الأربعاء، مارس 31، 2010

وسائل الاعلام وحقوق الانسان

دكتور روزينيا
نقلها الى العربية ابراهيم ابوعلي



في الايام القليلة الماضية قام الرئيس "لولا"بزيارتين خارج البلاد,وقد كان من الممكن ان يمرا بسلام,لكن جزء كبيرا من وسائل الإعلام البرازيلية

قررت ان تكيل بمكاييل مختلفة لتلك الزيارتين,ومن اجل ذلك فإنك وبكل تأكيد ستجد المختصين في الموضوع من صحفيين ومثقفين دائما جاهزون ليبدوا اراء تنطبق مع ما يريده اصحاب الفضائيات ووسائل الاعلام ان يبث على الملأ!,,,اما اصحاب الرأي المخالف فغالبا ما يكونوا مهمشين واذا سمح لهم بإبداء ارائهم فيكون بطريقة محدودة

اكتب هنا عن زيارتي الرئيس "لولا" لكوبا وللشرق الاوسط

لن اعلق على تصريحات الرئيس ,لكن عن كيفية تغطية وسائل الاعلام للزيارتين,وبشكل اساسي فيما يتعلق بحقوق الانسان

لقد وصل "لولا"الى كوبا في نفس اليوم الذي توفي فيه "اورلاندو زاباتا"وهو احد معارضي النظام الكوبي, وبسبب ذلك كان هناك تضخيم اعلامي وانتقادات واسعة في وسائل الاعلام البرازيلية عن حقوق الانسان"المهضومة" في كوبا.

وبالمقابل ففي زيارة الرئيس "لولا" لاسرائيل لم يكن هناك اي تعليق حول هذا الموضوع,فقط التعليقات كانت حول عدم زيارة "لولا"لقبر هرتسل .الصحافيون والمختصون والمثقفون انتقدوا "لولا" فقط لعدم زيارته قبر هرتسل!لكنهم لم يذكروا ان الزيارة لم تكن مدرجة على الاجندة الرسمية اساسا!وكذلك لم يذكروا ان رؤساء دول اخرى لم يقوموا بزيارة ذلك القبر امثال ساركوزي وبرلسكوني والذين مروا هناك في الايام الليلة الماضية.



بعد موت "زاباتا" في كوبا كان هناك معارض اخر للنظام الكوبي هو "غيليرمي فارينياز"والذي نجد في ماضيه تداخل بين الجريمة والقليل من العمل السياسي,فقد انتهز الفرصة ليعلن اضرابا عن الطعام, وفارينياز هذا غير مسجون وقد عرض عليه امكانية الهجره لكنه أبى ورفض

ومن جهة اخرى فإن هناك صمت رهيب حول حقوق الانسان في اسرائيل ,حيث انه نتيجة للاعتداءات الاسرائيلية فإن هناك مابين 4 الى 5 ملايين فلسطيني لاجئين ومشردين خارج فلسطين وان هناك اكثر من 3.2مليون فلسطيني يعيشون داخل فلسطين واذا ارادوا الذهاب من مكان الى اخر فعليهم ان يمروا على بعض من ال 600 حاجز تدقيق اسرائيلي تعترضهم, وفي كل واحد من هذه الحواجز هناك امكانية عدم متابعة الرحلة او الاعتقال,

فإسرائيل هي من البلدان التي لديها اكبر عدد من المعتقلين السياسيين في العالم حيت تعتقل في سجونها اكثر من عشرة الاف فلسطيني بينهم اطفال ونساء, وكذلك تجد من ضمن المعتقلين مسئولين فلسطينيين تم انتخابهم ديموقراطيا حيث تجد 39 نائبا فلسطينيا معتقلا وتجد بين المعتقلين 9 وزراء تم خطفهم منذ شهر حزيران 2006 والكثير من هؤلاء المسئولين لم توجه لهم اية تهمة ولم يحاكموا, وبكل بساطة هم سجناء لدى اسرائيل

وبدون ان تبدي الاسباب

هل تعلم ان 25%من الفلسطينيين الذين مازالوا تحت الاحتلال العسكري الاسرائيلي قد تم سجنهم في لحظة ما من حياتهم

وان التعذيب مسموح به قانونيا في اسرائيل ومصرح به من قبل محكمة "العدل" العليا حيث سمحت بأستعمال" اساليب مؤلمة"!لاستجواب الفلسطينيين

اقول:لن يوجد هناك احترام لحقوق الانسان ما لم يوجد احترام للارض التي يعيش عليها الانسان

ان قرار التقسيم رقم 181 والصادر عن الامم المتحدة عام1947 والذي اقيمت اسرائيل على اساسه قد منح 56% من فلسطين للدوله الجديدة, بينما ترك الباقي وهو 44%من مساحة فلسطين لتقام عليها دولة فلسطينية, علما بأنه قبل صدور هذا القرار كان الفلسطينيون يملكون 96% من فلسطين.

ان هناك اعتداءات كثيرة على حقوق الفلسطينيين,وكذلك لا يمكنني ان انسى "سور العار" الذي تبنيه اسرائيل في الاراض الفلسطينية وبطول

سبعمائة كيلو متر وهو مرفوض ومدان من قبل الهيئات الدولية, هذا السور يقطع اوصال الاراض الفلسطينية ويقطع اوصال العائلات الفلسطينية, يمنع الناس من الوصول الى اعمالهم, يمنع الطلاب من الوصول الى مدارسهم, ويمنع الفلسطينيين من الوصول الى مصادر مياه الشرب
وسائل الاعلام البرازيلية بشكل عام تتجاهل كل هذه المعاناة.



قبل سنين مضت قرأت في لوموند ديبلوماتيك الصادرة بالاسبانية ان صبيا يهوديا كان يتمشى مع جدُه في احد شوارع تل ابيب وكان الجد يقول لحفيده "اترى هذه الشجرة, انا الذي زرعتها" وتلك ايضا, انا ساعدت في بناء تلك الحديقة" وهكذا كان يخبر حفيده عما قام به من بناء وزراعة من اجل تأسيس دولة اسرائيل وبنائها وبعدما سمع الطفل الكثير من جده ,سأله: جدي هل كنت فلسطينيا؟

هذا يظهر كيف ان بلدا اقيم بمعاناة الكثيرين وبقرار من الامم المتحدة اصبح الان اكثر دولة لا تحترم قرارات الامم المتحده ولا تحترم حقوق

الانسان بينما نكاد لا نجد اي انتقاد لها من وسائل الاعلام.

الدكتور روزينيا هو طبيب اطفال ونائب فيديرالي في الكونغرس البرازيلي عن حزب العمال في ولاية بارانا*


ليست هناك تعليقات: