الجمعة، مارس 19، 2010

صلاح الدين وزمن الوحل والطين

أحمد عدوان

هل لو عاد صلاح الدين الأيوبي في زمان البكاء والعويل اليوم ودعانا للحرب هل سننتفض ونهب جميعا عن بكرة أبينا لنصرة المسجد الأقصي ..؟؟
أم أننا لا نفلح إلا في الجعجعة والكلام ومناطحة الهواء وعند الجد لن تجد أحد يتقدم الي ساحة المعركة ، هل ستتمثل فينا روح الشجاعة والفداء أم أن تلويح الحكام بفتح الحدود كلما مس الاقصي قرح سيكون السمة البارزة ولا تكاد تجد أحد يقرب الحدود أو حتي يفكر (يهوب ناحيتها) !!

هل نحن صادقون في مناشدتنا لنصرة الأقصي وهل نحن مستعدون لمواجهة أسرائيل عسكرياً لو حدث ذلك ؟ اليوم أمتلاءت الشوارع بالافتات تنديدا ً لاقتحام المسجد الأقصي والمخطط الصهيوني في أقامة هيكلهم ومخطط لأقامة كنيس الخراب الصهيوني بجوار المسجد الأقصي أو علي انقاضه ، هل ستجرحنا رؤية المسجد الأقصي رفات أم أننا سنهرول لأقامة أوبريت لأغنية باكية تصور الجرحي والثكلي وأنقاض المسجد وينفض الحفل وكل (واحد يروح لحاله ) .

هل سيبقي السيد أبو مازن ورفاقه من حكام الأعتدال ، علي مواقفهم اللينة لو حدث شئ للمسجد الأقصي لا سمح الله ،ويطالبون كالمعتاد بانتظار الضعط الأمريكي علي حكومة تل أبيب ، وبعد أن يفعلوا كل أفعالهم الحاقدة يطالبون بمفاوضات غير مباشرة ،وهل ستنظرنا قوات الأمن المركزي كالعادة ويحيطون بالمسجد قبل خروجنا ودخولنا منه أم أن رؤية الأقصي ستذيب كل ما سبق من التصلب في المعاملة مع الشعوب العربية المخنوقة .

لو سكتنا هذه المرة ستتكرر المشاهد باحتلال فلسطين والقدس من قبل الصهاينة منذ 1984، وكان مشهد اللاجئين العرب المطرودين من أرضهم، كافياً لنتذكر صلاح الدين الأيوبي، الذي يحتاجه عصرنا وعرب اليوم ربما أكثر من ذي قبل،عجيب أمرنا لا يوجد قائد عربي واحد تثق فيه الجماهير عزت فينا الانتصارات واصبحت عزيزة هذه الأيام كلنا أتقنا لغة الصمت وثقافة الرضوخ والاستسلام واصبحت القدس من لغة ضمير الغائب ولكن يبقي السؤال الحقيقي هل سنفعل كما فعل بنو إسرائيل بنبي الله موسي حينما دعاهم للقتال أذهب أنت وربك فقاتلا أنا ها هنا قاعدون أم أننا سنلتف حول ذلك القائد ايا ً كان ذلك القائد طالما لنصرة الاقصي وتحريره من دنس المشركين


هل حقيقي أننا مستعدون للحرب وهذا السؤال لك انت يا من تقرأ سطوري الأن ، أم أننا تعودنا في كل ضيقة أن نرفع أكفنا بالدعاء دون أن نفهم موجبات الدعاء ، لأن صلاح الدين لم يحرر الأقصي بالدعاء ولا بالبكاء وحسب ولا برفع عبارات الشجب والاستنكار ولا بالمظاهرات بل وحد الصفوف والجيوش والعرب علي كلمة لا اله الا الله وبها حرروا القدس من براثن الاحتلال الصليبي وهزم العنجهية الداخلية من قلب قصور الحكم قبل أن يهزم العدو ووحد العرب وهزمت قلاع الحكم في دمشق ومصر والعراق وأعلن الدولة العربية والاسلامية الواحدة فهل نجروأ نحن علي ذلك الان في زمن لا يجد حكامنا مكانا ليضعوا فيه رؤسهم سوي الوحل والطين أم أننا سنبقي نستذكر أنتصارات وفتوحات قائدنا العظيم صلاح الدين ؟؟ !! .

ahmed_3dwan@hotmail.com

كاتب فلسطيني

ليست هناك تعليقات: