي مثلا الذي يقرر العمل الى جانب دراسته، سرعان ما يجد العمل المناسب فيعمل أسبوعا واحدا ويتقاضى مبلغا كبيرا يخوّله شراء سلولير، وان عمل أربعة أشهر مثلا فهو قد يشتري سيارة صغيرة. مجتمع مادي الى آخر الحدود".
أكيد يا سيدتي الدكتورة أن هذا المجتمع لا يشبهنا. هنا يفتش الشاب عن عمل بعد دراسته وبعد نيله الشهادة فلا يجد، وإن وجد المسكين عملا فهو قد يعمل ليلا نهارا ليتقاضى في نهاية الشهر مبلغا يدفع به اشتراك الموتور والدش ويجنّط في الخامس من الشهر التالي.
أما البروفسور الآخر الذي جلس يتحدث إلينا باللهجة اللبنانية المكسّرة لا بل المطحبشة، فهو كان يأسف على وضع الشباب والشابات في أوستراليا ويخبرنا أن الأهالي يأتون اليه ليخبروه بأنهم سيعودون بأولادهم الى ربوع الوطن لأن الروابط الإجتماعية في لبنان لا تزال مقدسة ولأن الفرد في لبنان هو فرد محترم والأب يصرخ في وجه ابنه الشاب فيرتجف كالقصبة ويجلس في الزاوية يقرأ في كتاب مارون عبود قصة عن الضيعة والمحبة والإلفة.
من الواضح يا بروفسور أنك قد هاجرت من لبنان منذ عقود لا بل منذ دهر، فنحن لا نزال هنا، ونخبرك يا صديقي بأن العجزة يملأون المؤسسات الخيرية والشوارع والأرصفة وأولادهم لا يسألون عنهم، والمرضى ينتظرون على ابواب المستشفيات ولا من مجيب، والمرابع الليلية تمتلئ بالشباب والقصّر الذين يدخلون بعد ان يبرطلوا المسؤول بقرشين خفاف نضاف، والمقاهي تعجّ بأولاد الـ 15 والـ 16 يؤرغلون على عينك يا بابا، وبلاكين لبنان تشهد ليليا سهر الأهالي الذين ينتظرون عودة أولادهم من السهرات الصاخبة. فلذلك يا بروفسور قل للذين يأتون اليك ان يبقوا هناك فالحال هنا ليست بأحسن.
أما السيدة الأخرى التي أخبرتنا على مدى نصف ساعة عن تعلقها بضيعتها وأصالتها والجذور والتراب وأعطتنا دروسا لا تنتهي بالوطنية فهي تعيش هناك منذ عشرات السنين وقد نسيت اللغة العربية وأنجبت صبيانا وأسمتهم جوشوا وجايمس وجوناثان و... و... و ... وقد نسيت أن تعلمهم العربية ونسيت ان تخبرهم عن لبنان، لكنها رغم كل ذلك تحاول ان تعطينا دروسا بالوطنية نحن من احترق سلافنا بحروب الـ 75 و78 و82 و85 و87 و89 و2000 و2006 والخير لقدام.
الحاصلو، جلست أستمع الى المغترب اللبناني الذي ينتقد أوستراليا وينتقد كل ما فيها وراودتني فكرة سديدة وقلت:
الحمد لله ألف مرة أن ليس من جالية أوسترالية في لبنان والا لكان جاء اعلامي اوسترالي وجمع الأوستراليين المقيمين في لبنان وسألهم عن رأيهم في المجتمع اللبناني.
عم تتخيلوا شو كان صار؟ عن جد... الله سترنا يا "غايز".

ليست هناك تعليقات: